مفهوم العمل..قراءتي الخاصة

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://www.7bal3rab.com/vb/backgrounds/14.gif');background-color:rgb(50, 205, 50);border:2px ridge rgb(255, 20, 147);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]:4h6:
مُنذُ بِدءِ الخليقةِ ظَهَرَت الحاجةُ إلى ألعَمَل، و منذُ ألأيام الأولى لأستعمارِ الإنسانِ للأرض هَجَرَ الراحةَ و نَبَذَ الكَسَل، فَأَيُ طَعمٍ لِلراحةِ إن لَم تَكُن هيَ من ثَمَراتِهِ،و أيُ مَقبوليةٍ لِلدَعَةِ و الراحةِ إن لَم يَتَصَبَب من الجُهدِ عَرَقُ الإنسانِ و تَتَمَرَنُ عَضَلاتُه، ألَيسَ العَملُ وُسِمَ بِأَنَهُ عبادة؟ فأينَ مَن يَتَخِذَه عَلاوَةً على ذلكَ هوايةً و عادَة، أينَ مَن يُدمِنُ مِنهُ حلاوةَ التَعَب، و يُحَبِذُ حَرَّ الشَمسِ فيهِ على الظِلِ و الماءِ الباردِ و الرُطَب، و يَستَحضِرُني هُنا قَولُ الفاروقِ عُمر،بوَصفٍ جميلٍ مُختَصر، حيثُ قال بما معناهُ و لا أحفظ النَصَ تماماً فإلَيكم فحواهُ:
قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: إني لأرى الشاب فَتُعجِبُني هيأتهُ فأقولُ: أ لَهُ حِرفة؟ فإن قالوا لا..سقطَ من عَيني..
فَأينَ مَن آثرَ حياةَ الخُمولِ و التَسَكُع، و تَشَبَهَ بالرُهبانِ زهداً كاذِباً خَلا مِنَ التَنَسُكِ و التَنَطُع، ألَم يَحِثُ الرَسولُ الكَريمُ من جاءَه يَشكو الفاقَةَ و يَبتَغي شَيئاً مِنَ النَعيمِ، إذ دَلَّهُ على حِرفَةِ الإحتِطابِ، و لَو شاءَ لدَعى اللهَ تعالى أَن يُصَيِّرَ لَهُ ذَهَباً ذاكَ التُراب،فَإغتَنى الرَجُلِ بأخذِه بِالأسبابِ، و إكتَفى عَيشَهُ و لَم يَسأل بَعدُ حاجَةً و لَم يَطرُق باب، و هَل بِغَيرِ العَمَلِ تُنالُ المُنى، و هَل بِغيرِهِ تُمَصَرُ الأمصارُ و تُسكَنُ القُرى، فَلا غَروَ أن يَرِد ذِكرَهُ في القُرآنِ، في عِدةِ مواضِعٍ لا تَحتاجُ الآيُ مِنها إلى تِبيان، و مِن جَميلِ التَشجيعِ و الحَضِ على سلوكِ هذا الطريق، أن جاءَت الأمثلَةُ مقرونَةٌ بِنَشاطِ باقي المَخلوقاتِ بِما الإنسانُ أولى بهِ و هو أهلٌ لَهُ و خَليق، فَتارَةً نَقرأُ عَنِ النَحلِ، و تارَةً أخرى نَعجَبُ مِن سلوكِ النَملِ، و الطَيرُ و الدوابُ و باقي الأنعام،كُلٌ لَهُ شَأنٌ بِما لا يَتَسِع لإيرادِهِ المَقام، و إن جِئتَ لِعَصرنا الحَديثِ،وجَدتَ تَنافُساً بينَ الأمَمِ و سَعياً لَهُ حثيث، فَبِهِ أفاقَتِ اليابانُ مِن صَدمَتِها، و بِهِ بدأت الصينُ تُحرِجُ الدولارَ بِعُملَتِها، و بِهِ نَنتَظرُ أن تَصحو أمتُنا من رقادها و تَنتَبِه لِغَفلَتِها،و تُقيلُ عَثرَتَها و تُعيدُ مَجدَها الغابرِ و أيامَ سَطوتِها و عِزَتِها،و عَلى صَعيدِ الأفرادِ و الفِئاتِ، فَالعَمَلُ يُحقِقُ إستقلالَ الشخصيةِ عَن سَيطَرةِ الإراداتِ،بِما يُؤَمِنهُ مِن ذِمَةٍ ماليةٍ مُستَقلةٍ و يُنَمي المَدخولاتِ. و بَعدَ هذهِ الجولَةِ السَريعةِ،هَل يَبقى للنفورِ مِنَ العَمَلِ مُسَوِغاً أو ذَريعة؟ و ارجو أن أكونَ قَد أسهَبتُ في النُصحِ و لو دلالة، و لا عُذرَ بعدُ لمَن مَرَ من هنا و وعى المقالة، أن يتشَبَث بما يُضادِ المَنطِقَ من إدعاءِ قُصورِ الفِهمِ أوِ الجَهالة. و الصلاة و السلامُ أزكاهما و أطيبهُما على نبينا مُحمدٍ و أزواجه و أصحابهِ و آله.
مع أطيبِ الأمنيات
أخوكم: وعـد
‎Monday, ‎August ‎12, ‎2013[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: مفهوم العمل..قراءتي الخاصة

منورين الموضوع غفران بهذه الإطلالة الخيفة..مودتي و تقديري لك..شكرا لك:hh10 :