ما حكاية "الدب بادنغتون" مع لندن؟

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1



تزامنا مع انطلاق فيلم Paddington في دورالعرض اللندنية بدأت حمى"دب بادنغتون" باجتياح المدينة عبر أكثر من خمسين تمثالاً لهذا الدب أخذت مكانها في ساحات وشوارع ومتاجر لندن مع خارطة تدل على أماكن وجودها، وتساعد الباحث في العثور على الدب المطلوب الذي ربما يكون مختبئاً في حديقة أو في مكان منزوٍ في زقاق قديم. وعموما فإن هذه التمائيل بحجم وشكل واحد إلا أن ما يميزها عن بعضها بعضاً هو تصميم الثياب واختيار الألوان، وقد أسهم في هذه المهمة مجموعة من النجوم والمشاهير منهم العارضة "كيت موس"، ونجم الكرة "ديفيد بيكهام"، والنجمة "إيما واتسون"، وعمدة لندن "بوريس جونسون"، والمعمارية "زها حديد". وقد يكون المستكشف محظوظاً ويحصل على جائزة إذا ما التقط صورة تحظى بإعجاب المصوتين على الموقع المخصص لهذا الغرض، واذا لم يحالفه الحظ فإنه سيكون رابحاً أيضاً، لأن هذه التمائيل ستكون دليلاً للتعرف إلى أبرز معالم مدينة لندن، وفرصة للوصول إلى أماكن ربما لم يتعرف إليها من قبل. ولكن يبقى السؤال: ما حكاية لندن مع هذا الدب الظريف؟.



الدمية التي تحولت إلى رواية
تبدأ حكاية الدب "بادنغتون" في عام 1956 عندما ذهب الكاتب الإنجليزي "مايكل بوند" إلى أحد المتاجر لشراء هدية عيد الميلاد لزوجته، ولفتت انتباهه هناك دمية تمثل دباً صغيراً ووحيداً لا يحمل كثيراً من مواصفات الجمال فاشتراه بعد أن تعاطف معه وأطلق عليه هو وزوجته اسم "بادنغتون" لقرب بيتهما من المحطة اللندنية، التي تحمل هذا الاسم. وبعد سنتين أي في عام 1958 بالتحديد، نشر الكاتب رواية للصغار استوحاها من دبه الصغير وكانت تحمل اسم "دب يدعى بادنغتون"، والتي صارت في ما بعد من أشهر الروايات العالمية، خاصة بعد أن أصدر الكاتب عشرين رواية من هذه السلسلة وترجمت إلى ثلاثين لغة عالمية (لم تكن العربية واحدة منها)، وصارت جزءاً من كلاسيكيات أدب الأطفال، وتحولت إلى مسلسل تلفزيوني وأفلام رسوم متحركة، نشأ على متابعتها جيل من الأطفال حول العالم وبيع منها أكثر من مليون نسخة. أما محطة قطارات "بادنغتون" فقد وضعت تمثالاً برونزياً للدب في مكان يراه الغادون والآتون في هذه المحطة المزدحمة كما فتحت أيضاً متجراً كبيراً لبيع التذكارات التي تتعلق بهذه الشخصية الخيالية، ولعل المسافر إلى لندن سيشاهد هذا المتجر المكتظ بالدمى والرسوم والكتب وغيرها وهو يقع في الطابق الثاني من المحطة.

من بيرو إلى لندن
وفي عودة إلى الفيلم Paddington، الذي يتولى أدوار البطولة فيه النجمة "نيكول كيدمان"، والنجم "هيو بونفيل"، و"بين ويشاو"، فإننا نتابع من خلال توالي الأحداث السريعة الدب المسكين "بادنغتون" الذي عاش حياة صعبة في إحدى أدغال "بيرو" مع عمته، التي كانت تحلم بفرصة للسفر إلى إنجلترا. وأثناء الزلزال الذي ضرب بيرو يتعرض بيت هذه العائلة للهدم فتقرر العمة تهريب ابن أخيها في أحد المراكب المتجهة إلى لندن بحثاً عن حياة أفضل، وعندما يصل إلى محطة "بادنغتون" وحيداً يكتشف أن حياة المدينة ليست كما تخيل ويقع في مطبات ومشاكل إلى أن يلتقي عائلة "مستر براون"، التي عثرت عليه جالساً على حقيبته القديمة ومرتدياً معطفاً بالياً مع طوق في رقبته كتب عليه: "أرجوكم اعتنوا بهذا الدب.. شكراً". وبالفعل تقدم له العائلة المأوى والسكن، في حين يحاول هو أن يكتشف السر وراء حلم عمته في السفر إلى لندن. ولعل عبارة الدهشة التي اطلقتها السيدة براون وهي ترى هذا الدب: "دب في محطة بادنغتون!!" كانت هي البداية لسلسة من المغامرات الطريفة التي تأخذنا إلى عالم هذا الدب المؤدب، الذي لا يخاطب الآخرين بغير كلمة "سيد" و"سيدة"، والشغوف بالمربى والمقالب.
واليكم هذه المقاطع من الفيلم:

https://www.youtube.com/watch?v=sCgnuhb45ik
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: ما حكاية "الدب بادنغتون" مع لندن؟

يعطيك العافية على روعة التقرير و مقطع الفيديو..شكرا طوق الياسمين..سلمت يداك:hh14 :