من ذاكرة اللواء الركن محمود شيت خطاب عن حرب فلسطين 1948

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
:04:
يتحدث اللواء الركن المتقاعد المرحوم محمود شيت خطاب عن مشاركة الجيش العراقي في حرب فلسطين..و منها ذكرياته عن منطقة (جنين) فيقول:
منذُ أن حللتُ أرضَ فلسطينَ كانت أمواجُ الفلسطينيينَ تَتقاطرُ على المقراتِ العسكريةِ تطالبُ بالسلاحِ و بالتدريبِ العسكريِّ و بإلقاءِ مهماتٍ عسكريةٍ على عاتِقِها للنهوضِ بِها. و كانت إسرائيلُ قد إحتلت (جَنين) في يونيو 1948،فاستطاعَ الجيشُ العراقيُّ طَردَ الصَّهايِنَةِ من (جنين) بمعاونةِ المتطوعينَ الفلسطينيينَ.و قَد جَرَت معاركُ طاحنةٌ بَينَ جيشِ إسرائيل و الجَيشُ العراقيُّ لإستعادة قرية (عارة) و قرية (عرعرة) و قرية (صندلة) من قرى (جنين) و كانَ للمتطوعينَ الفلسطينيينَ أثرٌ أيُّ أثر في إنتصارِ الجيشِ العراقيِّ على القواتِ الإسرائيليةِ و إستعادةِ هذه القرية و غيرها إلى العرب.
و كانَ للمتطوعينَ الفلسطينيينَ الفلسطينيينَ جهادٌ مشكورٌ في منطقةِ (طولكرم) و المناطقِ الفلسطينيةِ الأخرى.
و قَد نَظَّمَ الجيشُ العراقيُّ في منطقةِ (المثلثِ العربي: نابلس_طولكرم_جنين) أربعةَ أفواجٍ من الفلسطينيين أطلقَ عليهم إسم :المناضلينَ الفلسطينيين: و كانَ لهؤلاءِ جهادٌ مشرفٌ في قطاعِ جنين و قطاع طولكرم. و قَد إنخرطَ في فوجِ صلاحِ الدينِ و فوجِ خالد بنِ الوليدِ و فوجِ الكَرملِ و فوج سعد، رجالُ دينٍ و أساتِذَةٌ و وجهاءٌ و طلابُ جامعاتٍ و فلاحونَ و عمالٌ و كَتَبَة، و إني لأشهَدُ أنَّ الفلِسطينيينَ كانوا جنوداً بكلِ ما في الجنديةِ من معاني الضَبطِ و النِّظامِ و التَّضحيةِ و الفداءِ و كانوا ملءَ العينِ قدراً و جلالاً و بطولةً و شجاعةً.
و من جانبٍ آخر يرى بعضُ المحللينَ العسكريينَ اليضهودُ بأنَّ الجَيشِ العراقيِّ قَد أوشك_يومئذٍ_ أن يقسمَ فلسطينَ إلى قسمينِ على محورِ طولكرم_ناثاليا، و قَد وصلت طلائعَهُ فعلاً إلى مسافةٍ تقلُ عن 9 كيلومترات من مستعمرةِ ناثاليا الساحليةِ، و لمواجهة ذلك نفذت قوات "الهاكانا" اليهودية علية ذات شِقَين: الشقُ الأولُ يَقضي بالإلتفافِ حَولَ العراقيينَ بإحتلالِ (جَنين) و تهديدِ مدينَة نابلس، و الشِّقُ الثاني يقضي بالتقدم من جهة (وادي عارة) و تهديد طولكرم،و بذلك يحاصَرُ الجيشُ العراقيُّ في المُثلَث.
و قد كُلِفَ موشي كارمل وزير المواصلات الصهيوني فيما بعد بقيادةِ العمليةِ بأكمَلِها،و قد عهدَ بدورهِ إلى "موردخاي ماكليف" بتنفيذ الجزءَ الخاص ب (جنين)، و قد تسلَّمَ "ماكليف" فيما بَعد رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي خلفاً للجنرالِ "يادين".
و بَدأَ الهجومُ ليلةَ 31 مايو آيار 1948، و احتلَ اليهودُ (جنينَ) يوم 3 يونيو حزيران 1948، و لكنَّ العمليةَ الإسرائيليةَ فشلت بِشِقَيها،فأخفقَ اللواء (ألكسندروني) في الوصولِ إلى طولكرم،بينما تمكنَّ الجيشُ العراقيُّ مدعوماً بالمقاومةِ المحليةِ من إخراجِ اليهود من (جنين) و تكبيدَهُم خسائِرَ فادحةً بعد احتلالٍ لها دامَ إسبوعاً.
و ربما كانت (جنين) بذلكَ المدينةُ الوحيدةُ التي إحتلها اليهودُ و طردوا منها بالقوةِ،و لكنَّ الأهمَ من ذلكَ أن طردهَم منها أخَرَ إحتلالهم للضفةِ الغربيةِ بأكملها مدةَ 19 عاماً. أي حتى عام 1967، كما يقول الرئيس الإسرائيلي "حاييم هيرتزوغ" في كتابٍ باللغة الإنجليزيةِ بعنوان "الحرب و السلام في الشرقِ الأوسط".
ثمَّ يتابعُ القائدُ الكبيرُ محمود شيت خطاب شهادتهُ في "لمحات من إنسانية أهل فلسطين متمثلةٌ بِأهلِ جنين" :
كنتُ ضابِط ركن جحفلِ اللواءِ الرابعِ الذي كانَ في مدينةِ (جنين) الحبيبةِ خلال حرب 1948 فمكثت فيها سنةً كاملةً. و أتاحت ليَ الظروفُ أن أتولى منصبَ الحاكمِ العسكري لمدينة (جنين) بالإضافة إلى منصبي في جحفل اللواءِ،فأصبَحَ إتصالي مباشراً بأهل المدينةِ و بالنازحينَ إليها من منطقةِ (حيفا) من المدنيينَ الفلسطينيينَ.

مع أطيب الأمنيات​
 

يويا

مراقبة الاقسام الفنية
#2
رد: من ذاكرة اللواء الركن محمود شيت خطاب عن حرب فلسطين 1948

طرح جميل جدا
عااااااااشت الايادي
 

أسير الترحال

مشرف القسم الفلسطيني
#4
رد: من ذاكرة اللواء الركن محمود شيت خطاب عن حرب فلسطين 1948

بوركت اخى وعد

يسلموو