يَرِقُ قَلبي لِرومانسِيَتِكُم

لَيتَكُم تَعلمونَ حينَ أقرَأ لَكُم ما تُنشِدون, و بِداخلي أنزِفُ مَع كُلِّ مُفرَدَةٍ مِن قَريَحَتِكُم تَنظُمون. ما ألطَفَ أرواحَكُم و ما أسماها عِندي أيُها العاشِقون. يا مَن تنادِمونَ القَمَرَ في دُجى اللَيلِ حينَ تَسهَرون، و الوِجدُ أذهَبَ بِمَسِّ النومِ و لِطَعمِهِ لا تَشتَهون. كَم أستَشعِرُ عَذاباتِكُم و لَيتَني بَلسَمَكُم بِهِ تَستَشفون.و يَغلِبُني الأسى إن أعيَتني الحيلَةُ و لا أبذُلُ لَكُم ما بِهِ تَنتَفِعون...

نَرجِسِيُّ الطَبعِ أدُرُّ الدَمعَ لِمشهَدٍ يَتأوَهُ بِه عاشِقٌ مَحزون،و يَتَفَطَرُ الفُؤادُ و لا أُحصي دَقاتَهُ إن أنتُم مِن نَيلِ الوَطرِ تُحرَمون.كَم أهوى مُجالَسَتَكُم و إصغاءِ السَّمعِ لِلِطفِ حَديثِكُم و كُلَ ما تَنطِقون. العَبراتُ تُسكَبُ بِلا حُسبانٍ و تَهملُ العَينِ لِما أنتُم مِنهُ تَألَمون، و قَد اغتاظُ على مَن ساقَكُم لِدَربِ الهَوى و تَرَكَكُم لِلقَهرِ تَتَجَرَعون...

مَعاشِرَ أهلِ الهَوى: الحَديثُ مَعَكُم لا يُمَّلُ و إن كانَ ذو شُجون،و استِشعارُ غُبنَكُم وإن كانَ لا تَتَمنّاهُ النَفسُ فَقَد قاسَت ما تُقاسون، لَم أَجِد بُدّاً مِن بَثِّ روحِ الأمَلِ فَتَشَبَّثوا بِحَبلِهِ ما وَسِعَكُم و قَدرَ ما تَستَطيعون،فَمَن قالَ بأنَّهُ كُلُّ لَيلى لا يَظفُرُ بِوَصلِها المَجنون؟ و مَن قالَ بِأنَّ كُلَّ حِكايَةٍ لا تُختَمُ بِطابِعِ السَّعدِ و بِلَيلَةِ العُرسِ هُناكَ يغلِبُ الصَّخَبُ السُّكون!
هذهِ رسالَتي إليكُم يا والِجينَ بابَ الغَرامِ و لا بُدَّ يَوماً أن تَهنَئوا بالقٌربِ مِمَّن أدخلَكُم سِجِل العِشقِ و صَيَّرتكُم مَحَبَتُهُم في ديوانِ العاشِقين...
​