انتفاضه الاسري

أسير الترحال

مشرف القسم الفلسطيني
#1
بقلم: أشرف العجرمي


منذ فترة طويلة تشهد المناطق الفلسطينية المحتلة توتراً ملحوظاً لأسباب عديدة منها وصول العملية السياسية إلى حالة من الجمود الكامل وعدم وجود أمل في المدى المنظور في حدوث أي اختراق أو تطور ايجابي في هذه العملية، وتدهور الوضع الإقتصادي بسبب تأخر المانحين في الوفاء بالتزاماتهم تجاه السلطة الوطنية وإجراءات الاحتلال التي تعيق تطور الاقتصاد الفلسطيني وخاصة استغلال المناطق الواسعة المصنفة(ج) والتي تشكل غالبية المناطق المحتلة، وعربدة المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة على المواطنين والبناء الكثيف في المستوطنات وخاصة في القدس و محيطها والمنطقة التي تصل بين القدس ومستوطنة"معاليه أدوميم"، وأخيراً موضوع الأسرى المضربين عن الطعام منذ فترة طويلة الذين أصبحت حياتهم مهددة بخطر الموت. وكان واضحاً من منسوب الأحداث والمواجهات التي شهدتها المناطق الفلسطينية أن الأمور ذاهبة نحو الانفجار الذي قد يقود إلى انتفاضة أو مواجهات متقطعة ولكن ليس إلى حالة من الهدوء والاستقرار التي شهدناها لفترة طويلة. وما عاد بامكان الفلسطينيين أن يسكتوا على هذه الأوضاع الكفيلة باشعال النار في أية لحطة. وزاد الأمور تعقيداً استشهاد الأسير عرفات جرادات الذي على ما يبدو تعرض لتعذيب ولظروف قاسية لا انسانية في الزنازين والسجن.
وعلى ما يظهر تحاول إسرائيل التركيز في معالجات موضعية لأسباب الانفجار لأنها تخشى من انتفاضة ثالثة، فمرة يتحدثون عن أن الأسير عرفات تعرض لنوبة قلبية أو لعارض صحي معين نافين بذلك مسؤوليتهم عن استشهاده، ومرة يتحدثون عن الأسرى المضربين بأنهم "إرهابيين" ولا مجال لتحريرهم ، مع وجود دعوات من جهات إسرائيلية عديدة بضرورة الافراج عن عدد من الأسرى وخاصة المضربين الذين يتعرضون لخطر الموت، وبعض الاجراءات الأخرى. ولكن لا يوجد حديث جدي حول انهاء وضع الاحتلال الذي هو السبب في كل شيء يحدث للفلسطينيين وبينهم وبين الإسرائيليين. ولا وجود لتفكير إسرائيلي حقيقي في الوصول إلى حل جذري ينهي الاحتلال ويضمن الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة.
ربما تقدم إسرائيل على تنفيس الأزمة ببعض الخطوات الشكلية ، وقد تقدم على تحرير بعض الأسرى، ولكنها لن تحرر جميع الأسرى وستظل مشكلتهم ومشكلة الاحتلال قائمة إلى أن يتم ايجاد حل شامل للصراع. وفي ظل القوانين الإسرائيلية المستحدثة والجائرة سيبقى سيف الاعتقال مسلطاً على رقاب الأسرى المحررين وعلى كل من تريد إسرائيل وضعه خلف القضبان. وسيبقى هذا الوضع ساخناً ومتفجراً حتى لو تم اتخاذ بعض الإجراءات التنفيسية هنا وهناك.
كل ما تشهده المناطق الفلسطينية في هذه الأيام يأتي عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة ، وهي أمور حصلت مصادفة وليست مقصودة من السلطة والرئيس أبو مازن كما تدعي اسرائيل، فالاسرى المضربون عن الطعام منذ أكثر من سبعة شهور وصحتهم متدهورة كانوا على هذه الحالة قبل أن يفكر أوباما في زيارة البلاد، وكذلك إجراءات الاحتلال والمستوطنين. وليس الرئيس الفلسطيني هو الذي قرر لإسرائيل أن تتسبب في استشهاد الاسير المناضل عرفات جرادات. وليست السلطة مسؤولة عن بقاء الاحتلال ووضع لا مثيل له في هذا الكون. ولكن ربما يشكل قدوم أوباما في هذه المرحلة مناسبة لإثارة كل هذه المشكلات والقضايا على قاعدة البحث لحل جذري للصراع.
من الصعب تصور أن يأتي أوباما بحلول تمنع الانفجار القادم الذي بدأت بوادره في الظهور ، فالولايات المتحدة أخذت وقتاً طويلاً في إطار وساطاتها ولم تحقق شيئاً يذكر، واللجنة الرباعية الدولية لم تستطع أن تفعل شيئاًإزاء سياسة الإحتلال الاستيطانية ورفض إسرائيل الانصياع لإرادة المجتمع الدولي الذي يرفض الإستيطان ويعتبره غير شرعي. ومع ذلك من المفروض أن يرى الرئيس أوباما والعالم باسره ما يحدث للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. ولا ينبغي أن تبقى الإهتمامات الدولية محصورة في بلدان الثورات والحراك الشعبي فقط.
لابد أن يفهم العالم بأسره بأن فلسطين على وشك الانفجار وأن شعبها لا يمكنه أن يبقى مكتوف الأيدي في مقابل بقاء الإحتلال وسياساته العنصرية الإجرامية، و حتى لو استقرت الأوضاع في البلدان العربية التي شهدت الحراك الشعبي، لن يكون هناك أمن واستقرار في هذه المنطقة طالما بقي الشعب الفلسطيني تحت حكم الإحتلال الإسرائيلي.و لابد من إعادة تذكير الجميع بمحورية القضية الفلسطينية كعنصر اساسي في الأمن الكوني.
وقدرة الشعب الفلسطيني وقيادته على التأثير في صيرورة الأحداث الدولية وفي أن تبقى مسألته الوطنية على أجندة الاهتمام كقضية ساخنة لا مناص من إيجاد حل عادل لها مقبول على شعبنا ويرتكز على قاعدة حل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي المحتلة منذ العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين على أساس قرار الأمم المتحدة 194، تتمثل في استطاعته قلب معادلات الهدوء الذي لا نحصل مقابله على أي ثمن سوى السماح لإسرائيل بمواصلة قضم الأرض والإستيطان عليها وتهويدها وقتل إمكانية التسوية السياسية المقبولة. ونحن هنا لسنا بحاجة إلى أفعال عنيفة بل نحن بحاجة إلى تحرك شعبي واسع يعيد للنضال الجماهيري قدرته الخارقة على التاثير. فقوتنا في هذه المرحلة مرتبطة باندماجنا في الثورات الحاصلة في المنطقة ولكن ضد الاحتلال ومن أجل الحرية والإستقلال . ومرة أخرى نحن بحاجة لتوحيد صفوفنا والخروج من دائرو الانقسام البغيض، أسرنا الابطال عنوان مرحلة الكفاح يستصرخون ضمائر القيادات ويقولون للجميع كفى انقساماً وتشرذماً فالارض تضيع والانسان يضيع والبعض يبحث عن تفاصيل ومكاسب تافهة
 
الكاتب المواضيع المشابهة القسم الردود التأريخ
أسير الترحال فلسطين - القدس - القضية الفلسطينية 6

المواضيع المشابهة

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: انتفاضه الاسري

يرى الكثير من المراقبين و أنا برأيي المتواضع أؤيدهم بأن الساحة الفلسطينية مقبلة على ولادة إنتفاضة عارمة ردا على التصعيدات الخطيرة من الصهاينة..و لا شك أن الخير فيها لأهلنا الصامدين هناك..شكرا على هذا الطرحtnx
 

ساري

مشرف أقسام الرياضة
#9
رد: انتفاضه الاسري

دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ

يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم

وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ

تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي

لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
 

زبيدة

مشرفة أقسام ألفوتوشوب سابقا
#11
رد: انتفاضه الاسري

شكرا على الموضوع