ليلايَ كم ليلة ٍ بالشعر ليلاء..إبن نباتة المصري

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
:2h0:


ليلايَ كم ليلة ٍ بالشعرِ ليلاءِ**وليلةٍ قبَلها كَالثَّغرِ غَرّاءِ
وصلٌ وهجرٌ فَمِن ظَلماءَ تُخرجُني**لِنورِ عَيشٍ و مِن نورٍ لِظَلماءِ
ما أنتِ إلا زمانُ العمر مذهبة**بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي
أفديكِ من زهرة ٍ بالحسن مشرقةً**بليتُ من عاذلي فيها بعواء
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من**لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء
يارب طرفٍ ضرير عن محاسنها**وربّ أذنٍ عن الفحشاءِ صماء
وربّ طيفٍ على عذر يؤوبني**بشخص عذراء يجلو كأس عذراء
فبت أرشفُ من فيه وقهوتهِ**حلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى**فيا له صالحاً يمشي على الماء
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة**لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي
رشيقة ٌ ما كأني يومَ فرقتها**الا على آلة ٍ في القوم حدباء
ميتٌ من الحبّ إلا أنني بسرى**ذكر الصبابة ِ حيٌّ بين أحياء
في كل حيّ حديثٌ لي بسلسله**تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي
قد لوع الحبّ قلبي في تلهبهِ**وصرّحَ الدمعُ في ليلي بإشقائي
وزالَ مازالَ من وصل شفيتُ بهِ**من عارض اليأس لكن بعد إشفائي
أيامَ لي حيث وارت صدغها قبلٌ**كأنّ سرعتها ترجيع فأفاء
تدير عيناً وكأساً لي فلا عجب**اذا جننت بسوداءٍ وصفراء
حتى اذا ضاء شيب الرأس بتّ على**بقية من نواهي النفس بيضاء
مديرة َ الكأس عني أن لي شغلا**عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ
ما الشيب إلا قذى عين وسخنتها**عندي وعند برود الظلم لمياء
عمري لقد قل صفو العيش من بشر**وكيف لا وهو من طين ومن ماء
وانما لعليّ في الورى نعم**كادت تعيد لهم شرخ الصبي النائي
وراحة ٌ حوت العليا بما شملت**أبناء آدم بالنعمى وحوّاء
قاضي القضاة اذا أعيا الورى فطناً**حسيرة العين دون الباء والتاء
والمعتلي رتباً لم يفتخر بسوى**أقدامه الراءُ قبل التاء والياء
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها**لكل طالب نعمى نصبَ إغراء
لطالب الجود شغل من فتوته**وطالب العلم أشغال بإفتاء
لو مس تهذيبهُ أو رفقة حجراً**مسته في حالتيه ألفُ سراء
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت**به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ
قامتْ لنصرة خير الانبياء ظبا**أنصاره واستعاضوا خير أنباء
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ**آل الريحين من نصرٍ وأنواء
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا**ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء
مفرغين جفوناً في صباح وغى**ومالئين جفاناً عند إمساء
مضوا وضاءت بنوهم بعدهم شهباً**تمحى بنور سناها كلّ ظلماء
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ**في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء
حتى تجلى تقي الدين صبح هدى**يملي وإملاؤه من فكره الرائي
يجلو الدياجيَ مستجلى سناه فلا**نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء
أغر يسقي بيمناه وطلعته**صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدعاً**معدٍ على سنوات المحل دعاء
ذو العلم كالعلم المنشور تتبعه**بنو قرى ً تترجاه وإقراء
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه**فدى بأمَّين فحواها وآباء
وبات منقبضاً ربّ البسيط بها**ومات في جلده من بعد إحياء
يقرّ بالرقّ من ملك ومن صحفٍ**لمن يجلّ به قدر الارقاء
لمن بكفيه اما طوق عارضةٍ**للاولياء واما غلّ أعداء
لا عيبَ فيه سوى تعجيل أنعمهِ**فما يلذّ برجوى بعد ارجاء
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسماً**كالبرق تلوهتونِ المزن وطفاء
ان أقطع الليل في مدحي له فلقد**حمدت عند صباح البشر إسرائي
لبست نعماه مثل الروض مزهرةً**بفائضات يدٍ كالغيثِ زهراء
وكيف لا ألبس النعمى مشهرةً**والغيث في جانبيها أي وشاء
وكيف لا أورد الأمداح تحسبها**في الصحف غانية من بين غناء
ياجائداً رام أن تخفى له مننٌ**هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد**رويته بالعطايا أي إرواء
خذها اليك جديدات الثنا حللاً**صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت ممتدحاً**تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغ اللفظ أنظمه**نظماً يهيم ألبابَ الألباء
أعدت منه شذوراً لست أحبسها**عن مسمعيك وليس الحبس من راء
()()()()()
ألشاعر: إبن نباتة المصري​
 

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#2
رد: ليلايَ كم ليلة ٍ بالشعر ليلاء..إبن نباتة المصري

وجدت هنا موضوع وطرح شيق
ورائع اعجبني ورآق لي
شكراً جزيلاً لك .
وبالتوفيق الدائم.