رووايات عالميه بترجمه عربيه

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.7bal3rab.com/vb/backgrounds/21.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
روايات كتبها كبار الروائين
وترجمتها للعربيه
اللى يحب الروايات الطويله يحضر مشروبه
شاى - قهوه والبوب كورن(البوشار) ويعمل حسابى معه ويتفضل
يلا نبدأ

الروايه الاولى
عده أجزاء
سارق الذكريات

ليندسى أرمسترونغ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

1 - عناق الغريب

بدت صخرة العشاق كبيرة تمتد فى البحر بين شاطئين , احدهما طويل ابيض بينما يستدير الاخر حول خليج ضغير مكتمل عبر الطريق تناثرت منازل , لاترى معظم اصحابها سوى فى اوقات العطلة .
من مبنى مؤلف من اربعة طبقات مواجه لصخرة العشاق خطت كولين فوربز نحو الصباح المشرق ...... كانت فى الثانية والعشرين لها شعر اسود لماع يلامس كتفيها , عينان زرقاوان رمادتيان , ووجه كلاسيكى الجمال . انقذه من مظهر التكبر ثغر جميل وابتسامة عريضة .
كانت ترتدى ثوب سباحة بلون اخضر زمردى من قطعة واحدة تحت بلوزة بيضاء فبرزت معالم جسدها النحيل بدون افراط وقفت وفى يدها منشفة زرقاء ناعمة تحدق طويلا الى البحر ...... وتتلفت حولها انها وحدها ..... فتنفست عميقا واسترخت ليس هناك عطلة مدرسية ولا اعياد ليكثر الناس فى هذه القرية الساحلية الضغيرة الواقعة على نهر ( كلارنس ) .
بدا الارتياح على وجه كولين فيما كانت تنزل السلم الحجرى الشديد الانحدار المتلوى باتجاه الشاطئ حيث رمت اشياءها على الرمال وسارت نحو الامواج .
كانت المياه جميلة منعشة القت بجسدها فى اليم وعلى مسافة منها كانت مجموعة دلافين تلعب فى المياء .
سحبت نفسها من بين الامواج الخفيفة الهادئة بعد حوالى النضف ساعة , ابعدت الشعر الاسود المبلل عن ووجهها وجبينها ونظرت الى البحر خلفها كان يمتد الى البعيد نحو الافق وكأنه فراش حريرى ازرق شاحب متموج جرح جماله قلبها , لكنها تذكرت ان قلبها سربع التقلب والتاثر ولهذا آثرت العزلة تريد ان تقرأ مافيه .
فى هذا الوقت بالذات استرعت انتباهها صخرة العشاق وقررت ان تستكشفها , كان عليها ان تعبر كثيبا رمليا , وما ان وصلت حتى رأت مايسميه السكان المحليون صخرة العشاق انها قبة خضراء ناعمة معشوشبة يحيط بها رف صخرى مسطح تشكل حدا مابين التلة الرملية الضيقة والاجمة المنخفضة من الشجيرات حيث تقع .

وقفت عدة دقائق متدردة بين السير حول الرف الصخرى المنبسط الحى حيث احتشد النورس ليستمتع بالمد المرتفع وبين التوجه فورا الى الوسط ولكن واقع انها لاترتدى حذاء حسم المسالة واختارت الطريق الى الوسط فسارت بحذر وترقب . فجاة ترنحت وسقطت ارض مطلقة صيحة الم حادة اتسعت عيناها رهبة حين وجدت شظية خشب قد انغرزت بعمق فى كعب قدمها فحاولت اقتلاعها بجلد وثبات ولكن الشظية انكسرت وبقى جزء منها تنهدة ساخطة وقررت التنقل على قدم واحدة حتى المنزل حيث تملك ملقط شعر تستطيع بمساعدته اقتلاع الشظية . آلمها السير على اصابع قدمها المصابة فصارت تمشى بضع خطوات ثم تجلس لترتاح متمتة
- اوه ...اللعنة ...... هذا امر سخيف
ثم تعود للسير مجددا وسرعان ماتنهار من الالم فجاة برز من بين الشجيرات رجل يحمل سلة وقصبة لصيد السمك فشهقت :
- اوه .....
فوجئ الرجل بها فوضع حمله على الارض وتوجه اليها , فصاحت :
- لقد ارعبتنى
قال الغريب موافقا بالتواء فمه :
- هذا مايبدو.... دعينى اساعدك لن اؤذيك ...... ثقى بى
وجدت كولين نفسها تبتسم قليلا :
- ليت الامر هكذا فقط ان قدمى يشلها الالم , ولا اظن ان معك ملقط شعر ؟
لاشك انها تمازحه فهو لايرتدى سوى بنطلون قصير ومن المستحيل ان يحمل معه شيئا كهذا , لاحظت بسرعة انه قوية البنية عريض الكتفين وقد وقف امامها وفى عينيه بريق التقدير والاعجاب وهو يحدق الى قدها الرشيق وثوب السباحة الاخضر الذى يلف جسدها تحت بلوزتها المبللة , فى نظرته شئ ما أسرها لفترة وجيزة , ابتسم لها فتجعدة زاويتا بجذابية جعلتها تشهق دون توقع منها , وقال :
- ليس فى جيبى ملقط شعر , لكن قد يكون معى شئ آخر فى علبة الاسعاف ...... لنر
ركع الى جانبها وامسك بقدمها , فأحست بقشعريرة غريبة وهى تتفحص خطوط ظهره القوى الاسمر الذى كان يديره اليها
سألت :
- هل ترى شيئا ؟
انزل قدمها بلطف
- اجل ........ هل يمكنك السير ام احملك ؟
ضحكت :
- لست خفيفة الوزن ...... لكن هل يمكننى التوكأ عليك ؟

قال بسهولة :
- طبعا .....
لف ذراعيه بسهولة حول خصرها ورفعها بحركة مرنة , وحاولت الاحتجاج ولكنه نظر اليها وقد ملأت ابتسامة كبيرة عينيه اللوزيتين فوجدت نفسها تبتسم هى الاخرى كطفل وضع ثقته بمن يحمله وقالت :
- وماذا عن اشيائك ؟
- ساعود لاخذها لاحق
دفع الشجيرات بكتفه فادارت وجهها نحو جسده اتقاء الاشواك .... انتابتها رغبة غريبة فى ان تضع خدها على كتفه .... حقا كولين ...... وضحكت فى سرها , وفجاة رفعت وجهها ولكنها تشنجت بشكل ظاهر ...... فسألها :
- مابك ؟
- انت ذاهب فى الاتجاه الخاطئ ...... الطريق من هناك
نظر الى عينيها الزرقاوين وقال :
- لاحاجة بك الى القلق لن اخطفك
أحست كولين باحمرار وجهها :
- انا ..... ما اعنيه ....... اننى .....
وصممت عاجزة فقال :
- اعرف ماتعنين
عرفت انه يضحك منها فى نفسه , وفيما هى تتصلب امتصاصا قال :
- اننى اخيم على الصخرة , أترين هاقد وصلنا
انزلها على الارض لكنه ابقى ذراعه حولها فوقفت على قدم واحدة تنظر حولها , كانا فى تجويف صخرى ضغير , وكان تحت اقداهما عشب كثسف , وامامهما خيمة كاكية اللون مع مظلة زرقاء متصلة بها وقد ربطت بمجموعة شجيرات قصيرة , راحت تتطلع حولها فاذا بها تشاهد منظرا رائعا للبحر والموج , والساحل الممتد بعيدا الى ما لانهاية ....
صاحت مستغربة :
- آه ...... يالها من فكرة رائعة هل انت هنا منذ مدة طويلة ؟
- منذ بضعة ايام .... ليتك تجلسين
ساعدها فجلست على كرسى قماش تحت المظلة , ثم فتش فى حقيبة ظهر واخرج علبة اسعاف ضغيرة , رفع نظره اليها وابتسامة تتراقص على وجهه قائلا :
- لم اضطر لاستخدام هذا من قبل ... لذا فلست واثقا ... اوه ... اجل ملقط , مطهر , ورباط كل ماتحتاجينه هو قماش سميك لتعضى عليه .
ضحكت :
- اوه ... لا , شكرا ....... ساعتمد على شفتى العليا ..... اعضها , فانا بارعة فى هذا كما قيل لى .
وماهى الا دقائق حتى تلاشت قدرتها على التحمل , وكان قد اخرج شظية بطول انش على الاقل وبراس مددب حاد فيما اغرورقت عيناها بالدموع , ابتلعت ريقها وهى تنظر الى الشظية فى راحة يده ثم مسحت أنفها بظاهر كفها :
- آسفة ...... انا عادة لست ضفيعة كطفلة
اجاب وهو يصب المطهر على قدمها :
- لقد لاحظت انك شجاعة
وضع الرباط الاصق :
- مارأيك بشئ نشربه الان ؟
هزت راسها موافقة فصب قليلا من القهوة من ابريق حافظ للحرارة وأعطاها كوبا , وارتشفت القليل منه فأحست بالدفء يسرى فى جسدها وتنهدت ثم نظرت اليه مبتسمة :
- انت رجل طيب ..... وانا آسفة لانى قد آسأت الظن بك
 
التعديل الأخير:

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

رفع حاجبيه متسائلا :
- من أين لك ان تعرفى ..... أترغبين فى البقاء للغداء ؟
نظرت اليه متسائلا ايضا فاضاف :
- فى سلتى اربع سمكات (شبوط) طازجة وهناك موقد جاهز , مارأيك ؟
قالت ببطء :
- يبدو .... هذا ..... ساحرا
- عظيم , ابقى حيث انت سيدتى ..... سيكون الغداء جاهزا خلال لحظات
جلست كولين فى اشعة الشمس المنخفضة تتمتع بقهوتها , يغمرها مزيج من الاحساس بالابتهال والخيال , وهى تراقب منقذها يحضر الطعام , وقد اشعل موقدا ضغيرا وماهى الا لحظات حتى وكانت سمكات الشبوط تغلى فى الزيت , وفيما هى تراقبه ياخذ بعض الجبن من براد يدوى ويقطعه بسكين حاد , خطر لها ان تمازحه فقالت له :
- ارجو ان التقى بك مرة اخرى اذا انغرزت شظية فى قدمى
هز كتفيه :
- ولكننى ارجو الا تكون شظية كهذه
سألت وهى تميل راسها جانبا :
- هل انت ....... جوال محترف ؟
قلب السمكة قبل ان يرد , ثم رش الجبن فوقها ونظر اليها بعينين خضراوين وهو يقول :
- غالبا ...... لماذا تسألين ؟
- حسنا .... تبدو مكتفيا وكأنك تعيش فى منزلك
- الم تخرجى لتخيمى من قبل ؟
- مرة واحدة , استطاعت أمى ان تجعل المناسبة خليط من رحلة (سفارى ) فاخرة ومن عذاب تدريب لقد جرت بطريقة خاطئة , لم اكن اعرف ان الامر بهذه البساطة .
نظرت حولها كان فى الخيمة اقل مايمكن وجده من معدات : كيس نوم , فراش , وسادة , مجموعة كتب , وكيس ملابس ضغير تحت المظلة بالاضافة الى طاولة مخيم والكرسى الذى تجلس عليه كان هناك قصعة ووعاء طبخ والبراد الضغير النقال , وقنديل فهزات راسها :
- كنا يومها مرهقين بالمعدات بشكل لايصدق
وراحت تتأمل وجهه انه ليس وجه جوال محترف , او على الاقل ليس كما تتصوره ملتحيا مشعث الشعر , والارجع انه .... كيف يمكنها ان تصفه ؟ انه يعطى انطباعا بان صاحبه رجل محنك , يتمتع باكتفاء ذاتى , وناضج جدا , انه وجه رزين منكب على ملاحقة الثراء او ملاحقة جاره الاقرب : السلطة .... او كليهما .
لكن جسده ناعم , قوى , يناسب باناقة , لم يكن ذلك الدمث الانيق , المدلل , المتخم قليلا من العالم الذى تجول فيه . انه رجل قانع ببساطة بالتجوال .
- مابك ؟
اجفلها سؤاله , فانتزعها من افكارها وقد احست انه كان يراقبها , فاجابت وقد علت الحمرة خديها :
- لا شئ ...... نحن لم نتعارف حتى الان ...... اسمى كولين
- كولين ........ يناسبك بطريقة ما
- صحيح ؟ اسم غريب لشخصية غريبة ؟
وضع السمكات فى طبقين , ثم قدم احدهما الى كولين
- حقا ؟ اهكذا تنظرين الى اسمك ؟
ضحكت :
لا ...... مع ان بعضهم يرى هذا ..... فى الواقع انا فخورة باسمى ..... وما اسمك ؟
- جوناش ......... معروفة عادة باسم ناش , وهو اسم غير رومانسية كاسمك
- انه اسم مأخوذ من التوراة
تناولت لقمة من السمك :
- همم .... هذا رائع
- انا مسرور لاعجابك به كولين
اكملا الطعام بصمت للحظان , ثم قالت وفمها ملئ بالطعام :
- الى اين تنوى الذهاب ؟ هل لديك خطط مسبقا ؟ او لعلك تذهب الى حيث صيد السمك ؟
- تبدين وكأنك تحبين ان تفعلى هذا انت ايضا
- انا حقا افكر بهذا ...... قد تكون نقلت لى العدوى .....ماأجمل هذا وابسطه
تساءل :
- آوه ..... يبدو انك تحاولين الهرب من شئ ما
أخرجت لولين شوكة من فمها , ونظرت اليه ولكنه كان مشغولا باكل سمكته وهو جالس على الارض متقاطع الساقين
- لماذا تقول هذا ؟
- تبدين ...... خائبة الامل
وضعت سكينها وشوكتها من يدها باعتناء وقالت ببطء :
- قد يكون هذا صحيح ........ فاتا احس ......كأننى مطوقة . وقد اتيت الى هنا لافكر , ليس سهلا ان لا تفهم نفسك ......... هل احسست بهذا يوما ؟
تاخر فى الاجابة وبدات تحس بالقلق , تصورته يتساءل عما اذا كانت غريبة كاسمها ...... ثم ضحك وتجعدت عيناه بتلك الطريقة الجذابة الآسرة للقلب , وقال :
- لاتنظرى الى بقلق هكذا , انه احساس بشرى , هل هذا بسبب رجل ما ؟
ترددت كولين ثم قالت ببهدوء :
- بل بسبب نفسى ... لماذا يفترض الرجال دائما انهم مسببو المتاعب للنساء ؟
هز كتفيه :
- لا ادرى ... يقال ان هذا يجعل الدنيا تدور
فكرت : لكن ليس دنياى ابدا , هذه هى المشكلة , ثم تنهدت تربت على معدتها شاكرة , وتدفع الطبق الفارغ بعيدا عنها قائلة :
- اتمانع لو ..... لو توقفنا عن الكلام غنى ؟ انه موضوع ممل جدا , ولايستأهل وجبة طعام رائعة
- حسن جدا ...... عن اى شئ ترغبين ان نتحدث ؟
- دعنى اقول لك شيئا , لو لم اتطفل على مخيمك فكيف كنت ستكمل بقية هذا اليوم الرائع ؟ بالمزيد من الصيد ؟
- فيما بعد ..... اجل ......... لكننى الان افضل ان اقضى بضع ساعات متكاسلا وربما فى القراءة , ثم انزل للسباحة , ثم الغوص قرب الصخور للتفتيش عن سرطان للعشاء .... ثم بعد العشاء
وهز كتفيه :
- استمع لبعض الموسيقى على ضوء النجوم , اقرأ المزيد ثم انام
نظرت كولين اليه فاغرة فاها فاكمل :
- ربما ترغبين فى الانضمام الى ؟
- الن .... الن افسد هذا عليك ؟
نظر اليها مفكرا :
- ربما ..... تزيدنها جمالا
قاطعته :
- اعنى ..... اعرف كيف تشعر وانت ترغب حقا فى ان تكون بمفردك .... وبشكل غريب هذا ماكنت اريده اليوم ..... لكن الان ..
وصمتت .... فاكمل قائلا ببساطة :
- لاتفعلى اذن
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#4
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه


كانا يجلسان امام النار , وغطاء مطرز بالنجوم فوقهما , وصوت المحيط حولهما , فى عرض البحر انوار متلالئة ضغيرة تتارجح مع التقاء اسطولين ضغيرين من قوارب الصيد على الطرف الاخر من فم النهر
كانت كولين قد وضعت سترة كبيرة فوق ثوب السباحة ... شعرها مشعث كما لو انه لم يسرحه المشط منذ زمن فقد سبحت مرتين , وريح البحر قد تلاعبت به ... لكن وجهها كان يتوهج فى اشعة النار وكأن اليوم الذى مر بها شئ ثمين جدا .
وهكذا كان بالفعل .... فقد سبحا معا وتحدثا عن كل شئ تحت الشمس الا عن نفسيهما , ثم علمها مبادئ الغطس تحت الماء , وأفتتنت بما تعلمت حتى انها أهتمت كثيرا بعملية طهو ثلاثة سراطين منكودة الحظ التقطاها.

كان العشاء وجبة لذيذة , سرطان , بعض الهليون المعلب , سلطة بطاطا معلبة كذلك لكن مع خس طازج وطماطم من البراد الضغير النقال , بعض الجبن والبسكويت كنهاية للعشاء , ثم جمعا معا الحطب لنار المخيم وفرش ناش بساطا حيث جلسا يستمعان الى موسيقى موزارت عبر مسجلة تعمل بالبطاريات .
نظرت اليه وهو متمدد يستند الى مرفقه يحتسى القهوة , كانت قد عرفت فى النهار انه دائما يتاخر فى الرد , أصبحت تعرف اشياء لاباس بها عنه , وأهمها انه يحيط نفسه بهالة من التحفظ , تبقى مسافة بينه وبين الاخرين , ثم هناك دائما وميض تسلية فى عينيه اللوزيتين وكان يمكن لهذا ان يثير اعصابها , لكن لم يحصل هذا ابد , اما ماتبقى فقد عرفت من حديثه وطريقة كلامه انه مثقف جيدا , وقد اخبرها انه فى السابعة والثلاثين ردا على سؤالها , ثم قدر عمرها فاصاب , وقال لها انه سافر الى اماكن بعيدة , وانه نشأة فى فيكتوريا
قالت له :
- اخبرنى عن كل الاماكن التى زرتها
- اماكن كهذه ... ام مدن ؟
- مثل هذه ........ فانا لا اتصورك تستمتع بالمدن
نظر اليها :
- سرعان ما تضجرين من البرية كولين
تنهدت تحرك القهوة فى كوبها :
- اعتقد هذا........ انها مسالة استغناء عن الناس اليس كذلك ؟ كيف تتمكن من هذا ؟ أكان الدرب قاسيا طويلا قبل .......ان يحدث هذا ؟
- ولماذا تفترضين اننى اود الاستغناء عن الناس ؟
- لست ادرى ...... شئ فى حياتك ...... وانت قلت لى انك جوال , وهذا يعنى شخصا لايحتاج كثيرا للناس من حوله
صمت يحدق الى النار ... ثم قال :
- لست محقة كليا فانا احتاج ...... الناس
- اتعنى النساء ؟
ارتفعت عيناه اللوزتيان اليها :
- من وقت لاخر؟
قالت بجفاء :
- ولكنها حاجة جسدية .... اليس كذلك ؟ لا حاجة روحية
قال :
- هذه مسالة تتوقف على اشياء كثيرة ... فاذا كانت الامرين معا , فهى بكل تاكيد اكثر من حاجة جسدية , الم يحدث معك مثل هذا من قبل ؟
- الامر .....
وصمتت تعض شفتها , ثم رفعت كتفها فى أشارة قلق غريبة , ثم ابتسمت لتضيف :
- انا مشغولة الافكار قليلا فى هذا الموضوع
- لكن ........ لست عديمة الخبرة ابدا
اشاحت وجهها عنه ثم اعادت النظر اليه
- لا
حدق الى عينيها بشدة , حتى اخفضت رموشها على عينيها الزرقاوين المخضرتين ثم قال اخيرا :
- اترغبين فى المزيد من القهوة ؟
علقت تنهيدة ارتياح فى حلقها , وهزت راسها بصمت , اعطته الكوب لكنها لم تستطع منع نفسها من النظر اليه وهو ينحنى فوق النار ليجلب ابريق القهوة , كان هو كذلك يرتدى سترة بحار قديمة فوق سرواله القصير , شعره الاشقر الكثيف مشعث وقد علق به الملح , وادركت فى لمحة احساس مفاجئ خطفت انفاسها , انها تحس بوجود هذا الرجل كما لم تشعر قط والواقع ان هذا الاحساس كان ينمو طوال النهار وكأنه شوق سرى ولكنه شوق بلا تفسير وهو الى ذلك محرج بشكل لايصدق .
ثم احست به يقف امامها , يقدم لها كوب القهوة فاخذته منه بيدين مرتجفتين فجاة ووضعته على الارض , انما ليس قبل ان تسكب القليل منه وتحرق اصابعها .
قالت بطريقة مفككة , مسرعة :
- انا ....... انا ...... بعد هذا ........ يجب ان اذهب ...... حقا لاشك ان الوقت متاخر جدا
لم تجرؤ على رفع بصرها اليه , واحست بخفقان بائس فى قلبها . لكن صوته كان هادئا رزينا حين قال :
- لماذا لاتبقين هنا كولين ؟
أجفلتها الصدمة لحظات , ثم قالت عن غير تفكير:
- ماذا ...... لماذا ؟
- ظننتك تعرفين .... ظننت نفسى اؤثر فيك كما تؤثرين فى ؟
رفعت نظراتها اليه :
- وهل هذا صحيح ؟ لم اكن اعرف ........
صمت تعلق سفتيها فاجاب بسرعة :
- أجل ...... انت تؤثرين فى
ومد يده
أمسكتها ببطء وتركته يوقفها على قدميها , ثم همست وقد توردت وجنتاها :
- كيف عرفت ؟ انا لم ...... وهل انا شفافة لهذه الدرجة ؟
لف اصابعه حول معصمها :
- وهل الامر مهم ؟
وضع يده الاخرى تحت ذقنها وأدار وجهها اليه :
- أيجب ان تخفى هذا ؟
تمتمت :
- لكنك تمكنت من اخفاءه
- هذا لاننى لم ارغب فى اخافتك ...... ولو كنت تذكرين تساءلت كثيرا عنى
- اعرف .....
- والان ؟
رفرفت جفنيها بحيرة :
- الان ؟ أيمكن لهذا ان يحدث هكذا ؟ أحس اننى احلم
رفعت اصابعه ذقنها
- يمكن ان يحدث كما ترغبين كولين
حبست انفاسها :
- ماذا ....... تعنى ؟ انا لا ....... انا لاافهم ؟
- اعنى ........ ان بمقدورك ان تقول لى ماذا تريدين وسافعل او بامكانك .... بامكاننا التحدث ......او ...... يمكن ان نستغنى عن الكلمات ....... الامر عائد اليك
انزل يده عن ذقنها ووقف ينظر اليها , ارتجفت كولين من راسها حتى اخمص قدميها , وارتفعت يداها من غير وعى منها وعقدتهما لتبد بقول شئ , لكنها امتنعت بارادتها الكاملة , وهذا ماستذكره الى الابد . تحركت الى مابين ذراعيه .
كان عناقا طويلا بطيئا لايشبه شيئا عرفته من قبل , تعانقا وذابا معا , كانت نبضاتها تخفق بنغم رتيب مهتاج , ثم عادا الى العناق بجوع غريب .
امسك بيديها خلف عنقه ونظر الى عينيها بارتباك , بحركة غير واعية آرخت تشابك اصابعها لتتمكن من الغبث بالخاتم الذى كان عادة فى اصبعها اليمنى .
كان هذا كاطلاق النار .... انزلت ذراعيها من عنقه وهمست بصوت مدمر وقد امتقع وجهها :
- ماذا افعل ؟ لابد اننى جننت .....آه ........ ارجوك دعنى اذهب
نظر اليها بثبات فترة بدت عمرا ........ وضاقت عيناه بسخرية
فتمتمت :
- انت لاتف.......تفهم .... انا نخطوبة ........ وكل ترتيبات الزواج تامة
اجفلتها ابتسامته وقالت :
- لا ادرى ماذا تظن بى
تركها وارتد الى الوراء , قال ببرود :
- كان علينا ان نتحدث اولا لكن مازلا بامكاننا ان نتكلم لو أحببت
وضعت يدها على فمها واكتشفت ان الدموع على خديها ..... فظاعة ماكادت تقدم عليه مع فظاعة محاولة ان تشرح غمرتها بموجة سوداء من اليأس فارتدت على عقبيها لتبدا الركض , لم تكن متاكدة انه يلحق بها وبعد ان خفت الظلمة امامها ارتدت لتعرف السبب فاذا بها ترى نور مصباح يدوى يتحرك خلفها , وأدركت انها فقدت كل احساس بالاتجاه , ولاتعرف الى اين تذهب , فابتلعت ريقها وتنفست بعمق .
لقد تاخر الوقت , سمعته يناديها وقد تلاعب نور المصباح عليها , وقفت مسمرة وكأنها التمثال عندما دنا منها تساءلت بخوف عما ينوى ان يغعل , لاشك انه غاضب .
حين توقف أمامها , كان الذى راته يعتم عينيه هو الغضب , قال ببرود :
- انت مجنونة
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#5
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

مجنونة
- اعرف ..... لكن ارجوك لا
- لا .... ماذا ؟ انا لا اخذ من المراة شيئا بالقوة .... فى هذه اللحظات بالذات لااستطيع التفكير فى هذا ياحلوتى , فاطمئنى بالا
حدجها بنظراته الساخرة من راسها الى اخمص قدميها فتوردت وصرت على اسنانها :
- اذن ..... لماذا لحقت بى ؟
- لانك قد تدقين عنقك , وهذا الامر لن استطيع اصلاحه بسهولة كما حدث مع الشظية وثمة اسباب خاصة تجعلنى لا ارغب فى ان تدقى عنقك ..... اشعر باننى مدين بهذا لخطبيك
أغمضت عينيها وابتلعت ريقها عدة مرات , ثم قالت ببطء :
- حسنا جدا ....... هل ارشدتنى الى الطريق ..... فانا ضائعة
كانت رحلة غريبة صامتة , وتنفست ساخطة حين ادركت انها لم تكن بعيدة كثيرا حين لحق بها
قالت فجاة :
- شكرا لك ..... استطيع تدبرامر نفسى من هنا
لوح بالمشعل ثم تركه يسكب نوره على سيارة لاندروفر متوقفة هناك , وقال فجاة ايضا :
- هذا لى اذا كان طريقك بعيدا , فلا تتظاهرى بالبطولة لن تعرفى ابدا ماقد يواجهك فى مثل هذاالوقت من الليل ربما تواجهين رجلا غير متفهم مثلى
خنفت العبرة التى ارتفعت الى حلقها , واشارت الى الطريق :
- المكان قريب هناك ....... صدقا
تفرس فيها , ثم هز كتفيه وارتد مبتعدا :
- وداعنا اذن ....... كان لقاؤنا ....... مثيرا للاهتمام
ذبلت ببؤس امام سخريته :
- انا ....... آسفة ..... انا ..
ثم صمتت وهى ترتعش فعقدت ذراعيها حول صدرها :
- انا .... آوه مازلت ارتدى سترتك ........ هاك .....
ارتد قليلا :
- فلتبق معك
ترددت وتكورت شفتاها لتقول شيئا او ربما لتلفظ باسمه متوسلة , ولكنه سارا مبتعدا عنها حيث ابتلعه الظلام , ولم تعد ترى منه سوى نقطة الضوء التى يلقيها مصباحه , راقبته حتى غاب عن ناظريها ثم ارتدت مبتعدة لتتابع الطريق الى المنزل , ولكنها لم تنم حتى ساعات الفجر الاولى , وكان نوما قلقا مضنيا يغزوه احساس غريب بالشؤم , حين اخرجت نفسها اخيرا منه سارعت مترددة الى الشرفة , فاحست ان ذلك الاحساس المشؤم قد تحقق


الى اللقاء فى الجزء الثانى ان شاء الله
منقول
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#6
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

رواية مشوقة و سرد لأحداثها بطريقة سلسة و مؤثرة..شكرا لك غاليتنا على تقديم جزء منها لنا و أتمنى أن تكتمل فصولها هنا..سلمت يداك:hh14 :tnx
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#7
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

بعد سته اسابيع من هذا , تسلقت كولين آخر بضع درجات باتجاه باب دارها تبحث بياس عن المفتاح , ثم دخات كالعاصفة لترد على رنين الهاتف الحاد وتقول مقطوعة الانفاس :
- آلو ؟
- كولين ؟ اهذه انت ياحبيبتى ؟
- اجل امى لقد وصلت لتوى وقد سمعت الهاتف يرن وانا اقطع الممر الخارجى
- كنت ساحاول مرة ثالثة , أكان يومك حافلا ؟
كشرت كولين :
- بل كان تافها .... ماذا تفعلين وابى هذا المساء ؟
- نقيم حفل عشاء
انزلت كولين حقيبة يدها من كتفها , وانتزعت قرطها :
- آه
قالت امها باشراق :
- اجل ..... المدعو شريك عمل لوالدك ....... انه رجل مثير للاهتمام .......نتمنى لو تاتى ......... ولهذا اتصلت بك
نظرت كولين الى ساعتها وقالت على مضض
- امى ........ تاخر الوقت قليلا ........ ولا احس برغبة للاجتماعات
قالت تيسا فوربز بقلق :
- حبيبتى .......منذ عدت من رحلتك الغامضة الى ( نيو ساوث وايلز) وانت فى مزاج غريب ....... فهل من خطب ؟ هل هناك ماترغبين فى البوح به ؟ لن اضغط عليك , انما ..... الغاء موعد الزفاف مثلا , صحيح اننى لا اريد منك ان تتزوجى الا اذا كنت واثقة كل الثقة ........ لكن ........ هل فعل لوكاس
قاطعتها كولين :
- لاشأن للوكاس بالامر ....... بل اشعر اننى ........ لست ادرى .......... ولا اعرف كبف اصف ما احس به ..... قلقة
كانت نبرة صوتها غريبة ملؤها المرارة , فسألت الام :
- وهل حدث ما يجعلك تشعرين هكذا ؟
فكرت كولين : اجل ليتنى استطيع ان انسى
قالت بقلق :
- لست فى الواقع
تسألت لماذا لا تستطيع الافضاء لامها بمقابلتها لذلك الرجل الذى تعلق به قلبها
قالت تيسا ولو بشئ من القلق :
- حسنا اذن ......... لقد احسنت عملا ......... ومن حسن الحظ ان لوكاس صبور جدا
- عندما يكون مرشحا للزواج بوريثة ثروة فوربز يمكنه تحمل الصبر
صمتت امها فترة طويلة , ثم قالت بشئ من الارتباك لا يشئ من الزجر
- حبيبتى ......... ليس لوكاس هكذا ...... كما تصفين
اغمضت كولين عينيها :
- لا ....... لا ....... انه ليس كما وصفت ....... ماكان على ان اقول هذا
- كولين لماذا لاتاتين الليلة على العشاء ؟ ستكون مناسبة للتغير من الضجر ...... على الاقل
تنهدت كولين :
- انا ........ حسن جدا
كانت الساعة قبل السابعة والنصف حينا أوقفت كولين سيارتها الضغيرة الرياضية تحت قنطرة المنزل الرائع الذى طالما اعتبرته بيتها , يقع منزل والدها على حنية من حنايا نهر ( نيراغ ) وهو عزبة اراضيها واسعة , جلست للحظات تحدق امامها ثم ترجلت من السيارة تنفض تنورتها , كان فستانها بلون اللافندر الازرق , بلوزته دقيقة التثنية , وتنورته ملتصقة ومع ذلك فيها ياردات من القماش الناعم , كان كتفاها ترتفعان برقة , ولم يكن يزين عنقها شئ اما الحلية الوحيدة التى تتزين بها فخاتم خطوبتها الالماسى , كان شعرها الاسود منسدلا ليغطى كتفيها , وكانت قد امضت بضع دقائق زائدة لتعتنى قليلا بوجهها , والنتيجة رائعة لكنها دون المطلوب .

حياها ستايسى مستقبلا عند الباب كما كان يستقبل الجميع فلانت تعابير وجهها , فستايسى هو فرد من افراد منزل فوربز كان هو ووالدها جندين نظاميين , ويعرفان بعضهما البعض منذ تخرج والدها من الكلية الحربية الملكية , بينما ترقى سايمون فوربز الى رتبة مايجور جنرال واصبح يحمل رتبة فارس ظل ستايسى قانعا بان يكون مرافقا له .
ما ان تقاعد السيد سايمون من الجبش , ليصب اهتمامه على رعاية الاعمال العائلية حتى انتقل ستايسى معه الى منزله وقام بعدة ادوار مختلفة , حارس شخصى . سائق مثلا ... وكان من الصعب تصور العائلة بدون ستايسى , حيا كولين بحرارة وقال لها ان والديها ينتظرانها فى غرفة الجلوس .
كانت غرفة عظيمة فيها سجاد عاجى اللون , ومقاعد مفروشة بقماش عاجى ايضا , ومقاعد عادية ذات لون اخضر ناعم فيها اطارات مطرزة وقوائم محفورة انها غرفة تجعل المرء يلتقط انفاسه , وهذا مافعلته كولين , لكن لسبب مختلف فقد رأت وهى واقفة عند العتبة والديها يقفان على الشرفة خلف الغرفة متشابكى الاذراع وامها تضع راسها على كتف ابيها .
أحست بقلبها يخفق بحدة لرؤية الشخصين اللذين تحبهما اكثر من أى شئ فى الدنيا الشخصين اللذين هما اكبر من الوالدين التقليديين , ربيها باهتمام كبير وحب كثير , والدها لطيف مثقف , وامها ذكية محبة , التفتت امها فلما شاهدتها لمعت عيناها بحرارة , لكن كولين لاحظت وهى تتقدم لتقبلهما ان والدها يبدوا متعبا , فقالت بلهفة :
- أبى ....... ماذا كنت تفعل ؟ تبدوا وكأنك ........
سألها مبتسما:
- عجوزا ؟ انا اتقدم فعلا فى السن ياحبيبتى........ اترغبين فى شراب ما ؟
- شكرا ... لكننى لم اقصد .....
وصمتت تتقبل كوب عصير من والدها , ثم رن جرس الباب بنغم موسيقى , ادركت ان لا فكرة لديها عما من يقيم والدها الحفلة على شرفه
- على فكرة..... من ........
ظهر ستايسى فى الباب متمتما :
- السيد مودراون ....... ياسيدى
تنحى جانبا ليدخل رجل طويل اشقر الى الغرفة , فى الوقت ذاته كادت كولين تشرق بشرابها
لايمكن هذا ..... انها لاتصدق ......سعلت وارتدت مبتعدة فسارعت امها محاولة ربت ظهرها ....... آه ...... يالله
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#8
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

- لا ....... انا بخير
ارتدت على مضض كبير فرأت والدها مادا يده لاستقبال ضيفه , اما جوناش مودراون فكان ينظر اليها مبتسما ابتسامة خفيفة ولكن فى عينيه نظرة سخرية ثم تلاشت تلك البسمة وتلك النظرة حين التفت اليه والدها وقال بطريقتة الوقور القديمة الطراز :
- اهلا بك فى منزلنا ناش , هل لى ان اقدم لك زوجتى .... تيسا , وابنتنا ...... كولين , اؤكد لك انها غير معتادة على استقبال الضيوف بهذه الطريقة .
ابتسم بخبث ثم سأل كولين :
- هل انت بخير الان ....... حبى ؟
- بخير .......
ولكنها وجدت ان عضلات حنجرتها متشنجة , مدت يدها كما فعلت امها ولكنها لم تستطيع النظر اليه , وقالت :
- كيف حالك ؟
ماتخشاه قادم لاشك انه سيقول : لقد سبق ان تقابلنا او انها وقعت ارضا فى المرة الاخيرة التى حيتنى فيها .
لكن ناش مودراون لم يردد شئ من ما تخيلته , بل اكتفى بان امسك يدها حتى اضطرت الى رفع بصرها اليه ثم قال :
- ياله من اسم غريب ... كيف حالك كولين ؟
فيما كان جزء منها يتنفس الصعداء , كان جزء آخر يجد نفسه فى بؤرة من المشاعر المختلفة التى تتحدى كل الوصف , مع ان السخط المرير كان احد هذه المشاعر وكانت تشعر به خاصة عندما تستقر العينان اللوزيتان الساخرتان على وجهها .
قالت الام :
- انه غريب فعلا ...... اليس كذلك ؟ اسمها فى الواقع كلودالين , لكننى الوحيدة التى لاتختصره , وقد ظللت عدة سنين اقول ان الاسم بدائى ولكننى لم اجد قط معناه
قال ناش وكأنه لم يسمع كل هذا من قبل :
- حقا ؟
ابتسمت تيسا ودست ذراعه بذراعها بطبيعية :
- اجل ...... حقا ....... والان تعال ......... دعنى اقدم لك شرابا
راقبتهما كولين وهما يبتعدان , راسه محنى باهتمام نحو امها , اغمضت عينيها
قال ناش مودراون بعدما عادوا الى غرفة الجلوس لتناول القهوة بعد العشاء :
- كان عشاء لذيذا لايدى فوربز
فكرت كولين بجفاء : لا لم يكن لذيذا واخذت تعبث بخاتم الخطوبة وتضغى بنصف انتباه الى الحديث , كان الطعام فى فمها كنشارة الخشب , ولن تصدق ان هذا ليس كابوسا يتراءى لها ..... جوال محترف .... هه ؟
نظرت الى الاريكة التى تتشاركها امها مع الضيف , بدا وكأنه فى منزله , وكأنما بذلة العشاء السوداء صنعت خصيصا له , وهذا ماهو صحيح على الارجح , ومقدمة قميصه الابيص الناصع مكوى ومنشى , شعره الاشقر الكثيف ناعم ومرتب , بدا وكأنه اى شئ سياسى ناجح او قطب من اقطاب المناجم , اى شئ الا جوال محترف قانع بالسفر الى البعيد هاربا من الاضواء والثروة .....آه ........ كولين ... ما اشد غبائك فكرى انك فى الاسابيع الستة الاخيرة كنت تعيسة كل التعاسة وتتساءلين بالفعل عما اذا كان يجب عليك ان ترمى كل شئ من اجله , من اجل اسبوع او سنة او اى مدة كان يريدك فيها .
خرجت من افكارها المؤلمة منتفضة لترى ان امها تنظر اليها باستغراب , فقالت بهدوء :
- انا آسفة ....... كنت احلم
قالت الام :
- كنت اخبر ناش عن لوكاس
تقوقعت كولين من الداخل , ولكنها تمكنت من التقاء النظرة اللوزية بهدوء وسمعته يتمتم :
- لك افضل تمنياتى
فى صوته سخرية لم يلاحظها احد الا كولين :
- شكر لك
- ومتى اليوم الكبير ؟
سارعت الام تقول قبل ان تتمكن كولين من الرد :
- لم نقرر حتى الان
ابتسم لكولين ورفع حاجبيه متسائلا :
- آوه
ارتد راسه عن تيسا فوربز وكان فيه الكثير من الوقاحة . فعضت كولين شفتها وكبحت رغبة فى النهوض لتصفعه
اضاف :
- حسنا جدا , هذا من حق السيدة كما اعتقد
قالت تيسا بحبور :
- لاتشجعها ..... قل هل انت متزوج ؟
- لا
قالت والدة كوالين بصراحتها المعهودة :
- الان ...... هذا مايدهشنى ....... اعنى انك استطعت المرواغة , ظننت ان الفتيات يقفن فى الصف انتظارا لهذا الشرف , ولكن كثيرا ما اخطى فى مثل هذه الامور , اليس كذلك سايمون ؟
قال السيد سايمون ممازحا :
- اعتقد ان هذا هو سبب اختيارك لى
- بالتاكيد ولكننى اخترت افضل رجل
تحركت كولين بقلق فى مقعدها , لكن ناش مورداون ضحك وتابع الحديث بسهولة , مع ان من يعرفها جيدا يعرف انها هادئة على غبر عادة , تابع لعبة الادعاء بانه لايعرفها بشكل رائع , ولكن نظرات غريبة كانت تتحدث كثيرا اليها , لو يظهر اى دليل على اضطرابه لصمتها الذى لم تكن قادرة على الخروج منه , فى الواقع كان الضيف المثالى يظهر الاهتمام بحياة والدها العسكرية , عارفا بامورفن عصر النهضة الذى هو هوس امها .
ماصدم كولين انه لم يجرى اى نقاش على صعيد العمل لكنها تعرف ان اباها مستمسك بالنظرة القديمة الطرازالتى تقول ان على الرجل عدم مناقشة مثل هذه الامور امام السيدات , وهذا ما كان مثار غضبة زوجته وابته عادة .
لكن الضربة القاضية حلت حين تحرك ناش مودراون ليغادر , فقد امسك يده وترك عينيه تتجولان عليها من راسها الى اخمص قدميها .
قالت كولين لامها فيما كان ابوها يرافق الضيف الى سيارته :
- لا افهم ....... من هو ؟
ردت تيسا مفكرة :
- رجل فى غاية الثراء
وتنهدت بطريقة غير عادية
- وماذا فى هذا ؟
املت كولين الا تنتبه امها للسخرية التى بدت فى كلامها لكنه امل ضائع فقد غاصت تيسا فى مقعد
- لايعجبك .... اجد هذا غريبا ؟
تحركت كولين بقلق :
- وهل هذا مهم ؟ انا ..........
صمتت قليلا ثم اردفت باسف :
- كان على البقاء فى منزلى ...... لم اقصد ان اكون فظة مع ضيفكما ....... لو عرفت المزيد عنه .....
وجلست صامتة فسألها والدها وقد عاد الى الغرفة :
- عن ناش مودراون ؟ وماذا تريدين من معلومات عته ؟
قالت عاجزة :
- حسنا ........ اى نوع من الشريك هو ....... ومنذ متى تعرفه .......... ولماذا ؟
قاطعها بابتسامة متوترة :
- انه يتراس عدة مجموعة ضخمة من الشركات , لواحدة منها علاقة وطيدة بعملى , لم اعرفه منذ مدة طويلة مع انه مشهور ليس فقط بسبب صيته الذائع بل بسبب ابيه ......... ويجب ان اعترف انه اعجبنى
فتحت كولين فاها لتقول انها لم تسمع بالاسم من ذى قبل , لكن شيئا ما فى الطريقة التى ارتد فيها والدها عنها , اوحى لها بانه لاريد الكلام فى هذا الموضوع فترددت وقالت :
- ابى ....... انا آسفة
ارتد اليها ونظر اليها متفهما :
- لاباس عزيزتى فكل منا اخطاؤه
ثم أضاف :
- مارأيك بفنجان ساخن يساعدك على النوم يافتاتى ؟ أظنك بحاجة الى شئ ما قبل ان تذهبى
قادت كولين سيارتها الى منزلها وهى تحس بعقدة الذنب هذا عدا ذكر الغضب والارتباك , كانت غاضبة ليس فقط من ناش مودراون ونظرته المهينة لها , بل من القدر الذى وجد من المناسب رميه لى وجهها هكذا وهو القدر نفسه الذى جعلها من القلائل الذين لم يسمعوا باسم جوناش مودراون او ابيه , وجهت سياتها الى مدخل74102 كراج المجمع السكنى الذى يحوى شقتها واطفأت السيارة ثم اسندت راسها الى ظهرمقعدها وقالت مفكرة لنفسها : اعتقد ان افضل ما افعله هو نسيان كل شئ , لايمكن الغاء ماجرى ..... انسى , وهل نسيت اننى لم اتوقف لحظة عن التفكير فيه فى الاسابيع الستة الماضية ؟ اتظنين ان اكتشافك خداعه قد يغير ماتشعرين به تجاهه
تمتمت بصوت مرتفع :
- ولم لا ؟ فانا لم اتعمد خداعه
صمتت وهى تحس بالتورد المألوف يتصاعد على خديها وهى تفكر فى عناقه الشغوف , ثم صرت على اسنانها فى محاولة منها لاحضار صورة لوكاس الى علقها , لوكاس مديد القامة كناش ولكن جسده انحل وهو ذو عينين رمادتين تومضان بفتنة عندما يتحدث عن حياته العملية التى يحبها بشغف فهو باحث كيمائى .
ولكن مااستطاعت رؤيته فى خيالها عينان لوزتيان باردتان واحساس غريب فى قلبها , وهذه اشارت تعرفها خير معرفة , ترجلت من السيارة بسرعة صافقت الباب خلفها .
فى اليوم التالى تناولت كولين الغداء مع صديقتها فيوليتا آشلى المعروفة باسم (ليتا ) , كانتا فى المدرسة معا لكن فيوليتا متزوجة الان بمهندس يعمل احيانا مع قسم الديكور الداخلى فى المؤسسة التى تعمل كولين فيها . بعد التحيات المعتادة والسؤال عن المنزل الذى تبنيه ليتا ونويل سمعت كولين نفسها تقول :
- ليتا , هل سمعت بشخص اسمه جوناش مودراون ؟
ضاقت عينا ليتا مفكرة :
- ومن لم يسمع به ؟
عبست كولين :
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#10
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

- انا ..... علمت ان والده شهير ايضا
- اجل ....... ريتشارد مودراون , كان سائق سيارت سباق شهير وكان لا منازع له وقد بدد ثروة العائلة عدة مرات , وكان من حسن حظه ان رزق بابن تمكن من استرداد الثروة , خاصة بعد هرب الاب مع صديقته وزواجه بها
رفرفت كولين عينيها عدة مرات :
- كررى ما قلت ؟
ابتسمت ليتا :
- اين كنت طوال هذه السنوات ؟
ردت كولين صادقة :
- لا استطيع تصور هذا ........ اننى اكره سباق السيارات ولعله السبب الذى جعلنى لا اسمع به
- حسنا ...... بوصفى زوجة مجنون سيارات فانا انسب شخص لاعطيك ماتريدين من معلومات , الوضع ان ريتشارد مودراون كان ينظر بازدراء الى اهتمام عائلتة بالتجارة , فانطلق بعدما ورث ارثه الكبير وهو الابن الوحيد , الى تبديد ثروته على السيارت السريعة والنساء , مع انه كان متزوجا من امراة انجبت له ابنا وهو جوناش بعد موت زوجته اغرم ريتشارد بصديقة ابنه ناش , ومن حسن الحظ ان ريتشارد لم يرث كل ما حققته عائلة مودراون صناعيا عبر السنيين فقد كان له عمة عانس ذات بعد نظر لم تورثه حصتها بل اورثتها لابنه , تقول الروايات ان ناش مودراون ضاعف تلك الثروة الضغيرة اضعافا مضاعفة , واصبح الان اكثر ثراء من ما كان والده يوما , وتمكن من التشامخ عليه وعلى صديقته السابقة التى هى الآن زوجة ابيه
صمتت ليتا قليلا ثم قالت بلطف :
منتديات ليلاس
- حبيبتى ..... ستدخل فمك ذبابة ان بقيت فاغرة فاهك هكذا
اقفلت كولين فمها ثم سألتها ليتا :
- أخبرينى ...... لماذ يأسر كل هذا اهتمامك ؟
- انا ........ انا ...... التقيته مؤخرا .......... هذا كل شئ
ابتسمت ليتا :
- اعتقد على الرغم من الاختلاف البين بين الاب وابنه ان بينهما شيئا واحد مشترك تاثير مدمرفى النساء
قالت كولين :
- اذن هو يعلق ويهجر ...... اليس كذلك ؟
هز ليتا كتفيها :
- كان فى حياته الكثير من النساء حسب قول الجميع , ولكن لم تتمكن احدهن من ايقاعه فى شباكها ..... كيف التقيت به ؟
رددت ببطء :
- عبر والدى
انهت ليتا قهوتها :
- كيف حال لوكاس ؟
- بخير
تمتمت ليتا :
- عظيم
كانت تهم بقول شئ ما ولكنها غيرت رأيها وقالت :
- ستاتيان معا الى حفلة تدشين منزلنا الجديد , اليس كذلك ؟ لا استطيع تحديد الموعد بالضبط ولكن ذلك سيكون بعد حوالى ستة اسابيع , هذا اذا لم يغير نويا رأيه ويقرر هدمه والبد من جديد
ضحكت كولين :
- لن يفعل هذا ...
- صدقينى عزيزتى انه مهوس بجعله منزلا كاملا
قالت كولين بحرارة :
- وانا اراهن انه سيكون كاملا
نظرت الى ساعتها ثم اضافت مبتسمة :
- حان وقت عودتى الى العمل على اخشى

رفعت ليتا حاجبيها :
- خلتك تحبين عملك
- احبه ........ احبه
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#12
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

كان هناك مزيج غريب من الغضب و التهور والغباء والكراهية واحساس غامض عميق بانها تتصرف على نحو سخيف , وهذه المشاعر جميعها تجمعت وجعلتها عاجزة عن الكلام , لكنها حاولت انتزاع المفتاح من يده وهذه غلطة اخرى .
اطبقت يداه على المفاتيح وقال برقة وعيناه تبرقان خبثا :
- اعصابك .......... اعصابك ........... عزيزتى كولين ....... اتسمحين لمشاعرك دوما بهذا الجموح الحر ؟
احست لبرهة بصعوبة قضوى فى منع نفسها من الاجهاش بالبكاء , ولكن الجهد الشديد تركها مرهقة , فهزت كتفاها واغمضت عيناها , فتحت عينيها بدهشة عند احساسها بذراعيه تلتفان حولها , وانفرجت شفتها بدهشة ولكن لم يخرج منها سوى احتجاج خفيف , ولكن حتى هذا مات حين نظرت الى عينيه نصف المغمضتين ورأت الابتسامة تتراقص على شفتيه , قبل ان يضمها اليه ويخفى وجهه عن نظرها .
ما ان خف ضغط ذراعيه عنها حتى كانت ساقاها ترتعشان وكان عليها تحمل مهانة ايقاء ذراعيه حول كتفيها وهو يدخلها الى المصعد الذى وصل ثم رحل ثم عاد خلال العناق اعطاها المفاتيح وارتد الى المصعد محييا اياها تحية ساخرة ضغيرة , حدقت كولين الى الباب الموصد وسحبت نفسا , ادركت ان احدا استدعى المصعد من فوق وانها للحظات لم تعد تذكر الطابق الذى تقع فيه شقتها . لا ........ لم ابادله العناق ............ لم يكن الامر هكذا .... لقد كان ماكرا ولم اكن مستعدة ........ وهذا ما لن يحدث ثانية .
استيقظت فى منتصف الليل مرتعشة عرقة , ففى حلمها عادت اليها ذكرى ذراعيه حولها , والاحساس به قريها .
فى الصباح عرفت انها تكره ناش مورداون اكثر مما مضى , هذا ان كان من الممكن ان تكرهه اكثر من هذا , تكرهه لانها على الارجح قادر على اثارة الكثير من النساء بخبرته , لكن اكثر ما جعلها تكرهه هو انتقادته المتعلقة بلوكاس , فكرت ببرود : ساقتله من اجل ما قال
امضت الاسبوع مستريحة تقريبا , فى احدى الايام كانت تتصفح صدفة القسم الاقتصادى من صحفية فى محاولة منها لايجاد اعلان عن مزاد علنى قيل لها انه يعرض بعض التحف الاثرية المثيرة للاهتمام , حين لفت نظرها عنوان ضغير يقول ( لغز البهارات ) , كادت لا تقراء المقال ولكنها عادت وقرأته ففيه يتحدث المقال عن مستقبل شركة بهارات كتم اسمها بحذر , عبست وفكرت فى ان هذا يعنى زوال منافس آخر من وجه شركة فوربز .
لكن ماهى الا نصف دقيقة حتى خفق قلبها فجأة بضخب وجف حلقها اذ تذكرت ان والدها بدا متعبا بشكل غريب هذه الايام , ثم تذكرت الطريقة التى كان والداها يتوددان فيها ؟ اجل ...... يتوددان الى جوناش مورداون الرجل الذى له علاقة بالتجارة .
همست بعينين مذعورتين :
- لا ..... آوه .... يالله .... لا .........ارجو الا يكون هذا صحيحا ؟
قالت لوالديها برعب وهى تقف امامهما وهما جالسان جنبا الى جنب فى غرفة جلوسهما الجميلة ذلك المساء يمسكان بايدى بعضهما بعضا :
- لكن..... لماذا لم تخبرانى ؟
قالت تيسا بلطف :
- حبيبتى اردت ان اخبرك , لكن والدك احس ...... لم يرغب فى تحميلك عبء التفكير فى هذا ............. خاصة وانت ........
قاطعتها كولين بمرارة :
- مهتمة بنفسى .......... لابد اننى كنت عمياء ..........آوه ......... سامحانى .......... ابى ......... امى
بعد دقائق عاطفية استعادة كولين رباطة جأشها قليلا وطفق والدها يشرح لها ما حدث
- كان كل شئ تقريبا غلطتى
- ابى
- هذا صحيح كولين لقد تماديت ......... فى بعض الامور ...... وظننت ان شركة فوربز قد تكتفى بالاعتماد على اسمها وسمعتها , ولكن قسما كبيرا من السوق الان , بات فى يد شركات منافسة حديثة تعتمد على الاعلان ....... ومنذ بعض الوقت وانا انفق راسمال الشركة
قالت كولين بسرعة :
- هنالك المنزل ........ وشقتى ......اى شئ
- كولين ......... هذا مانحاول فعله الان , وهذا كل ماتبقى لنسدد ما علينا الى دائنينا لكنه لايفى بالحاجة للخروج من هذا الانهيار بشرف وكرامة
قفزت كولين واقفة :
- لكن .......
قالت امها برقة :
- حاولنا كل شئ حبيبتى ....... الجو المالى ضدنا ..... انما لدينا امل آخير ...... ناش مورداون , لم نخسر كل شئ بعد حبيبتى , لو استطاع والدك اقناعه بتوظيف ما يكفى من مال لوقفت الشركة مجددا على قدميها ولحافظنا على اسمنا
ارتعش صوت كولين :
- كيف ؟ ..... اعنى .......... كيف وصلتم اليه ؟
قال والدها :
- تنتج احدى شركاته زجاجات نستخدمها , والى هذه الشركة ندين بالكثير , وان كان بامكان احد انقاذ شركة فوربز فهو القادر ......... ونحن نأمل ان يبدو له هذا عملية تخفف من خسارت شركته كذلك
تأوهت كولين فقال والدها بلطف :
- حبيبتى
فهمست :
- ليتكما اخبرتمانى بذلك فى تلك الليلة التى جاء فيها الى العشاء
- كانت تلك فكرت امك ..... ظنت ان هذا يقدمنا اليه كعائلة
قالت تيسا بقلق :
- طالما أمنت بسلطة الشخصية على الشكل البارد القاسى ....... واردت اخبار كولين ياسايمون , لكنك لم تسمح لى ...... ارجو يوما ان تدرك ان النساء فى العائلة قادرات على تحمل كل عبء ...
قال السير سايمون وعيناه رقيقتان وهو ينظر الى زوجته :
- ادرك هذا الآن ....... لقد كنت رائعة
ثم ارتد الى ابنته :
 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#14
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

انا ..... علمت ان والده شهير ايضا
- اجل ....... ريتشارد مودراون , كان سائق سيارت سباق شهير وكان لا منازع له وقد بدد ثروة العائلة عدة مرات , وكان من حسن حظه ان رزق بابن تمكن من استرداد الثروة , خاصة بعد هرب الاب مع صديقته وزواجه بها
رفرفت كولين عينيها عدة مرات :
- كررى ما قلت ؟
ابتسمت ليتا :
- اين كنت طوال هذه السنوات ؟
ردت كولين صادقة :
- لا استطيع تصور هذا ........ اننى اكره سباق السيارات ولعله السبب الذى جعلنى لا اسمع به
- حسنا ...... بوصفى زوجة مجنون سيارات فانا انسب شخص لاعطيك ماتريدين من معلومات , الوضع ان ريتشارد مودراون كان ينظر بازدراء الى اهتمام عائلتة بالتجارة , فانطلق بعدما ورث ارثه الكبير وهو الابن الوحيد , الى تبديد ثروته على السيارت السريعة والنساء , مع انه كان متزوجا من امراة انجبت له ابنا وهو جوناش بعد موت زوجته اغرم ريتشارد بصديقة ابنه ناش , ومن حسن الحظ ان ريتشارد لم يرث كل ما حققته عائلة مودراون صناعيا عبر السنيين فقد كان له عمة عانس ذات بعد نظر لم تورثه حصتها بل اورثتها لابنه , تقول الروايات ان ناش مودراون ضاعف تلك الثروة الضغيرة اضعافا مضاعفة , واصبح الان اكثر ثراء من ما كان والده يوما , وتمكن من التشامخ عليه وعلى صديقته السابقة التى هى الآن زوجة ابيه
صمتت ليتا قليلا ثم قالت بلطف :
منتديات ليلاس
- حبيبتى ..... ستدخل فمك ذبابة ان بقيت فاغرة فاهك هكذا
اقفلت كولين فمها ثم سألتها ليتا :
- أخبرينى ...... لماذ يأسر كل هذا اهتمامك ؟
- انا ........ انا ...... التقيته مؤخرا .......... هذا كل شئ
ابتسمت ليتا :
- اعتقد على الرغم من الاختلاف البين بين الاب وابنه ان بينهما شيئا واحد مشترك تاثير مدمرفى النساء
قالت كولين :
- اذن هو يعلق ويهجر ...... اليس كذلك ؟
هز ليتا كتفيها :
- كان فى حياته الكثير من النساء حسب قول الجميع , ولكن لم تتمكن احدهن من ايقاعه فى شباكها ..... كيف التقيت به ؟
رددت ببطء :
- عبر والدى
انهت ليتا قهوتها :
- كيف حال لوكاس ؟
- بخير
تمتمت ليتا :
- عظيم
كانت تهم بقول شئ ما ولكنها غيرت رأيها وقالت :
- ستاتيان معا الى حفلة تدشين منزلنا الجديد , اليس كذلك ؟ لا استطيع تحديد الموعد بالضبط ولكن ذلك سيكون بعد حوالى ستة اسابيع , هذا اذا لم يغير نويا رأيه ويقرر هدمه والبد من جديد
ضحكت كولين :
- لن يفعل هذا ...
- صدقينى عزيزتى انه مهوس بجعله منزلا كاملا
قالت كولين بحرارة :
- وانا اراهن انه سيكون كاملا
نظرت الى ساعتها ثم اضافت مبتسمة :
- حان وقت عودتى الى العمل على اخشى
رفعت ليتا حاجبيها :
- خلتك تحبين عملك
- احبه ........ احبه

 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#15
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

لكن عندما عادت الى وظيفتها المحببة اضطرت للاعتراف انها تشعر بالقلق حتى فى العمل . وهذا مازاد من قلقها فهى تحب عملها فعلا
تمتمت : اللعنة عليه , لكنها توقفت عن النفكير فى ما سمعته عنه لتوها . فكرت : لم انضم على الاقل الى صف العشيقات المنبوذات , يبدو ان على المراة الابتعاد عن هذه العائلة , واتساءل عما اذا كان هذا كله صحيحا , لكان ليتا لاتستسلم لاشاعات عابرة ..... انما ...... هذا يبدو .....يبدو شاذا , على اى حال الامر لا يعنينى والحمد لله ...... ربما معرفتى بالنساء فى ماضيه سيساعدنى على النسيان
مرت الايام دون ان يحدث تغير كبير فى حالتها , وكان هناك لوكاس لتتعامل معه , ليس كمجرد صورة ذهنية من الصعب استحضارها . حضرت له العشاء فى احدى الامسيات , واتفقا على قضاء يوم الاحد التالى معا , امضيا امسيتهما بهدوء ولم يذكر فيها خطط الزفاف المتوقع , ولكن عانقها مودعا بحرارة غير عادية , ووجدت انها متاثرة بشكل لا يصدق ومستعدة للتفكير فى الزفاف مجددا , ووجدت انها انها تحاول كذلك تحليل علاقتهما .
انها تشعر بالامان مع لوكاس , هذا امر مهم لها , فهو يعرف كل شئ عن الاوقات العصيبة التى مرت بها مع خطيبها السابق ديك , لكن ما كان يقلقها احيانا هو عدم ثقتها باى علاقة جسدية , مع انه كان قانعا بالانتظار حتى يتزوجا . فكرت ان هذا ماتتصوره عن تودد ابيها لامها , وماتحمله زواجهما بكل تاكيد , وتابعت تفكيرها الثاقب : فى الواقع هناك اشياء بشأن لوكاس تذكرها كثيرا بوالدها , طباعه , تربيته التى كان يفتقر اليها ديك ...
اذن لماذا تحس احيانا بهذا الشك ؟ لماذا تحس ان هناك مخاطرة كبيرة فى الزواج برجل لاتحبه حقا ؟ هكذا يجب ان يتم الزواج , فان كان هناك من يعرف مدى الخداع الذى يصل اليه الحب ... فهى اعلم الناس بذلك .
ثم هناك قناعة لوكاس الهادئة فى انه يحبها . ماذا دهانى ؟ يبدو اننى على وشك ان اجن , ربما تعانى العروس عادة من لحظات ذعر , ان ناش مودراون يمثل شيئا حرا غير مقيد غير موقع , وغير مختوم , اجل هذا جزء من الجاذبية , ارتعشت فجاة وعادت للتفكير من جديد فى لوكاس .
كان يوم الاحد حارا ورطبا , اتفقا مع بعض الاصدقاء على الذهاب الى حفلة (روديو ) بعد الظهرفى بلدة (نيرانغ ) , ثم بعدما توجه لوكاس بها الى منزلها قالت باندفاع فورى :
- خذنى الى منزل والدى , اظن ان السباحة فى مسبحهما هو الشئ الوحيد المفيد فى هذه الحرارة , ففى البحر ستكون الرياح شديدة
غير لوكاس اتجاه سيارته بسرور , وسألته :
- امتاكد انك لاتريد السباحة معى ؟ أضمن لك ان يقدما لنا المرطبات الباردة , وقد يطعماننا
ضحك لوكاس :
- يبدو هذا مغريا , ولكنى وعدت ان العب لعبة اسكواش وقد اجلتها عدة مرات , كما اننى بحاجة للتمرين
ضحكة كولين :
- من يسمعك يظنك بدينا
- الوقاية خير من قنطار علاج , فالبدانة قد تصيب حتى النحيفين
نظر اليها بوقار ولكن عينيه كانت تومضان وراء نظارته , فاحست كولين بموجة حب تغمرها وقالت بصوت أجش :
- انت النحيف المفضل عندى ....
تغير لون عينيه , فظنته سيوقف السيارة ولكنه اعاد تركيزه على الطريق وتابع القيادة , كان فى الطريق الداخلية الى منزل ذويها سيارة رولز رويس زرقاء فعبست , توقف لوكاس قائلا :
- اهو شخص تعرفينه ؟
- لا .... ولكن اذا كانا هنا يوم الاحد فهذا يعنى المرح , فامى تحافظ على نظام متزمت يوم الاحد وان استقبلت احدا فهذا يعنى انها تستمتع بصحبة هذا الضيف , هل سنذهب الى السينماء مساء الثلاثاء ؟
وبدأت تجمع اغراضها ثم نظرت اليه متسائلة , فمال نحوها يلثم وجنتها
- ولم لا ؟ ....... احبك كولين
كان يوم الاحد يوم عطلة ستايسى فكان ان دخلت كولين الى المنزل مستخدمة مفتاحها , تعرف ان والديها والضيوف يقضون وقتهم قرب المسبح على الجانب الاخر من المنزل , ترددت قليلا ثم وجدت انها مغبرة مشعثة ومن الافضل لها ترتيب نفسها وترتدى ثوب سباحة .
مازالت تحتفظ بغرفة نومها حيث فيها بعض الملابس , الثوب الذى ارتده كان من قماش مطاطى ذى لون وردى مشطت شعرها , ثم حملت منشفة بيضاء ناعمة وخرجت من الغرفة .
كانت فى منتصف الطريق نزولا فى الممر المغطى بالسجاد السميك الذى يقود الى شرفة المسبح , حين انفتح الباب الخرجى وسد المدخل شخص طويل , غير واضح الشكل وغير معروف تقريبا بسبب وهج الشمس خلفه
تقريبا . انما ليس تماما .



 

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#16
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

- ماذا تفعل هنا ؟
خرجت الكلمات من كولين قبل ان تتمكن من ايقافها , مع انها اوقفت سيرها وكأنها اصيبت بطلقة نارى .
لكن ناش مورداون لم يظهر مثل هذه الدهشة , مع انه توقف وقد استند الى الباب يرفع حاجبيه متسائلا , ثم شبك ذراعيه على صدره , لاحظت كولين انه لايرتدى غير شورت قصير كحلى اللون , تابع تأمل قدها الرشيق بصمت .
لعقت كولين شفتيها وانتقلت من الصدمة والغضب المفاجئ الى الاحساس بحرج ابله .
قالت :
- ارجو عفوك ..... انها فظاظة منى .......... ولكننى لم اتوقع ........ انت آخر من توقعت رؤيته ........
وصمتت , تكره نفسها لانها واقفة هكذا عاجزة عن الافصاح عما تريد قوله , لوت ابتسامة خفيفة شفتيه وكأنه قادر على قراءة افكارها .
سأل برقة :
- لم تتوقعى رؤيتى أم أملت عدم رؤيتى ثانية ؟
ردت وقد عادت اليها روح التحدى :
- اجل ..... هذا ما قصدته
لكن كتفيها هبطتا فالامر كله مربك , علمت ان والديها سيكتشفان وجودها وهذا يعنى الا طريق للهرب , استقام ناش مورداون , وتقدم اليها مباشرة حتى اضطرت الى رفع راسها لتنظر الى عينيه اللوزيتين بعينيها النجلاوين القلقتين
تمتم :
منتديات ليلاس
- اعتقد اننا مضطران الى الاستفادة من وجودنا ... اما .... سرك ..... سرنا ففى امان معى ....
- اى سر ؟
وكادت تصيح احباطا بسبب سخرية عينيه :
- يومك الضائع معى كولين .....ذلك اليوم الذى نسيت فيه كل شئ عن لوكاس ...... اليس هذا اسمه ....؟ ........ اجل ....... وهو شاب لطيف كما تؤكد أمك .... ايعلم مدى ضعفك امام جاذبية العبث مع غرباء ؟
ضاع جوابها لحسن الحظ بسبب دخول امها التى وقفت مذهولة ثم اندفعت بكلام غير مترابط :
- خلت اننى سمعت اصوات حبيبتى ........ ولم اعرف انك هنا ...... يالها من مفجاة , ماالطف هذا , سنتناول عشاء بارد حول المسبح , وها نحن الان اربعة .
صمتت وكأنها ساعة انهت دورانها وبدأت تبطئ لتتوقف اخيرا , ابتسمت كولين فليس من عادة امها ان تكون عاجزة , اجل هذا هو الوصف المناسب , او ان يكون فى عينيها نظرة توسل ؟ يالله ... يبدو اننى كنت اسواء بكثير مما ظننت تلك الليلة , وامى خائفة من اظهار المزيد من الفظاظة , وهذا فى عرفها لا يمكن التغاضى عنه خاصة ايام الاحد .
سحبت نفس عميقا متجاهلة نظرة الترقب فى عينى معذبها ...... اجل.......... هذا ماهو عليه , تمكنت من القول باشراق :
- كم احب ان اتناول العشاء معكم , وانا اموت شوقا للسباحة و .........
توقفت قليلا ثم اجبرت نفسها على القول :
- ربما على ان اظهر للسيد مورداون الجانب الحسن منى
نظرت اليه مباشرة ثم اردفت :
- يجب ان اعتذر عن تلك الامسية ....... كنت ...... منحرفة المزاج
فكرت بتحد : افهم من هذا ماشئت وابتسمت
رد الابتسامة :
- نادنى ناش , كولين
وتنهدت امها براحة ظاهرة , كان المسبح كالجنة والشمس تغوض فى الافق , واولى النجمات الشاحبة تبرق فى السماء الزرقاء المخملية .
قال والدها :
- هذه هى الحياة .......هه ناش ؟
كانت كولين بمفردها فى المسبح , تنهدت بآسى وقررت ان الوقت قد حان للخروج من الماء فعليها ان تكون اجتماعية او ان تساعد امها , ولكن لم يكن سهلا الخروج من المسبح تحت ناظرى ناش مورداون , مع ذلك حين نظرت اليه بطريقة غير مباشرة , وجدته مستلقيا على مقعد طويل , ينظر ام الى كوب عصيره او الى ابيها .
لماذا هو هنا مجددا؟ لقد توصل كونه شخص غير معروف بالنسبة اليها الى مركز الضيف المكرم , لكنها اعترفت انه بسبب وجود مكتب ابيها والمكاتب الرئيسية لاعمال مختلفة انواع التوابل المزدهرة التى أسسها جدها والتى جعلت من اسم فوربز اسما معروفا فى كل بيت من بيوت اوستراليا فليس من غير العادة ان يتعاطى بامور العمل والعقود من مكتبه فى المنزل , ومن الممكن ان يكونا قد امضيا وقتهما هناك بعد الظهر .
لكن .......... يوم الاحد ؟
مما يبدو انهما معجبان كثيرا بناش مورداون , عضت شفتها ثم هزت كتفيها , الامر لا يعنيها انه غير مناسب ابدا وحرج , خرجت من المسبح تقول بحبور :
- السباحة رائعة فهى ما كنت احتاجه بشدة , ساساعد امى
وصل صوت امها من جهة المطبخ :
- ابقى حيث انت كلودالين ....... كل شئ جاهز .....
ترددت كولين ثم جلست فى مقعد , وتقبلت كوب عصير من ابيها , ابعدت شعرها المبلل الى الوراء وقالت :
- اذن ........ انت .......... هل تعيش على الساحل .......... ناش ؟
تسسل شبح ابتسامة الى عينيه ورد بادب :
- فى الواقع انا دائم الترحال .......... كالغجر ........... والمكان الذى ادعوه بيتا لى , لا اراه الا قليلا لسوء الحظ
سألته بادب مماثل :
- واين هو ؟
يالك من جرئ لانك ذكرت عبارة الغجرى
رد باقتصاب :
- فى ( التويد ) .........واما الان فقد اصبح لدى قاعدة على الساحل
- هاكم ....
منتديات ليلاس
أتى صوت امها التى كانت تحمل صينية الطعام , مرت الساعتين التاليتين بلطف وهم ياكلون الدجاج البارد اللذيذ والسلطة التى تبعها كيك الجبن والمرطبات .
فى الواقع ذهلت كولين لانها وجدت نفسها طبيعية , وتعتقد ان ناش مورداون سهل عليه الامور , فمنذ مقابلتهما فى الممر وملاحظته عن التجوال لم يرمقها بنظرة ساخرة , هكذا اصبح من السهل ان تفهم لماذا تعلق والدها بالصديق الجديد .
فكرت : كما تعلقت به انا , وحبست انفاسها فللحظات نقلتها الذاكرة الى ( صخرة العشاق ) فى ليلة آخرى أضاءتها النجوم . اغمضت عينيها قليلا وهى غيرقادرة على نسيان ذلك المساء الرائع , وكبف انها وقعت فريسة له , لماذا وقعت فريسته , انه شخص غامض , رفعت اهدابه لتنظر الى ناش , ماذا بفعل هنا على اى حال ؟ وكيف له ان يجعلها تشعر الان بالراحة او بعدم الاضطراب علما انه خدعها هكذا ؟
ذكرت نفسها : نعم خدعها , توقفت عن التفكير للتساءل عما كانت ستشعر به لو التقته ثانية فى ظروف آخرى , تنهدت مدركة ان الجميع يرمقونها بنظراتهم مع درجات متفاؤتة من التسلية .
قال والدها :

 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#17
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

نتفاعل مع الرواية و كأننا نعيش أحداثها,,جهد متميز منك في تقديمها و في إنتظار التتمة و قادم الأحداث :[lok: شكرا لكtnx
 

أسير الترحال

مشرف القسم الفلسطيني
#18
رد: رووايات عالميه بترجمه عربيه

ابداعكِ فرض كلماته على الصفحات السحرية

لكـم خالص احترامي