ما هي خيارات حماس للخروج من عنق الزجاجة؟

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1
حماس التي تتصدر المشهد في قطاع غزة وكانت رأس حربة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تسعى وبقليل من هامش المناورة إلى المفاضلة بين خيارات وسيناريوهات توضع أمامها.

دفعت حالة التصدي والصمود الأسطوري الذي أبداه قطاع غزة ومقاومته بشكل عام وحركة حماس بشكل خاص إلى قناعة في الشارع الفلسطيني خلال وبعد الحرب أن أوضاعهم المعيشية ونظرتهم المستقبلية للواقع القريب ستتغير رأساً على عقب، ومن قبل ذلك كله تنفيذ اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة التوافق الفلسطينية.

إلا أن تلك القناعة تراجعت بشكل كبير مع عدم استطاعت حركة حماس جني المكاسب التي كانت تتوقعها من الحرب لأسباب عدة وفي مقدمتها الوضع الإقليمي، بل على العكس ازداد الأمر سوءًا في القطاع، وأضيف إلى أزمة الحصار الخانق مشكلة الإعمار وإدارة حكومة التوافق الظهر لقطاع غزة وأهله المنهكين من حرب ضروس استمرت عليهم 51 يومًا.

حماس التي تتصدر المشهد في قطاع غزة وكانت رأس حربة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تسعى وبقليل من هامش المناورة إلى المفاضلة بين خيارات وسيناريوهات توضع أمامها لمحاولة الخروج من عنق الزجاجة، إلا أنها لم تعلن ذلك بشكل رسمي.

خيارات بديلة

القيادي في الحركة "صلاح البردويل" اعتبر في حديث خاص لوكالة "فلسطين الآن" الإخبارية، أنه من الحكمة أن يتم دراسة خيارات بديلة للوضع الصعب الذي يعشيه قطاع غزة، في ظل استمرار تلكؤ حكومة التوافق من ممارسة مهامها في قطاع غزة، واغلاق مصر لمعبر رفح وإقامة منطقة عازلة وقبل ذلك تجميد مباحثات اتفاق التهدئة.

فعلى صعيد الحكومة، أوضح "البردويل" أن رئيس الحكومة "رامي الحمد لله" ليس بيده أي قرار لتفعيل عمل الحكومة في غزة، فكل الخطوات التي تتخذ هي بأوامر من رئيس السلطة "محمود عباس" الذي تشغله الكثير من القضايا عن قطاع غزة ومشاكل سكانه.

وأشار إلى أن الرئيس عباس يتعامل مع قطاع غزة بـ"حقد وعداء" متزايد ويعطل عمل الحكومة تجاه المشاكل التي يعاني منها القطاع، بالإضافة إلى مشاركته للمحتل الإسرائيلي في التضييق أكثر على غزة من خلال إعاقة تنقل الحكومة ووزرائها من غزة للضفة.

وبين البردويل أنه مع حالة الحصار الخانق الذي يعيشها قطاع غزة من الجانب الإسرائيلي والإجراءات المصرية التي تتم على الأرض في منطقة الشريط الحدودي وإغلاق معبر رفح والتحريض الإعلامي الممنهج ضد غزة يتحتم على كل الفصائل والدول العربية والإسلامية التحرك والتعامل بمسئولية تجاه قطاع غزة ومعاناة أهله.

خيارات صعبة

المحللون والمتابعون للشأن الفلسطيني أجمعوا أن الخيارات أمام حركة حماس جميعها صعبة، والمفاضل بينها كمن يفاضل بين المر والأقل مرارةً، فالوضع المعيشي لسكان قطاع غزة والحصار الخانق المفروض عليه وحالة النكران الذي تلاقيه حماس من المحيط العربي والذي قد يصل لدرجة العداء من قبل بعض أقطاب ذلك المحيط تحتم عليها التحرك وبسرعة لإنقاذ قطاع غزة من المآسي التي يعيشها.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر "ناجي شراب" لخص الخيارات المتوفرة أمام حركة حماس للتغلب على المشاكل التي يعيشها قطاع غزة، والمتمثلة في: العودة للحرب من جديد، أو العودة للحكم السابق في غزة، أو اشعال انتفاضة ثالثة، أو تمكين حكومة التوافق بشكل أكبر في غزة، أو تحسين العلاقات مع النظام المصري الجديد.

وأوضح شراب في حديث مع "فلسطين الآن" أن الخيارات الثلاثة السابقة صعبة ومكلفة ونتائجها غير مضمونة، ويبقى للحركة الخياران الأخيران، حيث تعمل حماس على دراستهما داخل مؤسساتها ويبدو ذلك من خلال كتابات بعض قيادات الحركة والاتصال الأخير بين رئيس الحكومة "رامي الحمد لله" ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة "اسماعيل هنية".

وبين أن حركة حماس هي حركة تتسم بالتكيف والمرونة والواقعة وتدرك حجم التحديات والمخاطر التي تحيط بها، منوها ًإلى أن أحداً لا ينكر المأزق الذي تعيشه الحركة سياسياً ومالياً، بالإضافة إلى أزمة الخيارات المطروحة أمامها وهو ما يحتم عليها إجراء مراجعة لبعض سياساتها، داخلياً وخارجياً.

إرباك


من جانبه، شدد المحلل السياسي "تيسير محيسن" على أن الحديث عن الخيارات أمام حركة حماس في ظل الوضع القائم داخلياً وإقليمياً يضع الحركة في حالة إرباك سياسي على اعتبار أن البدائل المطروحة جميعها غاية الصعوبة.

فالوضع الداخلي الفلسطيني يظهر أن العلاقة بين حركتي حماس وفتح وصلت إلى سقف من التأزم وليس من السهل عودتها إلى طبيعتها إلى بعد مضي الوقت ووجود بعض التدخلات لرأب الصدع بين الطرفين.

أما في طبيعة العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، فما أحدثه العدوان الإسرائيلي الأخير من دمار كبير في قطاع غزة، يضع المقاومة وحماس أمام خيار صعب وشبه مستحيل في اللجوء إليه وهو العودة إلى الحرب في ظل أن آثار العدوان الأخير ما تزال باقية.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع مصر فإنه يشوبها التوتر لا سيما في ظل الدور "السلبي" الذي تلعبه الحركة تجاه غزة، والتي توجت بالإجراءات الميدانية الأخيرة من إقامة منطقة عازلة وإغلاق المعبر، وتعطيل ملف مباحثات التهدئة، فجميع تلك الإجراءات هي رسالة لحركة حماس لها بأنها لن تجني ثمار الصمود الأخير في الحرب.

ورأى محيسن في حديث لـ"فلسطين الآن" أنه لم يتبقى أمام الحركة في ظل تلك الخيارات إلا مواصلة تفعيل الشارع الفلسطيني والالتصاق به والتواصل مع نخبه، وتبيان كل الحقائق له وعدم ترك الأخرين بفرض رؤيتهم على الشارع دون أن يكون للحركة موقفاً واضحاً.

وفي النهاية تبقى الأيام المقبلة هي وحدها من تحمل بين طياتها الخيارات التي قد تلجأ إليها حركة حماس مستقبلاً للتغلب على مشكلات قطاع غزة، فيما يأمل الشارع الغزي أن تكون تلك الخيارات سريعة وتتمكن من فتح أفق سياسي مع جميع الأطراف.
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
رد: ما هي خيارات حماس للخروج من عنق الزجاجة؟

من لا يسير في فلك الإدارة الأمريكية يعاني كل أنواع الضيق و الإضطهاد حتى يذعن للسياسة المتماشية مع أهدافها الإستعمارية..شكرا على الخبر