أبناؤنا والامتحانات

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1
أبناؤنا والامتحانات







تعيش الأسرة هذه الأيام حالةً من الطوارئ؛ بسبب دخول موسم الامتحانات، الأمر الذي يجعلها في معسكر شبه مغلق، يتم فيه إغلاق كل أجهزة الترفيه وغير الترفيه، كالتلفاز والكمبيوتر والانترنت، واحتجاز الأبناء أو حبسهم في المنزل للتفرغ تمامًا للمذاكرة.





والتساؤلات التي تطرح نفسها:



هل مثل هذه الإجراءات التي تتخذها الأسرة صحيحة؟!






وما واجب كل أسرة تجاه أبنائها؟!


وماذا يفعل الابن/ الابنة الذي تأخَّر في مذاكرة دروسه ومراجعتها؟







التهيئة الكاملة:


من المفروض ألا تُمارسَ الأسرة أيَّ نوع من الضغط النفسي على الابن/ الابنة، بل توفر له المناخ الهادئ وتهيِّئ له الظروف؛ لتساعده على الاستقرار في المذاكرة.



وتوجد ثلاثةُ أنواع من التهيئة: تهيئة نفسية، وتهيئة طبيعية، وتهيئة عقلية.





فالتهيئة النفسية:




هي أن توفر الأسرة الظروف النفسية للابن/ الابنة للمذاكرة؛ بمعنى ألا يعاني من ضغوطٍ أو مشاكلَ أسرية، أو تقوم الأسرة بمعايرته أمام أصدقائه بأنهم أفضل منه، ويذاكرون ويتقدمون عليه، وعلى الأسرة ألا تحمِّل الابن/ الابنة أي هموم حتى يستطيع أن يركز فيذاكر فيتفوق.




أما التهيئة الطبيعية:




فهي أن تجهز الأسرة مكانًا مناسبًا للابن/ الابنة، تتوافر فيه عوامل التهوية الجيدة والإضاءة ووضع الجلوس الجيد.




أما التهيئة العقلية:





فتعني أن يُفرغ الابن/ الابنة ذهنَه للمذاكرة فقط، وعندما يطرأ لديه أي موضوع خارج المذاكرة يرجئه إلى نهاية المذاكرة.



ما المحاذير التي تؤثر على الابن/ الابنة بالسلب في فترة ما قبل الامتحان؟ وكيف نعالجها؟




** من العوامل النفسية السلبية على الابن/ الابنة:



- المشاكل الأسرية، مثل: المشاكل بين الوالدين، أو المشاكل بين أحد الوالدين والأقارب.




- مطالبته بالحصول على درجات أعلى من إمكانيته وقدراته.




- معايرته بزملائه بأنهم أفضل منه.




- عدم ثقة الابن/ الابنة في نفسه.





- الضغط النفسي الزائد الذي يتعرَّض له نتيجة الخوف الطبيعي من الامتحانات.




وحتى نعالجَ هذه العواملَ النفسيةَ السلبيةَ على تحصيلِ الابن/ الابنة في هذه الفترة:




على الأسرة تجنب المشاكل الأسرية.



كما على الأسرة أن تعرفَ مستوى أبنائِها جيدًا، ولا تضغطَ عليهم للحصولِ على درجاتِ تفوق قدراتِهم؛ حتى لا يكونوا في صراعٍ مع أنفسهم؛ بل عليها أن تعطيَهم الثقةَ في أنفسهم وقدراتهم المعروفةِ لديهم.




* كيف تؤثر القيود التي تضعها الأسرة على الابن/ الابنة وتمثِّل قائمة ممنوعات، مثل التلفاز، والخروج مع الأصحاب، وألعاب الكمبيوتر؟




** هذه القيود تجعل الابن/ الابنة يشعر بأنه في سجن، وأنه محاصرٌ ومراقبٌ، وتجعل تحصيلَه يقل بنسبةٍ كبيرة لعدم شعورِه بالثقةِ في نفسه.




فليس هناك مانعٌ أن تضعَ الأسرة قيودًا، ولكن عليها أن توفِّرَ للطالب أوقاتًا للترفيه أو ممارسة الألعاب ومشاهدة التلفاز، فمثلاً على الأسرة أن تضعَ للابن/ الابنة في يوم العطلة (يوم الجمعة) 3 ساعات يفعل فيها ما يشاء والأيام العادية ساعة للترفيه.




* بم تنصح الابن/ الابنة حتى يستطيعَ تنظيمَ وقته بين المذاكرة والترفيه؟




** المفروض أنه يذاكر ثلاث ساعات يوميًّا، كل ساعة مذاكرة يتخللها 10 دقائق راحة، مثل الوقوف في مكان غير مكان المذاكرة، وعلى الابن/ الابنة ألا يفكِّر في المذاكرة أثناء فترة الراحة، وإذ وجد الابن/ الابنة نفسه خاملاً أثناء المذاكرة؛ فعليه أن يُمارسَ الرياضةَ خمس دقائق أو يجدِّد نشاطَه بعمل مشروب غير الشاي والقهوة؛ حتى لا يكون مدمنًا لهما، وبعد ذلك عندما يعود للمذاكرة مرةً أخرى سيكون تركيزه وتحصيله أعلى.




الحفظ والفهم:



* هل يعتمد الابن/ الابنة في مذاكرته على الفهم فقط أو الدمج بين الحفظ والفهم؟




** عند مذاكرة أو مدارسة أي منهج توجد أشياء لا بد من حفظها، وهناك أشياء لا بد من فهمها، فالأشياء التي تحفظ لا بد أن تفهم أولاً، ولا أنصح الابن/ الابنة بحفظِ المنهج فقط؛ ليكتبَه في الامتحان ولا يستفيدَ منه في حياته العملية، بل عليه أن يطبِّقَ ما تعلمه في حياته اليومية.




* ما الوسائل المساعدة على التركيز وعدم التشتت والسرحان أثناء المذكرة؟



** المذاكرة الجيدة تكون في مكان هادئ وجيد التهوية، ويكون الطالب صافي الذهن.




وأنصح الأبناء بعدم المذاكرة عندما يغلبهم النعاس؛ لأن هذه المذاكرة لا قيمةَ لها، كما لا يمكن أن يركزَ الابن/ الابنة ومعدته ممتلئةٌ بالطعام الزائد، وعلى الابن/ الابنة أن يتركَ المذاكرةَ عند شعوره بالملل، وعندما يشعر بالسرحان فعليه أن ينتقل إلى مادة أخرى بها تطبيقاتٌ عمليةٌ، مثل حل المسائل الرياضية.






* ماذا تقول للابن/ الابنة الذي فاته قطار المذاكرة؟




** في الأصل لا يوجد من لا يذاكر، ولكن الحكمة تقول (ما تأخَّر من بدأ) وأقول للمتأخر في المذاكرة ويشعر بالإحباط: ابدأ اليوم قبل غد، ولا تسوِّف، ولا تكن كالذي فعل معصيةً ثم يؤجل التوبة عنها، ويجب عليك أن تجتهدَ ، فعليك أنت الآن بذل جهد مضاعف، فابدأ واستعن بالله.







* أخيرًا ما النصائح التي تقدِّمها إلى الأبناء جميعًا؟





- عدم الاعتماد على أن المذاكرة وسيلة لكسب الدرجات فقط.





- لا تنتقم من أهلك بالحصول على مجموع ضعيف.




- ابتعد عن العند مع الأب والأم، فليس الوقت ملائما للعناد.




- ركِّز أثناء المذاكرة وتجنَّب السرحان.



- كن صريحًا واضحًا مع الوالدين.




- اجعل أهلك يثقون فيك، بمعنى أن تكون رجلاً على قدر المسؤولية.





- احكِ مشاكلك لشخصٍ كبير يُعتمد عليه ويكون خبيرًا وعنده ضمير.




وفي الختام أدعو لأبنائنا وبناتنا بالنجاح والتوفيق.
 

admin

الادارة
طاقم الإدارة
#2
شكرا طوق الياسمين لطرحك المميز
بتميزك و روعة قلبك
بارك الله فيك
لكم تحياتي