ألثورة العراقية..محمد مهدي الجواهري

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
:2h4:

لعل الذي ولى من الدهر راجع**فلا عيش إن لم تبق إلا المطامع
غرور يمنينا الحياة : وصفوها**سراب وجنات الأماني بلاقع
نسر بزهو من حياة كذوبة**كما افتر عن ثغر المحب مخادع
هو الدهر قارعه يصاحبك صفوه**فما صاحب الأيام إلا المقارع
إلى ما التواني في الحياة وقد قضى**على المتواني الموت هذا التنازع
ألم تر أن الدهر صنفان أهله**أخو بطنه مما يعد وجائع
إذا أنت لم تأكل أكلت ، وذلة**عليك بأن تنسى وغيرك شائع
تحدث أوضاع العراق بنهضة**ترددها أسواقه والشوارع
وصرخة أغيار لإنهاض شعبهم**وإنعاشه تستك منها المسامع
لنا فيك يانشء العراق رغائب**أيسعف فيها دهرنا أم يمانع
ستأتيك يا طفل العراق قصائدي**وتعرف فحواهن إذ أنت يافع
ستعرف ما معنى الشعور وكم جنت**لنا موجعات القلب هذي المقاطع
بني الوطن المستلفت العين حسنه**أباطحه فينانة والمتالع
يروي ثراه " الرافدان " وتزدهي**حقول على جنبيها ومزارع
تغذيه أنفاس النسيم عليلة**تذيع شذاهن الجبال الفوارع
أ أسلمتوه وهو عقد مضنة**يناضل عن أمثاله ويدافع
وقد خبروني أن في الشرق وحدة**كنائسه تدعو فتبكي الجوامع
وقد خبروني أن للعرب نهضة**بشائر قد لاحت لها وطلائع
وقد خبروني أن مصر بعزمها**تناضل عن حق لها وتدافع
وقد خبروني أن في الهند جذوة**تهاب إذا لم يمنع الشر مانع
هبوا أن هذا الشرق كان وديعة**فلابد يوماً أن ترد الودائع
ويوم نضت فيه الخمول غطارف**يصان الحمى فيهم وتحمى المطالع
تشوقهم للعز نهضة ثائر**حنين ظماء أسلمتها المشارع
هم افترشوا خد الذليل وأوطئت**لأقدامهم تلك الخدود الضوارع
لقد عظموا قدرا وبطشا وإنما**على قدر أهليها تكون الوقائع
وما ضرهم نبوا السيوف وعندهم**عزائم من قبل السيوف قواطع
إذا استكرهوا طعم الممات فأبطأوا**أتيح لهم ذكر الخلود فسارعوا
وفي الكوفة الحمراء جاشت مراجل**من الموت لم تهدأ وهاجت زعازع
أديرت كؤوس من دماء بريئة**عليها من الدمع المذال فواقع
هم أنكأوا قرحا فأعيت أساته**وهم اوسعوا خرقا فأعوز راقع
بكل مشب للوغى يهتدى به**كما لاح نجم في الدجنة ساطع
ومما دهاني والقلوب ذواهل**هناك وطير الموت جاث وواقع
وقد سدت الأفق العجاجة والتقت**جحافل يحدوها الردى وقطائع
وقد بح صوت الحق فيها فلم يكن**ليسمع ، إلا ما تقول المدافع
كمي مشى بين الكمات وحوله**نجوم بليل من عجاج طوالع
يعلمهم فوز الأماني ولم تكن**لتجهله لكن ليزداد طامع
وما كان حب الثورة اقتاد جمعهم**إلى الموت لولا أن تخيب الذرائع
هم استسلموا للموت ، والموت جارف**وهم عرضوا للسيف ، والسيف قاطع
بباخرة فيها الحديد معاقل**تقيها وأشباح المنايا مدارع
وإن أنس لا أنس " الفرات " وموقفا**به مثلت ظلم النفوس الفظائع
غداة تجلى الموت في غير زية**وليس كراء في التهيب سامع
تسير وألحاظ البروق شواخص**إليها وأمواج البحار توابع
تراها بيوم السلم في الحسن جنة**بها زخرفت للناظرين البدائع
على أنها والغدر ملء ضلوعها**على النار منها قد طوين الأضالع
مدرعة الأطراف تحمي حصونها**كمأة بطيات الحديد دوارع
ألا لا تشل كف رمتها بثاقب**حشتة المنايا فهو بالموت ناقع
من اللآء لا يعرفن للروح قيمة**سواء لديها شيب ورضائع
فواتك كم ميلن من قدر معجب**كما ميل الخد المصعر صافع
أتتها فلم تمنع رداها حصونها**وليس من الموت المحتم دافع
هنالك لو شاهدتها حين نكست**كما خر يهوي للعبادة راكع
هوت فهوى حسن وظلم تمازجا**بها وانطوى مرأى مروع ورائع
فان ذهبت طي الرياح جهودنا**فعرضك يا أبناء يعرب ناصع
ثبت وحسب المرء فخراً ثباته**كما ثبتت في الراحتين الأصابع
ومحي لليل التم يحمي بطرفه**ثغوراً أضاعتها العيون الهواجع
تكاد ، إذا ما طالع الشهب هيبة**تخر لمرآه النجوم الطوالع
مدبر رأي كلف الدهر همه**فناء بما أعيا به وهو ظالع
مهيب إذا رام البلاد بلفظة**تدانت له أطرافهن الشواسع
بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع**ينام باحدى مقلتيه ويتقي
يحف به كل أبن عم إذا رنا**إلى الحي ردت مقلتيه المدامع
يرى أينما جال اللحاظ مهاجما**يصول وما في الحي عنه مدافع
تثور به للموت أبية**وتأبى سوى عاداتهن الطبائع
يطارحه وقع السيوف إذا مشى**كما طارح المشتاق في الأيك ساجع
وقد راعني حول الفرات منازل**تخلين عن ألافها ، ومرابع
دزائر من بعد الأنيس توحشت**وكل مقام بعد أهليه ضائع
جرى ثائراً ماء الفرات فما ونى**عن العزم يوماً موجه المتدافع
حرام عليكم ورده ما تزاحمت**على سفحه تلك الوحوش الكوارع
هم وجدوا حول الفرات أمانياً**لطافاً أضلتها نفوس نوازع
ولو قد أمدته السيوف بحدها**لغص بموار من الدم كارع
ومهر المنى سوق من الموت حرة**بها يرخص النفس العزيزة بائع
فلا توحدوه إنه يستمدكم**بأنفاسه تياره المتتالع
على أي عذر تحملون وقد نهت**قوانينكم عن فعلكم والشرائع
على رغم روح الطهر عيسى أذلتم**براء ذماء هونتها الفظائع
فيا وطني إن لم يحن رد فائت**عليك فان الدهر ماض وراجع
وأحلامنا منها صحيح وكاذب**وأيامنا منهن معط ومانع
كما فرق الشمل المجمع حادث**فقد يجمع الشمل المفرق جامع
وما طال عصر الظلم إلا لحكمة**تنبيء أن لابد تدنو المصارع
()()()()
الشاعر العراقي: محمد مهدي الجواهري
 

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#2
رد: ألثورة العراقية..محمد مهدي الجواهري

جميل واكثر من جميل مانقشته هنا لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم