كَيفَ يَنشَأُ الخَوف؟

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
:02:

عِندَما يُولَدُ الطِّفلُ تَكونُ بِهِ بَعضُ السِّماتِ الَّتي تُعلِن عَن نَفسِها في شَخصِيَتِهِ. فَمِنَ البِدايَةِ المُبَكِرَةِ نَجِد أنَّ هُناكَ أطفالاً أكثَرُ جُرأَةً و أَقَلُّ خَوفاً مِن غَيرِهِم.و لتَنظُر إلى أُسرَةٍ بِها العَديدُ مِنَ الأطفالِ و سَوفَ تُخبِرُكَ الأُمُّ عَن مَدى اختِلافِ الأطفالِ مُنذُ ميلادِهِم. فَأَحَدُهُم مُتَفَتِّحٌ و جَريءٌ, و الآخَرُ خَجولٌ و لا يَقتَرِب بِسُهولَةٍ مِنَ الآخَرينَ أوِ المَواقِفِ المَجهولَةِ لَهُ.
إلّا أنَّ هذِهِ السِّماتَ الَّتي اكتَسَبَها الطِّفلُ وِراثِيّاً في الجيناتِ يُمكِن أن تَتَعَرَّضَ لِلتَّغييرِ, و ذلِكَ اعتِماداً على الإستِجابَةِ الَّتي يَحصِلُ عَلَيها الطِّفلُ مِنَ السُّلوكِيّاتِ المُختَلِفَةِ.فَإذا ما سَمَّى والِدٌ قَلِقٌ حُبَّ الإستِطلاعِ _عَدَمُ طاعَةٍ_ فَإنَّ الطِفلَ النَّشيطَ سَوفَ يَتَعَلَّمُ أن يَكون حَذِراً و يَكبَحُ حُبَّهُ لِلإستِطلاعِ. أو عَلى العَكسِ كَأّن يَستَمِرَّ في عَمَلِ نَفسَ الشَّيءِ و , و لكِن سِرّاً و بِذلِكَ يُشبِعُ النَّشاطَ المُمتِعَ السّابِقَ و لكِن بِإسلوبٍ خاطِئٍ.
و إذا كانَ الطِّفلُ يَشعُرُ بِالخَجَلِ مِن بِدءِ أيَّ شَيءٍ و أُمَّهُ تَمنَعَهُ مِن مُحاوَلاتِهِ لِإكتِشافِ العالَمِ مِن حَولِهِ بِمُعارَضَتِها الشَّرِسَةِ لَهُ, فَسَوفَ يَنتَهي بِهِ الحالُ إلى الإقلاعِ عَن مُحاوَلاتِهِ, و يُصبِحُ غَيرُ ماهِرٍ في التَّعامُلِ مَعَ المَواقِفِ المَجهولَةِ لِأَنَّهُ لَم يُمارِس ذلِكَ مِن قَبلُ, أَمّا إذا تَمَّ تَشجيعُ طِفلٍ خَجولٍ بِرِقَّةٍ و مُدِحَ عَلى أيِّ تَقَدُّمٍ أحرَزَهُ فَإنَّ ذلِكَ يَمنَحُهُ الفُرَصَ لِلتَغَلُّبِ عَلى الخَوفِ.
و يَقضي الأطفالُ سَنَواتِهُم المُبَكِّرَة في مُحاوَلَةٍ لِفِهمِ العالَمِ مِن حَولِهِم. و إنَّ المَجهولَ يُمكِنُ أن يُثيرَ التَّوَتُرَ لَدَيهِم بِسُهولَةٍ, و لَو وَضَعَ أَحَدُنا نَفسَهُ مَكانَ الطِّفلِ لِلَحظَةٍ واحِدَةٍ, فَكَم سَيَبدو كُلُّ شَيءٍ غريباً مِن وِجهَةِ نَظَرِ طِفلٍ في الثالِثَةِ مِن عُمُرِهِ و هُوَ يُحَدِّقُ إلى مَقعَدِهِ في أَحَدِ أركانِ الغُرفَةِ و الَّذي يَبدو كَالوحشِ في المَساءِ عِندَ إطفاءِ الأنوارِ؟!
حاوِل أن تَتَذَكَّر لِلَحظَةٍ بِمَ تَشعُرُ و أنتَ مُعتَمِدٌ كُلِيّةً عَلى والِدَيكَ في الحُبِّ و القبولِ و الطَّعامِ و الدِّفءِ و المَسكَنِ؟ لا بُدَّ أنَّكَ تَشعُرُ بِالضَّعفِ و العَجَزِ لأنَّ هُناكَ مَلايينُ الأأشياءِ الَّتي لا يُمكِنُكَ إدراكُها. لِذا فَلِكَي تَفهَمَ هذهِ الأمورَ فَإنَّكَ تُفَسِرَها بِطَريقَتِكَ الخاصَةِ الَّتي تَعتَمِدُ عَلى مَعرِفَتِكَ بِالعالَمِ, و هذِهِ المَعرِفَةُ تَتَضَمَّنُ قصَصاً خُرافِيَّةً, و كُتُباً مُصَوَّرَةً, و تِلفازاً, و رَوضَةَ أطفالٍ و الطَريقَةَ الَّتي يَتَعامَلُ بِها مَعَكَ و مَعَ كُلٍّ مِنهُمِ الآخَر.
و حَيثُ أنَّكَ عُضوٌ جَديدٌ في الجِنسِ البَشَرِي فَإنَّكَ كَثيراً ما تَفهَمُ الأشياءَ بِشَكلٍ خاطِئٍ, و عادَةً ما يَكونُ هُناكَ مَن يُوَضِحُها لَكَ, إنَّ الحَياةً مِن حَولِكَ مُحَيِّرَةً و كُلُّ شَيءٍ جَديدٌ: جِسمُكَ,مَشاعِرُكَ, مُحاوَلاتُكَ لِلتَعَلُّمِ, و مِن لَحظَةِ وِلادَتِكَ تُواجِهُ المَجهولَ, لِذا فَمِن غَيرِ المُدهِشِ أن تَخافَ أحياناً! ألَيسَ كَذلِك؟
مِن كِتابِ: الشَّجاعَةِ الإيجابِيَّةِ لِمُؤَلِفِهِ: فيرا بيفر
مع أطيب الأمنيات
 

يويا

مراقبة الاقسام الفنية
#2
رد: كَيفَ يَنشَأُ الخَوف؟


يسلمووو ع طرح مميز
سلمت الايااااااااااااااااادي
بانتظار جديدكد