يوم تاريخى فى مسيرة الأزرق المضطرب

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
منذ تأسيسه قبل سبعة وخمسين عاما، لم يعرف هلال السعودية، أزمة جماهيرية وإدارية كما هو هذه الأيام. وألقت فاتورة نهائي آسيا الضخمة بظلالها على النادي العاصمي الكبير وفجرت المشاكل بين أركانه، ووسط مدرجاته.

ومنذ تبخر حلم "العالمية"، على يد المغمور الاسترالي سيدني، قبل خمسين يوما، والأمواج العاتية تضرب شطآنه، وتتقاذفه على كل شط، حتى دخل النادي العظيم في دوامة الاحباط، وكانت مباراة الفريق أمام غريمه التقليدي النصر فرصة سانحة لمداواة الجراح، لكن القطب العاصمي الآخر لم يرحم جاره ففتق جراحه بجزائية كانت كافية لالتهاب الجراح الزرقاء، وأكمل الوافد الجديد للدوري الممتاز هجر الناقص باقتناص نقطتين من فم الأسد الجريح، فتحت كل الجروح وأغلقت أي أبواب لمصالحة آنية بين الإدارة والمدرج.

ومنذ أن عرفت الكرة السعودية أزرقها قبل نصف قرن ونيف، لم يتعرض رئيس للهلال لما يتعرض الأمير عبد الرحمن بن مساعد حاليا من هجوم ونقد وصل حد الشتم والسباب، إلى درجة أن الرئيس الأزرق كتب على حسابه الشخصي في تويتر تغريدة تفيض بالألم قال فيها: "اللهم ياعلام الغيوب أنت حسبي ونعم الوكيل على كل من افترى علي وبهتني واتهمني بماليس فيني وابتلاني بنقل الأكاذيب والهمز واللمز في سمعتي وأخلاقي".

وكان عبد الرحمن بن مساعد الشاعر العذب، قد تولى رئاسة الازرق قبل ستة أعوام ونصف، حفلت بدايتها بثلاثة أعوام من العسل والغزل بينه والمدرج قبل أن تهب رياح الصيف في العام الرابع، وتهدأ وتعود في الأعوام الثلاثة الأخرى. في أعوامه الثلاثة الأولى دوت صفقات بن مساعد في اصقاع العالم العربي بعد توقيعه مع أربعة دوليين أجانب، انضموا إلى دولييه المحليين فكان الأزرق بمثابة المنتخب الذي أكل الاخضر واليابس.
وفي العام الثاني استقطب المدرب العالمي ايريك جيرتس فاستمر الأزرق ينصب سيركه الماتع في شباكات الفرق ويوقعها بمتعة لا تضاهى، وحتى في السنوات الثلاث الأُول، لم تكن خسارة البطولة الآسيوية صداعا بالنسبة للمدرج الأزرق، إذا ما قيست بالحضور القوي لأبناء الرجال الزرق، إلى درجة أن اعلان الرئيس استقالته ذات خروج آسيوي قوبلت بعاصفة من الرفض أجبرته على البقاء مرغما.

عاصفة الغضب الزرقاء بدأت منذ الموسم الماضي، حين نهض القطب العاصمي الآخر، الأصفر، من سباته العشريني وانتزع بطولتين بطعم السكر من فم الأزرق، فاستشاط المدرج الخمسيني غضبا، وكان الضحية أسطورة النادي التاريخية سامي الجابر، اذ انقسم الهلاليون حول تجربته بين مؤيد ومعارض ما زاد الأمور ضبابية وسوءا، وتراجع الأغلبية عن تحمل المسئولية، فكان الحل توزيعها بين سبعة، وهذا ما حدث في الاجتماع السباعي التاريخي، فتم فصل الجابر عن هلاله في عملية جراحية صعبة استمرت ساعات عدة.

مع بداية الموسم، استنشق الأزرق هواءا لطيفا جديدا، وبدا الفريق أقرب من أي وقت مضى من ملامسة الحلم العالمي، سار كما يجب في الأدوار المتقدمة من البطولة، وتجهز الزرق للاحتفال والليالي الملاح، لكن مغمورا من بلاد الكنغر، حول الحلم إلى كابوس ما يزال يداهم منامات الهلاليين حتى اللحظة، من هناك اشتعل الفتيل، وكبرت النار، وزاده اصفر الرياض حطبا، فانقسم الهلال إلى هلالين، وحدثت الفُرقة.

هلاليون يطالبون بالهدوء ومعالجة الأمور بحكمة وروية، يتقدمهم حكيم الهلاليين الأمير بندر بن محمد وفي ركابه أغلب الشرفيين ورئيس النادي، وهلاليون يطالبون الإدارة بالرحيل حالا دون أي مفاوضات، يتقدمهم صحافيون من الحرس القديم، وشرفيون يظهرون في المشهد نادرا.
الثلاثاء، أمام الأزرق مفترق طرق حين يواجه خصمه التاريخي في العقد الأخير، اتحاد جدة، إن خسر الأزرق فإن الجراح الزرقاء يجب أن تستأصل ولن تجدي المهدئات، وإن فاز فسيسكب على جروحه بعض المسكنات.
أما رئيس النادي، فيشير مقربون منه أنه اختار الصمت أمام هذه الهجمة الجماهيرية، وقرر ألا يرحل قبل عام ونصف، مختارا العيش تحت الضغط، واستثمار توقف الموسم للنهائيات الآسيوية في تدعيم فريقه بعدد من الصفقات الفنية والمعنوية بحثا عن نهاية مرضية وجميلة مع أزرقه، إنه عام لا يتكرر بسهولة في تاريخ الفريق الأزرق السعودي الملقب بالزعيم نسبة إلى تفوقه في عدد بطولاته على كل أقرانه.
 

المواضيع المشابهة

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: يوم تاريخى فى مسيرة الأزرق المضطرب

يعطيك العافية أختي الكريمة على تقديم هذا الخبر الرياضي و إمتاعنا بكل ما هو جديد و مميز من أخبار الساحرة المستديرة..شكرا و سلمت يدااااك:hh14 :