_…ـ-*™ الأمانة و ذكاء القاضي ™*-ـ…_

#1
كان هناك قاضياً ذكياً حل كثيراً من القضايا بذكائه وسعة حيلته
وكان مشهوراً بذلك.
وذات يوم حضر اليه رجل يشكو صاحباً له قائلاً : يا سيدي القاضي ...
لقد استودعت هذا الرجل مالاً كثيراً ثم خرجت في رحلة فلما عدت
أنكر أنه أخذ المال ... فانظر ماذا ترى؟

القاضي موجهاً كلامه للشاكي: هل رآك احد وأنت تعطيه المال؟

الشاكي: لا.

القاضي: وأين كنتما عندما أعطيته المال؟

الشاكي: كنا عند شجرة في الصحراء.

القاضي موجهاً كلامه للرجل الثاني: هل اعطاك المال؟

الرجل: لا ياسيدي القاضي ... لم أخذ منه مالاً ولم أرى هذه الشجرة
في حياتي.

القاضي موجهاً كلامه للشاكي: اذهب الى المكان وانظر الى الشجرة
فلعل الله يظهر لك حقك ولعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت
فاذا رأيت الشجرة تذكرت..

الشاكي: حاضر.

اطاع امر القاضي وخرج متوجهاً الى الشجرة.

القاضي للرجل: اجلس هنا بجواري حتى يرجع صاحبك فلعله
يجد ماله فأحكم لك بالبراءة.

جلس الرجل وأخذ القاضي ينظر في قضايا الناس وكأنه نسي القضية كلها ...
حتى اذا مرت فترة من الوقت التفت القاضي الى الرجل فجأة وقال له:
هل تظن أن صاحبك قد بلغ موضع الشجرة الآن؟

الرجل: لا انها بعيدة.

القاضي : يا خائن الأمانة!! الرجل استودعك المال عند الشجرة
وأنت تنكر حقه!!

اضطرب الرجل وقال: نعم انني مذنب وارجوا ان تعفو عني ايها القاضي.

القاضي: وأين مال صاحبك؟

الرجل: انه عندي.

القاضي: اذهب الآن واحضره.

ذهب الرجل وأحضر المال وانتظر الى أن جاء صاحبه.

الشاكي: أيها القاضي لقد ذهبت الى مكان الشجرة فتذكرت اني أعطيت
هذا الرجل مالي ولا أشك في ذلك.

القاضي: صدقت .. وقد اعترف صاحبك بذنبه فخذ مالك منه.

الشاكي: أطال الله عمرك يا سيدي بحلمك وعدلك أعدت الحق لأهله.

القاضي وهو يشير للشرطة: خذوا هذا الرجل الى السجن فقد
حقت عليه العقوبة.

. . . . . . . . . .

::::: فــائــدة :::::

1- أن الاشياء التي تُدفع الينا لنحفظها وقتاً ثم نردها الى اصحابها عندما
يطلبونها هي من الأمانات التي يسألنا الله عنها . وايضاً الكلام الذي
نسمعه ويطلب منا حفظه ايضاً من الأمانات التي سيسألنا الله عنها.

2- اذا كانت معنا أمانة نريد احد ان يحفظها لنا علينا ان نختار الشخص
المناسب لهذا العمل , وعلى الشخص المختار ان يستنفذ جهده في
حفظ تلك الأمانة, فعن أنس رضي الله عنه قال: ( ماخطبنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له ولادين لمن لا عهد له )
رواه أحمد.

3- ان الشخص الأمين محبوب عند الله والناس اما الخائن للأمانات والمفرط
فيها بغيض عند ربه ومحتقر بين اصحابه واهله والناس من حوله.

4- ان الأمانة مسؤولية كبيرة تتطلب ايماناً عميقاً وهمة عالية وحرصاً كبيراً
ولذلك لا يستطيع حملها ضعاف النفوس وقد ضرب الله المثل لضخامتها في
كتابه العزيز فلا ينبغي للأنسان ان يستهين بها او يفرط في حقها , قال تعالى :
((إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ
أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا))
سورة الأحزاب آية:72.
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
رد: _…ـ-*™ الأمانة و ذكاء القاضي ™*-ـ…_

قصة رائعة تذكرنا بماضي و تراث أجدادنا العريق..و فوائد طيبة متوخاة من هذه الواقعة..شكرا على مجهوداتك و سلمت يداكtnx
 

رائد

مشرف أقسام الفوتوشوب و السويش
#4
رد: _…ـ-*™ الأمانة و ذكاء القاضي ™*-ـ…_

شكراً لكِ قصة جميلة ومفيدة
tnx
 

أسير الترحال

مشرف القسم الفلسطيني
#8
رد: _…ـ-*™ الأمانة و ذكاء القاضي ™*-ـ…_

[size=+0]نحن بإنتظآر جديد عطر موآضيعكم
ودي قبل ردي

أسير الترحال
سلآميٌ[/size]​