
إلهي أَودَعتُكَ حينَ النَّومِ مُهجَتي**فَإن قَضَيتُ تَجاوَز عَن زَلّاتي
أنا مَن أَسرَفَ عَلى نَفسِهِ و أرجو**على مِلَّةِ التَوحيدِ تُطوى صَفَحاتي
في القُربِ مِنكَ لَذَةٌ لا صِنوَ لَها**و الوحشَةُ تأتي مِن تَقصيرِ ذاتي
في كُلِ يَومٍ يدنو مُسرِعاً أجَلي**و ما هَيأت لِلرَّحيلِ ما يَضمَنُ نَجاتي
وَ أطمَعُ بِعَفوِكِ و أخشى عَذابَكَ**شَديدُ الإشفاقِ مِن هاذِمِ أللَذّاتِ
لي أباً هُوَ بِضَيِّ العَينِ أفديهِ**إن رَاَيتُهُ سالِماً ما أبِهتُ لِعِلّاتي
و أُمّاً أحَنُّ عَلَيَّ مِن نَفسٍ أحتَويها**نورَ الحَياةِ هِيَ أذهَبَت بِعَتَماتي
و إخوَةٌ هُم أضلاعُ القَلبِ فَأنّى**بِغَيرِهِم تَدُقُ بِسَعدِها نَبَضاتي
و أُدرِكُ أنِّي لَن أُخَلَّدَ ما عُمِّرتُ**مُسافِرٌ لا بُدَّ يَوماً أُنهي مَحَطاتي
فَأيُّ خاتِمَةٍ تُراها رُفِعَت أقلامُها**و جَفَّت صَحائِفُها يا رَبَّ البَرِياتِ
()()()()
"كتبها عَبدٌ آبِقٌ من مولاهُ يَرجو العَودَ إليهِ قَبل الفَوت"