لقاء فى القطار

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
لقاء فى القطار...حلقات متتاليه

فتحت آية عيناها لتجد عينان آخران تنظر لها فى تعجب .. فتخجل وتنتقل ببصرها إلى النافذة ... وعندما نظرت مرةً أخرى إلى تلك العينين أصابتها الحيرة والغيظ .. فسألته بحدة ..

آية : فى إيه ياأستاذ .. انت بتبصلى كدة ليه .. تعرفنى .. بتشبه علية .. قريبتك ؟
الشخص ( فى خضة ) : ايه ياآنسة فى ايه .. انا جيت جنبك ..
آية : لا ابن الجيران هو اللى بيبصلى ..
الشخص : حاولى يكون اسلوبك فى الكلام احسن من كدة شوية واختارى كلام صح .. ميصحش عيب انتى كبيرة وعارفة الذوق ..
آية ( فى حدةٍ بالغة ) : لا والله بجد .. تصدق مكنتش اعرف .. وهو الزوق ياأستاذ والأدب والأخلاق بيقولوا انك تبص على بنات الناس وتنحلهم ..
الشخص : ياستى انا اسف .. مش هبص .. كنت سرحان .. ممكن تهدى بقى ...
آية : ههدى لما تودى وشك الناحية التانية ..
الشخص : ايه رأيك بالمرة اقوم من الكرسى بتاعى واروح مكان تانى واريحك من خلقتى ..
آية ( فى تحدٍ واضح ) : يكون أحسن ..
الشخص : لااااااااا .. دى انتى انسانة صعبة اوى ... ومش ممكن حد يطيقك .. ياساتر ...

وفى لحظات يأتى شخصٌ آخر على صوت ذلك العراك .. متسائلاً ..
أيمن : فى ايه ياحاتم ؟
حاتم : اسأل الآنسة ..
آية : لو سمحت تتكلم عدل ..
حاتم : فى ايه ياآنسة .. انتى جاية تقولى شكلى للبيع ..
أيمن : فى ايه ياجماعة ما تصلوا على النبى .. احنا اسفين ياآنسة لأى سوء تفاهم حصل ..
آية : حصل خير ياأستاذ ..
أيمن : ياللا ياحاتم .. تعالى نقف فى اى شباك فى القطر نشرب سجارة عشان منضايقش الآنسة ...
حاتم ( فى تحدٍ ) : اه ياريت اشم نفسى شوية بعيد عن جو الخناق ..
آية : اه ياريت تروح لأى شباك وتبعدنى عن جو الخنقة ..
حاتم ( فى غضب ) : انتى بتقولى ايه ؟
آية : ايه ؟ انا مجيبتش سيرتك .. انا بتكلم عن خنقة ريحة السجاير .. أظن مغلطتش ..
أيمن : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ياجماعة استهدوا بالله مينفعش كدة ..

يذهب كلٍ من حاتم وأيمن بعيداً عن مجلس آية العنيفة ..

أيمن : فى ايه يابنى .. مش تبطل السرحان اللى موديك فى داهية ده .. انسى بقى ياحاتم ..
حاتم ( فى يأس ) : اعمل ايه يعنى فى سرحانى ياأيمن .. غصب عنى .. كل ما الاقى بنت قدامى بفتكر الماضى كله قدام عينى .. بتحسر على نفسى وبحس بكره شديد جدا لكل صنف البنات ...
أيمن : انت اللى قافل على نفسك .. لو تدى نفسك فرصة تنسى الماضى وتبدأ الحاضر وتعيش للمستقبل ... لكن خلاص حصلت لك مشكلة كله عندك باظ وكله راح .. كأنها نهاية الدنيا ..
حاتم : بس انا لسة .......
أيمن ( يقاطعه ) : عارف .. لسة بتحبها .. وده اللى قاهرنى عليك .. لانها فعلا متستحقش ..
حاتم ( فى حزنٍ شديد ) : كفاية ياأيمن كفاية أرجوك ..
حاتم : حاضر ياحاتم .. كفاية .. وياريت انت كمان تنفذ كلمة كفاية .. على الاقل على نفسك .. عشان خاطر نفسك ..

وعلى الجانب الآخر .. تلوم آية على تصرفها العنيف ذلك .. وتتحدث مع نفسها ...

آية : لازم يعنى اطول لسانى .. هو كان عمل ايه .. ثم مهو كان بيرد بزوق وانا اللى اتماديت فيها .. يارب انجدنى من نفسى وقوينى على نفسى .. انا عايزة اتغير بجد .. لما يجى لازم اعتذرله ..
ثم تصمت معترضة على فكرة الاعتذار له حتى لا تفقد كرامتها ...

آية : مش اعتذر يعنى .. مش بمعنى الاعتذار .. بس اعتذار بطريقة غير مباشرة يعنى .. عشان ميسوقش فيها هو كمان .. لاحسن والله ما اسكتله ..

تسمع آية بعض الضحكات من بعض الركاب بجانبها .. فتخجل وتصمت .. حتى يأتى أيمن وحاتم مرةً أخرى .. فيلكز أيمن فى جنب حاتم حتى يتحدث ..

حاتم : إييييييييه ياأخى بتخبطنى فى جنبى ليه ... ايدك تقيلة وجنبى وجعنى ..
أيمن : ياض افهم .. يخربيتك هتودينا فى داهية ..
حاتم : اووووووووف ... اسكت بقى .. اسكت .. خلينى انام .. ده احنا لسة قدامنا 12 ساعة على ما نوصل لسوهاج ..
آية : هو انتو نازلين سوهاج ؟
أيمن : أيوة ياآنسة ........ متعرفتش باسم حضرتك ..
آية : مش لازم تعرف .. نازلين فين فى سوهاج ؟
حاتم : مش لازم تعرفى ..
آية : طب أنا اسفة على الازعاج ياأستاذ .....
أيمن ( فى سرعة ) : اسمه حاتم .. وانا أيمن ..
آية : انا مطلبتش أعرف اسماء ..
أيمن ( فى خجل ) : اومال حضرتك عايزة تعرفى ايه ؟
آية : ما خلاص .. الاستاذ قالى مش لازم اعرف ..
أيمن ( وقد قرب صبره ينفذ ) : طب انتى نازلة فين ؟
آية : انا نازلة فى طهطا ..
حاتم : تعملى ايه هناك ؟
آية : أكيد مش هروح العب فى الغيطان .. انا رايحة عند جدى .. عند حضرتك مانع ؟
حاتم ( بغيظ ) : يابنتى ارحمينى .. انا ماسك اعصابى بالعافية عشان انتى بنت .. غير كدة أقسم برب العزة لاك.........
أيمن : بس بس صلى على النبى ياحاتم .. معلش ياآنسة ...
آية ( موجهة حديثها إلى أيمن ) : صاحبك ده غريب اوى ..
حاتم : ياصبر أيوب .. انا اللى غريب برده ..
أيمن : ياسيدى خلاص بقى .. انتى ياآنسة سألتينا نازلين فين ليه ..
آية ( فى خجل ) : كنت عيزاكو تقولولى اروح مركز طهطا ازاى .. اصلى أول مرة اروح ..
أيمن : بسيطة .. نوصلك فى طريقنا .. احنا برده رايحين هناك اصلا ..
آية : لا شكرا .. بس حضرتك تقولى اركب ايه واعمل ايه ..
حاتم : انتى يابنتى مجنونة ..
آية ( فى حدة ) : ليه الغلط ده ياأستاذ ؟!!!
حاتم : غلط ايه وزفت ايه .. احنا قدامنا 12 ساعة على ما نوصل يعنى هتبقى الساعة 10 بالليل ازاى عايزة تمشى لوحدك بالليل فى مكان لاول مرة متعرفيهوش ...
آية : عندك حق ...
حاتم : خلاص يبقى هنوصلك ..
آية ( فى اضطرار ) : ماشى .. متشكرة اوى ..
حاتم ( فى غيظ ) : لا العفو ...


وبعد قليل أغمض كلٍ من حاتم وأيمن وآية أعينهما للنوم .. ومن نام فوراً هو أيمن .. وتبقى آية وحاتم مغمضين العينين فقط .. وسرح كلٍ منهما فى ذلك الماضى المؤلم ..

يتبع
 
التعديل الأخير:

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
رد: لقاء فى القطار

تلك الفتاة الرقيقة ذات الشعر الأسود الناعم .. ذات الاحساس المرهف والقلب الحساس .. ذات المشاعر الصادقة والفياضة .. التى عندما أحبت جُرحت بمنتهى القسوة ... وهى مغمضة العين تذكرت ما مضى .. فسالت من عينيها العبرات الساخنة والكثيرة .. لماذا هى ؟؟ لماذا ذلك الجرح ..

تتسائل فى صمت مع نفسها : ليه انا ؟ ليه عملت فية كدة ؟ عمرك ما كنت هتلاقى واحدة تحبك قدى ولا تخاف عليك زيى ...

وشيئاً بشيئاً يعلو صوتها بذلك التساؤل .. ليه ؟ ليه ؟ ليه عملتو كدة فية ليه ؟

كان حاتم يراقبها ... ويراقب انفعالاتها وتعبيرات وجهها الصغير البرئ .. وكان يشعر بها وبآلامها.. أيُعقل أنها جُرحت مثله .. نعم يعترف أنها عنيفةٌ جداً .. ولكنه تأكد أن عنفها قد نتج من ذلك الحزن المختبئ .. وسرح فى الماضى الذى يخبئه عن كل الناس إلا عن صديقه المقرب أيمن ..

تذكر أول مرة رأى فيها عبير .. كانت تشع جمالاً وضوءاً لا يدرى كيف عندما تسير على الأرض يسير معها الضوء ويلازمها .. كاد قلبه ينخلع من بين ضلوعه .. كم رأى الكثير من الفتيات وكلهن جميلات ولكن لم يهتز قلبه لواحدة منهن إلا لها .. عبير .. كم هو جميلٌ اسمها .. كم اعترف لقلبه وعن صدق أن تلك المرة هى الأولى فى حياته يحب .. رغم كل المغامرات التى مر بها .. لم يشعر بتلك النبضات الحية الصادقة إلا عندما رأى عبير ..

كم رقص قلبه فرحاً بابتسامتها له ... كم شعر بأنه ملك العالم بأسره من نظرة خجلةً منها له ... وأيقن بأن تلك الفتاة هى من يريدها .. نعم إنها هى .. ولكن كيف السبيل لمعرفتها ...
قطع عليه ذكرياته صوت أيمن ..

أيمن : حاتم .. انت لسة صاحى .. انا افتكرتك نايم ..
حاتم : النوم صعب للى زيى ياأيمن ..
أيمن : ياريت تنسى بقى .. اى كلام معادش يفيد ..
حاتم : ياريت ياأيمن ياريت .. كل ما أغمض عينى افتكر كل ايامى معاها والاقى صورتها قدامى ..
أيمن : مهو انا سبق وقلت لك 100 مرة انت قافل على نفسك من يوم ما سابتك ..
حاتم : حاولت ومش قادر انساها ياأيمن ..
أيمن : لا ياحاتم .. انت تقصد مش قادر تنسى اللى عملته فيك وده اللى مأثر عليك وتاعبك لحد دلوقتى ..

يصدر من حاتم تنهيدة عميقة .. يالها من ذكريات أليمة ..

مازالت آية شاردة وتتذكر ما مر من حياتها .. تتذكر ذلك الفارس الأسمر الواسع العينين الذى دائماً ما تراقبه أثناء ممارسته هوايته المفضلة وهى ركوب الخيل .. تركز نظرها عليه هو فقط دون غيره .. هو من سرق قلبها ولم تغضب بل رحبت بذلك السارق .. وأدخلته حياتها على الفور .. كانت دائماً تتخيل بأنه ينظر إليها ويراها ويتحدث معها ويتقرب منها .. كانت أحلام يقظة .. تحلم وتتخيل بعقلها وقلبها .. وعندما تبتسم من تلك الخيالات يرتعش جسدها وكأن روحها ستنفد منها ... ياله من احساسٌ جميل ورائع ..

ظلت تراقبه شهوراً عديدة .. حتى أصبحت تتنفس حبه بدلاً من الهواء .. كان كل حياتها .. لم تتبادل معه كلمةً واحدة .. فقط عرفت أن اسمه وائل ... ياله من اسم جميلٌ فتح له القلب أبوابه على مصراعيه ...

ولكن كان السؤال .. كيف تستطيع أن تتقرب منه ...
قطع ذكرياتها صوت أيمن ... وهو يحاول إيقاظها .. فتتنبه له وتتغضب .. وتثور ..

آية : فى ايه ياحضرت ... فى حد يصحى حد كدة .. ثم اصلا بتصحينى ليه ..
حاتم : انتى ايه غلباوية على طول كدة .. الراجل عمال يحاول ينادى عليكى يصحيكى بالراحة عشان يقولك هتفط...... هتاكلى معانا واللا لأ .. يكون ده جزاته ..
آية : مش عايزة .. مش عايزة .. محدش له دعوة بية ..
حاتم ( بعصبية ) : يارب صبرنا الساعات الجاية دى ..




 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: لقاء فى القطار

غاب كلٍ من أيمن وحاتم حوالى نصف ساعة أثناء تناول غذائهما .. وأثناء تناول الغذاء كان ظاهراً على حاتم الغيظ من آية ومن عنفها معه .. أو معهما .. ويشعر أيمن بأن صديقه به شئٌ ..

أيمن : ايه ياحتوم .. انت بتكلم نفسك واللا ايه ؟
حاتم : بكلم نفسى .. انا بتخانق مع نفسى وبتشاكل مع دبان وشى ..
أيمن : ههههههههههه .. ليه بس ياعم حاتم حصل ايه لده كله ؟
حاتم : متجننيش ياأيمن .. انت مش شايف البت دى بتتعامل معانا ازاى .. دى مجنونة .. مرة تبقى كويسة و20 مرة تزعق وتشخط فينا .. والله لولا انها بنت لكنت خدتها قلمين على بوزها ..
أيمن ( فى سخرية ) : ايه بوزها دى .. انت بلدى اووووووووووووى .. يابنى خلاص كبر دماغك .. دى بنت ومسافرة لوحدها وفاهمة ان العنف ده هيحميها من اى بنى ادم مش كويس ..
حاتم : طب ما تسأل وتشوفنا كويسين ومش كويسين ..
أيمن : تسأل مين بقى ان شاء الله ياحاتم .. الركاب واللا تيجى تقول لواحد فينا .. عمو لو سمحت انت كويس واللا مش كويس .. صباح الفل .. بص ياحاتم عشان تريح نفسك .. احنا هنفضل كدة طول السفر .. شوف بقالينا تقريباً فى القطر ده 9 ساعات نمشيهم بالطول واللا بالعرض ومنحتكش بيها ياسيدى .. وهى طول ما احنا مش بنتكلم معاها مش هتعملنا حاجة .. اتفقنا ..
حاتم : ماشى ياأيمن لما نشوف اخرتها مع الهانم دى ايه ...
أيمن : هههههههههههههه اخرتها خير ان شاء الله ... بقولك ايه انا هقوم اشرب سيجارة وهشرب شاى بعد كدة .. هتيجى معايا ؟!
حاتم : لا انا هروح على مكانى اقعد واريح شوية .. بس ابقى هاتلى معاك كوباية شاى لاحسن دماغى هتفرقع .. وعلى رأيك قدامنا لسة 9 ساعاااااااااات فى القطر ده ...
أيمن : ده انت تؤمرنى .. من عنية .. بس بقولك ايه ؟
حاتم : ايه تانى ؟ انجز ..
أيمن : ايه انت هتضرب واللا ايه ..
حاتم : يابنى بقولك عايز اريح وانت عمال ترغى .. عايز ايه ؟؟
أيمن ( فى استهزاء وسخرية ) : اوعى البنت تعضك ... واللا ارجع الاقيك مبطوح واللا حاجة ..
حاتم : غور يارخم ..
أيمن : ماشى ياعم .. ياللا سلام مؤقت ..
حاتم : سلام ..

يسير أيمن فى طريقه وهو يفكر فى طريقة يعالج بها صديقه الوحيد حاتم من ألمه وحزنه المتواجد داخله منذ أربعة سنوات ... فكيف يستطيع ذلك وأية طريقة ستفيده .. أضاءت عينيه بفكرة ربما ستنجح .. سيتركه مع تلك الفتاة العنيفة ... ربما ..

يرجع حاتم إلى مكانه وقبل أن يُرَجِّع رأسه للخلف لاحظ سقوط بل هطول الدموع من عينى تلك الفتاة .. مغمضة العينان نعم ولكن تسقط منها الدموع .. فهل تحلم .. أم تتذكر .. لا إنها تتذكر جرحها الماضى الذى يبكيها الآن .. فهو مثلها .. يدمع العنين وهو مغلقها ويتذكر جرحه الماضى .. الآن يشعر بالشفقة عليها و........

آية : تانى يعنى ؟
حاتم : هو ايه ده اللى تانى ؟
آية : يعنى منتش عارف .. تانى بتنحلى وبتبصلى زى ما يكون مفيش بنات غيرى فى القطر .. أظن برده هتقولى سرحان ؟
حاتم : ده فعلا .. انا من النوع اللى بسرح كتير .. وحظك انى لما بسرح بيبان انى ببصلك مع انى اساسا ولا باخد بالى ببص على مين واللا مين اللى قدامى ..
آية : خلاص ياأستاذ .. ابقى روح اتعالج ..
حاتم : عندك حق انا هروح اتعالج من سرحانى وانتى تتعالجى من لسانك ..
آية : انت تقصد ايه ؟؟ انت تقصد انى قليلة الأدب ..

شعر حاتم بأنه قد أخطأ فى حقها .. فصمت لحظة وتابع حديثه معها ...

حاتم : عندك حق انا كلمتى جت غلط .. انا اسف بس انا مقصدش انك قليلة الادب انا اقصد انك عنيفة جداً ومفروض تمسكى نفسك شوية وتهدى أعصابك .. مش اى حد تتعاملى معاه بالعنف ده .. وعموما ياستى انا اسف مرة تانية ...

آية وقد شعرت بصدق كلماته .. فقالت فى استكانة وهدوء ..

آية : عندك حق انا فعلا عنيفة .. بس غصب عنى ...

تترقرق عينيها بالدموع وتدير رأسها لناحية النافذة لتسقط دموعها دون أن يراها حاتم .. ولكن حتى وإن لم يراها حاتم فهو يشعر بها ... كيف يواسيها وهو مجروحٌ مثلها .. كيف يعينها على المرور من ذلك الجرح إلى بر الأمان وهو قابعٌ فيه منذ أربعة سنوات .. كيف يساعدها وهو من فشل فى مساعدة نفسه بل وفشل معه الآخرون فى مساعدته .. أرجع حاتم رأسه للخلف وهو يفكر ويتذكر ..

************************************

مساء الخير ... جملة قالتها عبير .. إذن فهى مثلى تريد التعرف بى والتقرب لى ... كم سعدت وقتها عندما جاءت لتتحدث معى .. ظننت أننى موهومٌ بتلك الكلمتين من عمق عشقى لها .. لم أصدق أنها أمامى .. ظللت أنظر لها وانا صامتٌ فخجلت من عدم ردى عليها وهمت بالرحيل إلا أننى ودون وعى أمسكت يدها ...

حاتم : رايحة فين ؟
عبير : همشى ..
حاتم : ليه ؟
عبير : اصلك مردتيش علية وانا قلت اكيد مش عايز نتعرف ..
حاتم : انا من زمان وانا عايز اتعرف عليكى .. ومكنتش مصدق لما لقيتك انتى بتكلمينى دلوقتى .. عشان كدة كنت ساكت ..
عبير ( فى خجل ) : طيب الحمد لله انى مأزعجتكش ..
حاتم : انتى اسمك ايه ؟
عبير : انا اسمى عبير ياحاتم ..
حاتم ( متفاجئاً ) : انتى تعرفى اسمى ؟
عبير : طبعا اعرفه .. سمعت مرة واحد صاحبك فى النادى هنا بيناديلك وبيقولك حاتم .. من ساعتها عرفت ان اسمك حاتم ..
حاتم : انا لازم اشكر صاحبى ده ..
عبير ( مبتسمة ) : عموما اهلا بيك .. وانا سعيدة انى اتعرفت عليك ..
حاتم : انا الاسعد والله ..
عبير : ميرسيه .. معلش انا مضطرة امشى ..
حاتم ( بلهفة ) : رايحة فين ؟
عبير : هروح .. السواق مستنينى برة ولازم امشى عشان الوقت متأخر ..
حاتم : هشوفك تانى ؟
عبير ( فى خجل ) : لو عايز ..
حاتم : انا باجى هنا كل يوم من الساعة 6 .. بخلص شغلى واجى على النادى ..
عبير : خلاص يبقى معادنا بكرة الساعة 6 .. باى بقى ..
حاتم : مع السلامة .. ( وفى سره ) ياأحلى واحدة شوفتها فى حياتى ..

كم مر ذلك اليوم ثقيلاً وكنت أنظر إلى الساعة لتسرع قليلاً فى سريانها .. اقتربت من الساعة قائلاً هيا أيتها اللعينة .. لماذا اليوم تمرين ببطءٍ وثقلٍ وكأنكِ تعانديننى .. وجاء وقت الرحيل .. وأسرعت بالنزول والذهاب إلى النادى .. وأبحث عنها بعيناى فلا أجدها .. أين هى .. لماذا لم تأتى ؟ سأنتظرها قليلاً .. اقتربت العقارب من الرقم 10 .. الساعة الآن العاشرة مساءً .. وفى حزنٍ شديد أتساءل : لماذا لم تأتى ياعبير ؟!!

*************************

يفوق حاتم من شروده وتلك المرة يجد آية هى التى من تنظر له فى تساؤل ..

حاتم : ايه ياآنسة ؟؟ فى حاجة ؟ بتبصيلى كدة ليه ؟
آية : اصلك عمال تقول مجتيش ليه ياعبير .. هو كان فى واحدة اسمها عبير هتسافر معاكم واللا انت بتحلم واللا فى ايه ..
حاتم : انا قلت كدة ؟
آية : ايوة قلت كدة .. كنت لسة هخبط على كتفك اصحيك بس لقيتك فتحت عينك ...
حاتم : تخبطى .. طيب الظاهر كنت بحلم ..
آية : طيب انا اسفة انا افتكرت كابوس قلت ألحقك .. فى الحلم كنت بتتكلم قلت ألحقك قبل ما ترمى نفسك من شباك القطر وكله تحت بند الحلم ..
حاتم ( مبتسماً ) : طب ما انتى دمك خفيف اهو ...
آية : يعنى شوية .. لكن لو لقيت حد بيستهبل واللا متنحلى مبيببقاش خفيف .. بيبقى حاجة تانية ..
حاتم : اه انتى هتقوليلى .. عارف .. عرفت من ساعتين بمعنى أصح ..
آية ( ضاحكة ) : هههههههههههه .. معلش انا اسفة على عنفى معاك .. بس فعلا مضطرة ..
حاتم : ياستى انا مقدر انك مج.....

صمت حاتم لشعوره بأنه تفوه بما لا يجب أن يُقال ..

آية : مقدر انى ايه ؟
حاتم : اااا .. اااااا .... مقدر انك بنت ومسافرة لوحدك ومش عايزة حد يطمع فيكى يعنى ..
آية : اه اه فعلا .. عندك حق .. وفى سرها .. صحيح اللى ميعرفش يقول عدس ..

حاتم : انا ملاحظ انك لا أكلتى ولا شربتى ... تحبى اجيبلك حاجة من الكافتيريا ..
آية : مش عايزة اتعبك ..
حاتم : لا مفيش تعب ولا حاجة .. اصلا أيمن فى الكافتيريا بيجيب شاى لية وليه .. تحبى تشربى ايه ..
آية : هوت تشوكليت ..
حاتم : يعنى ايه ؟؟
آية : هههههههههههههههههه يعنى كاكاو سخن ...
حاتم : احم احم .. انا عارف طبعا .. بس بهزر ..
آية : لا مهو واضح ..

يمسك حاتم هاتفه المحمول ويطلب أيمن ..

حاتم : حبيب قلبى ..
أيمن : قبل ما تطول لسانك 5 دقايق وهجيبلك الشاى وجاى اهو ..
حاتم : لا ياحبيبى براحتك .. بس بقولك ايه .. هات معاك كاكاو بالمرة للآنسة اللى قاعدة معانا ..
أيمن : الله الله الله الله .. اسيبك ربع ساعة الاقيك بتطلبلها كاكاو ...
حاتم : بطل لماضة بقى ...
أيمن : بقولك صحيح .. هى اسمها ايه ..
حاتم ( فى عصبية ) : وانا مالى انا اسمها ايه .. اسمها زليخة ياسيدى .. ارتحت .. ياللا متتأخرش .. سلام ..

يغلق حاتم الخط .. وينظر إلى آية فيجدها تنظر لها وهى ضاحكة ..

حاتم : بتضحكى ليه ؟
آية : اصلى اسمى مش زليخة ..
حاتم : اوووووووه .. انا اسف انا مقصدش بس أيمن سألنى و.......
آية : فاهمة فاهمة .. المهم ان أيمن يجيب الكاكاو بسرعة عشان عايزة اشربه وأدفى .. الجو برد جداً ..
حاتم : انا معايا جاكت زيادة .. تاخديه تدفى بيه ..
آية : لا شكرا انا معايا شال تقيل .. لو الكاكاو مدفانيش هبقى البس الشال ..

ساد الصمت بينهما حتى جاء أيمن ..

أيمن : اتفضل ياسيدى الشاى بتاعك ..
حاتم : شكرا ياأيمن ..
أيمن : واتفضلى يازل ....... اقصد اتفضلى الكاكاو ..
آية : ميرسيه ياأيمن ..
أيمن : وادى انا كمان الشاى بتاعى .. اتفضل ياأيمن الشاى بتاعك .. ارد على نفسى واقول .. شكرا ياأستاذ أيمن ..

يضحك الثلاثة معاً .. ثم يسود بينهم الصمت .. ومن جديد يعود كلٍ من حاتم وآية إلى ذكرياتهما ...

*********************************

ياليتنى أتعرف به .. فمثل ذلك الفارس يناسبنى وأريده رفيقاً لدربى فإننى أحبه .. فمتى سيحين ميعاد تعرفى عليه ..

يأتينى صوتٌ من بعيد قائلاً : حاسبى ياآنسة هتقعى فى الحفرة حاسبى ..

آية : حفرة ايه ؟

ولم تلحق آية باكتشاف تلك الحفرة إلا عندما وقعت فيها .. التف الناس حولها وحملوها إلى عيادة قريبة .. وما هى إلا لحظات حتى ظهر الطبيب .. فيلومه الناس على تأخيره .. فيعتذر ويتقدم جهة آية للكشف عليها .. وكانت آية تتألم بشدة ..

الطبيب : ايه ياآنسة متخافيش .. دى حاجة بسيطة ...
آية ( دون أن تنظر إلى الطبيب ) : رجلى بتوجعنى اوى يادكتور .. شكلها اتكسرت ..
الطبيب : لا متكسرتش ولا حاجة .. ده تمزق بس يعلمك انك تركزى وانتى ماشية ..

ينده ذلك الطبيب إلى مساعده ..

الطبيب : يامحمود .. محمود تعالى وهاتلى رباط ضاغط ..
محمود : حاضر يادكتور وائل ..

تسمع آية الاسم فتنظر إلى الطبيب لتجده ذلك الفارس الأسمر الذى تمنت أن تتعرف عليه .. فتنسى ألم قدمها وتظل ناظرةٌ له .. وهو لا يشعر بتلك النظرات ... وما إن انتهى من وضع الرباط الضاغط فى قدمها قال ..

وائل : استأذنك ترتاحى أسبوع فى البيت .. متعمليش اى مجهود ولا تمشى على رجلك .. وهشوفك بعد أسبوع ..
آية : زى النهاردة يعنى بعد أسبوع ..
وائل : ايوة ..
آية : مينفعش بكرة او بعده الصبح ..
وائل : تأكدى لو مشيتى رجلك ممكن فعلا تتكسر .. اسبوع راحة كاملة .. اسمعى الكلام ...
آية : حاضر يادكتور ..

ماذا يعنى هذا .. هل سأظل أسبوعاً لا أراه فيه .. ماذا أفعل ..

آية : طب لو رجلى فضلت تعبانة وتعبتنى أكتر يادكتور اتصل بحضرتك ؟
وائل : لا مش هتتعبك .. انا عارف اكتر منك .. ياللا قومى .. معاكى حد يوصلك ..
آية : لا انا هروح بتاكسى ..
وائل : طيب .. يامحمود خليك مع الآنسة ووقفلها تاكسى واستنى لحد ما تركب ..
محمود : حاضر يادكتور وائل ..

رغم جديته وربما قسوته إلا أننى أشعر بأنه شخصٌ يمتلئ بالحنان ... حبيبى هو نفسه طبيبى ...

**********************************

أيمن : ياآنسة .. ياآنسةةةةةةةة ...
آية ( فى فزع ) : ايه فى ايه ؟
أيمن : الكاكاو هيسقع اشربيه فعلا سخن عشان تدفى ..
آية : اه .. حاضر ..

تدير آية وجهها ناحية نافذة القطار .. وينظر حاتم إلى أيمن مغتاظاً ..

أيمن : ايه ؟ بتبصلى كدة ليه ؟
حاتم : مكنش حقك تخضها كدة ..
أيمن ( وهو يغمزه ) : لا ياراجل .. معلش انا اسف ..
حاتم : لا متفهمنيش غلط .. اتفقنا ..
أيمن : اه اتفقنا ...
نظر حاتم إلى آية ليجدها ترتشف القليل من المشروب وهى مازالت دامعة العينان ...

حاتم ( فى سره ) : ياترى ايه اللى جارحك .. ومين اللى جرحك .. واتجرحتى ازاى ...





 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#4
رد: لقاء فى القطار

لا تعلم آية كم مر عليها من الوقت وهى فى ذكرياتها وأحزانها ولكنها لاحظت بأن مشروب الكاكاو أصبح بارداً جداً .. فنظرت له وهى معاتبةٌ لنفسها على سرحانها الذى أنساها المشروب المفضل لديها ... ووجدت صوتاً يقول لها :

حاتم : بتبصى للكوباية كدة ليه .. هى ذنبها انك مشربتيهاش .. ايمن نبهك ان الكاكاو هيبرد ولازم يتشرب سخن عشان انتى عايزة تدفى .. وانتى قلتى ماشى بس برده الكوباية لسة متشربش منها الا شفطة ..
آية : شفطة ..
حاتم : اه شفطة .. ايه اول مرة تسمعى الكلمة دى ..
آية : لا ابدا عارفاها وصماها وحفظاها ..
حاتم : طيب اشربيه بقى بارد .. وعموما هو ممكن يتشرب ساقع كأنه عصير ..
آية : انا هروح اخليهم يعملولى واحد تانى ..
حاتم : هما مين دول ..
آية : بتوع الكافتيريا هيكون مين يعنى ..

كان أيمن مستيقظاً وحاضر ذلك الحوار فقال لها ..

أيمن : لا اقعدى انتى ياآنسة انا هقوم اجيبلك واحد تانى ..
آية : لا معلش كفاية تعبك لما جيبته اول مرة ..
أيمن : ياستى وماله نتعبلك تانى .. عن اذنكم دقايق وراجع ..

نهض أيمن من كرسيه وهو منبسط العينين وفرحاً وقائلاً لنفسه : ياواد ياأيمن يالعيب ... سهلها ياااااااارب ..

يسود بعض الصمت قليلاً حتى يقطع ذلك الصمت حاتم متسائلاً ..

حاتم : معلش انتى ممكن تعتبرينى متطفل .. ممكن اسأل سؤال ؟
آية : اتفضل ..
حاتم ( فى خجل ) : بس هو سؤال شخصى ..
آية : يبقى عرفته ..
حاتم : طب هو ايه ؟
آية : هتقولى مسافرة لوحدك ليه ؟
حاتم ( فى خجلٍ أكبر ) : ايوة بالظبط .. ده كان سؤالى ..
آية : مسافرة لوحدى لانى ببساطة يتيمة .. ابويا مات وانا عندى 4 سنين وماما ماتت السنة اللى فاتت بمرض السرطان وماليش اخوات وعايشة لوحدى ..
حاتم ( فى خجل أكبر وأكبر ) : انا اسف ..
آية : وتتأسف ليه .. هو انت يعنى كنت عارف وبتستهبل ..
حاتم : بتستهبل .. ياللا ما علينا .. طيب يعنى ملكيش عم أو خال ..
آية ( فى سخرية ) : عندى طبعا .. دول كتير .. اكتر من الهم على القلب ..
حاتم : طب ومقعدتيش عند حد منهم ليه ..
آية : باختصار انا ضيفة تقيلة عندهم ..
حاتم : لا حول ولا قوة إلا بالله .. طب انتى هتستقرى عند جدك يعنى ..
آية : لا طبعا مش هستقر انا رايحاله زيارة كل سنة ..
حاتم : ليه انتى بتش.....
آية ( مقاطعة ) : فى ايه ياأستاذ .. اسئلتك كترت اوى .. مش فاهمة اللى يهمك اروح واللا مروحش لية اهل واللا ماليش ..
حاتم : انا اسف ..

وما هى إلا ثوانى حتى جاء أيمن فوجد آية مدير وجهها ناحية نافذة القطار وهى عابثة الوجه وحاتم ينظر لها فى غضب ..

أيمن : ايه ياجماعة هفك خناقة تانى ؟
آية ( فى حدة ) : ليه يعنى ؟ مفيش خناقة ولا حاجة ..
حاتم ( فى حدةٍ أكبر ) : متبقاش تضايق الانسة تانى ياأيمن وتسأل فى اى حاجة ..
أيمن ( فى تعجب ) : انا !! بس انا مسأ......
حاتم ( مقاطعاً ) : انا بقولك عشان تعمل حسابك مش بقولك انك سألت .. اصلى سبق وسألت وخدتلى كلمتين حلوين ..
أيمن ( فى سره ) : يادى النيلة .. وانا اللى قلت هسيبلهم فرصة .. نابى طلع على شونة ..
آية : ميرسيه ياأستاذ أيمن على تعبك ..
أيمن : ياستى مفيش تعب ولا حاجة .. اى حاجة انتى عيزاها قوليلى وانا هجيبهالك على طول ..

تسند آية رأسها على ظهر كرسيها وتبدأ فى ذكرياتها من جديد .. فى حين أن السرحان والشرود قد رجع إلى حاتم مرةً أخرى وهو مازال ينظر إلى آية .. وتلك المرة يفكر فى طريقتها العنيفة معه .. ويقارن بينها وبين عبير .. تلك الفتاة الرقيقة التى لم يصدر منها صوتاً عالياً قط ..

********************

[color=")"]عندما تذكر عبير .. تجددت آلامه .. تجددت ذكرياته .. عبير وذلك الضوء الذى يلازمها أينما كانت .. تلك العينان اللتان تشعان حيوية وحناناً وحباً .. نعم إنها تحبنى .. هكذا حدثنى قلبى .. إنها تنظر لى، ليس لرجلٍ سواى .. هى من طلبت التعرف علىّ .. إذن فهى تحبنى .. ولكن لماذا لم تأتى بالميعاد ياعبير ...

مر يومان لم أرى فيهما حبيبتى .. أشعر بضيقٍ وتوتر ... أريد أن أراها .. أين هى ... وإذ بذلك الصوت الأنثوى الرقيق يهتف قائلاً ...

عبير : يمكن تكون زعلان منى ..
حاتم ( ولم يصدق أنها أمامه ) : انا كنت زعلان .. لكن لما شوفتك واطمنت عليكى راح الزعل ..
عبير : انت مجامل اوى ياحاتم ...
حاتم : انا مبعرفش اجامل .. انا بقول الحق ...
عبير : طيب مش عايز تعرف انا مجتش ليه ..
حاتم : ياريت أعرف .. ان مكنش يضايقك ..
عبير : اصلى زعلت من نفسى اوى ..
حاتم ( فى لهفة ) : ليه ؟
عبير : عشان جيت وطلبت منك نتعرف .. حسيت انى بفرض نفسى عليك عشان كدة مجتش ..
حاتم : لا بالعكس .. ربنا عالم انا مبسوط قد ايه .. انا من زمان نفسى اتعرف عليكى ونبقى .... نبقى ...
عبير : نبقى ايه .. اصحاب ؟
حاتم : اصحاب ؟! اه اه نبقى اصحاب .. ولو مكنتيش انتى جيتى كنت انا اللى هاجى واتعرف عليكى ..
عبير : يعنى مزعلش من نفسى ؟!
حاتم : لا خالص .. انا بجد مبسوط انى عرفتك .. تشربى ايه ؟
عبير ( بمرح ) : طب ما تقولى تتغدى ايه ؟ واللا انت اتغديت فى الشغل ؟!
حاتم : انا مكنش عندى نفس بقالى يومين بس فعلا دلوقتى انا جعت .. تاكلى معايا ؟
عبير : اكل معاك .. ياللا ويبقى عيش وملح ....
حاتم وعبير : ههههههههههههههههههههه ...

*************************

قطع عليه ذكرياته أيمن ..

أيمن : إحم إحم .. ياعم الحاج .... بطل بقى .. طهقتنى ..
حاتم : ايه يابنى آدم انت ... بالراحة انت سرعتنى ...
أيمن : والله لو بسرعك لأول مرة كنت اعتذرتلك وقدرت لكن دى المرة المليون بعد المليار وخمسة ..
حاتم : يعنى انت عايز ايه دلوقتى ..
أيمن : ارغى معايا حسسنى بوجودك معايا او وجودى معاك مش مهم ..
حاتم : خلاص عايز تتكلم فى ايه ؟!
أيمن : طب ايه رأيك نقوم نشرب سيجارة فى مكان تانى ونبقى نرغى هناك ..
حاتم : ياللا ياسيدى ..

ثم ينظر حاتم إلى آية وكان سيسألها ان كانت تريد شئ ولكنه لاحظ شرودها التام وعبراتها على وجهها فآثر الصمت ورحل هو وأيمن عن المكان .... وتركها مع نفسها فى أحزانها ....

************************

كم اشتقت إلى وائل فى ذلك الأسبوع .. أجلس وحيدةً فى منزلى ولا يوجد من يراعينى .. فأمى ماتت منذ عام وأبى مات وانا صغيرة لم أتعدى عمر الأربع سنوات ولولا صورته الوحيدة لدى كنت نسيته نهائياً .. اضطررت إلى المكوث بالبيت وأخذ أجازة من عملى .. ذلك العمل القريب لاسطبل الخيل الذى يمارس فيه وائل هوايته .. وفى ذلك الأسبوع شعرت بغضبٍ شديد وعجزٌ أشد فأنا أريد رؤياه وأريد مرور الأيام بأسرع ما تستطيع .. وأخيراً انتهى الأسبوع .... وارتديت أفضل ما عندى .. وذهبت إلى تلك العيادة الصغيرة .. ورأيت محمود مساعده ..

آية : محمود .. محمود ..
محمود : ايوة ؟
آية : ايه انت مش فاكرنى .. انا البنت اللى وقعت من اسبوع فى حفرة ود/ وائل الله يكرمه كشف علية وقالى اجيله النهاردة ..
محمود : اه اهلا وسهلاً ياآنسة .. عاملة ايه دلوقتى .. أحسن ؟
آية : الحمد لله .. هو فين الدكتور ؟
محمود : الدكتور سافر أول امبارح ..
آية ( فى صدمة ) : ايه ... سافر .. فين وليه ؟
محمود : والدته تعبانة اوى .. وسافر يطمن عليها .. هيرجع كمان 10 ايام ..
آية : 10 ايااااام ؟! طب و....
محمود : متقلقيش هو وصى دكتور زميله عليكى وقاله لما تيجى هيتابع معاكى هو هيشوفك ويتابع معاكى بداله ..
آية : بجد .. ( وفى سرها : يعنى هو مش ناسينى وبيوصى علية .. يافرج الله ) ...
محمود : ايوة والله .. اقعدى 5 دقايق على ما دكتور مصطفى يخلص الحالة اللى معاه ..
آية : طيب طيب ..

ترك محمود المكان وإذ بآية تترك المكان فى نفس اللحظة وترحل عن العيادة أيضاً وتقول : محدش هيتابعنى الا وائل ..

وتمر أيامى بدونه .. وانتهت تلك الأيام الطويلة ... وذهبت مرةً أخرى إلى العيادة .. وتلك المرة وجدته .. رأيته فى حجرة الكشف فكان الباب موارباً .. رقص قلبى فرحاً لرؤيته .. وجلست فى إحدى المقاعد وانتظرت دورى بفارغ الصبر .. حتى رآنى محمود ...

محمود : انتى جيتى .. ده الدكتور وائل كان هيتجنن عليكى ..
آية ( فى فرحةٍ عظيمة ) : بجد يامحمود ..
محمود : ايوة .. ده اتنرفز عشان انتى مشيتى من غير د/ مصطفى ما يتابعك .. استلمى بقى النرفزة اللى هتشوفيها منه ... بس معلش انتى اخر واحدة فى الكشف لانك جاية متأخر ..
آية ( فى إحباط ) : مش مشكلة مش مشكلة .. انا هستناه ...

وتمر قرابة الساعة حتى ينتهى د/ وائل من كل الحالات التى كشف عليها ويحين موعد الكشف على آية .. فتدخل وهى تريد أن تقول له " وحشتنى " .... ويبدو لها أنه لا يتذكرها ..

آية : السلام عليكم يادكتور ..
وائل : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. اتفضلى ..
آية : حضرتك مش فاكرنى .. انا اللى وقعت فى حفرة وحضرتك ربطلى رجلى بربا.........
وائل ( مقاطعاً وفى جدية تامة ) : ايوة فاكرك .. مشيتى ليه المرة اللى فاتت من غير د/ مصطفى ما يكشف عليكى ؟
آية : اصل .. اصل .. اصل كان عندى معاد مهم ..
وائل : معاد مهم .. مممم .. وانتى قبل ما تيجى العيادة مكنتيش تعرفى ان عندك معاد مهم ؟!
آية : كنت عرافة طبعا بس اصل مقدرتش استنى كتير يومها ... عشان المعاد ميروحش علية ..
وائل : آه ... طيب اتفضلى اطلعى على سرير الكشف ..
آية : حاضر ..

تنهض آية وتصعد على سرير الكشف ويأتى د/ وائل للكشف عليها وبعد أن ينتهى ..

وائل : جميل .. كدة رجلك بقت تمام .. بس هديكى أدوية كالسيوم عشان انتى عضمك ضعيف .. وياريت تاخديها لمدة اسبوعين متواصلين ... ومتحاوليش تعملى مجهود خالص ...
آية : بس انا بشتغل ..
وائل : طيب حاولى متمشيش كتير ومتقفيش كتير على رجلك فى الاسبوعين دول ..
آية : حاضر ...
وائل : هشوفك بعد أسبوعين ان شاء الله ...
آية : ان شاء الله .. حاضر يادكتور ..
وائل : مع السلامة ..
آية : الله يسلمك ..

خرجت من المكان وأنا أحب جديته وحبه الشديد لعمله .. بل وشعرت بأنه خائفٌ علىّ من أية مضاعفات .. هكذا حدثنى قلبى ... ولكن تلك المرة لن أنتظر أسبوعين لأراه فأنا يومياً أراه عند ممارسته لهوايته المفضلة .. ركوب الخيل .. بعد انتهاء وقت عملى ..

************************

وما هى إلا لحظات من تلك الذكريات حتى عادت آية إلى الواقع لتجد أن أيمن وحاتم غير موجودين ... فتشعر برهبةٍ شديدة وتبحث عنهما بعينيها .. وتبحت بالأخص على ذلك الوجه الشارد .. حاتــــم
..
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#5
رد: لقاء فى القطار

فاقت آية من شرودها لتكتشف عدم وجود أيمن و " حاتم " وتساءلت مع نفسها أين هم .. وعلى الجانب الآخر كان أيمن يتحدث مع حاتم محاولاً من جديد مساعدته على نسيان تلك المرأة ..

أيمن : يابن الحلال اهدى بقى شوية وريح قلبك التعبان ده .. انا مش فاهم انت بتعمل فى نفسك كدة ليه ..
حاتم : انت مش شايف انها غريبة شوية ..
أيمن : عبير مش غريبة .. عبير غدارة ومستغلة و....... واللا بلاش لتاخد ثواب منى ..
حاتم : أنا مش بتكلم عن عبيرياأيمن .. أنا بتكلم عن البنت اللى مسافرة معانا دى ..
أيمن : هى مش غريبة .. هى عنيفة .. اوى بصراحة ..
حاتم : انا مش بتكلم برده على عنفها وطريقتها فى الكلام معانا ..
أيمن : أومال بتتكلم عن ايه .. فهمنى ياعم الحاج ..
حاتم : منين بتروح لجدها زيارة كل سنة ومنين طلبت مننا نوصفلها الطريق ؟!!
أيمن ( متفكراً ) : تصدق صح .. إزاى مجاش فى بالى كدة ..
حاتم : انا هسألها ..
أيمن : لاااااااااااااا الله يخليك .. لاحسن تدينا كلمتين من إياهم .. والمرة الجاية حاسس انى هقتلها ...
حاتم : هو كل حاجة عندك هزار ياأيمن ...
أيمن : مهو انت هتجننى .. واحنا نسألها ليه سؤالك ده .. احنا مالنا ... هى أدرى بظروفها عننا .. هو حد عارف ظروف الناس ... اياك تسألها وادينى بحذرك .. ياهنحرجها فى الرد ياهتحرجنا هى فى الرد ..

وفجأة صمت أيمن وذهب فى عالم آخر ولاحظ حاتم سرحانه المفاجئ ..

حاتم : إيه ياعم انت روحت لفين كدة ؟
أيمن : ..................
حاتم : انت اتوفيت واللا ايه .. ما تنطق ياله ...
أيمن : أصلى شوفت واحدة زى القمر دلوقتى ...
حاتم : فين دى .. فين دى ..
أيمن : خلاص مشيت .. هى يعنى هتقفلك ..
حاتم : آه يعنى إذا حضرت الشياطين يعنى .. ماشى ياعم هنيالك ..
أيمن : ياشيخ اتنيل هو انا ححب واحدة من شكلها .. هى أمورة آه لكن حب لأ ... ( ثم متنهداً ) واللا يمكن .. حد عارف ...
حاتم : حد عاااااارف .. ماشى لما نشوووووووف .. ياللا بينا نرجع ..

رجع حاتم وأيمن إلى مكانهما ليجدا آية فى حالة غضب ثم تقول ...
آية ( فى غضب ) : كنتو فين ان شاء الله ..
حاتم : نعم ؟!!!
آية : سايبنى لوحدى فى القطر ورحتو فين ؟
حاتم ( فى انفعال ) : هو احنا يابنتى كنا أهلك .. ده انتى غريبة أوى ...
أيمن : فى ايه ياحاتم صلى على النبى ياآنسة احنا لقيناكى نمـ.......
آية ( مقاطعة ) : عندك حق ياأستاذ حاتم .. انتو مش أهلى .. بس انتو وعدتونى توصلونى ..
حاتم ( فى انفعال أكبر ) : أه وعدناكى نوصلك مش نقعد جنبك لحد سوهاج ده ايه الهم ده ..
آية : لا ياأستاذ حاتم أنا ميرضنيش أفرض نفسى على حد خلاص متشكرة ليكم أوى .. انا هبقى اسأل على الطريق بنفسى ..
أيمن : ياآنسة متزعليش من حاتم هو ميقصدش يزعلك ..
حاتم : لا أقصد، ثم تعالى هنا .. منين بتزورى جدك كل سنة ومنين عايزانا نوصلك الطريق .. أومال كنتى بتروحيله إزاى ..
آية ( فى غضب كبير ) : يتهيألى ياأستاذ حاتم سبق وقلت لك إن أمى ماتت من سنة وهى الـ............
حاتم : أنا مجيتش سيرة والدتك فى الموضوع ..
آية : أمى ليها دخل بالموضوع ..
أيمن ( محاولاً تهدئتهما ) : ياجماعة اهدوا شوية .. ميصحش كدة .. الناس سامعة أصواتكم ..
آية : ياأستاذ حاتم .. جدى اللى انا ريحاله يبقى أبو ماما الله يرحمها وماما هى اللى كانت بتيجى معايا كل سنة وعمرى فى حياتى ما ركزت فى الطريق واحنا ماشيين ولا حتى عمرى فى حياتى أخدت بالى بنركب ايه عشان نوصل لجدى وعشان كدة لا حفظت طريق ولا مواصلات .. كل اللى اعرفه انه فى سوهاج وانه هيستنانى عند المركز عشان صحته وسنه ميساعدوش يجينى لحد محطة القطر ..
حاتم ( فى خجل ) : أنا .. أنا ..
أيمن ( مغتاظاً من أيمن ) : انت ايه .. ما تنطق ياحتوم ..
حاتم : انا آسف .. انا بجد آسف .. واسف أكتر على الطريقة اللى كلمتك بيها .. عن إذنكم .. انا هقوم شوية لحد الجو ما يهدى وتكونى انتى هديتى ونسيتى اللى انا عملته ..
أيمن : كنت لسة هقترح عليك تعمل كدة ...
آية : لا ياأستاذ حاتم مفيش أسف ومفيش زعل .. يمكن ارتحت لوجودكم معايا ومعتمدة على كدة ولما فوقت ولقيت نفسى لوحدى وانتو مش موجودين خوفت اوى وكنت على اعصابى .. الوحدة اللى انا عايشة فيها بقالى سنة من يوم موت أمى مميتة .. ولما اتعاملت معاكم حسيت انى مبقتش وحيدة حتى لو كانت معرفة لساعات بسيطة وفيها خناق وشد وجذب .. بس حسيت بالأمان اللى محسيتوش من سنين ..
حاتم ( فى ندمٍ حقيقى ) : أنا مش عارف أقولك ايه .. ولا مليون كلمة أسف هتديكى حقك فى الاعتذار .. ياريت تسامحينى ..

لم ترد آيه عليه بل أدارت وجهها للناحية الأخرى باكيةً بكاءً لم تبكيه من قبل .. حتى لم تبكيه من جرح وائل الشديد لها .. وائــل .. ذلك الشاب الأسمر الذى أحبه قلبها ... وعند ذكر اسم وائل رجعت آية مرةً أخرى إلى ذكرياتها معه ..

لاحظ أيمن شرود آية فى تلك المرة وطلب من حاتم أن يتحدث معه بعيداً عن مكان مجلسهم ..
أيمن : حاتم .. تعالى نتكلم شوية بعيد عن هنا ..
حاتم ( فى استسلام وحزن ) : حاضر ..

وبعد أن يذهبا بعيداً يتحول أيمن من الشخص المرح إلى الشخص الغاضب .. ويثور على صديق عمره ...

أيمن : ايه ياأخى .. ايه اللى انت هببته ده ..
حاتم : ارجوك ياأيمن .. اللى انا حاسس بيه دلوقتى محسيتوش قبل كدة .. الندم اللى جوايا من اللى عملته فى البنت دى أكبر من الندم اللى حسيته فى حب عبير .. البنت دى قدرت فى لحظة تنسينى جرح عبير لية من المصيبة اللى انا عملتها فيها .. انا مش عارف أعمل ايه ..
أيمن ( فى غضبٍ وانفعال ) : اسمع بقى متتعبش اعصابى بكلام كل يوم اقولهولك .. متاخدش البنات المحترمة بذنب ست عبير هانم .. ست عبير اللى قعدت كل يوم تقابلك وتاكل وتشرب معاك وتمثل عليك الحب وتسحب منك فلوس بالهبل وفى الاخر تطلع الهانم متجوزة وبتدى الفلوس دى للنطع جوزها يصرفها فى القمار وانت مش اول واحد تعمل معاه كدة .. يعنى هى تصطاد زباين وتستغلهم وتمثل عليهم الحب والهيام وهو يصرف فلوس الزباين على الأرف والحرام .. ياأخى افهم .. عبير دى أزبل عينة فى البلد لكن البنت اللى انت بهدلتها دى من العينات المحترمة .. وواضح على وشها .. ولو تفتكر محمود صاحبنا لما قالك ابعد عن الست دى .. وحاول مليون مرة معاك وانت ولا انت هنا .. البنى ادم بيبان من وشه وملامحه وطريقة كلامه .. عمرى فى حياتى ما شوفت ست هى اللى بتروح تتعرف على الراجل .. انا اعرف اننا اللى بنحفى وراهم لحد ما يوافقوا يرمولنا السلام بس .. لكن دى وبمنتهى السهولة جت عشان تتعرف معاك واول قعدة بتقولك غدينى واللا مش عارف ايه .. ايه ده .. ايه الارف ده .. فوق بقى واعرف الفرق بين بنات الناس وبنات الشوراع .. فوق ياحاتم .. فوق ..

يترك أيمن صديقه حاتم وحده دون أن ينتظر منه رداً ويرحل عن المكان ويرجع مرةً أخرى إلى مجلسهم .. حيث يريد التحدث قليلاً مع آية .... وعند وصوله كانت آية تبكى بشدة وبصوت ضعيف ..

أيمن : ياآنسة .. انا مش عارف اعتذرلك ازاى .. بس مش هقدر اقولك أكتر من ان حاتم انجرح أسوأ جرح والبنات فى نظره زيهم زى بعضهم ... دى خلاصة حالة حاتم الى عايشها بقاله 4 سنين ..
آية : 4 سنين ؟! وهو لسة بيحب عبير ؟!
أيمن : لا مش بيحبها طبعا هو مأثر فيه اللى عملته ف........ ثوانى كدة .. انتى عرفتى منين اسمها ؟! هو حكالك واللا ايه ..
آية : يحكى ايه بس ؟! ولمين ؟ لية انا .. ده احنا بنتخانق كل 5 دقايق تقريباً .. هو كان من شوية نايم وبيحلم وبيكلم نفسه فى الحلم وقعد يقول مجتيش ليه ياعبير مجتيش ليه ياعبير .. وانت بتحكى دلوقتى استنتجت ان عبير دى صاحبة جرحه ..
أيمن : بالظبط هى صاحبة جرحه .. منها لله هى واللى زيها .. انا مش عايزك تزعلى .. استحمليه .. هو انسان طيب ومحترم اوى وقلبه زى البفتة البيضا .. انتى لسة معرفتيهوش كويس .. صدقينى لما تعرفيه هتحبيه .. زى أخوكى طبعا .. بس ممكن أطلب منك طلب ؟
آية : اتفضل ..
أيمن : تساعدينى اننا نعالجه ونلغى من دماغه الفكرة المنيلة بنيلة اللى واخدها عنكم ..
آية : أستاذ أيمن .. انا محتاجة اللى يقف جنبى ويواسينى .. عشان انا كمان مجروحة ...
أيمن : اييييييييه ...



أيمن : ايييييييييييييييييييه .... مجروحة انتى كمان ... لا حول ولا قوة إلا بالله .. هى الناس جرالها ايه .. ده يفسر عنفك معانا من أول شوفنا بعض .. انتى كمان واخدة فكرة زفت عننا من اللى جرحك ..
آية : ايوة والفكرة دى هتفضل موجودة .. لانى تعبت وقلبى محروق من اللى حصلى ..
أيمن : بصى متعتبريش طلبى تطفل .. لكن انا هموت واعرف حصلك ايه ..
آية : حصلى ايه .... يااااااااااه ياأيمن ... ( تصمت قليلاً ثم تتابع حديثها بصوتٍ يملؤه الحزن ) من 3 سنين حبيت واحد .. كان دكتور .. حبيته من نظرة .. من غير ولا حرف معاه .. شغلى كان جنب اسطبل خيل وهو كان بيحب يمارس هواية الخيل كل يوم .. كنت كل يوم بشوفه وكنت بكره يوم أجازتى عشان مبشوفوش فيه .. فى مرة وقعت فى حفرة ورجلى اتكسرت والناس شالتنى وودونى فى عيادة قريبة من الاسطبل .. وتخيل وللصدفة طلع هو الدكتور اللى كشف علية ودوانى .. فى اخر متابعة معاه طلب منى رقم تليفونى وكنت هطير من الفرحة ... واديتهوله وروحت البيت وانا طايرة من الفرح وبوست ماما وحكيتلها على اللى حصل .. اصلى كنت قلت لها انى بحب .. فرحت لفرحى لكن برده حذرتنى .. مسمعتش كلامها لما حذرتنى كنت بحلم بالوقت اللى يكلمنى فيه هيقولى ايه ويطلب ايه وهيحصل ايه .. وفعلا اتصل بية .. وفضل كل اللى بيعمله انه يتصل بية ... كل يوم بيكلمنى وبطرق غير مباشرة بيفهمنى انه بيحبنى .. وانا عبيطة مكنتش طالبة حاجة من الدنيا الا حبه .. مكنتش بكلمه فى جواز ولا بقوله تعالى قابل ماما .. مش عارفة ليه ..
أيمن : عشان مقالكيش بشكل صريح انه بيحبك وعايز يتقدملك ..
آية : يمكن .. وانا طبيعتى تمنعنى انى اقوله تعالى لازم هو اللى يبتدى ويطلب منى احددله معاد .. حس بحبى لكن منطقش هو بكلمة بحبك .. استنيتها منه سنتين .. لحد أمى ما ماتت .. روحتله وانا ببكى - دم مش دموع - على فراق أمى .. خلاص بقيت يتيمة وماليش غيره من بعد ربنا .. روحتله قلت له أمى ماتت .. حسسنى بحنانه وقرب منى أكتر .. وبقى يخرج معايا كل يوم ويوصلنى واحنا راجعين لحد البيت .. لحد ما فى يوم جارتى قالت لى ميصحش كدة وعيب .. فوقت من اللى انا فيه .. وقلت لازم يكون فى نهاية للقصة دى .. كلمته وقلت له لازم اقابلك .. وياريتنى ما طلبت منه الطلب ده ..
أيمن : حصل ايه ؟


***********************

تتذكر آية ما حدث فى مقابلة وائل ....

وائل : خير ياآية .. فى ايه طلبتى مقابلتى ليه ؟
آية : جيرانى لمونى على توصيلك لية كل يوم لحد باب البيت ..
وائل : مش فاهم ..
آية ( وهى محرجة ) : يعنى لازم يكون فى نهاية للى احنا فيه ..
وائل : وهو ايه اللى احنا فيه ؟
آية : ايه اللى احنا فيه ؟ انت بتسأل ؟ المقابلات والتليفونات ..
وائل : خلاص نقطعهم ..
آية ( فى أمل ) : ازاى ؟
وائل : منشوفش بعض تانى ولا نكلم بعض تانى ..
آية : ................
وائل : مش ده اللى انتى عيزاه ..
آية : انت كنت بتقابلنى وبتكلمنى بقلك سنتين فى التليفون ليه ياوائل ؟
وائل : عادى يعنى .. اصحاب ..
آية : اصحاب ؟!!! بس انا مكنتش متوقعة اننا بالشكل ده نكون أصحاب ..
وائل : اومال كنتى متوقعة ايه بقى ....... اوعى تكونى فاهمة انى بحبك ..
آية : فاهمة ؟!
وائل : لا ياحبيبتى فوقى من الوهم ده .. انا مبحبكيش الا كصديقة عادى بنتكلم مع بعض ونخرج مع بعض ..
آية ( فى صدمةٍ ) : مفيش اصحاب بيكلموا بعض كل يوم ولا بيخرجوا مع بعض كل يوم ... اسمى ايه اللى احنا كنا فيه ..
وائل : انتى هتشغلى بالى ليه بالتسميات .. سميها زى ما تحبى ..
آية : انت بتهزر ياوائل .؟ صح ؟ قول انك بتهزر ؟؟
وائل : لا بصى متأرفنيش .. اهزر بتاع ايه يعنى .. انا مالى انا متوقعة انى بحبك .. سألتينى ؟ لا طبعا مسألتنيش .. متكلمتيش سنتين فى الموضوع ده جاية دلوقتى بعد أمك ما ماتت وتسألى .. وجاية تقوليلى الجيران بيتكلموا واللا يختى خايفة تقعدى لوحدك فى البيت واللا فكرانى واحد أهبل ممكن يتجوزك... انا مش فاضى للكلام الفارغ ده انا اصلا كنت جاى اقولك انى هسافر الاسبوع الجاى فى بعثة تبع النقابة لمدة 5 سنين وجاى أودعك واشوفك انتى عايزة ايه ..
آية : أحلى وداع ياوائل .. بجد أحلى وداع ...

************************


أيمن : الندل ..
آية ( باكيةً ) : حسيت انى اتشليت .. ياريتنى كنت سمعت كلامك ياأمى .. من ساعتها وانا فى نار مليانى .. قلبى محروق .. مش مصدقة الكلام اللى اتقالى .. والله كنت هتشل .. ملقتش حد جنبى .. ابويا ميت وامى ميتة والجيران فى حالهم ويوم ما جارة جت تكلمنى عشان تقولى ميصحش راجل يوصلك .. طب فين الود .. فين السؤال عنى .. ده الناس كلهم شايفينى لوحدى .. حتى أعمامى وخيلانى .. قلت أروحلهم .. لقيتهم بيقابلونى بأسلوب زى الزفت .. خافوا اقولهم اجى اعيش معاكم .. ايوة انا كنت محتاجة مبقاش لوحدى لكن هما اللى طردونى من بيتهم ومن حياتهم .. ماليش اخوات .. الكل قطع معايا .. مش بسمع صوت حد الا صدى صوتى انا .. حسة انى مذلولة ... حتى العرسان اللى بيجى كل أمهاتهم كانوا بيرفضونى .. معرفش ليه ... هو انا بإيدى انى أكون يتيمة ..
أيمن : عشان كدة بتتعاملى معانا بعنف ..
آية : قولى انت اعمل ايه .. انا خوفت من كل الناس .. كرهتهم .. اشتغلت شهرين من بعد موت أمى وسيبت الشغل .. بقيت حسة انى عايشة فى غابة .. ومقدرتش انسى اللى وائل عمله فية .. وكل شوية دموعى بتنزل .. وكل شوية بلوم نفسى .. ياريت أمى كانت معايا .. ياريت حتى عم أو خال من الكتير اللى عندى وقفوا جنبى .. حتى يبعتوا بنت من بناتهم تقعد معايا اسبوع فى الشهر .. يومين فى الاسبوع طيب .. محدش كان راضى يساعدنى .. مسابوش قدامى باب موارب حتى .. رمونى وكأنى مش من لحمهم ...
أيمن ( محاولا المرح لتخفيف آلامها ) : لا انتى حالتك أصعب من حاتم .. ده حاتم كدة بيمثل علينا ...
آية ( فى شبه ابتسامة ) : ربنا يعينه .. كل واحد وله بلوته ...
أيمن : اصبرى .. انا هقولك حاجة حلوة اوى .. عشان بس تتأكدى ان ربنا معاكى دايما وانتى مش لوحدك زى ما بتقولى ..
آية : ايه هى ؟!
أيمن : هقولك .. ودايما ردديها او على الاقل افتكريها .. ( ابتسم فإن هناك من يحبك .. يعتنى بك يحميك .. ينصرك .. يسمعك .. يراك .. إنه (( الله )) ما أخذ منك إلا ليعطيك … وما أبكاك إلا ليضحكك .. وما حرمك إلا ليتفضل عليك .. وما ابتلاك إلا لأنه يحبك .. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .. ) افتكرى الجملة دى دايما .. واستغفرى كتير بنية الحماية وبنية العلاج من الجرح ده .. اتقربى من ربنا أكتر .. واصبرى .. وأخرة الصبر خير يا....... انتى اسمك ايه يابنتى ..
آية : انا اسمى آية ..
أيمن : اسم على مسمى .. اصبرى وربنا هيجازيكى خير ياآية .. ودلوقتى بدل ما كنت بحاول مع عمك الحاج حاتم حاخدكم انتو الاتنين فى مقص واحد وححاول معاكى انتى كمان ...
آية ( فى ابتسامة حقيقية ) : تحاول ايه ؟
أيمن : أعالجكم طبعا ..
يضحك كلٍ من آية وأيمن .. وبعد قليل يأتى حاتم .. وينظر لآية فى حزنٍ وندم حقيقى .. وتتصنع آية الغضب ..

آية : جرى ايه ياأستاذ .. انت كل شوية هتقعد تتنحلى كدة ..
حاتم : المرادى غير اى مرة ..
آية : يعنى ايه بقى ان شاء الله ..
حاتم : المرادى قاصد أبصلك .. اعتذرلك عن قلة زوقى معاكى ..
آية ( مبتسمة ) : حصل خير ياأستاذ حاتم ..
حاتم : يعنى مسمحانى ؟!
آية : ايوة مسمحاك بس بشرط ..
حاتم ( فى لهفة ) : أؤمرى ..
آية : توصلنى لحد بيت جدى المرادى ...

يضحك الثلاثة سوياً ما لم يضحكونه من قبل .. وأثناء ضحكهم يأتى صوتاً أنثوياً يسأل ..

الفتاة : من فضلك ياآنسة .. جنبك حد فى الكرسى ده ..
آية : لا مفيش .. اتفضلى اقعدى ..
الفتاة : متشكرة اوى بجد .. مش عارفة اقعد فى الكرسى بتاعى لان فى اتنين رجالة مش محترمين عمالين يبصوا علية ويعاكسوا ولا حتى هاممهم الناس اللى حوالينا .. مبقاش فى خشا فعلا ..
آية وأيمن وحاتم : خشا ؟!!!

ينفجر الأربعة ضاحكون من كلمة الفتاة ....

أيمن : والآنسة اسمها ايه ؟
آية : مفروض على فكرة انا اللى اسأل السؤال ده ..
حاتم : لا اصل أيمن بيعمل مجلدات أسماء تقريبا ..
آيمن : اتريأ اتريأ ...
الفتاة : اسمى فاطمة ..
أيمن : احلى اسم .. اهلا بيكى يافاطمة ...

ينظر أيمن إلى فاطمة نظرات لأول مرة ينظرها فى حياته وشعر بتحرك قلبه تجاهها .. وشعر به حاتم فلكزه فى يديه .. قائلاً له فى همس ..

حاتم : هو انا اخلص تتنيح .. تتنح انت .. حاسب لتطلع عنيفة زى آية وهنبتدى خناقات تانية ..
أيمن : وله ياحاتم دى البنت القمر اللى شوفتها وانا وانت واقفين بنتكلم من شوية ..
حاتم : لا ياراجل .. عشان كدة انت لسة متنحلها ..
أيمن : انت سخيف اوى ياض ..

لم يبالى أيمن بحاتم كثيراً وتساءل فى نفسه : انتى مرتبطة ياآنسة
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#6
رد: لقاء فى القطار

ثم توجه حديثها إلى فاطمة ....
التى جاءت تجلس بجانبهم فى المقعد الخالى

آية : يعنى انتى مسافرة فى شغل ..
فاطمة : ايوة .. مسافرة أسوان ..
آية : يااااااااه ... أسوان .. يعنى لسة هتقعدى بعد احنا ما ننزل 6 ساعات تقريبا
فاطمة : اه .. دى حاجة ملل ..
آية : طب مسافرتيش ليه بالطيارة ..
فاطمة : طيارة ؟ دول بيموتوا على القرش يابنتى هيسفرونى بطيارة ...
آية : يعنى هو كان من جيبهم مثلا .. مهو كله تحت بند السفر ...

أيمن : بدون قطع كلامكم ... فاطمة انتى بتشتغلى ايه بالظبط ورايحة أسوان تعملى ايه ؟!
حاتم : وانت مالك ياأيمن .. متضايقش آنسة فاطمة ..
فاطمة : لا مفيش مضايقة ولا حاجة ... انا بشتغل سكرتيرة فى شركة سياحة ورايحة اسلم ورق مهم جدا للفرع بتاعنا فى أسوان .
أيمن : بس مش صعب انك تسافرى لوحدك ؟
حاتم : فعلا .. بس اذا كان من القاهرة لسوهاج 14 ساعة اومال لاسوان تاخدى كام ساعة ؟
فاطمة : مين .. ايه .. انت بتقول ايه .... هههههههههههههههههههه .. من القاهرة لسوهاج 7 ساعات بس .. جيبت منين ال14 ساعة .. شكلك اول مرة تركب ..
حاتم ( فى خجل ) : فعلا اول مرة ..
آية ( فى غضب ) : يعنى كمان كنت هتخلينا ننزل أسوان فى اخر الخط واضيع انا بقى وانت مش فاهم حاجة ولا تعرف حاجة ..
حاتم ( فى غضب ) : فى ايه يابنى آدمة انتى ما تتكلمى بالراحة وبأدب هو انتى لازم تزعقى .. اياكى تعلى صوتك علية .. ثم ما انتى بتقولى كل سنة بتروحى يبقى مين فينا اللى ميعرفش حاجة ..
آية ( فى انفعال ) : 500 مرة اقولك انى مكنتش بركز فى الطريق ومكنتش بحسب وقت .. ايه فى ايه .. انت هتحاسبنى ..
حاتم : لا اسم الله عليكى انتى .. ما انتى كمان بتحاسبينى ..
أيمن ( فى يأس ) : يييييييييييه .. حراااااااااام .. كفاياكم ناقر ونقير .. زهقتونى ..
فاطمة ( محاولةً إخفاء ضحكها ) : هما على طول بيتخانقوا .. بقالهم كتير يعنى ؟!
أيمن : بقالهم كتير جدااااااااا .. دى اقل كلمة بيتخانقوا فيها .
فاطمة : لو مكنتش آية قالت لى انها معرفة القطر كنت قلت انها عشرة سنين .. الناقر والنقير اكتر ناس بيحبوا بعض وبيخافوا على بعض ..
أيمن : ممكن دقيقة مع انسان تقعديها معاه وتحسى انك تعرفيه من يوم ما اتولدتى .. زى .... آااا ..... زى ؟
فاطمة ( فى خجل ولهفة ) : زى ايه ؟
أيمن : زى ..... زى حاتم وآية كدة ...
فاطمة ( فى يأس ) : فعلاً .. طيب ..

رغم أنها ساعة واحدة فى تعرفها على حاتم وأيمن وآية إلا أن هناك شئٌ بداخلها تحرك جهة أيمن وكأنها بالفعل تعرفه منذ سنواتٍ عديدة ... ظلت فاطمة تفكر مع نفسها قليلاً فى ذلك الاحساس المفاجئ .. وفى نفس الوقت تدير آية وجهها إلى الناحية الأخرى لتكتشف بأنها ظلت لمدة ساعة دون تذكر ذكرياتها مع وائل .. ذلك الشاب الأسمر الذى أماتها وهى مازالت حية فتسقط تلك الدمعة التى لازمتها منذ بداية الجرح وحتى الآن ... تنهمر الدموع من عينى آية بكثرة .. فكانت فى حب وائل تشعر بحنانه وحبه وخوفه عليها .. إذن فماذا حدث .. ولماذا جرحها بتلك الطريقة .. هل كانت واهمةٌ بحبه أم هناك شئٌ آخر جد عليه .... ويقطع صوت تفكيرها حاتم .. قائلاً ..

حاتم : خلاص بقى ياآية انا اسف ..
أيمن : فى ايه ياآية الشاب عمال يعتذرلك بقاله 5 دقايق وانتى مش معبراه ومش بتردى عليه ..
آية : 5 دقايق ؟!!
أيمن : ايوة .. شكلك ياحاتم زعلتها جدا لدرجة انها كانت سرحانة ومأخدتش بالها لا من كلامك ولا من الوقت ..
آية : فاضل قد ايه ونوصل ..
حاتم ( فى حزن ) : انتى زهقتى مننا ؟
آية ( فى انفعال ) : فاضل كام .. ردوا علية ..
حاتم : فاضل ساعتين ..
آية : ماشى .. شكرا ..

تنهض آية من مكانها فيستوقفها حاتم قائلاً لها ..

حاتم : رايحة فين ؟
آية ( فى انفعال ) : رايحة اشم هوا .. ثم انت مالك بتسأل ليه .. اوعى كدة عدينى ...

ترحل آية عن المكان ويصيب أيمن وحاتم وفاطمة ذهولاً شديداً لرد فعلها العنيف ذلك .. فتنهض فاطمة قائلةً ..

فاطمة : انا هروح اشوف مالها ..
حاتم : بلاش ياآنسة فاطمة عشان دى بتدى كلام زى الرصاص وزى ما قالت لى وانت مالك هتقولك انتى كمان وانتى مالك .. اتقى شرها احسن ..
أيمن : بالعكس ياحاتم .. البنات بيبقوا فاهمين بعض وقريبين من بعض وسهل الكلام بينهم .. روحى يافاطمة وياريت ترجعى بيها عشان دى مجنونة تقريبا وممكن تعمل فى نفسها حاجة ..
حاتم ( فى خجل وغضب خفيف ) : متقولش عليها مجنونة ...
فاطمة ( مبتسمة ) : ياسيدى ياسيدى ..
حاتم : لا ياآنسة فاطمة متفهمنيش غلط ..
فاطمة : ما انا مفهمتش غلط ..
أيمن : عاملة زيى انا برده مفهمتش غلط انا فهمت الصح ..

ترحل فاطمة عن المكان ويتبقى حاتم وأيمن ..

حاتم : بذمتك يعنى ياأيمن انا عملت لها حاجة ..
أيمن : لا انت معملتش اى حاجة .. انت حتى برئ .. رايح تقولها انتى يابنى آدمة انتى وبأدب ومتعليش صوتك علية .. كان فاضل قلمين على شلوتين وموت البنت بقى وريح نفسك خلاص ..
حاتم : يعنى انا اللى غلطان ياأيمن .. طب ازاى مهى كمان طلعت متعرفش الطريق ..
أيمن : يابنى دى بنت مش مشكلة تعرف طرق طالما ان كان فى حد بيروح معاها وحد كبير زى مامتها الله يرحمها .. لكن احنا رجالة .. احنا اساسا طلع منظرنا وحش لما قلنا 14 ساعة فى القطر .. كان ممكن البنت تنزل فى أسوان فعلا وساعتها بقى لو قتلتنا بس من غير ما تقطعنا حتت يبقى كتر خير الدنيا ... بقولك ايه انت لازم تعتذرلها ..
حاتم : طيب انا هروحلها ..
أيمن ( فى خجل ) : اه روح انت وخلى فاطمة ترجع ..
حاتم ( غامزاً له ) : ماشى ياعم .. من عنية ..

يتجه حاتم باحثاً عن الفتاتين حتى يجدهما فتراه فاطمة فتنسحب فى هدوء دون أن يطلب منها حاتم ... فتتأهب آية لمعركةٍ جديدة معه ..

حاتم : ينفع يعنى اللى انتى قلتهولى ده ؟!
آية : نعم ؟ وانا قلت لك ايه بقى ان شاء الله ..
حاتم : انتى مش قلتيلى انت مش فاهم حاجة ولا عارف حاجة ..
آية ( فى خجل ) : انا اسفة اصلى اتجننت لما عرفت انك اول مرة تسافر سوهاج .. فسألت نفسى اومال كنتو هتوصلونى ازاى للمركز ...
حاتم : بينى وبينك كنت هسأل .. بس من وراكى ...
آية : هههههههههههههههه .. خلاص ماشى انا اسفة .. برغم انك انت كمان غلطت فية ..
حاتم : انتى اللى بدأتى والبادى أظلم ..
آية : هههههههههههه .. ماشى ياعم ليك حق تردها ..
حاتم : لا والله انا مرديتهاش .. انتى عرفة انى كراجل شرقى مقبلش ان بنت تشتمنى ... ببقى هقتلها ... انتى حظك معايا انى مش فاضى ..
آية : ياسلام .. مش فاضى .. طب ده كلام لذيذ .. ليه بقى مش فاضى ؟
حاتم : ورايا غسيل ...

تضحك آية ويضحك حاتم .. وقد شعرا الاثنان فى نفس الوقت براحة نفسية تجاه بعضهما ولكن لم يصارح أحد الآخر بذلك الارتياح ..

حاتم : خلاص حليب ياقشطة ..
آية : كمان بتقولها غلط ؟ اسمها صافى يالبن وانا هرد عليك اقولك حليب ياقشطة ..
حاتم : ههههههههههههههه .. لا برافو عليكى .. انا بس كنت بعملك اختبار ..
آية : ياراجل .... طيب ماشى .. ياللا بقى نرجع ..
حاتم : لا استنى .. عايزة اسألك فى حاجة ..
آية : حاجة ايه ؟
حاتم : لما سألتك عن اسمك قلتيلى غريبة انى معرفهوش .. وقلتيلى بعدين هتقوليلى ايه اللى غريب ..
آية : الغريب انى شوفتك وانت واقف وسامع كل الحوار ... وانت بتكلمنى لما رجعت غلطت وقلت اسمى .. طب عرفته منين وانت مكنتش قاعد معانا ؟!! انا كدة واللا كدة شوفتك اصلا وانت واقف .. مع انك حاولت تستخبى ...
حاتم : .................
آية : نرجع بقى .. صح ...
حاتم : لا نستنى شوية ..
آية : لا انا رجلى وجعتنى من الوقفة ..
حاتم : طيب تعالى نقعد فى الكافتيريا نشرب حاجة ونبقى نجيب لأيمن وفاطمة اى حاجة يشربوها ..
آية : لا مش لازم نقعد فى الكافتيريا .. احنا نجيب ونشيل ونروح نشرب معاهم هناك ..
حاتم : طيب ياستى اللى يريحك ... ياللا بينا ..

شعرت آية بسعادةٍ كبيرة وخفية ... وخافت أن تكون تلك السعادة شئٌ جديد دار بقلبها .. نعم خافت أن تُجرح مرةً أخرى .... ماذا تفعل .. ستضع حداً بينها وبين حاتم
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#7
رد: لقاء فى القطار

ترجع فاطمة إلى مكانها .. وكان أيمن يجلس فى قلق .. فتتحدث قائلةً ..

فاطمة : إحم إحم ... السلام عليكم ..
أيمن : كنت مستنيكى وخايف لمتجيش ..
فاطمة : ومجيش ليه ... انت كنت مستنينى ..
أيمن ( فى خجل ) : انا اقصد .. متجيش الا وانتى بتقوليلى ان آية بقت تمام ومش زعلانة ..
فاطمة ( فى إحباط ) : اها .. أظن زمانها بقت كويسة دلوقتى .. حاتم معاها وبيتكلموا .. واضح ان الاتنين راسهم ناشفة مع بعض ..
أيمن : فعلا .. راسهم ناشفة أوى ..

يسود بعض الصمت بين أيمن وفاطمة .. وأيمن كان يلوم نفسه على عدم مصارحته ولو بطريقة غير مباشرة لفاطمة بذلك الشئ الذى يتحرك بداخله ... ربما تستطيع فاطمة تفسير ما يشعر به وربما تشعر بنفس ذلك الشئ داخلها فتوفر عليه طريقٌ طويلٌ وستتفهم ما يدور بداخله ... وما يدور برأسه ..

أيمن : يعنى كان لازم اقولها آية كان مفروض اقولها كنت خايف تفضلى معاهم وهما بيتصالحوا مش أقولها متجيش وآية لسة زعلانة .. قال والناس بتقول علية جرئ قال .. انا ولا اعرف يعنى ايه جرأة .. طب ايه .. هفضل أكلم نفسى كدة كتير ... مهو انا لازم اعرف هى مرتبطة واللا لأ بس أسألها بأنهى طريقة انا مش عايز اخليها تحس بأى حاجة عشان لو مرتبطة متكسفش انا ويبقى منظرى زفت .. مهو برده لازم افكر فى كرامتى وشكلى ورجولتى .. بس برده انا مش هنزل من القطر إلا لما اعرف هى مرتبطة واللا لأ وياريت متبقاش مش مرتبطة عشان هخطبها والبسها دبلة فى نفس التوقيت حتى لو حتة سلكة واهى حاجة مؤقتة لحد ما اقابل اهلها واجيبلها اللى هى عيزاه .. بس ياترى هتقبل تقعد فى البيت واللا هتقول شغل .. ايه اللى انا بقوله ده .. خلاص قررت وبتناقش فى شغلها كمان .. مش اعرف الاول هى خالية واللا مليانة .. ايه التخبيط اللى فى الكلام ده خالية ومليانة وسلكة وشغل .. جننتيى يافاطمة من اول ساعة ... ايه اللى انا فيه ده .......

يقطع صوت تفكيره فاطمة قائلةً ..

فاطمة : كنت فاكرة ان آية وحاتم بس اللى بيسرحوا .. أتارى فى ناس تانية بتسرح ..
أيمن : ها .. بتقولى ايه ...
فاطمة : بقولك انك زى صاحبك بتسرح كتير ..
أيمن : معلش كنت بفكر فى حاجة تبع الشغل ..
فاطمة : ربنا يعينك .. بس مينفعش كله شغل شغل .. لازم يكون لحياتك الشخصية وبيتك وأولادك جزء من اهتمامك وتفكيرك .. يعنى مفروض هما اللى يشغلوا تفكيرك دلوقتى لانك سايبهم لوحدهم و......
أيمن : انا مش متجوز ..
فاطمة ( فى فرحةٍ ) : بجد ؟! اقصد فعلا يبان انك متجوز ..
أيمن : لا لسة .. بس شكلى هبتدى أفكر فى الجواز ..
فاطمة : ربنا يكرمك وتلاقى الزوجة الصالحة ان شاء الله ..
أيمن : طيب وجوزك سايبك ازاى تسافرى لوحدك ..
فاطمة : لا مهو انا كمان مش متجوزة ... هو انت شايف فى ايدى دبلة ؟
أيمن : لا .. طيب يمكن على وشك .. بتحبى مثلا ..
فاطمة : بحب .. هههههههههههههه .. ولا حتى دى .... لسة مجاش النصيب .. الارتباط عندى هو الرسمى .. غيرك دة ميخصنيش ولا بشغل بالى ..
أيمن : طبعا عندك حق ..

يقطع حديثهما صوت هاتف فاطمة فتقول ..

فاطمة : لحظة ياأيمن .. دى ماما .. هرد عليها وارجعلك ..
أيمن : اه طبعا اتفضلى ...

تبتعد فاطمة قليلاً عن أيمن لتتحدث مع والدتها .. وفى اللحظة التى ابتعدت فيها فإذا بأيمن يبتسم بصدق وفرحةٍ حقيقية ... قائلاً ..

أيمن : ياسعدك ياهناك ياأيمن .. اهى مش متجوزة ولا مرتبطة ... يارب تكون من نصيبى .. يارب وفقنى معاها يارب واجعلى فيها الخير .. ياااااارب ..

وبعد أن تنهى فاطمة الحديث مع والدتها يظل الهاتف على أذنها وكأنها مازالت تتحدث وهى سعيدةٌ بمعرفتها أن أيمن ليس متزوجاً ... فتسأل الله بينها وبين نفسها وتطلب منه أن يوفقها معه .. معه هو ... فما شعرت به تجاه أيمن فى ساعةٍ واحدة لم تشعر به تجاه أى شخص فى حياتها .. وترجع مرةً أخرى إلى مجلسها .. وتجد الابتسامة على وجه أيمن ... فتقول له :

فاطمة : يارب دايما الابتسامة دى تبقى ملازماك وملازمانا كلنا ..
أيمن : يارب يافاطمة .. أجمل حاجة ان الانسانة لما يتفائل بوجود الخير بيلاقيه فعلا يجيله ومن غير تعب ...
فاطمة : عندك حق .. طب انت متفائل بإيه ؟
أيمن : ان ربنا هيكرمنى اوى .. وعن قريب أوى ...
فاطمة ( مبتسمة ) : ان شاء الله .. ربنا يكرمنا جميعاً ....
أيمن : هو حاتم وآية اتأخروا ليه ..
فاطمة : مش عارفة .. بس يتهيألى نسيبهم شوية مع بعض .... هيكون أحسن ...
أيمن : ربنا يسهلهالهم ويعوضهم خير عن اللى شافوه ....
فاطمة : ربنا يعوض الجميع ..

وما هى إلا لحظات حتى ظهرا آية وحاتم .. ولكن على وجه آية الضيق والتفكير ... فنظر أيمن لها وهو متعجباً وسألها ...

أيمن : ايه فى ايه .. هو قالك حاجة زعلتك ؟
آية : لأ ..
أيمن : اومال مالك مضايقة ليه ؟
آية : مفيش ..
أيمن : هو فى ايه ياحاتم ..

نظر له حاتم بنظرة عدم الفهم أو معرفة ماذا حدث .. فهمس أيمن لصديقه قائلاً ..

أيمن : فى ايه ياحاتم .. انت روحت تصالحها واللا تضايقها ؟
حاتم : والله ياأيمن ما عملتلها حاجة .. احنا اتصالحنا واتفقنا نجيب حاجات نشربها من الكافتيريا لينا وليكم وماشيين مبسوطين .. مسافة ما وصلنا الكافتيريا لقيتها سهمت وسكتت وقلبت 180 درجة وقالت ياللا نرجع وكانت بتتكلم بعصبية ولا جيبنا ولا نيلنا .. البت دى شكلها مجنونة ..
أيمن : انت قلت ايه طيب فى كلامك معاها ؟
حاتم : شوف ياسيدى ....

بدأ حاتم فى القص على أيمن ما دار بينه وبين آية وانتهزت فاطمة حديثهما الجانبى وهمست هى الأخرى لآية قائلةً ..

فاطمة : فى ايه ياآية .. هو انتو اتصالحتوا واللا اتخانقتوا ؟
آية : ايه اتصالحنا دى .. هو احنا كنا اصحاب .. ده مجرد معرفة قطر وخلاص ...
فاطمة ( وقد حزنت من أسلوب آية ) : لا مش أصحاب ومعرفة قطر بس هو جالك مخصوص عشان يصالحك .. وانتى راجعة مضايقة ... فأكيد قالك حاجة ضايقتك وإلا مكنتيش تتنرفزى علية كدة عشان بسألك مالك ..
آية ( فى خجل من تلميح فاطمة ) : انا اسفة يافاطمة .. انا مقصدش اتنرفز عليكى أو ازعلك ..
فاطمة : ياستى ولا يهمك ... بس مالك فى ايه ..

وما إن نطقت فاطمة بذلك السؤال حتى ترقرقت الدموع فى عينى آية .... فماذا سيحدث إذن .... نظرت لها فاطمة بعين الشفقة .. وطلبت منها الصمت حتى تستطيعا التحرك من مجلسهما والذهاب إلى أى مكان آخر للتحدث .. إذن ماذا سيدور بين فاطمة وآية .. وماذا ستفعل فاطمة عندما تعرف ..
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#8
رد: لقاء فى القطار

يستمع أيمن لكل كلمة قالها حاتم ويرددها بينه وبين نفسه وييظل يفكر ما العيب فى حديث حاتم ولكنه لم يجد شيئاً ... ويسأل حاتم للمرة العاشرة ..

أيمن : انت متأكد ياحاتم انك مقلتش حاجة تانية ..
حاتم : والله يابنى ده كل اللى حصل .. انا مقلتش حاجة زيادة وانت يتهيألى عرفت آية كويس .. اقل كلمة بتقلبها علينا وبتتخانق وبتسمعنا كلمتين ملهمش لازمة ...
أيمن : أومال فى ايه بقى .. طيب انا هتكلم معاها بس انت بقى تقوم على اى مكان مؤقتا لحد ما اعرف مالها .. وبلاش تقف تانى تلمع أوكر لتشوفك زى المرة اللى فاتت وساعتها مش هتتكلم وهتبهدلك أكتر ..
حاتم ( فى غضب ) : ايه تبهدلك دى ياأيمن ..
أيمن : دى الحقيقة .. هى عايزة تتظبط شوية .. منه لله بقى اللى وصلها لكدة .. ياللا قوم بهدوء على ما نعرف انا وفاطمة فى ايه .. ومترجعش الا لما ارنلك ...
حاتم : طيب ..

يرحل حاتم مرةً أخرى عن المكان فينظر أيمن إلى آية .. ويسألها ..

أيمن : ايه اللى انا معرفوش ياآية ؟
آية : .................

تنفجر آية فى البكاء بشدة وتحتضنها فاطمة دامعة العينين لأجلها .. إذن هناك بالفعل شئٌ آخر لم تقوله آية ..

أيمن : اهدى ياآية لو سمحتى .. عايزين نتكلم بهدوء واعرف حصل ايه .. طيب هو حاتم قالك حاجة ضايقتك ؟

تومئ آية رأيها بالنفى وهى مازالت تبكى ...

أيمن : طيب إهدى وامسحى دموعك .. احنا قدام ناس ومينفعش حد يشوفك كدة ..
فاطمة : انا موفقاك ياأيمن .. إهدى ياآية الاول وبعد كدة نتكلم ...

تهدأ آية بعد مرور ربع ساعة ... وفى تلك الأثناء كان أيمن متسائلاً متعجباً فماذا حدث لآية يجعلها تبكى ما يزيد عن ربع ساعة .... وعندما هدأت وجفت دموعها .. يسألها أيمن ..

أيمن : ها مستعدة تتكلمى دلوقتى واللا نستنى شوية ..
آية : لا هتكلم ..
أيمن : طيب جميل .. فى ايه ياآية ؟ قولى اللى انتى خبتيه عنى ...
آية : انا فعلا مقلتلكش كل حاجة .... حاجة اكتشفتها لما قابلت وائل ..
فاطمة : وائل ؟
أيمن : ده واحد حقير وواطى ... حاجة ايه اللى اكتشفتيها ياآية ؟
آية : اكتشفت انه فعلا كان بيتسلى بية .. لانه .. لانه طلع متجوز ومستحيل يفكر يتجوز على مراته ... وهو قالى كدة بنفسه انى مجرد واحدة وحب يقضى وقته معاها عشان مراته فى قاعدة فى محافظة تانية ... انا طلعت مجرد تقضية وقت .. معرفش انا عملت له ايه غير انى حبيته .. هل حبى ليه غلط وحرام .. الحب مش بإيدى ده غصب عنى وانا معملتش حاجة غلط .. انا قلبى دق وحبيت ... انا مطلتبش منه ياخد رقمى ولا يتعرف علية .. انا كنت بحبه من بعيد لبعيد .. ايوة اتمنيت انى اقرب منه وانه يكون من نصيبى ... لكن مروحتلوش منى لنفسى عشان اتعرف عليه ده هو اللى طلب نتعرف ونتكلم فى التليفون .. فى الاخر جرحنى بكلامه ده ... وكمان طلع متجوز وبيقضى معايا وقت ..
فاطمة : ولو انى معرفش اللى حصل بالظبط .. بس يتهيألى برده انتى اللى غلطانة ..
آية ( بعينٍ دامعة ) : أنا غلطانة ؟ ليه يافاطمة ؟
فاطمة : مجرد انك تدى رقمك لواحد غريب عنك ووافقتى من غير ما يكون فى حاجة رسمى بينكم ده اداله الحق انه يلعب بيكى ... ومش كدة وبس، ده عرف واتأكد انه نقطة ضعفك، وانك ممكن تقبلى بالأكتر من كدة .. واهو فعلا لعب بيكى وعملك تسلية يقضى بيها وقته لحد ما يروح لمراته اللى هى ملكه فعلا .. ادى لنفسه الحق انه يعمل ما بداله فيكى ولما زهق قالك مع السلامة وبمنتهى الوقاحة قالك انتى بالنسبة له تقضية وقت ... الجرح ده انتى اللى اتسببتى فيه .. لومى نفسك مش تلوميه هو ... لكن فعلا انتى كل اللى عملتيه انك حبتيه غصب عنك لكن لما لقتيه جرحك بالشكل ده يبقى مفروض تقولى انه كلب وراح وميستاهلش دمعة واحدة من دموعك .. الدموع غالية والكرامة غالية .. انتى مفروض تكونى اتعلمتى متديش قلبك لأى حد ومن غير ما تعقدى نفسك .. الراجل الصح واللى فعلا صح يستحق يتقال عليه اصلا راجل هو اللى يجيلك لحد بيتك وانتى ملكة ويطلب منك قدام الناس وقدام أهلك انك تبقى مراتك على سنة الله ورسوله .. دى خلاصة الكلام ...

ينظر أيمن إلى فاطمة فى إعجابٍ متزايد ... يشعر بأنه يريد أن يطلب منها الزواج فور انتهائها من كلماتها تلك .. تأكد شعوره بأنها هى الزوجة الصالحة له .. العاقلة .. التى تفهم الدنيا بطريقةٍ صحيحة .. وتفهم نوعية الرجال جيداً .. فتابع حديثها قائلاً ...

أيمن : أظن مفيش كلام تانى بعد كلام فاطمة .. بس اللى مش قادر أفهمه : ايه علاقة كلامك ده بحاتم واللى بتعمليه فيه ؟
آية : مش عارفة .. بس انا حسة انى بقرب من حاتم وهو كمان بيقرب منى .. خايفة يحصلى نفس اللى حصلى قبل كدة .. وخايفة اصلا اطلع موهومة بالقرب ده ..
أيمن : تعرفى المثل اللى بيقولك .. صوابعك مش زى بعضها ؟!
آية : ايوة عرفاه ..
أيمن : يبقى ليه تحكمى على كل الناس بأنهم كلهم زى بعضهم .. انا مش هقولك كلام عن أيمن أخليه ملاك فى عنيكى .. بس كل واحد مختلف عن التانى وكل انسان فيه مميزات وعيوب .. واللى بيفرق المحترم من اللى مش محترم .. تعرفى ان حكايتك مشابهة شوية لحكاية حاتم ..
آية ( فى اهتمام ) : بجد ؟
أيمن : اه والله ... حاتم حب واحدة ومثلت عليه الحب وطلعت فى الاخر متجوزة .. انا مش فاهم الدنيا جرالها ايه ؟
فاطمة : الدنيا ملهاش دعوة باللى بيحصل .. العيب من الناس ياأيمن .. ( ثم تقول فى مرح ) ثم هو انا قاعدة فى وسط دار للمجروحين واللا ايه
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#9
رد: لقاء فى القطار

ما هذا التشابه بينى وبينها ... عبير تخدعنى وتكشف لى الأيام أمر زواجها ووائل يخدع آية وتكشف لها الأيام أمر زواجه .. لماذا أشعر بحرقة قلبها أكثر من حرقة قلبى .. هل لأنى تذوقت مرارة الخداع وقابلت المخادعين الذين حسبتهم أحباباً لى ... أنا رجلٌ وأستطيع تحمل ما تذوقته .. أما آية .. تلك الفتاة التى أشبهها بالنسمة الرقيقة والتى أشعر كثيراً بانها تلمس الأرض بأصابع قدميها فقط ... كيف يستطيع أحد جرح تلك النسمة التى فى جرحها ربما تُشَلّ ولا نملك لها علاجاً ..

لماذا أتمنى من الله أن يطول بنا السفر ونظل بالقطار وقتاً أطول حتى أستطيع بجانبها .. ربما أنجح فى نسيان أوجاعها .... أرى أيمن أمامى وهو يتحدث .. ولكنى لا أسمع له صوتاً .. أرى شفاهه تتحرك بحروفٍ غير مفهومة لى ولا مسموعة ... أنظر له متعجباً لذلك المشهد التمثيلى وأرى بعض تعبيرات وجهه .. تارة غاضب وتارة يبتسم وتارة يغمز لى .. حتى أفاقنى من شرودى ... يَهِزُّ يدىّ قائلاً ..

أيمن : ايه ياحاتم .. انت فى ايه ساكت ليه .. ما ترد علية ..
حاتم : ارد على ايه ؟
أيمن : يخرب عقلك .. ده انا رصيتلك كلام كتير هنا .. ايه مسمعتش واللا ايه ..
حاتم : كنت سرحان ..
أيمن : اه زى عادتك .. وبعدين بقى فى عبير دى .. هو احنا مش ناويين نخلص منها ومن ذكراها ومن ......
حاتم : عبير مش شاغلة تفكيرى ياأيمن ... اللى شاغل تفكيرى هى آية ..
أيمن : بجد .. بتتكلم جد ؟!! يامسهل الحال يارب .. وشاغلة تفكيرك بس واللا قلبك كمان ..
حاتم : والله ما انا عارف ياأيمن ..

يترك أيمن وحده ويمشى خطواتٍ بطيئة ويشعر أيمن بسعادةٍ غامرة ... ويدعو الله أن يتمم نعمته على صديقه وينقذه من ذكرى امرأة غادرة تدعى عبير .. ويلحق بصديقه حتى يُكَمِّل حديثه معه ..

أيمن : بص ياحاتم .. هقولك حاجة يمكن تكون انت مستبعد انها تحصل ..
حاتم : حاجة ايه ياأيمن ..
أيمن : آية .. بنت كويسة اوى .. وطيبة .. وغلبانة ويتيمة .. وواضح انها مطيعة ... ملناش دعوة بأى حاجة من حياتها اللى فاتت ... خلينا فى حياتها الجاية واللى ان شاء الله هتخصك ...
حاتم : ايوة ياأيمن بس ..........
أيمن ( مقاطعاً ) : عارف هتقول ايه .. بس انت مش متأكد من حبك ليها او يمكن هتقول لسة بتحب عبير ... او هتقول خايف تعمل فيك زى ما عبير ما عملت او تجرحك او تخدعك بأى طريقة تانية .. احنا لسة منعرفهاش .. بس الانسان من وشه بيبان مريح واللا مش مريح ... وياما حذرناك من عبير .. فاكر واللا مش فاكر .. فاكر لما قلتلك انا قلبى مش مطمن من ناحيتها .. فاكر واللا لأ ياحاتم ..
حاتم ( فى حزنٍ شديد ) : فاكر ..
أيمن : وزعلان عليها لسة ؟! اخص عليك ياحاتم .. مفروض رجولتك تمنعك من الزعل على واحدة زى دى ...
حاتم : ياأيمن أرجوك .. انا زعلان على نفسى .. انا زعلان على قلبى اللى حب واحدة متستاهلش وداق مرار عمرى ما فى حياتى ما كنت أتوقع انى اتعرضله .. انا تعبان ياأيمن .. انا تعبان اوى ...
أيمن : ادى لنفسك فرصة مع آية ..
حاتم : خايف اكون اتعقدت وأظلمها معايا ...
أيمن : هى كمان خايفة تكون اتعقدت وتظلمك معاها ...
حاتم : مش فاهم ..
أيمن : يعنى وباختصار آية كمان ميالة ليك .. وخايفة منك ..
حاتم ( فى لهفة وعدم تصديق ) : انت بتتكلم جد ياأيمن .. طب احلف بالله كدة ..
أيمن : اه والله العظيم ... وياللا بقى نروحلهم عشان الساندويتشات هتبرد ..
حاتم : طب ياللا بسرعة .. بسرعة ...

يسبق حاتم صديقه أيمن وكأنه فى سباق جرى ... فيقول أيمن ..

أيمن : انت بتجرى ليه استنى خليك ماشى جنبى .. اهو مشى ومصدق .. ياااااااارب .. سهلهالهم يارب .. وسهلهالى برده .. شكلى هشوف معاكى ايام يافاطمة ... يارب اعرف انطق واصارحك بقى ... انا زهقت .. يارب اشهد انا عايز اتجوزهااااااااااااااااا ..

يصل حاتم إلى مكان المجلس متلهفاً وتقرأ فاطمة ذلك التلهف فى عينيه ... ولكنها تتساءل عن أيمن ...

فاطمة : أومال أيمن فين ؟
حاتم : بيجيب الساندويتشات ..
أيمن : خلاص انا جيت .. انت ياعم الحاج متبقاش تجرى بعد كدة وتسيبنى ..
فاطمة : ايه ده كله .. كل دى ساندويتشات ....
أيمن : مش لازم اتغذى ..
فاطمة : على اساس انك هتاكلهم كلهم لوحدك ..
أيمن : لا حديكى واحد وآية واحد وحاتم ....... واللا بلاش حاتم هو صايم النهاردة ...

يضحك الجميع ويأكلون فى صمت .. وما إن ينتهون من طعامهم تنهض فاطمة لتغسل يديها ومعها آية ثم بعدهما حاتم وأيمن .... فيقول حاتم ..

حاتم : حد عايز يشرب شاى ؟
آية : انا عايزة هوت تشوكليت ..
حاتم وأيمن : تااااااااانى ...
فاطمة : ايه فى ايه بالراحة عليها .. تانى ايه انتى شربتيه قبل كدة ؟
أيمن : لا مفروض تقوليلها انتى بردتيه قبل كدة ..
فاطمة : ممممممممم .. خلاص وانا كمان زيها .. واللا اقولكم انا هقوم اجيب عشان امشى رجلى شوية ..
أيمن : خلاص هاجى معاكى عشان محدش يضايقك ..
فاطمة : لا وانت الصادق ده عشان تشيل معايا ...

يضحك الجميع أيضاً ويرحل أيمن وفاطمة لإحضار المشروبات ... فيبدأ حاتم الحديث قائلاً ..

حاتم : إحم إحم نحن هنا ....
آية : ما انا عرفة انك هنا ..
حاتم : آية ليه من اول ما اتعرفنا واحنا نازلين مع بعض خناقات .. وأسباب بسيطة متستاهلش خناقة ..
آية : معرفش .. اصل .. اصل انا عصبية وبتعصب بسرعة ...
حاتم : طب وانا ذنبى ايه .. انا كمان بسرح على الفاضى وعلى المليان وعشان كدة بتفتكرينى بتنحلك او ببصلك ..
آية : خلاص ياحاتم .. حصل خير .. ربنا يستر بقى ومنتخانقش لحد أخر الخط ..
حاتم : هههههههههههههههههه انا عن نفسى مش ناوى .. الدور والباقى عليكى انتى ياقمر ...
آية ( غاضبةً ) : ياإيه ؟
حاتم : اسف اسف .. اصل دايما بقول لاختى ياقمر .. اصل اسمها قمر ( ثم سارحاً فى عينى آية ) وهى فعلا قمر .. حلوة .. حلوة اوى ..
آية ( فى خجل ) : طب ركز شوية عشان انا مش اختك ..
حاتم : لا انتى مش اختى ولا عمرك هتبقى اختى .. انتى تقريبا بقيتى حاجة تانية ...
آية : حاجة ايه دى ؟
حاتم : اخر الخط هقولك .. ههههههههههههههههههههههههه ..
آية : انا مش فاهمة حاجة ...
حاتم : ان شاء الله هنفهم احنا الاتنين وفى اخر الخط برده ... هههههههههههههههههههه ..
آية : يادى أخر الخط ...
حاتم : تعرفى شادية قالت ايه لكمال الشناوى فى الفيلم اللى مش فاكر اسمه ده ؟
آية : ايه ؟
حاتم : قالتله القلب معاك ثانية بثانية لو حتى تروح أخر الدنيا ..
آية : وانت قلبك مع القطر طبعا ..
حاتم : القطر ؟! اه .. هو القطر .. صبرنى يارب ...

وفى أثناء ذلك طلب أيمن من فاطمة أن يتأخرا قليلاً عن حاتم وآية وداعياً لربه أن تنفك عقدة لسانه ... فإذا بفاطمة تستند على نافذة القطار فى ممره قائلةً ..

فاطمة : انا بحب اوى أقف كدة فى تيار الهوا الحلو ده ...
أيمن : فاطمة ..
فاطمة : نعم ؟
أيمن : تتجوزينى
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#10
رد: لقاء فى القطار

يستمع أيمن لكل كلمة قالها حاتم ويرددها بينه وبين نفسه وييظل يفكر ما العيب فى حديث حاتم ولكنه لم يجد شيئاً ... ويسأل حاتم للمرة العاشرة ..

أيمن : انت متأكد ياحاتم انك مقلتش حاجة تانية ..
حاتم : والله يابنى ده كل اللى حصل .. انا مقلتش حاجة زيادة وانت يتهيألى عرفت آية كويس .. اقل كلمة بتقلبها علينا وبتتخانق وبتسمعنا كلمتين ملهمش لازمة ...
أيمن : أومال فى ايه بقى .. طيب انا هتكلم معاها بس انت بقى تقوم على اى مكان مؤقتا لحد ما اعرف مالها .. وبلاش تقف تانى تلمع أوكر لتشوفك زى المرة اللى فاتت وساعتها مش هتتكلم وهتبهدلك أكتر ..
حاتم ( فى غضب ) : ايه تبهدلك دى ياأيمن ..
أيمن : دى الحقيقة .. هى عايزة تتظبط شوية .. منه لله بقى اللى وصلها لكدة .. ياللا قوم بهدوء على ما نعرف انا وفاطمة فى ايه .. ومترجعش الا لما ارنلك ...
حاتم : طيب ..

يرحل حاتم مرةً أخرى عن المكان فينظر أيمن إلى آية .. ويسألها ..

أيمن : ايه اللى انا معرفوش ياآية ؟
آية : .................

تنفجر آية فى البكاء بشدة وتحتضنها فاطمة دامعة العينين لأجلها .. إذن هناك بالفعل شئٌ آخر لم تقوله آية ..

أيمن : اهدى ياآية لو سمحتى .. عايزين نتكلم بهدوء واعرف حصل ايه .. طيب هو حاتم قالك حاجة ضايقتك ؟

تومئ آية رأيها بالنفى وهى مازالت تبكى ...

أيمن : طيب إهدى وامسحى دموعك .. احنا قدام ناس ومينفعش حد يشوفك كدة ..
فاطمة : انا موفقاك ياأيمن .. إهدى ياآية الاول وبعد كدة نتكلم ...

تهدأ آية بعد مرور ربع ساعة ... وفى تلك الأثناء كان أيمن متسائلاً متعجباً فماذا حدث لآية يجعلها تبكى ما يزيد عن ربع ساعة .... وعندما هدأت وجفت دموعها .. يسألها أيمن ..

أيمن : ها مستعدة تتكلمى دلوقتى واللا نستنى شوية ..
آية : لا هتكلم ..
أيمن : طيب جميل .. فى ايه ياآية ؟ قولى اللى انتى خبتيه عنى ...
آية : انا فعلا مقلتلكش كل حاجة .... حاجة اكتشفتها لما قابلت وائل ..
فاطمة : وائل ؟
أيمن : ده واحد حقير وواطى ... حاجة ايه اللى اكتشفتيها ياآية ؟
آية : اكتشفت انه فعلا كان بيتسلى بية .. لانه .. لانه طلع متجوز ومستحيل يفكر يتجوز على مراته ... وهو قالى كدة بنفسه انى مجرد واحدة وحب يقضى وقته معاها عشان مراته فى قاعدة فى محافظة تانية ... انا طلعت مجرد تقضية وقت .. معرفش انا عملت له ايه غير انى حبيته .. هل حبى ليه غلط وحرام .. الحب مش بإيدى ده غصب عنى وانا معملتش حاجة غلط .. انا قلبى دق وحبيت ... انا مطلتبش منه ياخد رقمى ولا يتعرف علية .. انا كنت بحبه من بعيد لبعيد .. ايوة اتمنيت انى اقرب منه وانه يكون من نصيبى ... لكن مروحتلوش منى لنفسى عشان اتعرف عليه ده هو اللى طلب نتعرف ونتكلم فى التليفون .. فى الاخر جرحنى بكلامه ده ... وكمان طلع متجوز وبيقضى معايا وقت ..
فاطمة : ولو انى معرفش اللى حصل بالظبط .. بس يتهيألى برده انتى اللى غلطانة ..
آية ( بعينٍ دامعة ) : أنا غلطانة ؟ ليه يافاطمة ؟
فاطمة : مجرد انك تدى رقمك لواحد غريب عنك ووافقتى من غير ما يكون فى حاجة رسمى بينكم ده اداله الحق انه يلعب بيكى ... ومش كدة وبس، ده عرف واتأكد انه نقطة ضعفك، وانك ممكن تقبلى بالأكتر من كدة .. واهو فعلا لعب بيكى وعملك تسلية يقضى بيها وقته لحد ما يروح لمراته اللى هى ملكه فعلا .. ادى لنفسه الحق انه يعمل ما بداله فيكى ولما زهق قالك مع السلامة وبمنتهى الوقاحة قالك انتى بالنسبة له تقضية وقت ... الجرح ده انتى اللى اتسببتى فيه .. لومى نفسك مش تلوميه هو ... لكن فعلا انتى كل اللى عملتيه انك حبتيه غصب عنك لكن لما لقتيه جرحك بالشكل ده يبقى مفروض تقولى انه كلب وراح وميستاهلش دمعة واحدة من دموعك .. الدموع غالية والكرامة غالية .. انتى مفروض تكونى اتعلمتى متديش قلبك لأى حد ومن غير ما تعقدى نفسك .. الراجل الصح واللى فعلا صح يستحق يتقال عليه اصلا راجل هو اللى يجيلك لحد بيتك وانتى ملكة ويطلب منك قدام الناس وقدام أهلك انك تبقى مراتك على سنة الله ورسوله .. دى خلاصة الكلام ...

ينظر أيمن إلى فاطمة فى إعجابٍ متزايد ... يشعر بأنه يريد أن يطلب منها الزواج فور انتهائها من كلماتها تلك .. تأكد شعوره بأنها هى الزوجة الصالحة له .. العاقلة .. التى تفهم الدنيا بطريقةٍ صحيحة .. وتفهم نوعية الرجال جيداً .. فتابع حديثها قائلاً ...

أيمن : أظن مفيش كلام تانى بعد كلام فاطمة .. بس اللى مش قادر أفهمه : ايه علاقة كلامك ده بحاتم واللى بتعمليه فيه ؟
آية : مش عارفة .. بس انا حسة انى بقرب من حاتم وهو كمان بيقرب منى .. خايفة يحصلى نفس اللى حصلى قبل كدة .. وخايفة اصلا اطلع موهومة بالقرب ده ..
أيمن : تعرفى المثل اللى بيقولك .. صوابعك مش زى بعضها ؟!
آية : ايوة عرفاه ..
أيمن : يبقى ليه تحكمى على كل الناس بأنهم كلهم زى بعضهم .. انا مش هقولك كلام عن أيمن أخليه ملاك فى عنيكى .. بس كل واحد مختلف عن التانى وكل انسان فيه مميزات وعيوب .. واللى بيفرق المحترم من اللى مش محترم .. تعرفى ان حكايتك مشابهة شوية لحكاية حاتم ..
آية ( فى اهتمام ) : بجد ؟
أيمن : اه والله ... حاتم حب واحدة ومثلت عليه الحب وطلعت فى الاخر متجوزة .. انا مش فاهم الدنيا جرالها ايه ؟
فاطمة : الدنيا ملهاش دعوة باللى بيحصل .. العيب من الناس ياأيمن .. ( ثم تقول فى مرح ) ثم هو انا قاعدة فى وسط دار للمجروحين واللا ايه ؟
آية : اخص عليكى يافاطمة .. كدة تتريأى علية ..
فاطمة : لا انا بحاول اطلعك من المود ده ... ربنا يستر بقى ياأيمن وميعديش علينا ساعة ونلاقيك انت راخر مجروح ..
أيمن : لا متخافيش ..
فاطمة ( فى مرح ) : لا اخاف .. احنا كدة هنقلبها هيئة اجتماعية لمعالجة الناس المجروحين .... طب والله فكرة .. ايه رأيكو نشترك ونعمل جمعية انسانية لمداوة الجرحى ..

يضحك كلٍ من آية وأيمن ... ويتذكر أيمن صديقه حاتم .. ويقول ..

أيمن : ياخببببببببببببر ... حاتم زمانه اتحلل ..
فاطمة : اتحلل؟! ليه فى ايه ..
أيمن : اصلى قلت له يمشى شوية ولما اشوف آية مالها هرنله يرجع ...
فاطمة : اتحلل ايه بس ياأيمن حرام عليك ده زمانه اتجمد من البرد ده ... رنله بسرعة خليه يرجع بسرعة قبل ما يعيا ...
أيمن ( فى غيرة ) : وانتى خايفة عليه ليه يعنى ؟
فاطمة : مش بنى آدم زينا واللى منحبوش لنفسنا منحبوش لغيرنا واللا انت ليك رأى تانى ؟
آية ( فى خبث ) : أظن له رأى تانى ..
فاطمة : رأى ايه بقى ؟
آية : شوية وهتعرفيه ... ياللا رن على حاتم ياأيمن .. خليه يرجع ...
أيمن : ماشى ياستى ... واللا اقولكم .. انا هروح اجيبه ونجيب حاجة ناكلها من الكافتيريا ... اتفقنا ..
فاطمة : اه ياريت لاحسن انا جعانة اوى .. بس استنى خد الفلوس الأول ..
أيمن : نعم ؟!!!
فاطمة : ايه اومال هتجيبهولنا ببلاش ؟
أيمن ( مغتاظاً ) : ابقى ردى عليها انتى ياآية ...

يرحل أيمن عن المكان ويذهب إلى حيث وجود حاتم ويذهبا سوياً إلى الكافتيريا لإحضار الطعام وفى الطريق ..

أيمن : حاتم .. متلومش آية ولا تعاتبها على حاجة .. فعلا اللى فيها مكفيها ...
حاتم : ليه ياأيمن .. هو حصل ايه ؟
أيمن : هقولك ياحاتم .. والكلام ده كأنك معرفتوش ....
حاتم : احكى ياأيمن .. قلقتنى عليها
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#11
رد: لقاء فى القطار

ما هذا التشابه بينى وبينها ... عبير تخدعنى وتكشف لى الأيام أمر زواجها ووائل يخدع آية وتكشف لها الأيام أمر زواجه .. لماذا أشعر بحرقة قلبها أكثر من حرقة قلبى .. هل لأنى تذوقت مرارة الخداع وقابلت المخادعين الذين حسبتهم أحباباً لى ... أنا رجلٌ وأستطيع تحمل ما تذوقته .. أما آية .. تلك الفتاة التى أشبهها بالنسمة الرقيقة والتى أشعر كثيراً بانها تلمس الأرض بأصابع قدميها فقط ... كيف يستطيع أحد جرح تلك النسمة التى فى جرحها ربما تُشَلّ ولا نملك لها علاجاً ..

لماذا أتمنى من الله أن يطول بنا السفر ونظل بالقطار وقتاً أطول حتى أستطيع بجانبها .. ربما أنجح فى نسيان أوجاعها .... أرى أيمن أمامى وهو يتحدث .. ولكنى لا أسمع له صوتاً .. أرى شفاهه تتحرك بحروفٍ غير مفهومة لى ولا مسموعة ... أنظر له متعجباً لذلك المشهد التمثيلى وأرى بعض تعبيرات وجهه .. تارة غاضب وتارة يبتسم وتارة يغمز لى .. حتى أفاقنى من شرودى ... يَهِزُّ يدىّ قائلاً ..

أيمن : ايه ياحاتم .. انت فى ايه ساكت ليه .. ما ترد علية ..
حاتم : ارد على ايه ؟
أيمن : يخرب عقلك .. ده انا رصيتلك كلام كتير هنا .. ايه مسمعتش واللا ايه ..
حاتم : كنت سرحان ..
أيمن : اه زى عادتك .. وبعدين بقى فى عبير دى .. هو احنا مش ناويين نخلص منها ومن ذكراها ومن ......
حاتم : عبير مش شاغلة تفكيرى ياأيمن ... اللى شاغل تفكيرى هى آية ..
أيمن : بجد .. بتتكلم جد ؟!! يامسهل الحال يارب .. وشاغلة تفكيرك بس واللا قلبك كمان ..
حاتم : والله ما انا عارف ياأيمن ..

يترك أيمن وحده ويمشى خطواتٍ بطيئة ويشعر أيمن بسعادةٍ غامرة ... ويدعو الله أن يتمم نعمته على صديقه وينقذه من ذكرى امرأة غادرة تدعى عبير .. ويلحق بصديقه حتى يُكَمِّل حديثه معه ..

أيمن : بص ياحاتم .. هقولك حاجة يمكن تكون انت مستبعد انها تحصل ..
حاتم : حاجة ايه ياأيمن ..
أيمن : آية .. بنت كويسة اوى .. وطيبة .. وغلبانة ويتيمة .. وواضح انها مطيعة ... ملناش دعوة بأى حاجة من حياتها اللى فاتت ... خلينا فى حياتها الجاية واللى ان شاء الله هتخصك ...
حاتم : ايوة ياأيمن بس ..........
أيمن ( مقاطعاً ) : عارف هتقول ايه .. بس انت مش متأكد من حبك ليها او يمكن هتقول لسة بتحب عبير ... او هتقول خايف تعمل فيك زى ما عبير ما عملت او تجرحك او تخدعك بأى طريقة تانية .. احنا لسة منعرفهاش .. بس الانسان من وشه بيبان مريح واللا مش مريح ... وياما حذرناك من عبير .. فاكر واللا مش فاكر .. فاكر لما قلتلك انا قلبى مش مطمن من ناحيتها .. فاكر واللا لأ ياحاتم ..
حاتم ( فى حزنٍ شديد ) : فاكر ..
أيمن : وزعلان عليها لسة ؟! اخص عليك ياحاتم .. مفروض رجولتك تمنعك من الزعل على واحدة زى دى ...
حاتم : ياأيمن أرجوك .. انا زعلان على نفسى .. انا زعلان على قلبى اللى حب واحدة متستاهلش وداق مرار عمرى ما فى حياتى ما كنت أتوقع انى اتعرضله .. انا تعبان ياأيمن .. انا تعبان اوى ...
أيمن : ادى لنفسك فرصة مع آية ..
حاتم : خايف اكون اتعقدت وأظلمها معايا ...
أيمن : هى كمان خايفة تكون اتعقدت وتظلمك معاها ...
حاتم : مش فاهم ..
أيمن : يعنى وباختصار آية كمان ميالة ليك .. وخايفة منك ..
حاتم ( فى لهفة وعدم تصديق ) : انت بتتكلم جد ياأيمن .. طب احلف بالله كدة ..
أيمن : اه والله العظيم ... وياللا بقى نروحلهم عشان الساندويتشات هتبرد ..
حاتم : طب ياللا بسرعة .. بسرعة ...

يسبق حاتم صديقه أيمن وكأنه فى سباق جرى ... فيقول أيمن ..

أيمن : انت بتجرى ليه استنى خليك ماشى جنبى .. اهو مشى ومصدق .. ياااااااارب .. سهلهالهم يارب .. وسهلهالى برده .. شكلى هشوف معاكى ايام يافاطمة ... يارب اعرف انطق واصارحك بقى ... انا زهقت .. يارب اشهد انا عايز اتجوزهااااااااااااااااا ..

يصل حاتم إلى مكان المجلس متلهفاً وتقرأ فاطمة ذلك التلهف فى عينيه ... ولكنها تتساءل عن أيمن ...

فاطمة : أومال أيمن فين ؟
حاتم : بيجيب الساندويتشات ..
أيمن : خلاص انا جيت .. انت ياعم الحاج متبقاش تجرى بعد كدة وتسيبنى ..
فاطمة : ايه ده كله .. كل دى ساندويتشات ....
أيمن : مش لازم اتغذى ..
فاطمة : على اساس انك هتاكلهم كلهم لوحدك ..
أيمن : لا حديكى واحد وآية واحد وحاتم ....... واللا بلاش حاتم هو صايم النهاردة ...

يضحك الجميع ويأكلون فى صمت .. وما إن ينتهون من طعامهم تنهض فاطمة لتغسل يديها ومعها آية ثم بعدهما حاتم وأيمن .... فيقول حاتم ..

حاتم : حد عايز يشرب شاى ؟
آية : انا عايزة هوت تشوكليت ..
حاتم وأيمن : تااااااااانى ...
فاطمة : ايه فى ايه بالراحة عليها .. تانى ايه انتى شربتيه قبل كدة ؟
أيمن : لا مفروض تقوليلها انتى بردتيه قبل كدة ..
فاطمة : ممممممممم .. خلاص وانا كمان زيها .. واللا اقولكم انا هقوم اجيب عشان امشى رجلى شوية ..
أيمن : خلاص هاجى معاكى عشان محدش يضايقك ..
فاطمة : لا وانت الصادق ده عشان تشيل معايا ...

يضحك الجميع أيضاً ويرحل أيمن وفاطمة لإحضار المشروبات ... فيبدأ حاتم الحديث قائلاً ..

حاتم : إحم إحم نحن هنا ....
آية : ما انا عرفة انك هنا ..
حاتم : آية ليه من اول ما اتعرفنا واحنا نازلين مع بعض خناقات .. وأسباب بسيطة متستاهلش خناقة ..
آية : معرفش .. اصل .. اصل انا عصبية وبتعصب بسرعة ...
حاتم : طب وانا ذنبى ايه .. انا كمان بسرح على الفاضى وعلى المليان وعشان كدة بتفتكرينى بتنحلك او ببصلك ..
آية : خلاص ياحاتم .. حصل خير .. ربنا يستر بقى ومنتخانقش لحد أخر الخط ..
حاتم : هههههههههههههههههه انا عن نفسى مش ناوى .. الدور والباقى عليكى انتى ياقمر ...
آية ( غاضبةً ) : ياإيه ؟
حاتم : اسف اسف .. اصل دايما بقول لاختى ياقمر .. اصل اسمها قمر ( ثم سارحاً فى عينى آية ) وهى فعلا قمر .. حلوة .. حلوة اوى ..
آية ( فى خجل ) : طب ركز شوية عشان انا مش اختك ..
حاتم : لا انتى مش اختى ولا عمرك هتبقى اختى .. انتى تقريبا بقيتى حاجة تانية ...
آية : حاجة ايه دى ؟
حاتم : اخر الخط هقولك .. ههههههههههههههههههههههههه ..
آية : انا مش فاهمة حاجة ...
حاتم : ان شاء الله هنفهم احنا الاتنين وفى اخر الخط برده ... هههههههههههههههههههه ..
آية : يادى أخر الخط ...
حاتم : تعرفى شادية قالت ايه لكمال الشناوى فى الفيلم اللى مش فاكر اسمه ده ؟
آية : ايه ؟
حاتم : قالتله القلب معاك ثانية بثانية لو حتى تروح أخر الدنيا ..
آية : وانت قلبك مع القطر طبعا ..
حاتم : القطر ؟! اه .. هو القطر .. صبرنى يارب ...

وفى أثناء ذلك طلب أيمن من فاطمة أن يتأخرا قليلاً عن حاتم وآية وداعياً لربه أن تنفك عقدة لسانه ... فإذا بفاطمة تستند على نافذة القطار فى ممره قائلةً ..

فاطمة : انا بحب اوى أقف كدة فى تيار الهوا الحلو ده ...
أيمن : فاطمة ..
فاطمة : نعم ؟
أيمن : تتجوزينى ...
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#12
رد: لقاء فى القطار

فاطمة : ....................
أيمن : ساكتة ليه ؟ لا أبوس إيدك انا رميت الكلمة وأنا مصدقت لانى فعلا خايف ومتوتر واهى عقدة لسانى انفكت .. ردى وبلاش تسكتى حتى لو قلتى لأ ..
فاطمة : انت اكيد مجنون .. ايوة انت اكيد مجنون ...

تهرول فاطمة تاركة أيمن واقفاً وتتجه بسرعة البرق إلى مقعدها فإذا بحاتم يسألها ..

حاتم : أومال أيمن فين ؟
فاطمة : أيمن ؟! المجنون ؟
حاتم : نعم ؟!!!
آية : فى ايه ؟ هو مين اللى مجنون ؟
فاطمة ( غير مصدقة ) : تخيلوا المجنون ده طلب إيه ؟
آية : طلب إيه يافاطمة ؟
فاطمة : طلب منى الجواز ..
آية ( غير مصدقة ) : ايه ده ؟ ده أكيد مجنون ..
حاتم ( ضاحكاً ) : ههههههههههههههه .. اهدوا يابنات .. مجنون ليه بقى ؟
فاطمة : يطلب من واحدة الجواز وهو ميعرفهاش إلا من ساعتين ؟ عرف منين إنى نافعه واللا عرف منين انى محترمة واللا عرف منين انى بنت ناس واهلى محترمين واللا .... واللا ....... واللا .......
آية : عندك حق .. إزاى يطلب كدة .. وهو فاهم انك هتديه الموافقة أو الرفض فى أقل من ساعتين من معرفتك بيه ؟
حاتم : وايه المشكلة يابنات .. اهدوا بس كدة وانا هقولكو حاجة صغننة .. يافاطمة أيمن شافك من أكتر من ساعتين ..
آية ( فى غضب وسخرية ) : ايه ؟ من 3 ساعات مثلاً ؟
حاتم ( فى نفاذ صبر ) : اللهم طولك ياروح .. يابنتى هو انا كنت مرات ابوكى .. ارحمينى شوية بقى من عصبيتك دى ..
فاطمة : انا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه ..
حاتم : ياستى أيمن شافك من الصبح ولفتى نظره ... وقالى عليكى لكن ملحقتش اشوفك لانك كنتى مشيتى .. يعنى من الاخر الواد أُعجب بيكى من بدرى، دى حاجة، الحاجة التانية إنه اتأكد من إعجابه بيكى وانك الانسانة المناسبة ليه لما سمعك بتتكلمى مع آية عن سى زفت اللى اسمه وائل واتأكد انك بنت عاقلة جداً وجد ودوغرى .. ليه بقى يضيع وقت و...
آية : انت بتتكلم فى ايه ؟ خبط لزق كدة يطلب الجواز ؟!
حاتم : أومال انتو عايزين ايه ؟ وبتفكروا فيها ازاى ؟ عايزينه ياخد رقم موبايلك ويتصل بيكى كل يوم ويطلب منك يقابلك 20 مرة وفى الاخر هيسيبك ويقول دى متنفعنيش ؟؟ ده اللى انتو عايزينه ؟
آية ( فى ضيقٍ شديد ) : إلزم حدودك لو سمحت وراعى كلامك والدبش اللى انت بترميه فى وشى ..
حاتم : انا اسف ياآية .. بس مش هو ده برده اللى حصلك انتى شخصياً ؟
آية : ...................
حاتم : سكتى ليه ؟ اوعى تكونى فاكرة انى بعايرك .. انا بس بفكرك ان طريقة وائل اللى عملها معاكى تليفونات ومقابلات طريقة مش جد وتسلية وقلة أدب .. وكمان بيخلى الشاب ياخد فكرة زى الزفت عن البنت برغم انها محترمة .. وده للاسف اللى حصل معاكى ياآية .. يمكن الفرق ان سى وائل طلع متجوز يعنى فعلا اخدك من بداية الخط كتسلية لوقته ورغباته ويمكن كان حاطط هدف فى دماغه من ناحيتك ..

يصمت لحظة ثم يواصل حديثه ....

حاتم : شوفى يافاطمة انا مش هقولك قوليله آه واللا لأ دلوقتى، لكن الراجل دخل جد يبقى الصح أنه لما يجى تديله رقم والدك ولما نرجع القاهرة يتعامل هو مع والدك وانتى بقى طلعى نفسك من الموضوع ده خالص حتى ياخد ردك من والدك ولو محصلش ومتصلش بوالدك سيبهولى وهجيبلك حقك وحق كرامتك .. بس انا متأكد ان صاحبى محترم ومالوش فى اللوعة أو اللف والدوران .. الكورة فى ملعبك يافاطمة لان أيمن زمانه جاى وهيبقى محتاج منك ولو اشارة ..
آية : فاطمة .. انتى رديتى بإيه لما طلب منك كدة ؟
فاطمة : مرديتش انا قلت له انت اكيد مجنون ..
حاتم : ياعينى عليك ياأيمن .. يعنى اول مرة فى حياتك تحب وتطلب تتجوز البنت اللى حبيتها تقول عليك مجنون .. على رأى هشام عباس .. قول علية مجنون .. طيب عموما لما يجى هصلح الموضوع معاه ..
فاطمة : اول مرة ؟ بجد ؟
حاتم : تخيلى .. اول مرة .. انتى اول بنت فى حياة أيمن .. حب وجواز ..
فاطمة ( فى خجل واهتمام ) : هو عنده كام سنة ؟
حاتم : أيمن ياستى عنده 31 سنة وشهرين ... وانتى ؟
آية ( فى غيرة وانفعال ) : وانت مالك انت بسنها ..
حاتم : لا حول ولا قوة إلا بالله .. بطمن على صاحبى .. انتى بتحشرى نفسك ليه فى الكلام ..
آية ( فى انفعال ) : انا حشرية ؟
فاطمة : بس انتو الاتنين هو اان ناقصة جنان من حد .. انا عندى 26 سنة ياحاتم ..
حاتم : حلو اوى .. كدة يبقى فرق سن مناسب جدا .. عقبال الباقى ..
فاطمة : باقى ؟ مين الباقى دول ؟
حاتم : ها ..... لا دول ناس أعرفهم ومحتاج أعرف برده فرق السن مناسب بينهم واللا لأ .. عموما ربنا يهنى الجميع ويسعدهم ويوفق الجميع ..
فاطمة وآية : آمين يارب ..
حاتم : أيمن جاى اهو .. بالراحة عليه بقى يافاطمة فى الكلام والردود الله يكرمك ... وانتى ياآنسة آية اهدى شوية وبطلى عفرتة ..
آية : عفرتة ؟ هو انت مرة تقولى حشرية ومرة تقولى عفرتة .. انت ايه حكايتك ..
حاتم : ييييييييييييه .. لا ده انتى فعلا بتقولى شكل للبيع ..

يسود الصمت فى المكان ويشاور أيمن لصديقه فينهض حاتم ذاهباً له فى حين أن آية ذهبت إلى عالم آخر .. شردت مرةً أخرى وتلك المرة فى كلمات حاتم لها ... نعم لقد فرحت جداً عندما طلب وائل منها رقمها للتحدث معها فأعطته الرقم وأرجعت ذلك أنه له كامل الحق فى التعرف عليها أولاً قبل أن يتقدم لخطبتها .. كانت تفكر مع نفسها بأن ذلك هو عين الصواب ... ولكن بعد كلمات حاتم اكتشفت بأنها فى لحظة ما خافت ألا تعطيه رقمها فيذهب بلا رجعة فأعطته الرقم يقيناً منها بأنه سيأتى لخطبتها فى وقتٍ قليل من معرفتها ... ولكن مرت سنتين ولم يطلب منها الزواج .. وعندما توفيت والدتها وذهبت له ليحميها من الأيام المبهمة القادمة رفض حمايتها وبكل سهولة وأيضاً ذهب بلا رجعة ...

بماذا تصف ذلك الفارس الأسمر المخادع ؟ كيف تصف جرح قلبها الذى أحب لأول مرة فى حياته ؟ لماذا أهملت فى نفسها ونسيت كرامتها لأجل حبٍ واهى .. كيف لم تُحَكِّمْ عقلها ؟ لم يجرحها حديث حاتم الآن بل ذكرها بوجود جرح .. كانت قد اقتنعت أنه نسيته .. وعلى قدر كلمات حاتم التى جاءت فى الصميم على قدر أنه تسبب فى إرجاع آلام وأوجاع كبيرة .. إذن فلم يندمل جرحها بعد ..

تفوق من سرحانها على صوت فاطمة ...

فاطمة : إيه ياآية .. بطلى سرحانك ده شوية ..
آية : هو فى ايه ؟ وفين حاتم وأيمن ؟
فاطمة : أيمن مجاش هو شاور لحاتم وقام له .. معرفش راحوا فين .. وحاتم قعد يكلم فيكى شوية قبل ما يمشى ويتأسفلك على كلامه اللى زعلك وانتى مردتيش عليه خالص وبقيتى بتبصيله وعنيكى مليانة دموع ..
آية ( فى سرها ) : هو انا كمان كنت بعيط .. يارب صبرنى ..
فاطمة : ياللا بقى ياآية فكى كدة وقوليلى أعمل ايه فى أيمن ده ؟
آية : لو قلت لك هتسمعى كلامى ؟
فاطمة : أكيد ..
آية : اعملى اللى قال عليه حاتم .. أيمن لما يجى أكيد هيكلمك تانى فى الموضوع ده تقومى بقى تديله رقم والدك وخلاص ..
فاطمة : مش يمكن يقول انى مصدقت ؟
آية : لا يافاطمة هو هيقول انك بتصونى نفسك وبتحترمى أهلك .. ثم مصدقتى ازاى يعنى .. ده انتى يابنتى زى القمر ومليون واحد يتمناكى ..
فاطمة ( فى خجل ) : عشان سنى ياآية ..
آية : سن ايه ؟ هو انتى عندك كام سنة ؟ ده هما 26 سنة يعنى لسة شابة ... بطلى بقى التشاؤم ده، ثم مهو حاتم قال فرق سن مناسب اهو .. عايزة ايه تانى ..
فاطمة : طيب .
آية : طيب ايه بالظبط ؟
فاطمة ( فى خجل ) : هديله الرقم ..








 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#13
رد: لقاء فى القطار

شعرت آية بخجلٍ شديد وفرحة أشد لفاطمة .. نعم معرفتها أيضاً هى معرفة ساعتان وليست سنوات ولكنها ارتاحت لها وأحبتها وكأنها تعيش معها اللحظة بلحظتها .. فكيف لا تفرح لها بل وتساعد أيمن ذلك الرجل الخلوق على زواجه بفاطمة ... الاثنان ملائمان لبعضهما جداً فكيف لا تساعدهما على تكملة الأمر بينهما .. ليس أيمن وحده .. بل حاتم أيضاً .. وكأن الاثنان ( فولة وانقسمت نصين ) .. نعم تتمنى لحاتم كل الخير ... وتتمنى لنفسها أن أتخلى عن عصبيتها تلك .. فإنها تغضب حاتم منها ..

تتوقف قليلاً عن الأمنيات لتلاحظ أنها بالفعل تهتم بحاتم وأنها لا تريد أن يغضب منها بل وتتمنى أن تذهب عنها تلك العصبية حتى لا يغضب حاتم منها .. ماذا هى فاعلة أو كيف تفكر .. لماذا تهتم .. لا .. لن يحدث .. لن يحدث .. ولو حدث .. فسترمى بنفسها من القطار ...

حاتم : ياستير استر يارب ..
آية : فى ايه ؟
حاتم : ترمى نفسك من القطر ليه ؟
آية : مين اللى قال كدة ؟
حاتم : انتى اللى قلتى ... حصل ايه لده كله .. ثم هو ايه لا مش هيحصل ولو حصل هترمى نفسك .. ايه يابنتى كل ده عشان قلت كلمتين ملهمش لازمة ..
آية : بالعكس ياحاتم .. انت فعلا قلت كلام مهم انا كنت تايهة عنه .. او يمكن كنت رفضاه ومش عايزاه يجى فى طريقى عشان متعبش اكتر .. انت كلامك جه على الجرح .. ومعرفش هل انا كدة فوقت واللا لسة ..
حاتم : لا فوقتى وان شاء الله تنسى أى أحزان مريتى بيها . لان ببساطة ياآية الدنيا لسة بخير وفيها ناس طيبين ومحترمين كتير .. ولو انتى بصيتى قدامك كويس هتعرفى اللى بيحبك من اللى بيستغلك ..
آية : نفسى يبقالى أسرة ...
وحاتم : وانا كمان ..
آية : انت والدك ووالدتك متوفيين برده ؟
حاتم : لا ياآية الحمد لله موجودين .. ربنا يخليهوملى هما اللى بيهونوا علية أحزانى ..
آية : ربنا يخليهوملك .. عندك اخوات ؟
حاتم : ايوة بس واحدة متجوزة وقاعدة فى جوزها فى قطر وعندها بنوتة زى القمر اسمها حنان .. والتانية متجوزة ومعانا فى القاهرة بس لسة ربنا مأرادش بالخلفة ..
آية : ربنا يديها يارب ..
حاتم : آمين يارب .. بقولك ايه ياآية ..
آية : قول ..
حاتم : انا بجد آسف ..
آية : حاتم متتأسفش .. انا الى مفروض اتأسف انا الى غلطت فيك من اول كلمة اتكلمنا فيها .. بس سامحنى .. انا ظروفى كانت منعانى أتعامل مع الناس بأدب ..
حاتم : انتى مؤدبة ياآية وواضح عليكى .. انتى بس عصبية ومحتاجة تهدى شوية وتمسكى أعصابك ..
آية : بحاول ..
حاتم : انا عن نفسى شايف انك هتنجحى ان شاء الله ..
آية : يارب ياحاتم .. يارب .. هو أيمن مش هيجى واللا ايه ..
حاتم : مكسوف ياستى ..
آية : مكسوف ليه ؟
حاتم : ما انتى عارفة بقى .. موضوع فاطمة .. هو حاسس انها مش متقبلة الموضوع .. وانه مش المكان المناسب .. وانه غلط لما كلمها دلوقتى ..
آية : اومال كان هيجيبها تانى ازاى .. احنا نازلين سوهاج وهى نازلة أسوان .. لو مكنش عمل كدة مكنش هيشوفها تانى .. كان هيعمل ايه بقى كان هيروح يلف على شركات السياحة كلها يدور عليها واللا ينزل معاها اسوان ..
حاتم : ينزل معاها أسوان ...

يصمت حاتم لحظة ثم ينهض فجأة فى وسط دهشة آية وفاطمة .. ويذهب إلى أيمن ..

حاتم : انت يابنى مش هتيجى تقعد معانا ...
أيمن : لا انا هفضل هنا ..
حاتم : رجلك هتوجعك من الوقفة .. تعالى اقعد معانا ..
أيمن : لا .. انا مش عارف هوريها وشى تانى ازاى ..
حاتم : ههههههههههههههههههه ..
أيمن : بتضحك على ايه ؟
حاتم : اصلى اعرف عنك جرئ .. طلعت خواف اوى ..
أيمن : انت هتغور من هنا واللا احدفك من الشباك ..
حاتم : هغور .. بس بقولك ايه .. ما تيجى قبل ما نروح سوهاج نشم هوا يومين فى أسوان ؟
أيمن : لا مش هروح اشم نفس........ قصدك ايييييييه ؟
حاتم : لا ولا حاجة .. انا هروح بقى اقعد لاحسن رجلى وجعتنى ..
أيمن : استنى ياله انا هاجى معاك ..
حاتم : ايه ياله دى .. سوفااااااااج ...
أيمن : بلا سوفاج بلا مساج .. ياللا انجر قدامى ..
حاتم : فعلا انت بقيت بيئة اوى .. انا قلت هتبقى مؤدب عشان حبيت اهو ..
أيمن ( مفكراً وفى استفزاز ) : شكل آية حنت عليك ياحاتم ..
حاتم : وايه دخل آية بالموضوع ..
أيمن : اصلك ساقع ورايق وفايق .. ياسيفن أب ..
حاتم : طب قدامى يالمون سخن .. انت واد رخم اوى ..
أيمن : هههههههههههههههههههه ..

وصل كلٍ من أيمن وحاتم إلى مقاعدهما ونظر أيمن إلى فاطمة ويسألها بعينيه ... فتقطع تلك النظرات آية ..

آية : الظاهران السمة المشتركة بين الاصحاب هو السرحان فى خلق الله .. ايه ياأيمن .. باصص للبنت كدة ليه ؟
أيمن : انا اسف .. اصل ..
آية : بلا أصل بلا بتاع .. بقولك معاك ورقة وقلم .. واللا اقولك بلاش .. ادى الورقة اللى معاكى يافاطمة لأيمن ..
أيمن : ورقة ايه دى ؟
فاطمة : خد ..

ترمى فاطمة الورقة تجاه أيمن وتخفى نظرات خجلها سريعاً .. فيمسك أيمن بالورقة ويتساءل ما هذا الذى بها ..

أيمن ( متفاجئاً وبه شئٌ من الأمل ) : رقم مين ده ؟
آية : رقمى !! هيكون رقم مين يعنى .. رقم والد فاطمة .. كلمه دلوقتى ..
فاطمة ( فى فزع ) : ايه .. انتى بتقولى ايه ؟
آية ( وهى تهمس ) : شششششش اسكتى انتى انا بشوف بيتكلم جد واللا لأ ..
فاطمة : يافاطمة كدة هيفهم غلط وممكن ميوافقش ..
آية ( فى شبه انفعال ) : يبقى هو اللى جابه لنفسه ..
حاتم : انتو بتتكلموا فى ايه .. بتهمسوا اصلا فى ايه ؟
أيمن : آية انتى بتتكلمى جد ؟
فاطمة : لا لا استنى متتكلمش ..
آية ( بحدة ) : ليه بقى ميتكلمش .. اسمع لو انت جد كلم والدها دلوقتى وقدامنا .. عشان البنت تطمن انك جد .. وياريت تاخد منه العنوان وتاخد معاد فى اقرب وقت .. اول ما ترجع من سوهاج ..
حاتم : حيلك حيلك .. الأمور متتاخدش بالسرعة دى .. انا من رأيى انك تكلمه تعرفه على نفسك وتقوله ان هيكون فى بينكم مكالمة تانية لما ترجع من سوهاج ..
أيمن : حالا هكلمه ..

لم تصدق فاطمة أذنيها وعينيها .. إذن فأيمن بالفعل جاد فى طلبه .. إذن فهى حبه الأول رغم المعرفة القصيرة جداً بينهما .. وتشعربذلك الارتياح بداخله تجاهه .. شئٌ ما يخبرها بأنها غير واهمةٌ فى احساسها ناحيته .. أيمن جاد ... ما تلك الفرحة التى تشعر بها .. نعم تشعر شعوراً أكيداً بأنها ستتزوج من أيمن .. كانت كثيراً تشعر بأن سنها أصبح كبيراً ولن يرضى بها أحد .. ولكن ها هو الله يُنزل كلمته وأمره .. ليس بالسن يافاطمة .. ولكنها إرادة الله .. لم تثقين يوماً غير بإرادة الله ورزقه وكانت تلك نتيجة ثقتك .. تدعى فاطمة أن يكون أيمن نصيبها .. هكذا تمنت رغم – كما قلنا فى السابق – معرفتهما القصيرة جداً ... ورغم معرفتها القصيرة بآية وحاتم إلا أنهما يسعون لها فى الخير ... بالفعل فاطمة الآن تعيش أسعد أوقاتها ...

تفوق فاطمة من سرحانها هى الأخرى لتجد أيمن قد اتصل بوالدها بالفعل وعرفه بنفسه وهدفه وحدد معه ميعادً لمكالمة أخرى ..

أيمن : خلاص .. هكلمه الجمعة الجاية نتفق على معاد للتعارف ..
حاتم : الف مبروك ياأيمن .. ربنا يصلح لك حالك ويتمملكو على خير ..
أيمن : الله يبارك فيك ياصاحبى .. عقبالك انت كمان بقى ..
آية : طب مش نشوف العروسة هتقول ايه ..
فاطمة : اقول ايه فى ايه ؟ انا مش هقول رد غير لما اعرفك كويس، لما تبقى تيجى البيت نبقى نرد على بعض ..
أيمن ( فى سعادة ) : وانا موافق .. يارب بقى الايام دى تعدى بسرعة ..
آية : هو انتى هترجعى امتى من اسوان يافاطمة ؟
فاطمة : بعد بكرة الصبح ...
آية : طيب تمام ... عشان تلحقى تحضرى نفسك ...
فاطمة ( فى خجل ) : ما خلاص بقى ياآية ..
آية : هههههههههههههه حاضر خلاص .. هو مش كان فى كاكاو وشاى هيتجابوا واللا ايه ؟
حاتم : اه صح .. انا اسف انا نسيت خالص ..
آية : ولا يهمك .. قوم بينا بقى نجيبه ..
حاتم ( فى تعجب ) : بجد ؟ هتيجى معايا ؟
آية : اه .. ايه المشكلة .. اهو اتمشى شوية بدل القعدة .. انا كدة ركبتى هتتخشب من كتر القعدة ..
حاتم ( فى سعادة ) : طب ياللا بينا .. حتى نسيب الشباب يتكلموا مع بعض براحتهم ...
أيمن : ميرسيه ياحتوم .. نخدمك فى الافراح ياباشا ...
حاتم : ياااااااااااااااارب ..

خطرت إلى حاتم فكرة وأراد رأى آية فيها ..

حاتم : آية هو انتى لازم تروحى عند جدك اليومين دول ؟
آية : ايوة طبعا انا بزوره مرة فى السنة ..
حاتم : طيب مينفعش تأجلى يومين ؟
آية : أجل ايه بس ده احنا فى القطر هو احنا فى البيت ..
حاتم : بصى انا كنت عايز ادى فرصة لايمن وفاطمة يتعرفوا على بعض أكتر .. فكنت هقترح عليهم لما نرجع نروح معها أسوان نقضى اليومين دول ونبقى نرجع انا وانتى على سوهاج وأيمن وفاطمة على القاهرة ..
آية : برغم انها فكرة مجنونة بس حلوة ... بس انا ايه لزمتى فى الموضوع .. اروح معاكم اسوان ليه ؟
حاتم ( فى توتر وخجل ) : عشان .... عشان ....... عشان متسيبهاش لوحدها مع اتنين شباب .. ميصحش حتى ..
آية : مممممممممممممم ..
حاتم : انتى اتصلتى بجدك قلتيله على معاد وصولك ؟
آية : ايوة كلمته وهيستنانى عند المركز زى ما قلت لكو ..
حاتم : طب اسمعى فاضل ساعة تقريبا ونوصل سوهاج .. كلميه قوليله هتيجى بعد بكرة لظروف طارئة ولما تروحى هتبقى تحكيله وميتعبش نفسه النهاردة ويجى .. بس تكلميه دلوقتى علشان تلحقيه قبل ما ينزل ..
آية : ...............
حاتم : ساكتة ليه .. مش عايزة تيجى ؟
آية : انت عايزنى اجى معاك ...و ....
حاتم : طبعا انا عايز جدا .. حتى نتعرف على بعض أكتر .. او نتخانق مع بعض أكتر ..
آية : ههههههههههههههههه .. اتريأ اتريأ ..
حاتم : بصى ياآية .. انا يمكن كنت فاهمك غلط فى الاول .. بس بجد انتى انسانة جدعة وطيبة .. واليومين دول مش هيحلو الا بيكى ..
آية : ميرسيه ياحاتم .. وانا اسفة على كل كلمة بسببها غلطت فيك ..
حاتم : خلاص ياآية .. ايه رأيك نفتح صفحة جديدة .. انا هيسعدنى اننا نت.... نت..... نتعرف ونبقى أصحاب ..
آية : أصحاب ؟
حاتم ( فى سعادة وأمل ) : اه اصحاب واحتمال .............

وقبل أن يتم حاتم كلمته يحدث شيئاً غريباً ...

 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#14
رد: لقاء فى القطار

ترجع آية إلى مكانها ساهمةً دون حاتم ... فيتعجب أيمن للغاية ويسألها ..

أيمن : اومال فين حاتم ياآية ؟
آية ( ساهمةً ) : مش عارفة ..
أيمن : يعنى ايه مش عارفة ؟ انتو اتخانقتوا تانى ؟
آية : لأ .. هو كان بيتكلم معايا عادى وفجأة لقيته سكت وجرى .. معرفش ليه ..
أيمن : معناه ايه الكلام ده .. انا هقوم اشوفه فين ..
آية وفاطمة : ماشى ..

وبعد أن يرحل أيمن .. تلتفت فاطمة إلى آية ..

فاطمة : فى ايه ياآية ؟ حصل ايه ؟
آية : كان بيتكلم معايا بيقولى نتعرف أكتر ونبقى اصحاب ولسة هيقول ممكن اكتر لقيته سكت وجرى وكأنه لقى عفريت ..
فاطمة : غريبة اوى الموضوع ده .. عموما ياخبر بكرة بفلوس بعد شوية هيبقى ببلاش ..
آية : طيب ..

يبحث أيمن فى القطار عن صديقه حاتم .. حتى يراه واقفاً مع أمرأة .. يقترب قليلاً ... ليشهق قائلاً : عبير .. فينتظر بعيداً عنهما قليلاً ليسمع حوارهما ..

حاتم : اسمعى انتى عمالة تلتى وتعجنى فى كلام انا مش فاهمه .. عايزة ايه اصلا .. وازاى تجيلك الجرأة تشاوريلى عشان اجى أكلمك ... انتى مش شايفة ان كان معايا ناس ..
عبير ( متصنعة الحزن ) : واضح انك لسة زعلان منى .. انا كنت مجبرة على انى اعمل كدة معاك .. انت متعرفش جوزى ضربنى كام مرة عشان اعمل عليك التمثيلية دى وانا كنت برفض .. ده كان بيحط المكوة على جسمى وهى سخنة وبيحرق جسمى بيها .. خوفت يموتنى واضطريت اسمع كلامه ...

ثم تتصنع البكاء ... فيرق قلب حاتم لها .. ويرتب على كتفيها قائلاً ..

حاتم : طيب خلاص معلش .. اهدى .. متعيطيش ياعبير أرجوكى ..
عبير ( متصنعة البكاء ) : انا اسفة ياحاتم .. انت متعرفش انا عملت ايه .. انا هربت من جوزى وركبت على اول قطر ومعرفش انا رايحة فين ..
حاتم : طيب وانتى هتعملى ايه دلوقتى .. هتعيشى منين ؟
عبير ( فى انتصار ) : مش عارفة .. هدور على شغل عشان اقدر اصرف على نفسى حتى لو دادة فى مدرسة .. بس مستحيل ارجع للحيوان ده تانى ..
حاتم : لا ترجعيله ايه بس ياعالم ممكن يعمل فيكى ايه تانى .. انا رايح أسوان هقضى يومين هناك ابقى انزلى فى نفس الفندق ..
عبير : أسوان .. هو انت مش كنت رايح سوهاج ..

وقبل أن يرد عليها حاتم فإذا بأيمن يرد عليها متسائلاً وهو يقترب منهما ..

أيمن : وعرفتى منين بقى ياحلوة انه كان رايح على سوهاج ؟
عبير ( متلعثمة ) : آ....آ ..... أيمن ؟!!! يعنى ده كان مجرد استنتاج ..
أيمن : يابطة .. استنتاج وقلب الأم بقى وشويتين الألش بتوعك دول .. ممممممممممم .. ( ثم خطرت له فكرة ذكية ) طيب فين مكانك فى القطر .. تعالى ناخد حاجتك من هناك وتيجى تقعدى معانا ..
عبير ( فى تلعثم أكبر ) : ايوة بس ...
أيمن : بس ايه يامدام عبير ؟
عبير : أصلى مش لوحدى معايا أولادى ..
أيمن : مممممممممم وماله مش مشكلة يجوا يقعدوا معانا ...
عبير ( فى تلعثم وارتباك ) : لا لا خلاص انا هروح انا على مكانى وهبقى انزل معاكو أسوان .. سلام ..

تنصرف عبير سريعاً من أمامهما .. وكان حاتم قد فهم اللعبة ... ولكنه وجد من أيمن ما لا يسره ..

أيمن : هتفضل طول عمرك أهبل .. واللى زى عبير هيقدروا عليك وهيودوك فى ستين داهية ..
حاتم : .................
أيمن : طبعا لازم تسكت هو انت هيبقالك عين بعد الأرف ده .. لسة كنت هتثق فيها بعد اللى عملته فيك زمان وكمان لسة مستمرة فيه وتبدأ فيه من جديد ... بتقولك هربت وهشتغل حتى لو دادة .. مفهمتش انها كدة هتبدأ تسحب منك فلوس .. مخدتش بالك لما انا قلت لها نروح نجيب حاجتها وتقعد معانا اتلجلجت ازاى وقالى لا خلاص واتحججت بعيالها الوهميين وجريت جرى .. تحب ندور عليها فى القطر دلوقتى وهتعرف ان جوزها اللى معاها مش عيال ولا بتاع ..
حاتم : عندك حق فى كل كلمة قلتها .. انا مش فاهم ازاى قلبى رق من ناحيتها ونسيت اللى هى عملته فية زمان ..
أيمن : ياأخى جاك وجع قلبك .. فوق .. مسألتش نفسك هى راجعة ليه بعد 4 سنين ...
حاتم ( فى خجل ) : لا ياأيمن مسألتش ..
أيمن : اقولك انا .. الهانم رجعت عشان أكيد الفلوس اللى معاها هى والبأف جوزها خلصت والزباين اللى بينصبوا عليهم هربوا وخلصوا، تعمل ايه بقى قالت تمثل عليك .. ولو تفتكر اننا قلنا لمحمود فى النادى اننا مسافرين سوهاج فى شغل ..
حاتم : قصدك ايه ؟ قصدك انها سألت محمود علية وعلى أخبارى وقالها انى مسافر سوهاج النهاردة ؟
أيمن : عندك تفسير تانى ؟ واللا حتتهبل وتقولى استنتاج زى ما هى قالت .. انا بس مكنتش اتوقع انها تيجى وراك وتركب نفس القطر .. عرفت منين المعاد واليوم .. واللا على ايه السؤال اللى زى دول بيقدروا يعرفوا كل حاجة ..
حاتم : الظاهر كدة ..
أيمن : بقولك ايه .. احنا نرجع على مكانا .. ولا كأنك شوفتها .. وخليك فى ناس محترمة أحسن ..
حاتم : آية ؟

فتبرق عيناى حاتم قائلاً ..

حاتم : ياخبر أبيض ... ده انا سيبتها ومشيت من غير ما اقولها كلمة واحدة ..
أيمن : اه مهى برده قالت كدة .. واستلم بقى ياحلو لما نرجع ..

وما هى إلا لحظات ورجع أيمن وحاتم إلى مكانهما وكانت عيناى آية تشعان شرٌ وكراهية وغضبٌ شديد .. فبادر حاتم باعتذاره .. قائلاً ..

حاتم : انا اسف ياآية على اللى حصل منى ..
أيمن : معلش ياآية اعذريه .. هو اصله شاف واحد شبه أبوه فاستغرب وراح يشوفه ..
آية ( فى انفعال ) : انا ماليش دعوة اعمل ما بدالك .. بس الزوق بيقول انك تحترم الانسانة اللى معاك وتقولها حتى كلمة لحظة وابقى اجرى زى ما انت عايز وروح مطرح ما تروح ..
فاطمة : حاسبى ياآية انتى كدة بتغلطى فيه .. اهدى ..
حاتم : طيب معلش انا اسف ياستى للمرة التانية .. ان شاء الله مش هتتكرر تانى ..
آية ( منفعلة بشدة ) : وانت مين قالك انى هقوم معاك فى مكان تانى انا مش هتنقل مكانى الا لما القطر يقف فى سوهاج ..
حاتم : سوهاج ياآية ؟! هو احنا مش كنا قلنا .........
آية ( مقاطعةٌ له ) : تقول واللا متقولش احنا هتمشينى على مزاجك .. انا حرة اروح مطرح ما انا عايزة ..
أيمن : اهدى ياآية بقى لو سمحتى .. ( ثم يوجه حديثه إلى حاتم متسائلاً ) : مش كنتو قلتو ايه ياحاتم بالظبط ؟
حاتم : كنت اقترحت اننا نقضى يومين فى أسوان قبل ما نروح سوهاج .. حتى منخليش فاطمة لوحدها هناك ..
أيمن ( فى سعادة ) : بجد ؟؟ طيب والله دى فكرة جميلة جدا .. ايه رأيك يافاطمة ؟!
فاطمة : انا معنديش مانع حتى ميبقاش كله شغل كدة ولازم يكون فى فسح ..
أيمن : انتى بتحبى تتفسحى كتير ؟
فاطمة : لا مش كتير ولا حاجة .. يعنى كل شهر مثلا اخرج اغير جو واشم هوا تانى .. وبما اننا رايحين أسوان يبقى نتفسح براحتنا لانها مشتى جميل ..
أيمن : عندك حق .. خلاص انا موافق ..
حاتم ( فى خجل وهمس لأيمن ) : طب وآية ؟
أيمن : ها ياآية ... هتيجى واللا لسة زعلانة ..
آية : انا مش زعلانة .. ومش هاجى .. انا هروح لجدى وكفاية اوى لحد كدة ..
أيمن : انتى دماغك صعبة اوى ياآية .. اهدى ياماما شوية ...
آية : متقوليش اهدى .. انا هادية جدا ومش هروح فى اى حتة غير عند جدى .. ثم انا اصلا مش هروح فى مكان فى رجالة غريبة عنى ..
حاتم : رجالة غريبة ؟!!!
آية : أيوة طبعا .. هو عشان شربنا شاى مع بعض واللا أكلنا مع بعض واللا ضحكت فى وشك تبقى انت كدة معرفة ..
فاطمة ( متفاجئة ) : ايه اللى انتى بتقوليه ده ياآية .. انتى اتجننتى ؟
آية : انا متجننتش انا فوقت .. ومش هكرر غلطتى تانى ..
حاتم ( فى انفعال ) : غلطة ايه ياآية .. انتى اتجننتى .. انتى بتقارنينى باللى اسمه وائل ..
آية : ياأخى لما اقارنك بواحد غير لما اكون واقفة معاك وسيبتك وجريت ورا واحد تانى ..
حاتم ( فى صدمة ) : قصدك ايه ؟
آية : مش اللى انت جريت وراها وانا واقفة معاك تبقى عبير .. صح .. صح ياأيمن واللا انا غلطانة ..
أيمن : وافرضى انها عبير .. انتى عارفة كويس جدا ان الموضوع منتهى ..
آية : وهو لو الموضوع منتهى كان هيجرى وراها أول ما يشوفها ويروح يتكلم معاها ؟؟
حاتم : انتى عرفتى منين ؟
آية : ببساطة مشيت وراك عشان اعرف ايه سبب مشيانك المفاجئ من غير ما تقول كلمة لحظة وراجع ...
حاتم : يعنى بتراقبينى ...
آية : انا مبراقبش حد .. انا اتخضيت لما لقيت وشك اصفر وسكت فجأة ومشيت .. قلت خير يارب .. افتكرتك تعبت واللا حاجة .. اتاريك روحت ورا واحدة ... مشيت وراك لحد ما لقيتك وقفت معاها .. جيت وقعدت مكانى ولما سألونى قلت لهم معرفش .. لو براقبك كنت وقفت وسمعت كلامكو بس انا احترمت نفسى .. وعرفت ان زيك زى وائل .. كلكو نفس الصنف .. بقت حاجة تأرف ..
حاتم : لا ياآية انا مش زى وائل .. وايوة الست اللى انا مشيت وراها دى كانت عبير .. واتكلمت معاها وأيمن جه وكمل معايا كلام .. وسيبناها تمشى ومشينا احنا كمان ... انا مبحبش عبير .. ولا سرحانى فيها عشان بحبها ولا نيلة .. انا سرحانى بسبب الجرح اللى جرحتهولى وانى صعبان علية نفسى .. دى كل الحكاية ..
آية : وانا مالى انا تحبها واللا متحبهاش ..
حاتم : ماشى .. انا بس بوضحلك سبب سرحانى ..
آية : وانا مطلبتش اعرف سبب سرحانك .. انت واحد محترمتش وجودى معاك وروحت ورا واحدة .. المفروض اعملك ايه .. ولا حاجة غير انى ابقى فى حالى ومش عايزة حاجة منك .. ولما انزل سوهاج هروح لوحدى ومش عايزة حد فيكم يوصلنى .. ومش هاجى ياأي ...........
حاتم : فى ايه .. سكتى ليه .. ما تكملى ؟
آية : فين أيمن وفاطمة ؟
حاتم : مهو انتى لو كنتى هديتى شوية كنتى هتسمعى أيمن وهو بيقول هنسيبكم براحتكم تتكلموا .. قاموا .. من غيظهم منك ومن كلامك اللى زى الدبش .. قاموا ..
آية : وانا كمان هقوم ..
حاتم : رايحة فين ؟
آية : هقوم اقعد فى مكان تانى .. حتى لو هقعد مع المعيز اللى فى اخر القطر ..
حاتم ( مصدوماً ) : للدرجادى ياآية .. للدرجادى زعلانة منى ؟
آية : وانا صفتى ايه عشان ازعل منك .. اوعى وسع انا همشى ..
حاتم ( فى حزن ) : خليكى ياآية .. انا اللى هقوم أمشى من هنا واريحك منى ..

ينهض حاتم فى تثاقل وحزن وتريد آية أن ينطق لسانها بأن ينتظر .. وتعتذر له عما صدر منها من انفعالٍ زائد .. ولكن لم تستطع النطق .. ويرحل حاتم عن المكان ... وتلوم آية نفسها ...

آية : ايه الارف اللى انا عملته ده .. ايوة حاتم مش زى وائل .. حاتم محترم وطيب وحنين .. انا غلطت فيه جامد .. وكمان قفلتها لما قام ومشى .. يارب ياأيمن تيجى عشان تجيبلى حاتم ..

وبالفعل ما هى إلا لحظات وجاء أيمن وفاطمة ... ولم يجدا حاتم .. فسألها أيمن ..

أيمن : فين حاتم ؟
آية : مشى ..
أيمن : مشى راح فين ؟
آية : معرفش .. هو قال انه هيسيب المكان ويروح يقعد فى حتة تاتية عشان يريحنى منه ..

وبعد قولها لآخر كلمة .. انفجرت آية فى البكاء الشديد .. وهى تقول : انا السبب .. ربنا ياخدنى .. ربنا ياخدنى ..
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#15
رد: لقاء فى القطار

تبكى آية كثيراً ويظل أيمن جالساً بلا حراك ... وما زاد من بكاء آية أنه رفض الذهاب والبحث عن صديقه ... فنهرته فاطمة بشدة ..

فاطمة : ملكش حق ترفض تروح تدور على صاحبك .. على الاقل تهديه وتطمن عليه ..
أيمن : ياحبيبتى مش انا اللى مفروض أروح المرادى ... آية هى اللى تروح وتصلح الموقف وتطمن عليه .. عموما انا مطمن على صاحبى .. الدور عليها هى ..
آية : عندك حق ياأيمن انا هقوم أدور عليه واعتذرله ..
فاطمة : ايوة ياآية لازم تعتذريله وتصالحيه وتخلصونا بقى فى السفر اللى كله نكد ده ..
آية : وانا مش هرجع الا لما يكون فى ايدى ..
أيمن ( فى مرح ) : فى ايدك ؟
آية : انا اقصد يعنى معايا ...
أيمن : اه تقصدى طيب .. روحى ياآية ..
آية : أيمن انا اسفة انى غلطت فيك انت كمان من شوية .. بس الموقف كان ينرفز اوى ..
أيمن : روحى بس الاول قبل الواد ما ينتحر .. ساعتها مش هقبل منك اى اعتذار ..
آية ( فى خجل ) : بعيد الشر ..
أيمن : وجون وجون وجووووووووووون .. والله وباضتلك فى القفص ياحتوم .. روحى روحى واحنا مستنينكم على أحر من الجمر .. بس ياريت يبقى بخبر حلو ..
آية : طب هبتدى اول خبر حلو قبل ما امشى من هنا ..
أيمن : ايه هو .. فرحينى ..
آية : اصبر على رزقك ..

تمسك آية بهاتفها المحمول وتطلب رقماً ... وتنتظر الرد .. ويرد عليها .. جدها ..

آية : ألو .. جدو .. ازيك ياحبيبى وحشتنى .. انا الحمد لله تمام ... بقولك ياجدو .. معلش انا مش هاجى الا بعد يومين .. اصل جدت أمور لما اجى هحكيلك عليها .. لا ياحبيبى متقلقش انا بخير وبخير اوى كمان .. وكل حاجة تمام .. انا بس هظبط حاجات كنت نسياها وهجيلك بعد يومين وهكلمك الصبح قبل ما اجى .. المهم انت عامل ايه .. وأدويتك بتخداها ؟؟ طيب حلو ياجدو خد بالك من نفسك ياحبيبى وانا هفضل على اتصال معاك .. لا إله إلا الله .. سلام ياحبيبى ..

أيمن : ايه ياواد ده .. انا كنت برد عليكى وكأنى جدو ..
آية وفاطمة : هههههههههههههههههههههههه ..
آية : انا هروح اشوف حاتم ..
فاطمة : ربنا معاكى ..

تذهب آية للبحث عن حاتم .. وتظل تبحث عنه فى جميع القطار حتى قربت أن تيأس إلا أن واتتها فكرة أنه ربما يكون بالكافتيريا .. وبالفعل وجدته هناك .. فتتحدث وهى واقفة وراءه قائلةً ..

آية : يعنى لازم تدوخنى وراك ..

يلتفت حاتم وراءه غير مصدقاً أن صاحبة الصوت هى آية ..

حاتم : هو انتى بتدورى علية ؟
آية : ايوة طبعا .. مش انت زعلتنى يعنى لازم ادور عليك ..
حاتم : ايه المنطق الغريب ده .. انا اعرف ان اللى بيزعل حد هو اللى بيصالحه مش اللى زعل هو اللى بيصالح ..
آية : اهو ده بقى منطقى .. عاجبك واللا لأ ..
حاتم : عاجبنى ..
آية : ياستير يارب .. وانت بتتكلم عادى كدة ليه واللا انت مش طايقنى ..
حاتم : لا بس انا عارف انى غلطت لما سيبتك وروحت اتكلمت مع عبير .. بس مظنش انى استحق كل الاهانات دى ..
آية : عندك حق .. انا اسفة بس انت كمان خلتنى ارجع للفكرة القديمة ..
حاتم : فكرة ايه بس .. اقعدى الاول ..

وبعد أن جلست آية فى المقعد المجاور لمقعد حاتم ..
حاتم : ها ياستى قوليلى ايه هى الفكرة القديمة ...
آية : ياحاتم انا انجرحت اوى من وائل ... كان اول انسان فى حياتى .. اول واحد حسيت معاه بالحب .. وانساقت ورا عواطفى وحبيته اوى وفرحت اوى يوم ما قالى انه عايز يتكلم معايا حسيت انى ملكت الدنيا وبعد كدة الاقيه بالاخلاق دى وكمان متجوز .. بقى عندى انطباع ان كل الرجالة زى الزفت وان كلهم كدابين وغشاشين .. وبعد كدة الاقيك سيبتنى وجريت روحت تتكلم مع واحدة هى كمان جرحتك .. مفروض بقى كنت افهم ايه واللا اعمل ايه ..
حاتم : عندك حق .. انا اسف ياآية المرادى اللوم علية .. حقك علية ..
آية : هو انا يعنى اللى سكت .. مهو انا قمت بالواجب وقليت زوقى معاك ..
حاتم : خلاص لينا عند بعض حق عرب ..
آية : يبقى هتعزمنى على حاجة اشربها .. ونجيب لباقى الناس ونروح نقعد معاهم ..
حاتم : ايوة بس كدة فاضل حاجة ..
آية : حاجة ايه ؟
حاتم : أسوان ..
آية : خلاص انا كلمت جدى وأجلت معاه يومين ..
حاتم ( فى سعادة ) : بجد ياآية ..
آية : اه والله حتى اسأل أيمن ..
حاتم : ياللا بينا بسرعة على أيمن وفاطمة ..
آية : ياللا بينا .. استنى والشاى ..
حاتم : واللا هوت تشوكليت ..
آية : ههههههههههههههههه .. لا مش عايزة حاجة انا بهزر معاك .. ياللا نروح هناك هما مستنين على نار ..
حاتم : ياللا ياستى ..

وعند وصولهم إلى أيمن وفاطمة كان وجههما يشعان نوراً وسعادةً .. فلاحظا أيمن وفاطمة .. وقالت فاطمة ..

فاطمة : اللهم صلى على النبى .. ايه النور اللى فى وشكم ده ..
أيمن : انا كمان أخدت بالى من النور ده .. الظاهر الخناق بيجيب نتيجة كويسة .. انا من رأيى تتخانقوا كل يوم ..
فاطمة : اخص عليك ياأيمن .. احنا مصدقنا ... ربنا يستر بس وميتخانقوش تانى ..
آية : هههههههههههههههههههههه .. لا مش هنتخانق تانى ..
أيمن : انت عرفت واللا معرفتش ياحتوم ؟
آية : عرف خلاص ..
أيمن : كنت عارف انك هتقوليله والا مكنش جه ..
حاتم : ولو انى مش فاهم حاجة الا انها قالت لى ..
أيمن : ههههههههههههههههههههههههه ه .. ماشى ماشى ...
آية ( هامسةً لحاتم ) : جدى جدى ..
حاتم ( هامساً لها ) : اه صح ..
أيمن ( غامزاً له ) : قالت لك ها ؟؟
حاتم : بجد بجد انت فعلا رخم ..
أيمن : طيب ..
آية : انت طيب اوى ياأيمن .. وجدع اوى اوى اوى ..
حاتم : هو بس ..
آية : لا انتو الاتنين بصراحة .. انا عمرى ما قابلت حد زيكم ..
حاتم : ربنا يهديكى دايما كدة ياآية ..
أيمن : حاسب ياعم لتتخانق .. احنا مصدقنا ..
فاطمة : بس بقى انتو الاتنين .. انتو دماغكم موجعتكوش .. ريحوا شوية بقى .. قرينا نوصل .. فاضل 5 ساعات تقريبا ..
أيمن : هيكونوا أحلى 5 ساعات فى حياتى يافاطمة .. كفاية انك هتكونى جنبى ..
فاطمة ( فى خجل ) : لا بقولك ايه انت مش من حقك تتكلم معايا كدة ولا الكلام ده ..
أيمن : ماشى ياستى .. حقك ..
حاتم ( فى همس ) : يامسهوك انت يامسهوك ..
أيمن : مش بقولك انت بقيت بلدى اوى ..
حاتم : وماله البلدى .. أحلى حاجة فى مصر البلدى ..
آية : انتو بتهمسوا لبعض ليه .. ما تعلوا صوتكم ..
أيمن : ها ........ انا هغمض عينى شوية لاحسن هموت من التعب ..
فاطمة : وانا كمان ..
آية : وانا كمان ..
حاتم : ايه ده هتسيبونى لوحدى ..
آية : لا طبعا .. غمض عينك معانا وبكدة تبقى متضامن معانا فى تغميض العيون ..

يضحك الجميع ويشعرون بسعادةٍ كبيرة .. وراحةٍ أكبر .. ستستمر رحلتهم .. وستستمر حياتهم .. سوياً .. هكذا يتمنى كلٍ منهم فى نفسه ...
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#16
رد: لقاء فى القطار

قلب .. تناسى يفشل داخلها ... خداعٌ يحوطها من كل مكان ... تنهمر الدموع من عينيها ... حرمانٌ يتحكم بها .. حزنٌ يرفرف على حياتها .. ابتسامةٌ تليها نزيف دمعى بقلبها .. أحاسيسٌ متضاربة داخلها حب وكره وخيانة وظلم .. انفعالات وأحاسيس ضدها .. لومٌ وعتاب وقهرة شديدةٌ .. أنفاسٌ سريعة فى بحر الأحزان .. ذكرياتٌ خلابة جارحة .. خسارة لحب وهمى يحمله قلبها وحده .. إنكارٌ وكذب وحياةٌ ليست لها الحق فيها .. كلمة أرادت الاحتفاظ بها وفجأةٌ وجدتها حروفاً زادت عليها قسوةًَ .. نظرات مرتعبة وغير مستقرة .. ألمٌ بصدرها يذهب ويأتى وكأنما هى صخرٌ لا يشعر بتلك الآلام .. أخذتُ درساً قاسياً فى حياتها .. ضحى بها وخدعها واستمر فى حياته هو .. لم تنساه لحظةً .. ذهب وتركها غارقةٌ بحزنٍ فى ليالٍ سوداء .. كسرةً وإهانة وخيالٌ لقلب أراد الحب ولم يجد إلا الانكسار .. كيف لم تشعر ولو لدقيقة بأنه مخادعٌ .. كيف دخلت فى دوامة الجرح دون وضع ذلك الجرح فى الحسبان .. كيف تظل تفكر به حتى هذا الوقت .. يجب أن تنسى .. ليس هو .. ولكن تنسى ذلك الجرح المتمكن بقلبها وضلوعه ... ذلك الألم الذى يحيطها من كل جهة ولا تستطع الفرار منه .. يجب أن تبتسم .. ربما ابتسامةٌ زائفة تتحول إلى ابتسامة حقيقية ..

تنظر إلى حاتم وتجده نائماً بعمق وكأنه لم ينم من قبل .. فما معنى هذا .. هل معناه أنه بالفعل أحبها وبحبها نسى جرحه وانكساره .. هى أيضاً تميل إليه وتشعر بأحاسيسٌ جميلة .. ولكنها لم تنسى جرحها بعد .. فما الفرق بينهما ؟

فى لحظةٍ شعرت آية بأنها لم تعد تتذكر من قصتها مع وائل ولو سطراً واحداً .. قصةٌ تؤلمها من حينٍ لآخر .. من دقيقةٍ لأخرى .. إذن فلن أتناسى جرح وائل بل سأنساه ..

مرت الساعات فى القطار سريعةٌ جداً ولكنها حزينةٌ سعيدة .. لم يتجادل حاتم مع آية ولم يتعاركا .. كانا فى قمة الصفاء .. حاتم فى قمة سعادته وآية فى قمة سعادتها وألمها .. ربما كان كلٍ منهما يحتاجُ إلى تلك المعركة الأخيرة ليعرفا أن فى شئٌ بداخلهما يتحرك تجاه بعضهما البعض .. فكانت نظراتهما بقية الوقت تنم على حبٍ وُلدَ نتيجة معارك بينهما .. ذلك الحب الذى يظل لآخر العمر وكأن المثل الذى يقول ( من حب إلا بعد عداوة ) مثلاً صحيحاً مائةٌ بالمائة .. ورغم سعادتهما إلا أن جرحهما السابق لم يخلو منهما .. حيث أن كلٍ منهما ورغم ثقته الأكيدة فى الآخر ولكنه خائفٌ من إصابته بجرحٍ آخر ..

وجاء وقت مغادرة القطار وكلٌ ممسكاً بحقيبة سفره مستعداً للنزول وإذ بحاتم يسير بجانب آية ويحمل عنها حقيبتها ولم يقبل المناقشة .. خجل أيمن وفعل نفس الشئ وإن كان يفكر بفعل ذلك أيضاً ولكن سبقه حاتم .. وأوقفوا سيارة أجرة ( تاكسى ) كبيرة لتقلهم إلى الفندق التى حجزت فيه فاطمة قبل سفرها ... وبدأوا يوماً جديداً .. ربما عهداً جديداً ..

نام الجميع فى سلام .. وشعورٌ كبير بأمانٍ لم يشعرون به من قبل .. وجاء الصباح عليهم .. وكان أول من استيقظ هو أيمن .. وأحدث ضوضاء بالحجرة وإذ بحاتم يستيقظ وهو حانقاً عليه ...

حاتم : ايه فى ايه .. هو انت لازم تصحى الخلق معاك .. نام لسة بدرى ... ثم صاحى بدرى ليه هو جسمك مش مكسر من قعدة كرسى القطر .. نام ياأخى نامت عليك حيطة ..
أيمن : انا قايم هروح مع فاطمة .. هوصلها لفرع الشركة بتاعها ..
حاتم : انت عبيط ؟ ولما الموظفين هناك يشوفوك هتقولهم البنت عنك مين ؟ استهدى بالله ونام ..
أيمن : انا مش هطلع الشركة .. انا هستناها فى أى كافيه جنب الشركة لحد ما تخلص ..
حاتم ( فى سخرية ) : ياعينى على الحب .. انا بقى هنام ..
أيمن : اعمل ما بدالك .. انا نازل سلام ..
حاتم : طيب ياشيخ بالله عليك يعنى فاطمة هتنزل 6 الصبح ..
أيمن : الساعة 10ونص يامسطول أفندى ..
حاتم : مممممممممم .. طيب تصبح على خير .. سلام ..
أيمن : سلاااااام ..

نزل أيمن إلى بهو الفندق وينتظر قليلاً فيجد الفتاتين وقد نزلا ... وعرف منهما أن آية ستذهب مع فاطمة .. فاستأذن منهما دقيقتين ...

على الجانب الآخر .. يرن هاتف حاتم بإصرار .. فيستيقظ حاتم معترضاً على إزعاجه تارة من أيمن وتارة من هاتفه وهم أن يغلقه إلا أنه وجد اسم أيمن على الشاشة .. فرد عليه والشرر يتطاير من عينيه ..

حاتم : ياأخى ارحمنى .. مش عايز اصحى دلوقتى ..
أيمن : نفسى اعرف من امتى نومك كان تقيل .. اقل من 5 دقايق تنزل وتيجى معايا ..
حاتم : اجى فين يابنى آدم انت .. هو بالعافية .. مش نازل .. مش نازل .. اقولك مش ناااااازل ..
أيمن : اسكت ياحمار .. آية جاية معانا ياغبى ..
حاتم : ياسيدى ولو .. مش جاى انا عايز انام .. انا عاي......... انت بتقول ايه ..
أيمن : انت لسة هتسأل اخلص والبس بسرعة وانزلنا تحت فى بهو الفندق .. حأخرهم بأى طريقة ..
حاتم : هوا وأكون عندك ..

يغلق أيمن الخط .. ويذهب إلى الفتاتين .. فتبادره آية بسؤالها ..

آية : ايه انت كنت فين ؟
أيمن : كان ضرورى اعمل تليفون قبل ما انسى .. عملته وجيت ..
آية : تليفون شغل يعنى ؟
أيمن : لا .. اقصد آه ..
آية : ومكنش ينفع تتكلم قدامنا فى الشغل ده .. او حتى نمشى وانت تتكلم واحنا ماشيين ..
أيمن : لا مش هبقى مركز ...
فاطمة ( فى اهتمام ) : مش هتبقى مركز فى ايه ؟
أيمن : فـ...... فـ....... فى الطريق وانا ماشى .. كان ممكن أتكعبل ..
آية : صح عندك حق .. طيب ليه متكلمتش قدامنا واحنا واقفين .. ايه اسرار مثلاً ؟
أيمن : على فكرة انتى سوسة ..
آية : على فكرة عارفة .. ها هينزل بعد قد ايه ؟
أيمن ( متفاجئاً ) : عرفتى منين انى كنت بكلمه ؟
آية : الحاسة السادسة ..
أيمن : ماشى ياستى .. اهو وصل ..
فاطمة : طب نمشى واللا ايه .. انا كدة هتأخر وهناك هيأخرونى وهيأرفونى .. دى تعتبر عهدة .. ولسة هيشوفوا الورق ويقروه كلمة كلمة .. ده انا هقعد هناك مش اقل من 5 ساعات ..
حاتم : مين اللى 5 ساعات ده .. بتتكلموا فى ايه ؟
آية : أهلاااااااا ياحاتم ... مظنش انك نمت كويس ..
حاتم : ليه بتقولى كدة ؟
آية : بسيطة .. عنيك لسة نيمانة ..
حاتم : ده من .. ده من ..
آية : مفهوم .. من قلة النوم لان أيمن صحاك عشان تنزل معانا ..
أيمن : مش بقولك انتى سوسة ..
آية : لا مش سوسة .. بس مش غبية ..
فاطمة : حاجة من التلاتة لو هنفضل نتكلم هنا كتير .. ياهترفد ياهترفد ياهترفد ..

يضحك الجميع ويذهبون إلى مقر فرع الشركة مع فاطمة ... ويجلس كلٍ من حاتم وأيمن فى كافييه بجانب الشركة لتمضية الوقت حتى تنتهى فاطمة من عملها وطلبت آية الذهاب معها فهى خجلة أن تجلس مع حاتم وأيمن وحدها .. وفى أثناء ذلك دار حوار انفعالى بين أيمن وحاتم ..

أيمن : ناوى امتى ياحاتم ؟
حاتم ( سارحاً ) : يعنى ايه ناوى على ايه ؟
أيمن : لا متجننيش .. هتصارح البنت إمتى .. والبنت اللى هى آية عشان بس متسألنيش بنت مين ..
حاتم : اصارحها بإيه ياأيمن انت اتجننت ..
أيمن : لا ده انت اللى لسعت .. اومال انت خلتنا ننزل أسوان ليه .. واقنعتها تيجى معانا ليه .. نزلت معانا المشوار ده ليه .. وليه لسة هتكمل معانا اليوم وانت عارف اننا هنتفسح ونقعد شوية مع بعض ؟
حاتم : ياأيمن انا مش عايز أظلمها ..
أيمن : نعم ياأخويا ؟ تظلمها ازاى يعنى .. هو مش مفروض حسيت ناحيتها بحبة حبة واللا انا يتهيألى ؟
حاتم : أيوة ياأيمن انا فعلا حسيت ناحيتها بكدة بس خايف يطلع احساس مؤقت ..
أيمن ( فى دهشة وسخرية ) : والله العظيم ؟! فعلا خايف يطلع مؤقت .. ياأخى الله يسامحك ..
حاتم : ليه بس ياأيمن ..
أيمن ( فى انفعال ) : ليه ايه ؟ انت بتستهبل ياحاتم ؟ تفهم ايه آية لما طلبت منها انها تيجى أسوان معانا .. ايه استغليت انها ملهاش أهل وقلت تلعب بيها وتجرحها أكتر ماهى متنيلة بنيلة واللا علشان بتحبها وعايز تقعد معاها وقت أطول وهتصارحها بميلك ناحيتها ؟
حاتم : لا ياحاتم لأ .. انا مبلعبش بيها .. انا مقدرش اجرح حد الجرح اللى انا اتجرحته .. انا خايف يكون احساس مؤقت وساعتها أكون فعلا جرحتها ..
أيمن ( محاولاً الهدوء ) : حاتم ..
حاتم : نعم ..
أيمن : شايف الترابيزة اللى هناك دى ؟ الفاضية دى ؟
حاتم : ايوة شايفها ..
أيمن : روح ياابن الحلال اقعد عليها لوحدك وفكر بينك وبين نفسك انت شعورك ايه من ناحية الغلبانة دى وبعد ما توصل لقرار ابقى تعالى نتكلم ..
حاتم ( فى شبه انفعال ) : متعاملنيش كدة ياأيمن ..
أيمن : مهو ياتروح انت ياأروح أنا لاما هصور قتيل النهاردة .. اسمع انت صاحب عمرى أه وبحبك أه .. لكن مش معنى كدة انى اساعدك فى الارف اللى انت فيه ..
حاتم ( بغضب ) : طيب ياأيمن .. انا قايم هقعد لوحدى ..
أيمن ( فى عصبية ) : ياللا بالسلامة ..

يجلس حاتم وحده متفكراً فيمنا عساه أن يفعل فى خوفه هذا .. وهل بالفعل يخاف أن تكون مشاعره جهة آية مؤقتة أم يخاف من مواجهة جرح جديد من آية .. لماذا يخاف هكذا ... لا .. إنه لا يخاف من أن تجرحه آية فمثلها لا يستطع الجرح فهى شخصية رقيقة .. بينها وبين جرح أية قلب مسافاتٌ طويلة .. بالفعل أحبها .. ولكن كيف يتأكد أن هذا حباً حقيقياً وليس مؤقتاً ..

حاتم ( فى سره ) : يارب إشارة واحدة انى بحبها بجد ..

وما هى إلا لحظات حتى يسمع صرير سيارة تقف فجأة وتصطدم بشخصٍ ما وضوضاء وأناسٌ يلتفون حول ذلك الشخص .. فيهرع حاتم ومعه أيمن لمعرفة ماذا حدث .. وكأن شئٌ فى قلب حاتم أن هذا الشخص يخصه .. بالفعل فمن صُدم هى آية وكانت فاطمة تجلس بجانبها على أرض الشارع باكية بشدة .. بل وعندما وصل وجد الدماء تنزف بغزارة من رأسها وفاقدة للوعى .. فيحملها وهو صارخاً فيمن حوله ويساعده فى حملها أيمن ..

حاتم : تاكسى تاكسى .. وقفوا تاكسى ..
فاطمة ( فى ذهول وبكاء ) : أنا قلت لها تستنى متعديش دلوقتى .. هى اللى عدت .. هى اللى عدت ..
حاتم ( صارخاً فى فاطمة ) : اسكتى وده وقته ..

يقف تاكسى كان ماراً بالصدفة وركب فيه الأربعة دفعة واحدة دون وضع فى الحسبان ضيق المكان .. إلى أن يصلون إلى المشفى ... ويهرعون بها للاستقبال .. وتراهم ممرضة وفى أيديهم آية وهى نازفة دماءها ... فتنادى ممرضٌ مثلها ليأتى بالترولى .. ويضعون عليه آية ويدخلون بها حجرة الطوارئ ثم ينادون على الطبيب المختص ويأتى سريعاً .. ويدخل حجرة الطوارئ .. ثم يخرجه قائلاً ..

الطبيب : جهزوا أوضة العمليات ..
الممرضة : حاضر يادكتور .. حالاً ..

وبعد دقائق يأخذون آية إلى حجرة العمليات ويقف حاتم وفاطمة وأيمن على بابها منتظرين فرج الله ونجدته لآية والكل يدعى الله بنجدتها .. ويغيبون فيها نصف ساعة حتى تظهر الممرضة وتسألهم ..

الممرضة : محتاجة نقل دم بسرعة .. بس فصيلة دمها نادرة ومش موجودة فى المستشفى ..
حاتم : وايه هى فصيلة الدم دى ؟
الممرضة : Ab سالب ..
حاتم : انا فصيلة دمى ab سالب ..
الممرضة : طب اتفضل معايا ..

تأخذ الممرضة من حاتم كيسين من فصيلة الدم المطلوبة ... وتدخل بها حجرة العمليات فوراً .. وبعد ساعة خرج الطبيب قائلاً :

الطبيب : ادعوا تمر ال12 ساعة دول على خير ..
حاتم : هى حالتها خطيرة يادكتور ؟
الطبيب : انا مش عايز أكدب عليك أو اهون من الأمر .. هى نزفت كتير وجالها ارتجاج فى المخ .. احنا محتاجين النزيف يقف بس وبالنسبة للارتجاج هو بسيط مفيهوش مشكلة ..
حاتم ( وهو يبكى بصدق ) : طيب انا مستعدة اديها دم تانى ..
الطبيب : مش دلوقتى ياأستاذ .. هيبان بعد 12 ساعة .. ربنا يستر ..

لأول مرة فى حياته .. يجلس على الأرض ويبكى .. ويتضرع إلى الله ويناجيه أن ينقذ آية من الموت .. يمسكه أيمن وهو يقول له ..

أيمن : أظن لما تفوق آية وتقوم بالسلامة هتصارحها بالحب ده كله ياحاتم ..

يحتضنه حاتم باكياً داعياً إلى الله وقائلاً ..

حاتم : ان شاء الله تقوم بالسلامة .. يارب .. يارب ..
فاطمة ( فى بكاءٍ شديد ) : انا قلت لها متعديش ..
أيمن : خلاص يافاطمة .. دلوقتى ندعيلها ان ربنا يقومها بالسلامة .. ياللا يافاطمة انا هوصلك للفندق وهرجع استنى انا وحاتم هنا ..
فاطمة ( صارخةً ) : لا انا مش هسيب آية .. مش هسيبها ابداً ..
أيمن : يابنتى دول 12 ساعة ..
فاطمة : أقسم بالله ما همشى من هنا ..
أيمن : لا حول ولا قوة إلا بالله .. خلاص استنى .. وربك يسترها ..
حاتم وفاطمة : يارب .. يارب ..

تمر الاثنى عشر ساعة ببطءٍ شديد وماتزال آية فى غيبوبتها .. ويأتى الطبيب لمتابعة حالة آية .. يحاول حاتم الدخول معه ولكنه يمنعه .. ويدخل هو والممرضة .. وبعد قليل يخرج الطبيب وعلى وجهه ابتسامة .. قائلاً ..

الطبيب : الحمد لله الخطر زال والمريضة فاقت كمان ..
حاتم ( بصوتٍ عالى جداً ) : ينصر دينك يادكتوووووووووور ...

دخل حاتم وفاطمة وأيمن إلى حجرة آية التى تبتسم لهم فى وهن وتشاور لهم قدر استطاعتها لتطمئنهم عليها ... يقترب منها حاتم قائلاً ولكن بحركة شفاهه ..

حاتم : بحبك ..
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#17
رد: لقاء فى القطار

تفاجئت آية بذلك الاعتراف المبكر ... نعم كانت تشعر به وأخبرها به أيمن ولكنها لم تكن تتوقع ان يصارحها حاتم بتلك السرعة .. فهو مثلها مجروحاً وبالطبع مثلها يخاف من الجرح مرةً ثانية .. فكيف اعترف باكراً بذلك الاعتراف .. ماذا تسميه .. هل هو اعتراف جميلٌ أم اعتراف يجعلها تقلق منه .. بل هو اعترافٌ جميل .. نظرت آية إلى حاتم فى حبٍ وعدم تصديق .. فقالت له وهى واهنةٌ ..

آية : بتحبنى ؟
حاتم : ايوة والله العظيم بحبك ..
آية ( فى خجل ) : كدة على طول ؟!!
أيمن ( بخفة ظل ) : أومال على عرض ياآية .. ياللا بقى ياجميل قوميلنا بسرعة بالسلامة عشان الاخ ده يروح لجدك يطلبك منه ..
آية : شكلكو بتهزروا ...
فاطمة ( فى بكاء وفرحة ) : تفتكرى المواضيع دى فيها هزار .. هما الناس وبنات الناس لعبة وهزار فى ايد الشباب برده ياآية .. ياللا ياجميلة قومى بالسلامة عشان هاجى معاهم ومش هسيبك أبدا أبداً .. وانا مش هعمل خطوبتى الا بعد منك ..
أيمن : ايه ده .. هو هيجى على دماغى انا واللا ايه .. لا يبقى احنا الاربعة فى يوم واحد .. مفهوم واللا ايه ياحاتم ..
حاتم : لو كان ينفع دلوقتى كنت عملتها .. بس هنعمل ايه .. لازم اروح لجدك ..
آية ( فجأة ) : جدو .. جدو .. لازم أكلمه لازم ..
حاتم : تكلميه فين ياآية بس .. انتى تعبانة .. احنا حتى هنسكت عشان منجهدكيش فى الكلام خالص اليومين دول ..
آية : بس هو مستنى منى تليفون ياحاتم ..
حاتم : ابقى كلميه بكرة تكونى روقتى شوية ..

تدخل الممرضة وتطلب منهم الرحيل لراحة المريضة .. ويودعونها ويوعدونها بزيارتها فى الغد الباكر .. وفى الطريق تدمع عينى حاتم متخوفاً على آية بشدة .. فيطمئنه أيمن ومشجعاً له على التماسك حتى لا تتأثر آية بحالته النفسية فتسوء حالتها النفسية ومن ثم تسوء حالتها الصحية .. فيقتنع حاتم بحديثه .. ويصلون إلى الفندق ومازال الوقت أمامهم باكراً على النوم .. ورغم ذلك لم يرغب منهم أحد فى الفسحة دون آية .. فتتوجه فاطمة إلى حجرتها وأمسكت بهاتفها المحمول فتطلب والدها لتخبره بما حدث ..

يرن جرس هاتف والد فاطمة فيرد عليها ويدور هذا الحوار ..

فاطمة : ألو .. بابا حبيبى ازيك وحشتنى ..
الأب : ازيك انتى يافطومة .. وحشانى اوى ياحبيبتى .. ايه ياحبيبتى هتيجى بكرة خلاص .. استناكى الساعة كام على المحطة ..
فاطمة ( فى تردد ) : لا يابابا مش جاية بكرة ..
الأب ( متعجباً ) : ليه يافاطمة .. هتطولى فى الشغل واللا ايه .. ده انتى هتسلمى ورق بس ..
فاطمة : مهو يابابا برده انا مش هقعد شوية عشان خاطر الشغل ..
الأب ( فى حزم ) : أومال فى ايه ؟
فاطمة : أصل يابابا فى واحدة صاحبتى عملت حادثة وهى يتيمة ملهاش حد .. وكانت معايا لما حصلت الحادثة وهى دلوقتى فى المستشفى فى العناية المركزة وهستنى معاها لحد ما تقوم بالسلامة ..
الأب : صاحبتك فى الشغل هناك ؟
فاطمة : لا يابابا .. دى واحدة اتعرفت عليها فى القطر ..
الأب : واحدة اتعرفتى عليها فى القطر ولحقت تبقى صاحبتك وكمان هتقعدى جنبها لحد ما تقوم بالسلامة ..
فاطمة : يابابا مجتش على انى أكمل أسبوع فى أسوان ما انا ياما سافرت ..
الأب : انا مش بتكلم انك تقعدى كمان كام يوم يافاطمة .. انا بتكلم عن انك عايزة تقعدى جنب واحدة انتى متعرفيهاش الا من يومين وفجأة بقت صاحبتك .. دى معرفة يومين وهتعدى ومش هتشوفيها تانى ..
فاطمة : لا ياحبيبى بالعكس دى بنت حلوة وطيبة ومحترمة ويتيمة وانا حسة انى انا وهى هنفضل أصحاب طول العمر ..
الأب : ممممممم .. قوليلى يافطومة ؟!
فاطمة : نعم يابابا ؟
الأب : هو أيمن معاكى ؟
فاطمة ( متفاجئة بسؤال أبيها ) : مين ؟ أيمن ؟ آ...... لا يابابا أيمن نزل فى سوهاج وانا كملت انا وآية على أسوان ..
الأب : فعلا ؟!
فاطمة : اه يابابا صدقنى ..
الأب : ماشى يافاطمة انا مصدقك .. انتى فى المستشفى ؟
فاطمة : لا يابابا ما ( احنا مشينا ) ودلوقتى فى الفندق ..
الأب : ماشى يافاطمة . ارتاحى بقى عشان تقدرى تواصلى مع صاحبتك .. ابقى سلميلى عليها .. وكلمينى تانى ..
فاطمة ( فى ندمٍ ) : حاضر يابابا ..

تغلق فاطمة الخط وهى نادمة أشد الندم على كذبتها .. لماذا لم تقل لأبيها الحقيقة .. مهما حدث فكان يجب أن تقول له أن أيمن معها لحمايتها من أى شئ ومعه صديق حاتم .. ورجعت تفكر وكيف ستكون ردة فعله .. ربما سيثور ويطلب منها أن ترجع القاهرة فوراً دون الاعتبار لحالة آية ... هكذا أفضل ..

ومن ناحية أخرى .. يرن هاتف أيمن ... ويستعجب للمتصل ..

أيمن : ايه ده ؟ معقولة ؟! غريبة ...
حاتم : فى ايه ياأيمن ؟
أيمن : ثوانى وهقولك فى ايه .. انا بس هرد على المكالمة الأول ..
حاتم : خلاص رد بسرعة ..
أيمن : ألو .. أهلا اهلا ازى حضرتك .. أنا فين ؟ أنا فى أسوان .. ايوة اصل بصراحة محبتش فاطمة تكون لوحدها فى أسوان حتى ولو لساعة .. وبعدين ياعمى معانا بنت اسمها آية صاحبتنا يعنى عملت حادثة امبارح وهى خارجة مع فاطمة من الشركة .. ودلوقتى فى العناية المركزة .. ايه ده معقولة .. فاطمة قالت لك كدة .. طب ايه اللى يخليها متقولكش على الوضع .. طب مش يمكن تكون خافت على زعلك او تفهمها غلط ؟ خلاص خلاص ياعمى انا هشوف الموضوع ده مع فاطمة .. ليه بس ياعمى مش عايزنى اقولها .. اه تمام تمام .. خلاص ماشى .. لا متقلقش فاطمة فى عينى وأختى لحد ما اقابلك ان شاء الله .. مع السلامة ياعمى ..

بالطبع عرفتن أن أيمن يتحدث مع حماه المستقبلى .. والد فاطمة ..

ينتهى أيمن من المكالمة مع والد فاطمة وهو يزفر ومتنهداً فيسأله حاتم ..

حاتم : هو ده أبو فاطمة ؟
أيمن : ايوة ياسيدى ..
حاتم : هو حصل ايه ؟
أيمن : فاطمة أنكرت أننا معاها .. سألها وأنكرت وغلطت فى الكلام وقالت له احنا رجعنا من المستشفى فعرف اننا معاها .. بس هو مستغرب ان فاطمة كذبت عليه وان دى اول مرة فى حياتها تكدب عليه ..
حاتم : يمكن خافت على زعله ياأيمن ؟
أيمن : مهو انا قلت له كدة .. انا مش عارف ألمحلها واللا اعمل ايه ..
حاتم : لا طبعا لازم تقولها ..
أيمن : مهو انا بقوله كدة قالى متكلمهاش انا عايزها هى اللى تيجى تقولى .. انا بقول ألمحلها وساعتها تحس بالندم وتقوله ..
حاتم : مش عارف والله ياأيمن .. انا مش هقدر أفيدك .. بس طالما طلب منك متقولهاش خلاص خليها منها ليه هما أدرى ببعض فى التعامل بينهم وبين بعضهم .. وأكيد طالما هى مكدبتش عليه قبل كدة أبدا يبقى أكيد هى اللى هتقوله الحقيقة منها لنفسها ..
أيمن : عندك حق ..
حاتم : ياللا قوم نطلع على أوضتنا ويحلها ربنا وكمان نكلم المستشفى نطمن على آية ..
أيمن : ونعم بالله .. ياللا ياسيدى ..

إذن فماذا سيحدث من فاطمة تجاه والدها .. هل ستصارحه أم ستظل مداريةً عنه ذلك الوضع الحقيقى ..
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#18
رد: لقاء فى القطار

لم تنم فاطمة الليل لأنها كذبت على والدها وظلت تتحدث إلى نفسها ..

فاطمة : ازاى اكدب عليه .. ومن امتى بكدب عليه اصلاً .. هو اكيد حس انى كدبت عليه ما انا بنته وهو حافظنى وصاممنى .. ياربى أعمل ايه .. انا لازم أقوله .. طب اعمل ايه لو قالى لازم ارجع مهو هيخاف ان ايمن هنا وممكن يفتكر فيه حاجة وحشة .. وأيمن حد محترم بس مش هقدر أقوله كدة ليفتكر ان اصلا كان فى حاجة بينى وبينه .. مش هيقول ان أيمن فعلا معرفة قطر .. وكمان أخاف يقولى أرجع قبل ما آية تقوم بالسلامة .. انا مش ممكن اسيب آية كدة ولازم ارجع بيها القاهرة .. لا هقوله .. وان شاء الله الامور تعدى على خير .. ويارب ما يفهم غلط .. انا هكلمه دلوقتى ..

يستيقظ والد فاطمة فى فزع حينما يرن هاتفه المحمول فى إصرار ويفزع أكثر عندما يجد المتصلة هى فاطمة فى ذلك التوقيت الليلى .. فالساعة اقتربت من توقيت الفجر ..

الأب : الو .. فى ايه يافاطمة .. حصلك ايه .. حد زعلك حد ضايقك حد جه جنبك .. قوليلى يافاطمة انتى مبتتكلميش ليه ..
فاطمة : اهدى يابابا .. انا محصليش حاجة انا الحمدلله كويسة اوى ..
الأب : اومال بتتصلى ليه فى الوقت ده .. هى صاحبتك جرالها حاجة ..
فاطمة : لا يابابا الحمدلله انا كلمت المستشفى واطمنت على آية .. وهى أحسن دلوقتى الحمدلله ..
الأب ( متفهماً لما تريد قوله ابنته ) : اومال فى ايه يافاطمة .. بتتصلى فى التوقيت ده ليه .. بتخضينى وخلاص ..
فاطمة : بابا فى حاجة انا كنت عايزة اقولهالك بس ارجوك متفهمنيش غلط ..
الأب : حاجة ايه يافاطمة .. قولى ..
فاطمة : بصراحة يابابا أيمن فعلا هنا فى أسوان .. بس والله هو قالى مش عايز يسيبنى لوحدى وكمان آية معايا زى ما قلت لك ومش لوحدنا ده احنا كمان حاتم .. خطيب آية .. او يعنى فى حكم خطيبها ..
الأب ( فى تعجب ) : يعنى ايه فى حكم خطيبها ؟!
فاطمة : يعنى هو كمان اتعرف على آية فى القطر وبرده هيطلبها من أهلها لما نرجع من السفر ..
الأب : أهلها ؟! انتى مش قلتى انها يتيمة ؟
فاطمة : جدها يابابا هو الوحيد اللى عايش .. لكن مامتها وباباها متوفيين وملهاش اخوات وأعمامها وأخوالها فى دنيا لوحدهم ومش مهتمين بيها .. ( تصمت فاطمة لحظة ثم تواصل قائلةً ) : أرجوك يابابا متفهمنيش غلط عشان كدبت عليك ولا تقولى ارجع ..
الأب : لا هترجعى يافاطمة ..
فاطمة : يابابا أرجوك .. انا مقدرش اسيب آية لوحدها فى الحالة دى حتى لو معرفة يومين زى ما انت عارف ..
الأب : ما انتى هترجعى وفى ايدك آية لما هى تقوم بالسلامة .. وتيجى كمان تعيش معانا عشان متبقاش لوحدها ..
فاطمة ( فرحةً ) : بجد يابابا .. بجد ..
الأب : بجد ياحبيبة بابا .. بس خدى بالك من نفسك .. ومتقلقيش انا واثق فيكى جدا .. انا معرفش أيمن لكن أعرفك انتى .. ربنا يحميكى ياحبيبتى ويقوم آية بالسلامة ..
فاطمة : الله يسلمك يابابا .. الله يسلمك ياأحن أب فى الدنيا ...
الأب : ويسلمك من كل شر ياحبيبتى .. ياللا بقى سيبينى انام .. عندى شغل بكرة ..
فاطمة ( ومازالت فرحة ) : اه طبعا طبعا يابابا .. مع السلامة مع السلامة ..

تنهى فاطمة المكالمة وهى تشعر بفرحةٍ كبيرة .. تلك اميتازات لم تكن تعرف انها ستحصل عليها عندما تعترف لوالدها بها ... الآن ستنام وهى تشعر براحةٍ كبيرة وحتى تستطيع مواصلة اليوم مع آية غداً ..

وفى اليوم التالى يستيقظ الثلاثة باكراً للذهاب إلى المشفى .. ويتقابلون فى بهو الفندق ويستقلون تاكسى .. وعندما وصلوا إلى العناية المركزة لم يجدوا آية .. فسألوا ممرضة أين ذهبوا بها فردت عليهم بأنها قد نقلت إلى حجرة عادية لاستقرار حالتها الصحية .. ووصلوا إلى حجرتها الجديدة ليجدونها مستيقظة وتنظر على الضوء القادم من النافذة ..

فاطمة : الجميل سرحانة فى ايه ؟
آية ( بفرح ) : انتو اتاخرتوا كدة ليه ؟
فاطمة : لا احنا جينا من بدرى بس اكتشفنا انك اتنقلتى وعلى ما وصلنا لاوضتك .. احنا يابنتى ماشيين فى دهاليز مش فى مستشفى ..
آية ( مبتسمة ) : وحشتونى بجد .. كنت خايفة متجوش ..
حاتم : مينفعش منجيش ..
آية ( فى خجل ) : اومال ايمن فين ؟
أيمن ( فى مرح ) : انا اهو .. قلت استخبى ورا حاتم اشوف هتسألى عنى واللا لأ ..
حاتم : انا هروح اشوف الدكتور عايز اطمن على حالتك وصلت لايه ..
أيمن : خدنى معاك ..

يذهب حاتم وأيمن إلى حجرة الطبيب للسؤال عن حالة آية .. ومتى يمكنها الخروج .. وما إن خرجا من حجرة آية حتى التفتت فاطمة إلى آية ودار هذا الحوار ..

فاطمة : انا اتصلت ببابا وقلت له عليكى وهو وافق انى استنى معاكى لحد ما تقومى بالسلامة ..
آية : كتر خيره والله .. شكله طيب ..
فاطمة : اوى اوى .. بابا ده حبيبى .. وكمان قالى ارجع بيكى وايدى فى ايدك ..
آية : لا مش ممكن هتتعبى نفسك وتوصلينى لحد بيتى ..
فاطمة : ومين قالك انى هوصلك لحد بيتك .. انا هجيبك عندى البيت ..
آية : مش فاهمة ..
فاطمة : بصى يايويو انا حكيت لبابا عليكى وقالى انك مش هتعيشى لوحدك تانى وبعدين فى اوضتى فى سريرين .. يعنى مش هتاخدى حتة من سريرى ... انتى بس هتجيبى هدومك ..
آية : لا ياآية .. مينفعش انى اوافقك على كدة ابدا ..
فاطمة : ليه ياآية ؟
آية : بصفتى ايه يافاطمة اجى واعيش معاكى ..
فاطمة : بصفتك أختى ..
آية : يافاطمة الكلام ده بينا وبين بعضنا .. مش هينفع اوافقكم على انى اجى اعيش فى بيتكم .. لو استحملتونى اسبوع مش هتستحملونى التانى .. وبعدين اذا كان اعمامى واخوالى مرضيوش يخلونى اعيش معاهم يبقى باباكى هيوافق ازاى ..
فاطمة : واضح انك مسمعتيش كلامى كويس .. بابا هو اللى قالى اجيبك من ايدك على بيتنا .. مش انا اللى ألفت من عندى الكلام ده .. اسمعى انتى بس تقومى بالسلامة ويحلها ربنا ..

وفى ذات الوقت يدخل عليهما حاتم وأيمن وعلى شفتيهما ابتسامةٌ كبيرة ..

فاطمة : خير ؟
حاتم : آية انتى هتخرجى ان شاء الله اخر الاسبوع من المستشفى .. بس اهم حاجة متجهديش نفسك فى الحركة دلوقتى ..
آية : بجد ؟
أيمن : احنا جايين مبتسمين يبقى بنهزر برده ياآية ؟!!
فاطمة : طيب الحمد لله ... وهترجعى بيتك ياجميل قريب جداااااااا ..
حاتم : انا وأيمن هنوصلك على جدك ونرجع القاهرة ..
فاطمة : هاجى معاكم ..
حاتم : ايوة بس كدة ممكن تتعبى مننا ..
فاطمة : عمر آية ما تتعبنى ابدا .. ثم احضرونا هنا بقى فى موضوع مهم جدا ..
حاتم : موضوع ايه ؟
فاطمة : بابا قالى اجيبها فى ايدى وتيجى تعيش معانا وهى مش راضية ..
أيمن : بابا ؟! غريبة دى ..
فاطمة : ليه غريبة ..
أيمن : أصل يعنى يعرفها منين عشان يقولك تجيبها تعيش معاكم ؟
فاطمة : عارفة طبعا انكو هتسألوا السؤال ده بس بابا بيثق فى الناس اللى اعرفهم وكمان هو راجل كبير وبيفهم فى نوعيات الناس هو بس هيقعد معاها اول يوم وهيعرف ان كلامى عنها مش غلط وهيتأكد انها انسانة محترمة ..
حاتم : انا حاسس انى بحلم .. انا عمرى ما سمعت ان فى حد فى الحقيقة بيعمل كدة ..
فاطمة : ولا انا طبعا .. بس بابا حبيبى عملها ..
حاتم : طيب وانتى ياآية هتعملى ايه ؟
آية : انا هطلع من بيت جدى على بيتى فى القاهرة .. انا مقدرش اوافق فاطمة على الكلام ده .. وطبعا أيمن عنده حق فى كلامه ..
فاطمة ( فى حزن ) : كدة ياآية تكسفينى وتكسفى بابا !!
آية : متزعليش منى يافاطمة بس اللى باباكى قاله ده مجازفة كبيرة من غير اساس .. وهو اكيد هيتفهم كلامى ..
فاطمة : اللى يريحك ياآية ..
أيمن : فاطمة عايزك فى دقيقة برة لو سمحتى ..
فاطمة : ماشى اتفضل ..

يخرج الاثنان من حجرة آية ويسألها أيمن ..

أيمن : كلمتى والدك يافاطمة واللا لسة ؟
فاطمة : كلمته مرتين .. انا عملت حاجة ورجعت ندمت عليها وكلمته وصارحته بالحقيقة ..
أيمن : طيب خلاص .. ياللا ندخل جوة ..
فاطمة : طب مش هتعرف الاول حصل ايه ؟
أيمن : لا مش ضرورى ... لانى عارف ..

لم تفهم فاطمة من أيمن شئ بل ولم تفكر أنه ربما يكون والدها تحدث معه وعرف شيئاً من حديثها مع والدها أمس .. فدخلت الحجرة وهى مازالت لا تفهم شئٌ من حديث أيمن معها .
 
م

ملوكة

Guest
#20
رد: لقاء فى القطار

يا روحي بعدك بتتنفسي ههههه
الله يعينك شو كتبتي !
يعطيكي الف عافية قلبي bdjg4.
بانتظار جديدك,