الملوثات الخطرة في النفايات الطبية Medical waste

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#1
لا يخفى على احد ان هناك جانباً سلبياً للتقدم في الطب وإجراءاته وهو تلوث البيئة بمختلف الملوثات الطبية التي قد تؤدي الى إصابة الإنسان بأضرار خطيرة ومميتة في أغلب الأحيان. وتفرز المؤسسات والمرافق الصحية وخلال العناية بالمرضى النازلين بأقسام الإيواء والمرضى المترددين على العيادات الخارجية ينتج عن كل ذلك يومياً كميات كبيرة جدا من المخلفات ،



تحتوي على: المخلفات الطبية كالإبر والحقن والقطن والشاش وبقايا العينات الملوثة بسوائل ودماء المرضى ومخلفات صيدلانية وكيماوية وأحيانا مخلفات مشعة ومخلفات العمليات من أعضاء بشرية
وتشير الدراسات العلمية الى ان كل سرير ينتج في مستشفى ما معدله خمسة كيلوغرامات من النفايات يومياً، وتصنّف 10 ـ 25 في المئة من نفايات المستشفيات على أنها خطرة، وفق كفاءة الفرز داخل المستشفى ومنع اختلاط النفايات العادية بالنفايات الطبية، وأيضاً وفق أنواع المعالجات التي تقدمها المستشفى. وبما أن تلك المخلفات مصدرها المريض فهي قد تحتوي على مسببات المرض من بكتيريا وفيروسات وفطريات وغيرها، الأمر الذي دعا العديد من الدول والمنظمات العالمية خلال العقدين الآخرين إلى الاهتمام بهذه المشكلة بعدما أثبتت بعض الدراسات والبحوث مسؤولية هذا النوع من المخلفات في أحداث أمراض وأوبئة فتاكة وسريعة الانتشار. والمعروف عن هذا النوع من المخلفات أنه أكثر خطورة من أي نوع أخر من المخلفات لما قد تسببه من أضرار للأفراد والبيئة بصفة عامة. وتصنف النفايات الطبية حسب خطورتها
- نفايات عادية : وهي نوع من النفايات لا يشكل أي خطورة على صحة الإنسان، فهي عبارة عن النفايات المستهلكة في المستشفيات مثل الأوراق والزجاجات الفارغة المحتوية على مواد غير خطرة، وبعض المواد البلاستيكية والعلب الفارغة وبعض بقايا الأدوية العادية غير الخطرة وبقايا المطهرات مثلا، وكلها نفايات عادية وغير سامة أو ضارة وهذه لا خوف منها على البيئة.
نفايات خطرة وسامة: وهي تنقسم إلى : نفايات باثولوجية: وهي غاية في الخطورة حيث تتضمن بقايا غرف العمليات الجراحية من جراحات وتشمل أعضاء بشرية مستأصلة تحوي المرض طبعاً وسوائل الجسم من أثر العمليات أيضا والدم الناتج عن العمليات أيضا والذي قد يحتوي على الكثير من الأمراض، ويشمل ذلك أيضا بقايا المختبرات من سوائل التحليلات وبقايا العينات التي تستخدم في التحاليل بالإضافة إلى نواتج التفاعلات الكيميائية التي تلقى بعد معرفة نتائج التحاليل وكلها مخلفات غاية في الخطورة، ولا يجب أن تعامل مثل هذه النفايات معاملة النفايات العادية بل يجب أن توضع في علب خاصة محكمة الغلق وتعامل معاملة خاصة للتخلص منها ولا يكون ذلك بإلقائها مع النفايات العادية حيث يشكل ذلك وسطاً جيداً لنمو الجراثيم أو يكون بمقام مزرعة خاصة لتكاثرها ومن ثم نشر الأمراض المختلفة إلى العالم الخارجي البريء من مكان يسعى إلى القضاء على هذه الأمراض بالذات.. ومن مخاطر المواد المعملية والدوائية أيضا إذا ألقيت مع المخلفات العادية هو تغير تركيبها بتغير الوسط الذي كانت فيه مما يؤدي إلى تغير تركيبها وتحولها من مواد عادية إلى مواد سامة وخطرة جدا على صحة الإنسان والبيئة. ولذا يجب توخي الحرص في معالجتها بطرق تحد من انتشارها للبيئة الخارجية.
نفايات ملوثة: وهي تلك النفايات الناتجة من مستلزمات الجراحة مثل الضمادات الملوثة التي استهلكت ويجب التخلص منها، والملابس التابعة للمرضى والتي يتم ارتداؤها في غرف العمليات مثلا وقفازات الأطباء التي يستخدمونها في الجراحة ثم تلقى بعد ذلك والقطن الملوث والإبر البلاستيكية والحقن الشرجية وغيرها من النفايات الملوثة في حد ذاتها والتي قد تشكل مصدراً للعدوى في حالة تعرض الإنسان العادي السليم إليها بشكل أو بآخر، وبهذا فهي مصدر خطورة شديدة إذا لم يتم التعامل معها بحرص شديد. - نفايات مشعة: وهي تشمل بقايا غرف الأشعة، والمختبرات المتخصصة، والمحاليل المشعة المستخدمة في التحاليل الطبية في الأشعة السينية خاصة اليود المشع وخلافه، وهذه البقايا قد تكون مواد مشعة ذات نصف عمر قصير وقد تكون ذات نصف عمر طويل وهي تكون ذات خطورة بالغة على صحة الإنسان وعلى البيئة المحيطة به
كيفية معالجة نفايات المستشفيات بشكل آمن : تحتاج النفايات الطبية إلى طرق خاصة في معالجتها حيث لا تستطيع الدولة الاستفادة منها وإعادة تصنيعها كما هو الحال في النفايات العادية فهي في الحقيقة مشكلة الدول المتقدمة، وتختلف طرق المعالجة حسب نوع وكمية تلك المخلفات ومن تلك الطرق:

1 - الدفن: تعتبر من الطرق المؤقتة التي تستخدمها دول العالم الثالث في التخلص من النفايات الطبية وهي تتم باختيار مكان بعيد عن العمران يتم نقل تلك النفايات إليه بحرص شديد لمراعاة السلامة وعدم تسرب أي منها إلى الخارج بطريق الخطأ. وهي طريقة جيدة لها مزاياها في إبعاد هذه المخلفات السامة والخطرة عن جميع مظاهر الحياة على الرغم من أن لها بعض الآثار السلبية مثل إفساد التربة وتصاعد الأبخرة وتلوث المياه الجوفية والزراعية، كما أن هناك صعوبة في اختيار المكان الملائم لمثل هذا الدفن وعدم التحكم في مواعيد الدفن مما يكون سببا في تركها على السطح فترة من الزمن وهكذا.
2 - الحرق: وهذه هي الطريقة الثانية المستخدمة في التخلص من النفايات وهي الأكثر صعوبة ولكنها أكثر نجاحا، ولهذه الطريقة أيضا سلبيات عديدة مثل تصاعد الأدخنة الملوثة للهواء وصعوبة صيانة المحارق بالإضافة إلى عدم وضع رقابة صارمة على المحارق، والحرق إما أن يكون مركزيا بمعنى أن الجهات المسؤولة هي التي تقوم باختيار موقع للتخلص من النفايات مما يكون له فائدة في التحكم فيها ومراقبتها جيداً ولكن في الوقت نفسه له أضراره في التأخر في عملية الحرق وطول المسافة حتى تصل المخلفات إلى المحرقة المركزية وكذلك تلويث المناطق المجاورة. وقد يكون الحرق غير مركزي أيضا وهذا يكون أفضل في الكثير من الأحيان حيث تقوم كل جهة صحية بحرق مخلفاتها بنفسها وميزة هذه الطريقة اللامركزية في الحرق ارتفاع كفاءة التخلص من النفايات وسرعة حرقها والحد من المخاطر الناتجة عن نقلها إلى أماكن أخرى للحرق وكذلك تكون نواتج الحرق أقل في كميتها وبالتالي أقل في ضررها.



3 - التخلص الحراري: وهو من أكثر الطرق تقدما في التخلص من النفايات، وهو يعتمد على تركيز الأشعة على النفايات للتخلص منها، وهي مفيدة جدا ومن أمثلتها طرق الميكروويف الحرارية، ومن النفايات ما يكون خطرا جدا كما سبق أن ذكرنا وهذا النوع من النفايات يتم حفظها أولا في قوالب أو مصبات محكمة الإغلاق حتى لا تسبب تلوث البيئة المحيطة بها مثل النفايات المعدية أو المشعة أو غيرها، ومن ثم يتم التخلص منها بأخذها مباشرة من المصدر إلى مكان التخلص دون التفريغ في حاويات كبيرة مجمعة حتى يضمن التخلص النهائي والسليم لتلك النفايات.