أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي..إبن نباتة المصري

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
:4h5:
أودَت فِعالُكِ يا أسما بِأحشائي**وا حَيرَتِي بَينَ أفعالٍ وأَسماءِ
إن كانَ قَلبُكِ صخراً مِن قَساوَتهِ**فَإنَّ طَرفَ المَعنى طَرفُ خَنساءِ
وَيحَ المَعنى الذي أضرَمتَ باطِنَهُ**ماذا يُكابِدُ مِن أهوالِ أهواءِ
قامَت قِيامةُ قَلبي في هَواكِ فَإن**أسكُتُ فَقَد شَهِدَت بِالسُّقمِ أعضائي
و قَد بَكى لِيَ حَتّى الرَّوضُ فَاعتَبِروا**كَم مُقلَة ٍ لِشَقيقِ الغُصنِ رَمداءِ
و أمرَضَتنيَ جُفونٌ مِنكِ قَد مَرِضَتْ**فَكانَ أطيبَ من نجح الدَّوا دائي
يا صاحِبَيَّ أقِلاّ مِن مَلامِكُما**وَ لا تَزيدا بِهذا اللومِ إغرائي
هذي الرِّياضُ عَنِ الأزهارِ باسِمَة ٌ**كَما تَبَسَّمَ عَجباً ثَغرُ لَمياءِ
وَ الأرضُ ناطقة ٌ عَن صُنعِ بارِئِها**إلى الوَرى وَ عَجيبٌ نُطقُ خَرساءِ
فَما يَصُدَكُما و الحالُ داعِيَة ٌ**عَن شُربِ فاقِعَة ٍ لِلهَمِّ صَفراءِ
راحاً غَريتُ بِريّاها وَ مشربِها**حَتّى انتَصَبَت إلَيها نُصبَ إغراء
مِنَ الكميت التي تَجري بِصاحِبِها**جَريَ الرِّهانِ إلى غاياتِ سرَّاءِ
سكراً أحيطَت أباريقُ المدامِ بهِ**فَرَجعَت صوتَ تَمتامٍ وَ فَأفاءِ
مِن كَفِّ أغيَدٍ يَحسوها مُقَهقِهَةً**كَما تَأَوَّدَ غُصنٌ تَحتَ وَرقاءِ
حَسبي مِنَ اللهِ غَفرٌ للذُّنوبِ وَ مِن**جَدوى المُؤيِّدِ تَجديدٌ لِنَعمائي
مَلِكٌ يُطَوِّقُ بِالإحسانِ وَفدُ رجا**وَ بِالظّبا وَ العوالِيَ وَفدَ هَيجاءِ
ذا بِالنَّضارِ وَ هذا بِالحَديدِ فَما**يَنفَكُّ آسرَ أحبابٍ وَ أعداءِ
داعٍ لجُودِ يَدٍ بيضاءٍ ما بَرِحَت**تَقضي عَلى كُلِّ صَفراءٍ وَ بَيضاءِ
يُدافِعُ النَّكَباتِ المُوعِداتِ لَنا**حَتَّى الرِّياحَ فَما تَسري بِنَكباءِ
وَ يُوقِدُ اللهُ نوراً مِن سَعادَتِهِ**فَكَيفَ يَطمَعُ حُسّادٌ بِإطفاءِ
لَو جاوَرَت آلَ ذُبيانٍ حِماهُ لَما**ذَمّوا العَواقِبَ مِن حالاتِ غَبراءِ
وَ لَو حَمى حملَ الأبراجِ دَع حملاً**يَومَ الهباءةِ لَمْ يقصد بِدَهياءِ
وَ لَو رَجا المُشتَري إدراكَ غايَتهِ**لَدافَعتُهُ عَصَاً في كَفِّ جَوزاءِ
ما زالَ يَرفَعُ إسماعيلُ بَيت على**حَتّى استَوَت غايَتا نَسلٍ وَ آباءِ
مصرّفُ الفِكرِ في حُبِّ العُلومِ فَما**يَشفى بِسَعدي وَ لا يُروى بِظَمياءِ
لَهُ بَدائِعَ لَفظٍ صاحَبَت كرماً**كَأَنّهُنَّ نُجومٌ ذاتُ أنواءِ
وَ أنمُلٌ في الوَغى وَ السِّلم كاتِبِةٌ**إمّا بِأسمرَ نَضوٍ أو بِسَمراءِ
تَكَفَّلَت كُلَّ عامٍ سُحبُ راحَتِهِ**عَنِ البَرِيَةِ إشباعي وإروائي
فَما أُبالِي إذا استَكثَرتُ عائِلةً**فَقَد كَفى هَمَّ إصباحِي وَ إمسائي
نَظَمتُ ديوانَ شِعرٍ فيهِ وَ اتَّخَذَت**عَلَيَّ كِتابَهُ ديوانَ إعطاءِ
وَ عادَ قَولُ البَرايا عَبدُ دَولَتِهِ**أشهى وَ أشهرَ ألقابِيَ وَ أسمائي
مُحَرِّرُ اللَّفظِ لكِن غرَّ أنعُمِهِ**قَد صَيَّرَتنِيَ مِن بَعضِ الأَرِقّاءِ
أُعطي الزَّكاة َ وَ قِدَماً كُنتُ آخُذُها**يا قُربَ ما بَينَ إقتارِيَ وَ إثرائي
شُكراً لِوَجناءَ سارتْ بي إلى مَلِكٍ**لَولاهُ لَم يَطوِ نَظمي سُمعَةَ الطّائي
عالٍ عَنِ الوَصفِ إلا أنَّ أنعُمَهُ**لِجَبرِ قَلبِيَ تَلقانِيَ بِإصغاءِ
يا جابِرَ القَلبِ خُذها مِدحَةً سَلِمتْ**فَبَيتُ حاسِدها أولى بِإقواءِ
مَشَت عَلى مُستَحَبِّ الهَمزِ مصمية ً**نِبالِها كُلَّ هَمّازٍ و مَشّاءِ
بُيوتُ نَظمٍ هِي الجناتُ مُعجبة**كَأنَّ في كُلِّ بَيتٍ وَجهَ حَوراءِ
()()()()()
الشاعر: إبن نباتة المصري​
 

المواضيع المشابهة

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#2
رد: أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي..إبن نباتة المصري

سلمت اناملك
ورقى حرفك
تحياتى