محمد نور أبرز الأسماء الاتحادية التي أقصتها "الغربلة"
بعد علاقة مميزة استمرت لأكثر من 16 عاما أنهى قائد نادي الاتحاد الأسطوري محمد نور علاقته بناديه بتوقيع مخالصة مالية بمستحقاته المتبقية ظهر،اليوم الاثنين، في منزل رئيس النادي الأسبق وعضو الشرف منصور البلوي.. وعلى الرغم من تبقي أكثر من عام على نهاية عقد نور إلا أن قرار إدارة ناديه بمنحه إجازة مفتوحة عجلت برحيله وسط أنباء ترددت عن قرب توقيعه لأحد أندية العاصمة ليمثله بدءا من الموسم المقبل.
ومع رحيل نور الذي يعتبر الأبرز في الاتحاد خلال العقدين الماضيين يتخوف الاتحاديون من مصير ناديهم الذي يرون أنه بات يسير نحو المجهول..خاصة وأن ماتخوفت منه إدارات سابقة حدث لإدارة محمد الفايز.. وتسبب استبعاد نور في غضب بعض الجماهير مما جعلها تقتحم النادي ليومين متتاليين وتقدم اعتراضها على طريقتها الخاصة.. تارةً برفعها الرقم "18" في المدرجات, وتارةً برفع اللافتات المطالبة باستقالة الإدارة, والشرطة تتدخل لحماية النادي.. ولا يبدو أن هناك حلاً وسطاً.. الإدارة مصرة على الإبعاد الذي طال نور وخمسة لاعبين آخرين, والجماهير تريد عودة الأسطورة.
ووسط زحمة الخلافات تطل اتهامات بوجود أيدي خفية تثير الأزمة بهدف اسقاط الإدارة الحالية للحلول مكانها.. ولا يستبعد عضو شرف الاتحاد الدكتور مدني رحيمي فرضية المؤامرة والتي وصفها بالهادفة لإسقاط الإدارة, ويؤكد على أن الإدارة حاولت التفاهم مع اللاعبين,ولكنهم رفضوا الاجتماع معهم.. ويقول: "أعتقد أن هناك أيدي خفية خلف ما يحدث, فمن يقوم بهذه البلبلة هم أطفال صغار لا يملكون حتى بطاقة النادي, وليسوا أعضاء شرف فيه, وليس كل من يدخل الملعب ويشجع لا يعتبر منتميا للنادي وعضوا فيه".
ويشدد رحيمي على أن الإدارة اتخذت القرار الصحيح, ويقول: "الإدارة لم تخطئ.. حاولت الاجتماع مع اللاعبين أكثر من مرة, وأعطتهم أكثر من فرصة, ولكنهم لم يستجيبوا لاتصالاتها,ولهذا اتخذت القرار بالتشاور مع بعض أعضاء الشرف الفاعلين.. اللاعب موظف في النادي, ورئيس النادي مديره, ومن غير المقبول أن يتجاهل طلب الاجتماع به".
ويضيف: "اللاعبون يستحقون القرار, لأننا نرى القضية من الخارج وليست من الداخل..فمحمد نور يتهم دائماً بالهيمنة على النادي, وحصلت أخطاء كثيرة تراكمية, لاسيما وأنه في كل موسم يحدث مشكلة مع المدرب كي لا يذهب للمعسكر, لهذا من يعمل في الداخل يلمس حقيقة المشكلة".
غربلة جديدة
ليست المرة الأولى التي يقوم فيها نادي الاتحاد بتسريح لاعبيه الكبار.. ففي عهد ادارة طلعت لامي قام بتسريح كبار الفريق وكان نتاج ذلك بروز محمد نور ذاته..
ويؤكد لاعب ومدرب الاتحاد السابق عبدالله غراب على أن الإدارة لم توفق في اتخاذ القرار في هذا الوقت بالتحديد, خاصة في التعامل مع لاعب مثل حجم محمد نور.. بقوله: "كان يجب أن يتم ذلك القرار في نهاية الموسم وليس في وسطه"..
وأبدى غراب تخوفه من مصير الاتحاد الآن وقال: "وضع الاتحاد الآن مقلق, فالإدارة ترى بأنها على حق,ولا بد أن يُحترم قرارها, وهي مدعومة من أعضاء الشرف, أما الجمهور فغاضب, ولكن أعتقد بمجرد تحقيق الفريق فوز في أكثر من مباراة سينسى ما حدث, ولكن ما سيزيد الامر صعوبة هو مستوى الفريق".
وحمّل غراب إدارة النادي مسؤولية ما يحدث بقوله: "ما يحدث في الاتحاد مسؤولة عنه إدارة النادي, فاستبعاد نور لم يرض الجماهير التي أحزنها طريقة إبعاده من النادي دون النظر لإنجازاته التي حققها مع النادي, ومن وجهة نظري كان من الممكن أن يبعد عن الفريق دون إبعاده عن النادي ككل".
وتابع: "إدارة النادي طلبت نور في اجتماع أكثر من مرة, ولم يحضر, ولكن كان يجب ان يكون هناك حل وسط".
وأكد غراب بأن وجود نور مهم في الفريق, ويستحق معاملة أفضل وقال: "الإدارة قوية, وأثبتت استطاعتها على اتخاذ أي قرار, وإذا كان نور فعلاً يقوم بما يتهم به, فكان من المفترض أن يُتخذ هذا القرار في قبل بداية الموسم, وليس في آخره كما يحدث الآن, لاسيما وأن نور قائد أسطوري, وتاريخه من ذهب, ولا بد أن يُحترم".
وأضاف: "لا بد أن يكون هناك تخطيط منذ بداية الموسم, دون إبعاد بهذا الشكل, فالمدرب غير ملزم أن يشركهم في المباريات المتبقية".
اتهام بالجحود
على الطرف الآخر، يتهم اللاعبون إدارة الاتحاد بنكران الجميل بعد أن صبروا على عدم تسديد الإدارة لرواتبهم ومقدمات العقود الخاصة بهم في بداية الموسم، عندما كانت الإدارة تعاني ماليا.. وفي بيان أصدره مدافع الاتحاد حمد المنتشري أكد اعتراضه على طريقه تعامل الإدارة معه ومع زملائه.. واصفا القرار بالمريب.. وقال :"أستغرب صدور قرار يقضي بإبعادي عن تمثيل الفريق دون سابق إنذار أو حتى دون إبداء أسباب جوهرية تقنعني، أو حتى تقنع الوسط الرياضي بهذا القرار، فهناك الكثير من الغموض الذي يكتنف هذا القرار، ولكنني وبكل وضوح أبدي استيائي الشديد من الطريقة التي عوملت بها من قبل إدارة نادي الاتحاد، رغم التضحيات الكبيرة التي قدمتها من أجل هذا الكيان الكبير".
وتابع: "هل هذا جزاء صمتي وانتظاري مدة ثمانية أشهر دون أن أستلم ريالاً واحداً من الدفعة الأولى من قيمة عقدي، وهل هذا جزاء انتظاري لرواتبي المتأخرة، والتي امتدت لأكثر من ستة أشهر، وهل هذا تكريم إدارة الاتحاد لي نظير انضباطي في حضور التدريبات، وعدم تغيبي عن أي تمرين للفريق دون عذر مسبق".
أما نور ورضا تكر فالتزما الصمت، وهو حال مبروك زايد وإبراهيم هزازي وراشد الرهيب.
وتعاني إدارة الاتحاد من مشاكل مالية كبيرة في بداية الموسم مع ديون وصلت لأكثر من 50مليون ريال، وكانت مهددة بعدم تسجيل لاعبين محترفين جدد، ولكنها توصلت لاتفاقية مع اللاعبين لتأجيل ديونهم لأوقات لاحقه وهو ما فشلت في الوفاء به.
