زهرة الياسمين تحكى قصة مدينة هندية

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
تمثل زهرة الياسمين التي تزرع في ضاحية مادوراي الهندية نمط الحياة فيها، وتجسد لونا من ألوان الفن لا ينفصل عن التراث المحلي المرتبط بالعبادة، والحكمة، والثقافة المعاصرة والقديمة في الهند.
قابلت السيدة دانالاكشمي قرب موقف حافلات مدينة بيريار وسط ضاحية مادوراي، عندما كانت الشمس تشرق فوق تلك المدينة الهندية الواقعة في جنوبي البلاد، لتنشر الدفء في الهواء البارد، وتزين السماء باللونين الزهري والذهبي.
كانت السيدة التي ترتدي زيا متواضعا أحمر اللون تحمل سلة كبيرة من القش، تزينها من الداخل خطوط خضراء من أوراق شجر الموز. وفي السلة قلادات ملفوفة تفوح بالعطر من براعم بيضاء من زهرة الياسمين، التي تعرف محلياً باسم زهرة "ياسمين مادوراي".
وقالت دانالاكشمي وهي تعطيني باقة من تلك الزهور: "بدأت بيع الياسمين بعد أن توفي زوجي قبل سبع سنوات. لقد مكنني ذلك من توفير الطعام لأسرتي، والنهوض بتكاليف زواج ابنتاي".
وتقف دانالاكشمي هنا طوال اليوم، تبيع قلادات تتكون الواحدة من حوالي مائة زهرة تفوح بعبير أخاذ، ويصل سعر القلادة الواحدة إلى ما بين 30 إلى 40 روبية. وتبدأ دانالاكشمي يومها مع بزوغ الفجر، ولا تنتهي من عملها أحياناً قبل التاسعة مساءً.
ويعد منظر بائعي زهور الياسمين من أمثال دانالاكشمي مألوفاً في هذه المدينة، التي تعتبر مزارا شهيرا في ولاية تاميل نادو، حيث تنتشر فيها رائحة الياسمين العبقة التي تعد أهم ما يميز تلك المدينة.
لكن الياسمين لا يزرع فحسب في مادوراي، بل يمثل أيضا أسلوب حياة كامل، وهو يعد أيضا شكلا من أشكال الفن لا ينفصل عن العبادة، والحكمة، والثقافة القديمة، والمعاصرة.
وتضع كثير من النساء في تلك الولاية خيطاً من زهور الياسمين على شعورهن، كعلامة للحظ الحسن.
وتظهر زهور الياسمين في رسوم ونحوت معبد قديم هناك، بينما وجدت نماذج وزخارف الياسمين طريقها إلى المجوهرات المحلية التقليدية، خاصة العقود، والحلقان، والأساور.