الخليل.. مرآة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1


حوّل اختفاء المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة في الضفة الغربية إلى ما يشبه منطقة تدريب عسكرية إسرائيلية تذكر بحقبة ما قبل السلطة الفلسطينية، عمليات دهم واعتقالات وتحقيقات وحصار خانق لكل المدن.

لكن مدينة الخليل كانت الأولى التي تتعرض لحصار وانتشار عسكري إسرائيلي، حيث وصل الأمر إلى منع من هم دون الخمسين من مغادرة المدينة، فعلق الطالب الدارس في الخارج، والمغترب القادم لزيارة أهله، والمريض المسافر للعلاج.

ويكرس اختفاء المستوطنين في الخليل قصة مختلفة تعيشها المدينة مع إسرائيل قبل وبعد إنشاء السلطة الفلسطينية، فالمدينة ووفقا للباحث التاريخي محمد الذنيبات "الجمار المختفية تحت رماد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

ويضيف أن الأهم في رمزية الخليل بوجود الحرم الإبراهيمي فيها، فإسرائيل جعلت من المسجد حالة غير مسبوقة بادعاء أهميته الدينية لليهود، حيث دفن في مغارة أسفل المسجد النبي إبراهيم وزوجه سارة وابنه إسحق وزوجه والنبي يعقوب وزوجه.

ولتكريس الهيمنة الإسرائيلية على الجزء الذي يقع فيه الحرم أو ما يعرف بالخليل القديمة فقد أغلق شارع الشهداء الرئيسي في المدينة منذ عام 1994 وتم إيجاد بؤرة استيطانية في قلب المدينة في حالة لم تشهدها مدينة أخرى في الضفة الغربية، كما تحيط بالبلدة القديمة 5 مستوطنات رئيسية، هي "بيت رومانو" و"إفراهام أفيتو" و"بيت هداسا" و"تل الرميدة" و"رامات يشاى".

وفيما يخص الحرم الإبراهيمي فقد تم تقسيمه بين المسلمين واليهود بعد مذبحة غولدشتاين الشهيرة التي راح ضحيتها 29 مصليا فلسطينيا في شهر رمضان، وبموجب التقسيم هذا يسيطر اليهود على 80% من الحرم فيما خصص 20% للمسلمين، ويستخدم المستوطنون المسجد بكامله خلال الأعياد اليهودية ولا يسمح خلالها برفع الآذان في الحرم أو دخول المصلين المسلمين.

كما يخضع المصلون في المسجد للتفتيش الدقيق في 3 مراحل قبل وصولهم إلى مكان الصلاة، ففي المرحلة الأولى يجبر المصلون على اجتياز بوابة حديدية بشكل فردي، ثم يخضعون للتفتيش الإلكتروني في نقطة بها 4 بوابات، ثم يخضعون لتفتيش إلكتروني ثان من خلال بوابتين أخريين.

ومع تقسيم الحرم الإبراهيمي سارعت إسرائيل إلى إغلاق شارع الشهداء الذي يعد شريانًا رئيسيا للحياة العامة والاقتصادية والحيوية في قلب المدينة، ويصل شمال المدينة بجنوبها، كما يضم مئات المحال التجارية التي أمست مغلقة تمامًا.

وحسب الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية فإن قرارا صدر بفتح الشارع بالإضافة إلى توفر اعتراف رسمي إسرائيلي بخطأ إغلاقه.

ويوضح المتخصص في الشأن الاستيطاني بالخليل طلال فلاح، أن سطوة المستوطنين تمنع تنفيذ القرار، لافتًا إلى أن وجود 3 بؤر استيطانية تطل مباشرة على الشارع سبب ذلك.

وعام 1997 وقعت السلطة الفلسطينية اتفاق انتشار جزئي للقوات الإسرائيلية في المدينة، حيث تم تقسيم المدينة إلى قسمين، منطقة "H1" التي تم تسليم السيطرة عليه للسلطة الفلسطينية، و "H2" - التي بقيت تحت السيطرة الإسرائيلية.

واستمر الاتفاق حتى 2002 حينما استعادت إسرائيل السيطرة على المدينة بأكملها، ووضعت أبراج مراقبة ثابتة في منطقة الانتشار الفلسطيني.

ومع كثافة الاستيطان في محيط الخليل القديمة وتحويله إلى سور خانق تبقى مستوطنة بيت رومانو حالة خاصة وأكثر غرابة.

ووفقا للباحث في الاستيطان، أمجد اللمع، يعيش في المستوطنة 400 من أشد المستوطنين تطرفا، يؤمنهم حوالى 2000 جندي إسرائيلي.

ويضيف أن حكاية المستوطنة بدأت عام 1978 حينما احتلت نساء يهوديات مبنى (الدبويا) وسط مدينة الخليل وتم طرد الطلاب الفلسطينيين الذين كانوا يستخدمون المبنى مدرسة ابتدائية.

وبعد ذلك بسنتين استولى المستوطنون على مدرسة أسامة بن المنقذ، وأطلقوا عليها اسم (بيت رومانو) لتكون بذرة البؤرة الاستيطانية الحالية الآخذة بالاتساع.

ومع كل هذه المعاناة المستمرة في الخليل من 1967 فإن اختفاء المستوطنين الثلاثة سيكون ذا تداعيات خطيرة على وضع الخليل عامة والبلدة القديمة خاصة، وقد يدفع نحو عمليات انتقام من جانب المتطرفين يكون العزل من سكان الخليل هدفها.
 

يويا

مراقبة الاقسام الفنية
#3
رد: الخليل.. مرآة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

شكرا ع طرح
تسلم الاياااااادي
 

أسير الترحال

مشرف القسم الفلسطيني
#4
رد: الخليل.. مرآة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

شكرا اختى

دمتى بخير