هل ترد "إسرائيل" على الميناء ب"مرمرة" الفلسطينية ؟

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1
لم يسبق لميناء غزة البحري أن استقبل أيًا من السفن التجارية، منذ إنشائه بمرسوم من الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2000، واقتصر دوره طيلة هذه الفترة، كمرسى لصيادي الأسماك.

عاد موضوع الميناء البحري إلى الواجهة بقوة، عندما طرحته فصائل المقاومة على طاولة المفاوضات مع الاحتلال، ضمن شروطها للتوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار، خلال العدوان الأخير الصيف الماضي الذي دام 51 يوما وخلف آلاف الشهداء والجرحى فضلًا عن الدمار الكبير في المنازل والأحياء المدنية والبنى التحتية.

حكومة الاحتلال وافقت على شروط فتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد وحرية الزراعة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، في حين أجلت المفاوضات حول الميناء البحري والمطار إلى شهر من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

لم يدم الاتفاق طويلا، وتنصل الاحتلال منه، وارتكب سلسلة من الخروقات باستهداف المزارعين والصيادين، فضلا عن تعطيل الإعمار وإغلاق معبر رفح وعدم استئناف المفاوضات بشأن الميناء والمطار.

هذا الأمر، دفع الفصائل وعلى رأسها حماس إلى التفكير جديا بتشغيل الميناء دون موافقة "إسرائيل"، وهو ما أكده القيادي البارز في حماس محمود الزهار في تصريحه "سنبني مطارنا ومينائنا ولن نأخذ إذنا من أي أحد، ومن يعتدي على مينائنا ومطارنا سنعتدي على مينائه ونقصف مرة أخرى مطاره ".

وشدد بدوره القيادي إسماعيل رضوان على أن "فتح ميناء بحري استحقاق مرتبط باتفاق التهدئة المبرم عقب العدوان الأخير، موضحًا أن الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ هذا الاتفاق.

بدء تأهيل الميناء

وفي ظل تأزم الوضع المعيشي في غزة، جراء إغلاق المعابر وتجاهل الاحتلال لاتفاق التهدئة، أعلنت الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار واللجنة الحكومية لكسر الحصار البدء في أعمال تأهيل ميناء غزة الدولي، استعدادا لانطلاق أول سفينة تقل مرضى وجرحى إلى أحد الموانئ الأوروبية.

وعلّقت في ميناء غزة، لافتتان تشير إحداهما لصالة المغادرة، وأخرى لصالة الوصول وفي مكان آخر "مكتب التسجيل للسفر وختم الجوازات"، في خطوات تبدو رمزية -حتى اللحظة- باتجاه الضغط على الأطراف المحاصرة.

وقال رئيس لجنة كسر الحصار علاء الدين البطة إن اللجنة ستطلق السفينة الأولى نهاية شهر مارس المقبل أو مطلع شهر أبريل.

وأكد البطة أنه تم الاتفاق مع تركيا ودول غربية أن يكون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام استقبال أسطول بحرى قادم إلى قطاع غزة لكسر الحصار ، وانطلاق أول سفينة من ميناء غزة باتجاه تركيا واليونان ".

مراقبة إسرائيلية

أمام هذا التحرك الفلسطيني، تقف الزوارق الحربية الإسرائيلية على حدود غزة البحرية، ترقب بالتأكيد كل حركة مائية، في حين لم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي، على الخطط الفلسطينية أحادية الجانب لتشغيل الميناء.

وكان نشطاء فلسطينيون، اتهموا الاحتلال بالوقوف وراء إغراق سفينة كانت معدة للإبحار عبر ميناء غزة أواخر العام الماضي، الأمر ذاته تكرر مع سفينة ثانية تم اغراقها بعد أيام من الإعلان عن بدء تأهيل الميناء البحري.

المرصد الأور ومتوسطي تلقى تأكيدات أوروبية، بأنّ الاتحاد الأوروبي يضغط من أجل المساعدة في إنهاء الصراع المدمر في غزة عبر خطة لتطوير الميناء، وتدشين ممر مائي عبر الميناء القبرصي، بوجود مراقبين دوليين بما يضمن عدم تهريب السلاح.

ووفق مدير المركز رامي عبده فإنّ الحكومة القبرصية أعلنت ترحيبها بأن تكون محطة للانطلاق إلى غزة، فيما قالت ألمانيا إنّ منفذًا لغزة سيكون موضوع ترحيب وله دلالة من الناحية الاقتصادية.

وفي بريطانيا أوصى تقرير للبرلمان البريطاني بضرورة أن تدعم الحكومة البريطانية الخطط القائمة لفتح ميناء غزة.

هذه الجهود الميدانية والاتصالات الدولية لتشغيل الميناء، تبقى في مهب الريح، دون موافقة إسرائيلية وفق ما يرى المراقبون.

ومنعت حكومة الاحتلال تطوير الميناء بعد اندلاع انتفاضة الأقصى 2000، وشددت من حصارها البحري والبري ولا زالت منذ سيطرة حماس على قطاع غزة يوليو 2007.

ومنذ ذلك الوقت و"إسرائيل" تراقب كل حركة عبر البحار، بل وضيقت مساحة صيد الأسماك.

ومع اشتداد الحصار، وتحديدا في الثالث والعشرين من أغسطس/ آب 2008 رست على شاطئ بحر غزة سفينتا " الحرية" و"غزة الحرة"، قادمتين من مرفأ لارنكا القبرصي بعد رحلة طويلة شاقة واستعدادات استمرت لأكثر من عامين.

وشارك عشرات المتضامنين القادمين من 17 دولة أوروبية في تدشين أولى قوافل التضامن البحرية الحاملة على متنها الغذاء والدواء.

هذه الخطوة شجعت متضامنين عربًا وأجانب، على تحريك قوافل بحرية أخرى، غير أن "إسرائيل" حالت دون ذلك، وكانت هاجمت "أسطول مرمرة التركي"في 31 من مايو/ أيار 2010، وأسفر عن مقتل 10 متضامنين أتراك، وتأزمت على إثر ذلك العلاقات بين تركيا و"إسرائيل".

وتربط حكومة الاحتلال رفضها تشغيل الميناء، بمخاوفها الأمنية وخشيتها من نقل أسلحة لغزة، الأمر الذي ينفيه المسؤولون وطرحوا وجود رقابة دولية لتبديد هذه المخاوف.

ويقول مراقبون إن "إسرائيل" تخشى أن تتحرر غزة من قبضتها الاقتصادية الأمر الذي يجعلها خارج سيطرتها وابتزازها .

أمام الإرادة الفلسطينية لتشغيل الميناء، والرفض الإسرائيلي لذلك، تثار مخاوف من ردة الاحتلال في حال تحركت سفن الحرية من غزة، وهل تكون مصيرها ، محزنة كمصير "مرمرة التركية.
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
رد: هل ترد "إسرائيل" على الميناء ب"مرمرة" الفلسطينية ؟

تحقيق سيادة الحكومة في غزة على كامل التراب و المياه و الأجواء أمرأ لا بد منه..شكرا على الخبر