الفراعنه حياه أخرى من عالم بعيد

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#61
رد: الفراعنه حياه أخرى من عالم بعيد

ولم يكن بين هذا وبين إختراع الحروف الهجائية إلا خطوة واحدة. وقد كانت العلامة الدالة على البيت تعني أولاً كلمة البيت- بِرْ. ثم أصبحت رمزاً للصوت بِرْ ، ثم لهذين الحرفين أياً كانت حركاتهما وفي أية كلمة جاءتا. ثم أختصرت الصورة وأستخدمت للدلالة على الباء أيا كانت حركتها وفي أية كلمة كانت. ولما كانت الحركات لا تكتب عقب الحروف بل تهمل كلية فإن هذه الصورة أصبحت تمثل حرف الباء. وعلى هذا النمط عينه أصبحت العلامة الدالة على اليد (وتنطق اللغة المصرية دُتْ) تعني دُ ، دَ ثم أصبحت هي حرف د ، وكذلك صارت العلامة الدالة على الفم (رُ ، رَ) ثم أصبحت حرف ر، والعلامة الدالة على الثعبان هي حرف ز ، وعلامة البحيرة (شي) وهي حرف ش- الخ ، وكانت نتيجة هذا التطور أن وجدت حروف هجائية عدتها أربعة وعشرون حرفاً إنتقلت مع التجارة المصرية الفينيقية إلى جميع البلاد الواقعة حول البحر المتوسط ، ثم إنتشرت عن طريق اليونان وروما حتى صارت أثمن ما ورثته الحضارة من بلاد الشرق. والكتابة الهيروغليفية قديمة قدم الأسر المصرية الأولى ، أما الحروف الهجائية فكان أول ظهورها في النقوش التي خلفها المصريون في مناجم سيناء التي يرجعها بعض المؤرخين إلى عام 2500 ق.م وبعضهم إلى عام 1500 ق.م .

ولم يتخذ المصريون لهم كتابة قائمة كلها على الحروف الهجائية وحدها لحكمة في ذلك أو لغير حكمة ، بل ظلوا إلى آخر عهود حضارتهم يخلطون بين حروفهم وبين الصور الدالة على الرموز وعلى الأفكار وعلى مقاطع الكلمات. ومن أجل هذا صعب على العلماء أن يقرءوا الكتابة المصرية، ولكن من السهل علينا أن نتصور أن هذا الخلط بين الكتابة بالطريقة المعتادة وبطريقة الإختزال قد سهل عملية الكتابة للمصريين الذين كانوا يجدون فسحة من الوقت لتعلمها. وإذ كانت أصوات الكلمات الإنجليزية لا تعد مرشداً أميناً لهجائها، فإن الشاب الذي يريد أن يتعلم أساليب الهجاء الإنجليزية يجد فيها من الصعوبة ما كان يجده الكاتب المصري في حفظ الخمسمائة رمز هيروغليفي، ومعانيها المقطعية، وإستعمالاتها حروفا هجائية. ومن أجل هذا نشأ شكل سريع سهل من أشكال الكتابة إستخدم في الكتابات العادية ، وإحتفظ بالطراز الأول منها ليستخدم فيه "النقوش المقدسة" على الآثار. وإذا كان الكهنة وكتبة الهياكل هم أول من مسخ الكتابة الهيروغليفية على هذا النحو فقد أطلق اليونان عليها إسم الكتابة الهيراطية (المقدسة) ، ولكنها سرعان ما عم إستخدامها في الوثائق العامة والتجارية والخصوصية. ثم نشأ على يد الشعب نفسه نمط آخر من الكتابة أكثر من النمط الثاني إختصارا وأقل منه عناية ؛ ولذلك سمي بالكتابة الديموطية (الشعبية) لكن المصريين كانوا يصرون على ألا ينقشوا على آثارهم إلا الرموز الهيروغليفية الفاخرة الجميلة- ولعلها أجمل نمط من الكتابة عرف حتى الآن
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#62
رد: الفراعنه حياه أخرى من عالم بعيد

بين أهم أنماط وصور العلاقات الإنسانية والاجتماعية يأتى الزواج على رأس قائمة التواصل والعمران البشرى، بما يحقّقه من تآلف وتقارب واستمرار للنوع واستقرار للروح والنفس، وقد عرف المصريون القدماء قواعد وتقاليد عديدة للعلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة، وما يتّصل بكل جوانب الزواج وتفاصيله وحقوق وواجبات كل طرف من طرفيه، والمدهش أنهم عرفوا فترة الخطوبة كاختبار للتوافق بين الزوجين، كما عرفوا الطلاق وإن لم يدعموه أو يتقبّلوه نفسيًّا، فالعلاقة الزوجية فى مصر القديمة كانت بقداسة المعابد والدين والبعث والخلود.



كان المصريون القدماء يُقدّسون الحياة الزوجية ويعتقدون بقوة وتبجيل فى خصوصية العلاقة بين الشريكين، ويحفظون للزوجة حقوقًا وواجبات محدّدة ومعروفة، ضمانًا لاستمرار الحياة حتى إلى ما بعد الممات، حيث كان الزوج والزوجة يُدفنان إلى جوار بعضهما فى نفس المقبرة.

كان سن الزواج يبدأ عند الفراعنة من 15 عامًا للشاب و12 عامًا للفتاة، وتتم الطقوس بأن يؤدّى الشاب القسم بالفرعون على مكيال مُحدّد من الفضة والغلال اللتين يقدّمهما كمهر لعروسه مُتعهِّدًا بالإيفاء بكل الالتزامات الواجبة عليه نحو زوجته، وكانت طقوس الزواج تتمّ فى المعبد ويقوم الكاهن بتوثيق عقد الزواج بين طرفى العقد: العريس ووالد العروس، بحضور الشهود الذين يبدأ عددهم من 3 وحتى 16 شاهدًا، ولكن فى القرن السابع قبل الميلاد سُمِح للمرأة بحضور عقد قرانها خاصةً إذا كان قد سبق لها الزواج.

وكانت قاعة الزفاف تُزيَّن بزهور الياسمين، لأنه فى اعتقادهم زهر الجنة ورائحته هى رائحة الجنة، وكان يطلق على المكان الذى يجلس فيه العروسان اسم “الكوش”، بينما كانت تسبق الزواج فترة للتعارف – تشبه الخطوبة الآن – من أجل تقارب الشاب والفتاة واختبار كل منهما لطبائع الآخر، وغالبًا ما كانت تمتدّ هذه الفترة لسنة كاملة.

كانت دبلة الخطوبة المصنوعة من الذهب معروفة عند قدماء المصريين تحت مُسمّى “حلقة البعث”، وكانوا يرتدونها فى اليد اليُمنى وتُنقل بعد الزواج إلى اليد اليُسرى كرمز لدوام العشرة والإخلاص، والشائع أن الزوج كان يُقدّم مصروفًا للبيت مع مطلع كل شهر، بالإضافة إلى مصروف خاص بزينة زوجته مع بداية كل عام، وتُكتب فى بداية طقوس ومراسيم الزواج قائمة بكل المنقولات التى تمّ تجهيز العروس بها قبل انتقالها إلى منزل الزوجية، تشمل كل ما أحضرته من حُلىّ وخلاخيل وأدوات زينة وقلائد.
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#63
رد: الفراعنه حياه أخرى من عالم بعيد

تأريخ الفراعنة مليء بالغموض والإثارة و السحر و الجمال
شكرا على تقديم هذا البحث الممتع.تحيتي و تقديري لك:hh14 :