كيف يغير *رمضان» وجه الأرض؟

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1
عندما يحل شهر رمضان الكريم على العالم، قد تختلف عاداته من بلد لآخر، وربما يكون تلاشى بعضها، إلا أن في الكثير من البلدان، مازال المسلمون يتمسكون بالعادات والتقاليد الموروثة، وفي رمضان كل شيء يتغير من إحساسنا بالوقت وحتى رائحة الأماكن ووجوه البشر، ففي روسيا وعلى الرغم من انصهار المسلمين الروس مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى إلا أنهم في رمضان يحولون شهرهم إلى عيد ممتد يوجهون خلاله الدعوات المفتوحة لغير المسلمين لمشاركتهم مآدب الطعام، التي يقيمونها بجوار المساجد التي تلقى ترحيباً وقبولاً غير عادي من غير المسلمين الذين تجذبهم الأطعمة المتميزة، التي يعدها المسلمون في هذا الشهر، وفي تايلاند تبدأ طقوس رمضان مع بداية دخول شعبان، حيث يتقدم كل من حفظ القرآن إلى "مجلس القرآن" لاختبار حفظه ومع أول يوم من رمضان يحملون على الأكتاف وتطاف بهم المدينة ويسمح لهم بتلاوة القرآن في المساجد، أما جميع الأسر المسلمة هناك فيتوجب عليها ذبح ذبيحة في أول يوم رمضان ومن لا يستطع من الأسر الفقيرة يكتفي بذبح الطيور، وقبيل الإفطار يخرج الرجال والنساء إلى موائد تقام خارج منازلهم حيث لا يأكل الرجل من طبخ زوجته بل يتناول من فطور جاره.

وتابعت د. هيا الجوهر في مقال لها بجريدة الإقتصادية: أما في تركيا فتنطلق الزغاريد من البيوت وخاصة التي تضم الجدات وكبار السن وتغسل الشوارع وترش العطور وينثر الورد على عتبات المنازل والحدائق المجاورة لها طوال شهر رمضان.

وفي اليمن وقبل دخول رمضان يقومون بتجديد طلاء بيوتهم وجمع كل ما هو قابل للحرق من حشائش وحطب ثم يقوم الأطفال بحرقها في طقس يعرف باسم "التناثير" تصاحبه إقامة "التماسي" وهي أناشيد وأهازيج يؤديها الأطفال يكسبون من خلالها النقود والهدايا، وهناك عادة ينفرد بها أهل اليمن خلال الشهر وهي الاحتفال بالراغبين في الزواج ليلة الـ 20 من رمضان، ويعد هذا إعلاناً بأنهم سيدخلون عش الزوجية بعد انتهاء الشهر المبارك.

وخلافاً لكل الشعوب يحرص "الموريتانيون" على إقامة زفاف أبنائهم خلال أيام رمضان تفاؤلاً باستمرار الحياة الزوجية، وقبل رمضان بأيام يقوم الرجال بحلق رؤوسهم حتى يتزامن نموه مع دخول الشهر ويسمى "شعر رمضان" كما يختمون القرآن كل ليلة وفي نيجيريا تستضيف كل أسرة فقير يومياً على الإفطار ويتميزون بظاهرة "قارئ النص" وفيها يستعان بعالم ومفسر للقرآن عذب الصوت لتلاوة القرآن وتفسيره على نغم معين، وتطوف الماليزيات البيوت من بعد التراويح وحتى وقت السحور لتلاوة القرآن فيها، وعلى الرغم من اختلاف العادات إلا أن ما يجمع بينها هي صفاء القلوب، والرحمة والتسامح وطلب المغفرة من الله.