من فوق سبع سموات سمع الله شكواها

#1


أما بعد:

أخوتي الغالين :
فبعد أن تكلمت عن الأحسان في موضوع سابق ..فأن للمحسنين وقع في أحسانهم وتعاملهم مع الله ..لأن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون .
وأنه ليثيرني الأعجاب بسيرة صحابية من الرعيل الأول وأمرها مع زوجها الصحابي الجليل الذي شهد بدرا"- وأحدا..وشهد المشاهد كلّها مع رسول الله ..إنه أوس بن الصّامت رضي الله
عنه وزوجته التي أهتزت لقصّتها مع زوجها السماء وضجّت وكان أمر الله قد جاء كما أرادت ولبّى الله دعوتها من فوق سبع سموات ..
فأي مكرمة من الله أن ينزّل على نبيه قرآننا"- يتلى ليوم الدين ويسنّ قانوننا"- ربّانيا"- ساري المفعول ما دام ملك الله تكريما"- لهذه الأمة ..الأنصاريه الخزرجية
إنها ..
.. وجعل نسائنا من المقتديّن بها .
ففي يوم من أيام الله على خولة رضوان الله عليها أنها كانت قد أسبغت الوضوء وأستعدت للصلاة ..فأرادها زوجها لحاجته فراجعته في الأمر وأستمهلته لما بعد .. مما أغضبه فقال لها ..
أنتي كظهر أمي علية ..!!
وتعلمون حضراتكم بأن الظّهار والمظاهرة كانت تعتبر طلاقا"- في الجاهلية .. فبعد أن هدأت غضبته وأسترخى أرادها لنفسه فأمتنعت وقالت كلاّ والذّي نفس خولة بيده لا تخلصّن حتى يحكم الله ورسوله في أمرنا
فأنطلقت والألم والحزن رفيقها وقصّت على رسول الله القصص
بأسلوب يعجز الأدباء وأهل اللغة من ذكره فقالت يارسول الله إن أوسا"- تزوجني وأنا شابة مرغوب فيّة ..فلما كبرت ومات أهلي ظاهر منّي وجعلني كأمه عليه ..
يارسول الله إن لي منه صبيه صغار
إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلية جاعوا..!!
فقال لها رسول الله ..
ياخولة ماأراك إلاو قد حرمتي عليه ..؟؟
فأخذت تراجع رسول الله وتجادله ..وفي كل مرّة يقول عليه الصلاة والسلام
ما أراك إلاو قد حرمتي عليه .. كان الله في عونها
..كيف بمن تحب الله ورسوله وتحب زوجها وبيتها وتحرص على دينها يكون أمرها كذلك
فخرجت من عند رسول الله،، وقد ضاقت عليها الدنيا بما رحبت
وسدت جميع الطرق أمامها
خرجت باكية شاكية أمرها الى الله
وداعية ربها السميع القريب ..اللهم إني أشكوا أليك مانزل بي ..!!
ومتيقّنة أن لا منجا من أمرها ولا ملجأ إلا لله
فأستجاب الله لهذه الأمة دعواها فهبط الأمين جبريل على قلب رسول الأنسانية محمد صلى الله عليه وسلم
بهذه الآيات العظيمة





نعم فكانت بهذه الآيات الكريمة قد أنهت آلام هذه الأمة الطيبة عالية القدر وبيّنت أن للمرأة المسلمة قدر عظيم عند خالقها وباريها ..وإلا لما كان قرآننا يتلى وقانونا سماويا حكما"- فصلا"- في مثل هذه الخلافات الزوجية..
وتكملة قصّتهما يا أخوتنا في بيت العرب والوفاء
أن رسول الله قد وضّح لها ماهية الكفّارة التي يقدمها بين يديه للتكفير عن جرمه وتقصيره ..فأمرها أن يعتق زوجها رقبة فقالت له بأنه لايجد فأمرها أن يصوم شهرين متتابعين فقالت إنه شيخ عاجز ..فأمرها بأطعام ستين مسكينا"- فتعذرت منه بأنه لايملك ..
فأعانه عليه الصلاة والسلام بعرق من التمر فقالت يارسول الله وأنا سأعينه بعرق آخر
سادتي الأفاضل
أن قرآننا نزل به الأمين جبريل على صدر نبينا الكريم يحمل في طيّاته حكما"- من الله بحادثة بين زوجين في الدنيا لم يكونا أنبياء أو ملوكا"-
بل كنّ فقراء لم يملكا قوت يومهما وعندهم عيال
فأرتفع الأيمان بأهله
ووفيّ الصابرون المحتسبون من أهل الأحسان جزاؤهم وأجرهم بغير حساب
وشكرا"- لكم
لاتنسوني من صالح دعائكم
أخوكم
 

المواضيع المشابهة

#3
رد: من فوق سبع سموات سمع الله شكواها

[QUO TE=طوق الياسمين;10867]
[/QUOTE]
شكرا على هذا المرور
احترامي وتقديري