آفَة حب الجاه عِنْد المخلوقين

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
:2h9:
ألحمد لله و كفى،و الصلاة و السلام على النبي المصطفى،و آله و صحبه و أزواجه و من سار على هديه إلى يوم الدين و اقتفى. و بعد:

أما الشّبَه الاخرى الَّتِي يكرهها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فطمعك فِي الْقدر والجاه وَالثنَاء عِنْد المخلوقين وخوفك من سُقُوط منزلتك عِنْد المخلوقين وَذَلِكَ مِمَّا يسْقط منزلتك عِنْد الله عز وَجل فاهل الْمعرفَة بِاللَّه وَأهل الْإِرَادَة يكْرهُونَ أَن يراهم الله سُبْحَانَهُ وَقد اعتقدوا من ذَلِك شَيْئا حملتهم الْمعرفَة بالاجلال لله وإيثار محبته على أَلا ينظر اليهم سيدهم وَفِيهِمْ شئ مِمَّا يكرههُ فِي مبلغ علمهمْ فهم يكْرهُونَ مَا يكره الله فِي غَيرهم فَكيف يرضون بِهِ فِي انفسهم
أَبَت معرفَة الله أَن يساكنها شئ من مكارة الله وأبت الارادة ان تشتغل بِغَيْر مَا احب الله قد شغلتهم الْمعرفَة بالفكر فِي كَثْرَة نعم الله عز وَجل عَلَيْهِم وعجزهم عَن أَدَاء شكرها مَعَ عجزهم عَن إحصاء عَددهَا وباستكثار ذنوبهم وَكَثْرَة ذكرهم للحياء من الله أَن يسْأَلُوا الْجنَّة فَلَيْسَ تخطر الْجنَّة لَهُم على بَال قد حَال بَينهم وَبَين مسألتها الْحيَاء من الله وَالْخَوْف مِنْهُ ومصيبتهم فِي انفسهم مِمَّا يخَافُونَ من فَوت رضوَان الله عَنْهُم وَسخطه عَلَيْهِم أعظم فِي انفسهم وأوجع لقُلُوبِهِمْ من فَوت الْجنَّة وَخَوف النَّار وَمن الَّذِي يَجدونَ مِمَّا يلقِي الشَّيْطَان من الخطرات وعوارض الدُّنْيَا وَحب التزين لأَهْلهَا عِنْد عِبَادَتهم وطاعتهم وَكَثْرَة فَسَاد النِّيَّة والآفات الَّتِي تعارضها فهم بذلك مغموصون مكروبون مَخَافَة ان يراهم الله وَقد تزينوا لأحد غَيره
فَلَا تكن يَا أخي بِشَيْء أعنى مِنْك بالمعرفة والارادة فَإِن الْخَيْر تبع لَهما وهما عَلامَة نظر الله لعَبْدِهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
آداب النفوس..للمحاسبي

 

المواضيع المشابهة