من مذكرات العندليب...حبه الوحيد

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
"يا قلبي خبي ليبان عليك، دا مش نصيبي لكن حبيبي، العمر كله أعيش لحبه".. بعض من كلمات أغنية "يا قلبي خبي"، التي غناها العندليب وصادفت أن عبرت عما جاء في مذكراته، حيث حكى فيها عن تلك الحبيبة الغامضة، التي ظل وفيا لها ولم يحالفه الحظ ليتزوجها، بسبب بعدها عنه لفترة طويلة ثم مرضها المباغت الذي أخذها منه، وظل يحيا عبدالحليم على ذكرى أيامه معها حتى وفاته.

كتب العندليب عنها في مذكراته وغنى لها الكثير ولكن رفض ذكر اسمها وأطلق عليها ليلى أو ديدي، محتفظا بسر حقيقتها في داخله، ما دفع الكثيرون لمحاولة التخمين ولكن لم يعُرف أحد، ووصفها عبدالحليم في مذكراته التي نشرتها الأهرام قائلا:"إنها ذات العيون الزرقاء التي اكتشفت من خلال حبي لها أن للحياة معنى وأن الشمس من حقها أن تشرق كل صباح وأن الغروب من حقه أن يأتي وأن الإنسان من حقه أن يتنفس، كانت جميلة للغاية وأشتاق إليها الآن وعاشت قصة حبي لها خمس سنوات، أقسم بالله العظيم يمينا أسأل عنه يوم القيامة أنني لم أكن أحب واحدة من النساء مثلما أحببتها".

اختار العندليب اسما مستعارا لمحبوبته حتى تظل سرا في داخله معبرا عن تلك الفكرة في مذكراته "وليكن اسمها ليلى، وليلى ليس اسمها لأن الاسم يجب أن يظل سرا، هي الآن ذكرى، لا أعرف كيف تتحول الضحكة واللمسة والأمل والحلم إلى ذكرى، إنني ما رأيت في حياتي عيونا في مثل جمال عينيها.. عيونها زرقاء رمادية بنفسجية لا أدري لكني كنت أعرف أن عيونها ملونة بالبهجة والأسى في آن واحد.. أقسم بالله العظيم أنني كنت أرى الغروب فجرا وأرى الفجر نورا وأرى كل لحظة من اليوم لحظة في الحب كانت ليلى هي السبب في كل ذلك كأنني ولدت يتيما حتى أولد في عينيها لتصبح أمي".

التقى عبدالحليم بليلى لأول مرة في لندن عندما كان يتسوق في هارولدز وجذبت انتباهه بشكل كبير ما جعله يتسمر مكانه، وحالفته الصدفة أن يقابلها على شاطىء ميامي ولم يصدق نفسه أنه يراها مرة أخرى ثم تبين له عبر حديث بسيط بينهما أنها متزوجة من رجل أعمال ولديها ابن وابنة وحياتها غير مستقرة وسعيدة وهناك مناقشات عن الطلاق.

وبدأ الثنائي التقرب من بعضهما وساعدهما سوء علاقتها مع زوجها ما جعل العندليب يبحث عن شقة تجمعهما سويا قائلا: "بدأنا نؤثثها معا، بدأت هي تختار الستائر والسجاد واللوحات والمكتب وحجرة الموسيقى وحجرة النوم، ذوقها بسيط ورائع كعينيها، وكانت محاولات الطلاق تجري وكانت المشكلة أن ولديها قد بلغ الصغير فيهما التاسعة والكبير عمره عشرة أعوام ومعنى ذلك أن الزوج يستطيع أن يطلب حضانتهما، هذا من حقه الشرعي ولم نكن نتخيل أن نعيش بعيدا عن أبنائها وكنت ممزقا، إنني أعرف معنى الحياة بدون أم وأعرف أن أي حنان غير الأم هو حنان مغشوش، وأنهكني النزيف أكثر من مرة وكانت معدتي قد تعودت أن تحتج على قلقي وكأنني لم أكن أريد الحياة إلا بدونها، كثرت الدموع في عيونها وتجمدت الدموع في عيوني وكنت أغني أيامها أغنية "بتلوموني ليه" من أجلها.

أخبرها عبدالحليم أنها إذا كانت لا تستطيع العيش بدون أولادها فعليها الرحيل معهم وبالفعل سافرت مع زوجها ولكن مرت الأيام وعادت ليلى مرة أخرى بعد أن طلقها زوجها وقررا الزواج ولكنها أصيبت بفيروس خطير تسلل إلى المخ حتى توفيت وتركته وحيدا ولم ينساها كما اعترف في مذكراته أن جميع أغنياته الحزينة مهداة لها.

عشقه لها جعله لم يستطع الزواج حتى وفاته قائلا في مذكراته: "يسألونني كثيرا لماذا لا تتزوج، لا أحد يعلم أن الزواج ليس مسألة حسابية إنه يحتاج إلى الإحساس بأن الحياة لا يمكن أن تستمر بدون هذه المرأة، إنني أخبئ الآن في قلبى شمعة الحب أحاول أن أجعلها مشتعلة، لا أحكي عنها لأحد حتى تظل هذه الشمعة مشتعلة هل ستستمر هذه الشمعة مشتعلة، أحلم بذلك".
 

المواضيع المشابهة