
أحبتي في منتدى حب العرب, تحية طيبة و بعد:
هناك شروط واجب توفرها لتهيئة الجو المناسب للقراءة و هي:
1. يجب أن يكون مكان الدراسة منظماً و جميلاً, يبعثُ على الإرتياحِ و الإنشراحِ, و هذا يكونُ ميسوراً حين يكونُ هناكَ حجرةٌ خاصةٌ بالدراسةِ أو جزءٌ من حجرة.إن المكانَ المليءُ بالأشياءِ المبعثرةِ, أو التي لا حاجةَ إليها, يبعثُ على الكآبةِ و يولدُ الرغبةَ في مغادرتهِ.
و حين تنتهي فترةُ الدراسةِ, فإنَّ مما يبعثُ على العودةِ إليها كونُ المكانِ مهيئاً لها. بعضُ الناسِ يتركُ مكتبهُ الذي يدرسُ عليهِ في غايةِ الفوضى, فَيَجِد نَوعاً من الصَّدِ عن العودةِ إليهِ, و لذا فَإنَّ من الملائمِ أن يستغرقِ القارئُ الدقائقَ الأخيرةَ من فترةِ الدراسةِ في ترتيبِ المكانِ و الإستعدادَ للجلسةِ التاليةِ.
2. ينبغي أن تكونَ حجرةُ الدراسةِ صحيةٌ حسنةُ التهويةِ , جيدةُ الإضاءةِ, و ينبغي أن تكونَ درجةُ الحرارةِ فيها بين 15 و 21 درجة مئوية حتى يحتفظ القارئُ بِنَشاطهِ, و يستطيعَ الإستمرارَ مدةً طويلةً.
3. بعضُ الناسِ لا يَهتمُ بِهدوءِ المكانِ و انعزالهِ عنِ الناس, مما يُفقِدَهُم صَفاءَ الذِّهنِ و القدرةَ على التركيزِ. و لِذا فَإنَّ مكانَ الدراسةِ يَنبغي أن يكونَ بعيداً عنِ الضَّوضاءِ داخلَ المنزلِ و خارجَهُ, و إلا إمتزَجَت الدراسةُ بالتسليةِ, و العملُ بالفراغِ.
4.يَنبغي أن يكونَ الكرسيُّ مريحاً, و أن يكونَ مناسبٌ لمكتبِ الدراسةِ, كما ينبغي أن يضعَ مريدُ القراءةِ على مكتبهِ الأدواتِ و المعاجمِ و المراجعِ التي يحتاجُ إليها أثناءَ القراءةِ حتى لا يضيعَ الوقتُ بالقيامِ و القعودِ, و حتى لا يعطي لنفسهِ المسوغَ لِلإنقطاعِ عنِ القراءةِ.
إنَّ العبرةَ ليست بكثرةِ الجلوسِ في حجرةِ الدراسةِ, و لا بكثرةِ الكتبِ التي تُقرَأ, و إنما بالإنتاجيةِ و الثمرةِ التي نقطفُها, و هذا يوجب علينا أن نحرصَ على الإحتفاظِ بدرجةٍ من الحيويةِ و الإرتياحِ أثناءَ القراءةِ, و هذا لا يُمكِنُ الحصولُ عليهِ إلا من خلالِ جعلِ أوقاتٍ للإستراحةِ, و الإنشغالِ بشيءٍ غيرَ التفكيرِ و التعاملِ مع المعلوماتِ. إن كتيبةَ مشاةٍ قد تستطيعَ أن تمشيَ يوماً كاملاً إذا استراحت عقب كلَّ ساعةَ مشيٍ عشرَ دقائق.
إن القراءَةَ المثمرةَ تستحقُ منا التخطيطَ و التفكيرَ و المثابرةَ و العناءَ لأنها من أهَمِ العواملِ التي تعيدُ صياغةَ وجودنا مِن جديد!
من كتاب
القراءة المثمرة
مفاهيم و آليات
بقلم:الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار
أتمنى أن يكون الطرحُ قد راق لكم.
مع أطيب الأمنيات
