لقاح جديد لمرض السيلياك يعدل الاستجابة المناعية للغلوتين

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1
لقاح جديد لمرض السيلياك يعدل الاستجابة المناعية للغلوتين





ومرض السيلياك مرض ليس بالنادر كما يظن البعض وهو يصيب جميع الفئات العمرية من الجنسين. ومرض السيلياك مرض مناعي ولكنه يختلف عن الأمراض المناعية الأخرى التي تهاجم فيها الأجسام المضادة بروتينات الجسم، لأن الأجسام المضادة في مرض السيلياك تتكون ضد بروتين خارجي نتناوله مع الطعام. هذا البروتين هو "الغلوتين" (الدبقين) الذي يوجد في القمح والشعير وحبوب الجاودر والكثير من الأطعمة المعالجة. الأجسام المضادة التي تتكون ضد الغلوتين، تقوم بعد ذلك بمهاجمة الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة وتتلفها مما ينتج عنه فشل في قدرة الأمعاء على امتصاص المواد الغذائية التي يتناولها المصاب ومن ثم نقص مزمن في الكثير من المواد المهمة للجسم مثل الحديد والمعادن والعناصر والفيتامينات المهمة للجسم. وتظهر أعراض نقص هذه المواد المهمة على المصاب في أمراض أخرى مثل فقر الدم، اضطراب الأعصاب الطرفية وغيره. وكون المرض مناعيا فإن أمراضا مناعية أخرى تكون شائعة بين مرضى السيلياك الذين لا يتم علاجهم مثل مرض السكري من النوع الأول وأمراض الغدة الدرقية المناعية والتهابات الكبد المناعية وغيرها.



العلاج الوحيد لمرض السيلياك المتوفر حاليا هو تجنب جميع الأغذية التي تحتوي مادة الغلوتين. وتجنب الغلوتين يجب أن يكون دقيقا جدا لأن تعرض الأمعاء لكمية بسيطة من الغلوتين (أكثر من 20 جزءا من المليون) يمكن أن ينشط الجهاز المناعي مرة أخرى. والعلاج بتجنب الغلوتين قد يبدو سهلا من الناحية النظرية ولكن عمليا (وهذا أمر يدركه مرضى السيلياك جيدا)، يكون التطبيق صعبا جدا ومكلفا جدا ويعرض المريض للكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية مما يتسبب في عدم انتظام بعض المرضى على الحمية.





ويزيد الطين بلة، عدم وجود قانون يجبر المصنعين والمستوردين للمواد الغذائية وضع ملصقات تبين محتوى المنتج الغذائي ومدى مناسبته لمريض السيلياك لأن الغلوتين يوجد في أكثر الأطعمة المعالجة التي نستخدمها يوميا. لذلك عمل العلماء على إيجاد علاج بديل وعملي لهذا المرض. وكون المرض مناعيا، فقد فكر العلماء في تطوير طريقة لتعديل استجابة الجسم المناعية لبروتين الغلوتين. وقد طورت إحدى الشركات (Cambridge Company) لقاحا يدعى Nexvax2® لتعديل ردة الفعل المناعية عند مرضى السيلياك لتجنب تكوين الأجسام المضادة التي تهاجم الجسم. فعند تناول المصاب مواد تحتوي على الغلوتين يتغلغل الغلوتين بين خلايا الأمعاء لأنه يسبب زيادة نفاذية في خلايا الأمعاء، حيث لا يستطيع الجسم هضمه ويستقر على أحد نوعين من مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA DQ2 or HLA DQ8) الموجودة على الخلايا البلعمية الكبيرة وبعد ذلك تنتج



خلايا بيضاء مناعية أخرى أجساما مضادة ضد بروتين الغلوتين ولكن هذه الأجسام تهاجم خلايا الجسم وتسبب المرض. اللقاح الجديد يختلف عن اللقاحات التي نأخذها عادة لتكوين مناعة ضد العدوى حيث انه كما ذكرنا أعلاه يهدف اللقاح إلى تعديل الاستجابة المناعية للغلوتين بحيث لا يُحدث تناول الغلوتين أي تفاعل مناعي عند مريض السيلياك. ويتوقع أن تبدأ المرحلة البحثية القادمة قريبا (منتصف العام الحالي) حيث سيتم تجربة اللقاح الحقيقي والعلاج الوهمي على مرضى السيلياك ومتابعة حالاتهم بعد ذلك لمعرفة مدى تأثرهم بالغلوتين. وستسمر المتابعة لعدة أشهر وفي حال نجاح التجارب وظهور فعالية اللقاح فإنه يتوقع أن يتم تسويق اللقاح عام 2017.



ندعو الله أن تنجح هذه التجارب لتخفف عن مرضى السيلياك معاناتهم وخاصة الأطفال منهم.
 

المواضيع المشابهة

admin

الادارة
طاقم الإدارة
#2
رد: لقاح جديد لمرض السيلياك يعدل الاستجابة المناعية للغلوتين