إنهُ فرصه فلن نحسن الوفادة.

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1
:04:









تدور عجلة الزمن بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية ، ذلك أن المسلم يكاد يطيش عقله عندما يقف مع نفسه محاسباً
ماذا قدّم فيما انقضى من أيام عمره ولياليه ؟
ويزداد خوفاً وفرقاً عندما يستحضر ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك‏ ).

‏فيا الله ما أقصر الأعمار .... !!!
تبلغ الستين أو السبعين أو الثمانين أو المئة ، ثم تنتهي من الدنيا وتنتقل إلى الآخرة ، وهذا إن لم تتخطفك المنون في سن الشباب أو الكهولة ....!!!!
لكن عزاء المسلمين أن لهم رباً لطيفاً رحيما ، عوضهم بقصر أعمارهم ما يدركون به أعمال المعمرين مئات السنين، وذلك بمضاعفة الأجور والحسنات بحسب شرف الأزمنة والأمكنة ومواسم الطاعات .
ومن ذلك ما أنعم الله به على عباده بفضيلة شهر الصيام ففيه مضاعفة للحسنات، وتكفير للسيئات، وإقالة للعثرات ؛ فلذلك والذي قبله أحببنا التذكير مع قدومه بوقفات يسيرة
شهر رمضان المبارك، فرصة لتعظيم الأجور
-- في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(عمرة في رمضان تعدل حجة) أو قال: (حجة معي)
فلما كان الصيام في نفسه مضاعفًا أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال، كان صيام شهر رمضان مضاعفًا على سائر الصيام؛ لشرف زمانه، وكونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده.
-- وقد يضاعف الثواب بأسباب أُخَر، منها: شرف العامل عند الله وقربه منه، وكثرة تقواه
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (كل عمل ابن آدم له؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهـوته وطعامه وشرابه من أجلي)

علة تخصيص الله تعالى الصيام بإضافته إلى نفسه
في قوله تبارك وتعالى: (فإنه لي)، فإن الله خص الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال، ومن أحسن ماذُكر فيه وجهان:
الوجه الاول
أن الصيام هو مجرد ترك حظوظ النفس وشهواتها الأصلية، ولايوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام.
والوجه الثاني
أن الصيام سر بين العبد وربه لايطَّلع أحد عليه غيره؛ لأنه مركب من نية باطنة لايطلع عليها إلا الله، وتركٍ لتناول الشهوات التي يُستخفى بتناولها في العادة.
والله تعالى يحب من عباده أن يعاملوه سرًا بينهم وبينه، وأهل محبته يحبون أن يُعاملوه سرًا بينهم وبينه.
وفي التقرب بترك هذه الشهوات بالصيام فوائد، منها
1. كسر النفس، فإن الشبع والرّي يحمل النفس على الأَشَر والبطر والغفلة.
2. تخلي القلب للفكر والذكر؛ فإن تناول هذه الشهوات تقسي القلب وتعميه، وتحول بين العبد وبين الذِّكر والفكر.

3. أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بإقداره له على مامنعه كيرًا من الفقراء من فضول الطعام والشراب.
4. الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم؛ فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر الشهوة والغضب.
و أنه لايتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ماحرمه الله في كل حال؛ من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) خرجه البخاري وفي حديث آخر: (ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث).
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) خرجه أحمد

فرحة الصائمين
قوله صلى الله عليه وسلم: (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)
أما فرحته عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى مايلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا مُنعت عن ذلك في وقت من الأوقات، ثم أُبيح لها في وقت آخر، فرحت بإباحة مامُنعت منه، خصوصًا عند اشتداد الحاجة إليه.
وأما فرحته عند لقاء ربه، ففيما يجده عند الله من ثواب الصيام مُدَّخرًا، فيجده أحوج ماكان إليه، كما قال تعالى:
{وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍۢ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرًۭا}

 
التعديل الأخير:
الكاتب المواضيع المشابهة القسم الردود التأريخ
بنوته مصريه الخيمة الرمضانية - رمضان كريم 2

المواضيع المشابهة

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
رد: إنهُ فرصه فلن نحسن الوفادة.

شكرا على الطرح جزاك اله خيرا
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: إنهُ فرصه فلن نحسن الوفادة.

جزاك الله تعالى خيرا على تقديم هذا الطرح العطر.و عسى أن تتحقق به الفائدة لقارئه و تنالوا شيئا من الأجر.تحيتي و تقديري لك و أحسنت النشر.