مناجاةُ فَقيرٍ إلى رحمةِ الله

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
:9h3:

الحمد لله المُطَّلِعُ على السَّرائِرِ و الطَّوِيات, الحمدُ للهِ أقرَبُ مَن يُجيبُ العَبدَ إذا لَهَجَ لِسانُهُ بِالمُناجاةِ, الحَمدُ للهِ قَدَّر المَقاديرَ و أحصاها, و كَتَمَ أمرَ السّاعةِ عَن خَلقِهِ و أخفاها, الحمدُ للهِ الذي أكرَمَنا مِن بَينِ الأُمَم, بِخَيرِ الأنبياءِ مِمَّن دانَت لَهُ العُربُ و العَجَم.صَلواتُ ربي و سلامُهُ عَلَيه ما بَقي,على المَعمورةِ نَفسُ تُوَحِدُ رَبَّ الخَلائِقِ.
إلهي إنَّ العَبدَ يُحسِنُ الظَّنَّ بِمَولاهِ, و إن جاءَه واقِفاً بِبابِهِ و الخَجَلُ قَد عَلاهُ, إضطَرتهُ النَّوائِبُ فَمَن دونَكَ يَدفَعُها, و ادلَهَّمَت بِهِ الخُطوبُ فَمَن غَيرُكَ يَكشِفُها.ذَليلُ الجانِبِ إن ابتَغى العِزَةَ مِمَّن سِواك,و لا يَجِدُ غايَةَ الأمنِ إن أخرَجتَهُ مِن دائِرَةِ لُطفِكَ و حِماكِ,
إلهي أُدرِكُ كَم أنَّني ظَلَمتُ نَفسي حينَ عَصَيتُك, و كَم تَمادَيتُ مَعَ حِلمُكَ عَنّي و ما حَقُّ التَّقوى إتَّقَيتُك, جِئتُكَ بِبِضاعَةٍ مُزجاةٍ غَلَبَت عَلَيها, السِّيِئاتُ على الحَسَناتِ فَيا حَسرَةَ نَفسٍ تُقبَضُ و هِيَ لَدَيها.
إلهي حَبِب إِلى قَلبِيَ الإيمانَ و اجعَلهُ مِشكاةَ قَلبي, و خُذ بِيَدَيَّ مِن وَحشَةِ الذَنبِ و ظُلمَتَهُ و أنِر دَربي. ألهِمني حُجَّتي يَومئِذ بَينَ يَدَيكَ أقِف,و أنزِل عَلَيَّ السَّكينَة يَومَئِذ قَلبي هُناكَ وَجِلٌ يَرتَجِف. حَلاوَةَ القُربِ مِنكَ إجعَلني عَلَيها مُداوِماً, و خَشيَةَ الجَوارِحِ و الأركانِ ألهِمنيها بَين يَدَيكَ قاعِداً و قائِماً. في كُلِّ يَومٍ يَقتَرِبُ أوانَ الدُخولِ إلى رَمسي, و لا أدري إن أصبَحتُ هَل مُقَّدَرُ لي أن أُمسي.
إلهي إجعَل مُناجاةَ لِساني إقراراً لِما يُقرُ بِها قَلبي و يُصَدِقُها عَمَلي, و لا تَجعَلها لَقلَقَةَ لِسانٍ لا تَبلُغ تَراقِيِّ و لا تُواكِبَها دَمعَةٌ مِنَ المُقَلِ.
و الحَمدُ لِلهِ الذي بالتَّوحيد أكرَمَنا,و لِطَريقِ الهُدى جَلّاهُ لنا و أرشَدنا.فما أسعَدَنا إن رُزِقنا الإخلاصَ و القَبولَ,و شَمِلَتنا شَفاعَةُ النَّبيِ الهادِيِ الرَّسول.أللّهُم أختُم بِالباقياتِ الصالِحاتِ أعمالَنا,و أجعَل ذُخرنا لا إله إلا اللهُ في حِلِّنا و تِرحالِنا.
و صلى الله تعالى و سَلَّم على نبيِنا الأكرَم مُحمَدٍ و آله و صَحبِهِ و مَن والاهُم على الحَقِّ و عَنِ الضَّلالَةِ أحجَم.
أخوكم: العبد الفقير إلى رحمة مولاه.
الجمعة 25 جمادى الثانية 1435
 

يويا

مراقبة الاقسام الفنية
#2
رد: مناجاةُ فَقيرٍ إلى رحمةِ الله

جزاك الله كل خير
موضوع في غاية من الروعة
تسلم الاياااااااادي
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: مناجاةُ فَقيرٍ إلى رحمةِ الله

منورة الموضوع أختي الكريمة..أسعدني تواجدك العطر..شكرا لك