ذهبَ الربيعُ وثغرهُ المتبسمُ**فَبَدا على وجهِ الحياةِ تَجَهُمُ
ذهبَ الربيعُ وليسَ ثمة ضاحكٌ**فالحزنُ من وقعِ الفراقِ مُخَيِّمُ
والبلبلُ الصَّدّاحُ أصبحَ ساكتاً**فَكَأنّما هوَ أخرسٌ يَتلعثَمُ
بالأمسِ كانَ يطيرُ مِن فَنَنٍ إلى**فَنَنٍ وفي تَغريدهِ يَتَرَنَّمُ
والجَدولُ الزاهيُ الذي رَقراقُهُ**تَهنَأُ بمرآةِ العيونِ وتَنعَمُ
أمسى كَئيباً لا تُداعِبَهُ الصَّبا**لَيلاً ولا انعَكَسَت عليهِ الأنجُمُ
والوردُ والريحانُ أضحى ذابِلاً**قد كانَ في أوراقِهِ يَتَلَثَّمُ
أما الفَراشُ فَماتَ ساعةَ وَقتِهِ**حيثُ الرحيقُ الحلوُ مُرٌّ عَلقَمُ
وَ الطَّلُ فوقَ الياسَمينِ كَأَنَّهُ**دَمعٌ على خَدٍ وَ ثَمَّةُ مَأتَمٌ
والدَّوحُ والصَّفصافُ لَوَّعَهُ الأسى**تَبكي كَما يَبكي الصَّبابَةَ مُغرَمُ
ماتَ الرَّبيعُ وهذهِ آثارُهُ**فَوقَ الرُّبى لِلنّاظِرينَ تُتَرجِمُ
()()()()()()
الشاعر العراقي: وليد الأعظمي