
أبدأ بالحمدِ مصلياً على**محمدٌ خيرُ الناسِ منزلاً
و هذي قصيدتي لكم أرويها**لأبي حارثٍ سوف أهديها
أكتبُ في سيرةِ إمامٍ عادلٍ**لم يكن يوماً عن حقٍ مائلِ
وُلدَ لثلاثِ عشرةَ سنةٍ مضت**من عامِ الفيلِ هكذا وصَلَت
وُلد لأربعٍ ٍبعد حرب الفجارِ**كما قضت بذلك جلُ الأخبارِ
سماهُ أبوهُ ثمَ دعاه ُ عُمر**و لَم يدرِ ما سيترك من فخر
و لا أريدُ بمقولي أن أطريهِ**فإني أعجزُ بالوصفِ أحتويهِ
من بني عَديٍ من قُريشٍ كان**فتىً تميَزَ عن سائرِ الأقرانِ
أمهُ حَنتمة من بني مخزوم**و أبوهُ الخطابُ به موسوم
و تعلَمَ الكتابة حتى أنهُ بَرِع**في الفِهمِ فَلَم يكن بِمُنخَدِع
و لِجرأتِهِ أسنِدت لهُ السفارة**في قريشٍ فكانت لهُ الصدارة
ثُمَ بدا الإسلامُ في الظهورِ**و كلُ من أسلمَ خائِفٌ مقهور
سَبَقَهُ للهدايةِ أخوهُ زيد**و كذا للشهادةِ بِزَمنٍ بعيد
كَما أسلمَت أُختُهُ و صهرُهُ**فأذاقهما من بطشهِ و قَهرِهِ
سِمع من القرآنِ أولَ مرة**من سورةِ طه فازداد حَيرة
و استجابَ اللهُ دعاء النبيِ**بِعُمَر أعِزَ دينَكَ المَغلوبِ
فَمَضى مُيَمِماً صوبَ الرسولِ**حاملاً في جيدهِ سيفَهُ المسلولِ
هناكَ حيثُ دارُ إبن الأرقم**كانت مأوى لكُلَ من أسلم
ثُمَ حانَت لهُ ساعةُ الهداية**و انشرحَ صدرُهُ منذ البداية
فكبَرَ النَبيُ لإسلامهِ و سر**فعلمَ الناسُ بأنهُ عمر
و جَهَرَ النبيُ بالدعوةِ لأنهُ**أسلمَ الفاروقُ و صارَ عَونُهُ
و ما صلّى المُسلِمونَ في الحَرم**فَجائَهُم عُمَرٌ مَشحوذَ الهِمَم
فَقاتَلَ القَومَ و أزاحَهُم عُنوة**فَصلّى أحمدٌ و صَحبُهُ الصَّفوة
و كانَ إسلامُهُ يَومذاكَ نَصراً**و هِجرتُهُ ليسَ كَغَيرهِ سِراً
فَطافَ في الحرَم سَبعاً و نادى**مَن أرادَ أهلهُ يَبقَونَ فُرادى
فَليَتبَعني إن أراد المُغامرة**فما تَبِعوهُ أبانَ المغادرة
و شَجاعَتُهُ تَجلَّت بِيَومِ بَدرٍ**حَيثُ الحَنقُ على آلِ غُدرٍ
و سَماهُ النَّبَيُّ بأبي حَفص**أُفرِدَ بِهذا الفَخرِ و خُص
و في أُحُدٍ رَدَّدَ دونَ وجَل**بَعدما قيلَ أُعلُ يا هُبَل
أجابَ بِصَوتٍ قويِ ذي بَيانِ**مُتَحَدِياً بذاكَ أبي سفيانِ
بَلِ اللهُ الأعلى و الأجَلُ هو**و ما سِوى ذلكَ عَبثُ و لَهو
و النَّبِيُّ عَن فَضلهِ قَد رَوى**لَو كانَ ثَمَّ نَبيٌ فَعُمَرٌ أرى
تَصَدقَ بِشَطرِ أموالهِ لِلدينِ**و في الحُروبِ كان لا يَلينِ
رَوى حَديثُ جبريلَ الطَويل**و حديثُ النِّياتِ بِأروعِ دليل
زَوَّج ابنَتَهُ لِلنَّبيِّ المصطفى**نِعمَ الصِهرُ اختار و احتَفى
بَكى لِرؤيةِ الرسولِ قصرَهُ**في الجَنَّةِ دونَ أن يَقرَبَهُ
و ما مَنَعَهُ إلاّ غيرةُ الفاروقِ**أَوَ مِنكَ أغارُ يا أحَبَّ مَخلوق
و عِندَ وفاةِ النبيَّ هامَ و فَزِع**من قالَ تُوفِيَ رأسُهُ قُطِع
ثُمَّ هَداهُمُ اللهُ بِأبي بكر**فَتَقَبلَ الأمرَ و احتسَبَ الأجر
ثاني عشرةَ أحمدٌ عنهم راض**ماتَ بينهم دونما إعراض
فمن يعرفُ للفاروقِ حقَهُ إذن**فلا يجادلُ بِما جرى من مِحَن
فالكلُ عندَ الربِ قد مضى**فاتَ أوانُ نقدِهم و انقضى
و كانَ أولُ قاضٍ مُسلِم**عارِفا بالأحكامِ جداً مُلهَم
لَهُ فَراسَةٌ النبيِّ بأٌمتِهِ أَخبَر**إن كانَ فيهِم مُحَدِّثٌ فَعُمَر
و بَعدَ وفاةِ الصِّديقِ إستُخلِف**إختارَهُ لِيكونَ بأٌمَتهِ أرأف
أستُخلِفَ لِثمانِ أيامٍ خَلَت**من جمادي الآخرةَ لنا وَرَدت
للسنَةِ الثالثةِ عشرَ للهِجرة**أقيلوني إن كانت بي عَثرة
فَيا لِفراسةِ أبي بكرٍ في عمر**كَشمسٍ مضَت و أعقبَت قمَر
و ما خابَت فَراستُهُ حينَها**فَحَفِظَ للأُمةِ عِزَها و دينَها
و ضرَبَ أروعَ و أفضلِ المُثُل**لِكُلِ من ساسَ و التزمَ العمَل
و كان مثالاً في الزهدِ و أنصَع**قَضى جُلَ حياتِهِ بِثَوبٍ مُرَقَع
و فَتحَ اللهُ البلادَ على يديهِ**الرومُ و فارسٌ تُجبى إليهِ
و يَومَ حُمِلَت لهُ كنوزُ كِسرى**أتاهُ من ظنَ يحمِلُ البُشرى
بَكى عُمَرُ و بدى عليهِ الحَزَن**إِن فُتِنتُم بِالمالِ دَبَّ الوَهن
دِرتُهُ كانت مضرِبَ الأمثالِ**يخشى وقعَها أشدُ الرجالِ
وَ في عامِ الرَمادةِ كان يجوعُ**و يسقُطُ حتى يُظَنُ أنهُ مصروعُ
و أتى رسولُ الفُرسِ لِلقاءهِ**و ظَنَ أنهُ في القَصرِ أو فِناءه
حتى رأى أميرَ المؤمنين**مُتَوَسِداً للترابِ كالمِسكين
فَهالَهُ ما شاهدَ ثُمَ اندهش**أ هكذا ينامُ مَن مِنهُ نَرتَعِش
و لكنكَ عَدِلتَ فأمِنتَ ثُمَ نِمتَ**و لا يبغيكَ أحَدٌ بِسوءٍ سَلِمتَ
أما حكامُنا فبِالبَطشِ سادوا**و على العِبادِ بِالظُلمِ تَمادوا
و هوَ الذي أحيا التراويح**و أضاء المساجدَ بالمَصابيح
و أولُ من مَصَرَ الأمصار**و أنشأَ ديوانَ جندِهِ الأخيار
و أولُ من عاقبَ في الهِجاءِ**فَحَفِظَ العِرضَ رجالاً و نساء
و أرخَ التأريخَ بِحَدَثِ الهِجرة**للهِ درهُ ما أجلَها مِن فِكرة
و قالَ عن أراملِ العراقِ قولاً**إن بقيتُ ما احتَجن بعدي عَولا
يا ليتَ شِعري اليومَ نُريدُ**مثلَ عمرٍ ألفانِ أو يزيدُ
و لو بَغلةُ الفراتِ تعثَرت بِواد**لَظَنَ يُسألُ عنها يومَ التَناد
و كانَ يَعِسُ يوما في المدينة**فرأى صغاراً و أُمُهُم حزينة
و أبصرَ قِدرا على نارٍ رُكِز**فَلِمَ البُكاءُ أَم في الأمرِ لُغُز
و لَما علمَ أنَ في القِدرِ ماء**و أَنهُم يطوونَ جوعى بِلا عَشاء
راغَ من فَورِهِ لِبَيتِ المالِ ثُم**حَمَل الطعامَ و مولاهُ أسلَم
و أَبى أن يحمِلَ عنهُ مولاهُ**أ تَحمِلُ وِزري يومَ أَلقاهُ
فَوضَعَ الطعامَ و زادَ الحطب**و مَكثَ حتى شبعوا ثُمَ ذهَب
و انطَلَقَ مرَةً أُخرى يَعِس**و إذا بِصَوتٍ داخلَ بَيتٍ يَحِس
يا بُنَيةَ امذُقي اللبن مع الماء**قبلَ طلوع الفجرِ في السماء
فَرَدَت البِنتُ بكلامٍ أعجبَ عمر**أوَلم تدري بِمَ الإمامُ قد أَمَر
قالت يا بُنَيةَ إنَكِ في مكانٍ**عُمرٌ يجهَلُ ما خَلفَ الجُدرانِ
فأجابَت إن لَم يكُن هو يرانا**فَرَبُهُ يرى ثُمَ يسمَعُ نَجوانا
و أَمَرَ الإمامُ غُلامَهُ أن يُوسم**البيتَ بعلامةٍ حَيثُ اللَيلُ مُظلِم
مَضى الخليفةُ جامِعاً أولادهُ**مَن مِنكُمٌ اليومَ الزواجَ مرادهُ
فأنكَحَها أبنَهُ عاصماً ثُمَ وَلَدَت**إبنةً أُمُ عاصِمٍ بعدُ سُمِيَت
فَجاءَ مِن نَسلِها عُمرٌ الأشَج**الراشِدُ الخامِسُ مُقَوِمُ العِوَج
و مَرةً سَمِعَ صُراخُ طِفلٍ يَشتَد**أُمُهُ تَمنَعهُ حليبها و دَمعُها يَنهَد
فَعَلِمَ أنَ أمرَهُ بِالعطاءِ فَقَط**لِلفَطيمِ دونَ الرَضيعِ فيهِ غلَط
فَبَكى مُعاتِباً نفسَهُ ثُمَ أسَر**كَم طفلٍ بهذا قَتَلتَ يا عُمر
فأمَرَ مناديا يُنادي في الأرجاءِ**لا تُكرِهوا على الفِطامِ الأبناء
و كانَ اختيارُهُ للولاةِ شاق**لا تُعطوها لِمَن لها مُشتاق
و أَمِروا مَنِ الذي مِنها يَفِر**يُقَدِمُ العُذرَ مِن شَرِها حَذِر
وَ مَرةً أتاهُ مصريٌ يَشتَكي**إبن واليكَ بالضربِ يَعتَدي
فأرسَلَ عُمَرٌ على الأثَر**يا عَمرو و ابنكَ عَجِل بالسَفَر
فأتاهُ مِن فَورِ وُصولِ الرَسالة**يا أميرَ المؤمنينَ لِمَ العُجالة
فأعطى السَوطَ لِخصمِ إبنِهِ**فَضَرَبَهُ حَتى نالَ ما يَشتَهي
و قالَ قولاً صارَ بَعدَهُ شِعاراً**مَتى جَعَلتُموا لِلرِقِ أحراراً
و جَلدَ ابنَهُ حَدَ الزِنا و لَم يَهِن**لِحُكمِ اللهِ ولدي دَفَعَ الثَمَن
ملائِكَةُ السَماءِ جَميعُها تُوَقِرُه**و جِبريلُ بِسلامِ الرَبِ يُبَشِره
فاقَ زمانَه ما لَهُ مِن نظير**كفاهُ شَرَفاً مُصافَحَةُ القَدير
يَومَ القِيامَةِ يصافِحُهُ المَولى**قَدِ ارتَقى و الله مراتِبَ العُلى
أولادُهُ عَبدُ اللهِ صِنوَ أبيهِ**و عبد الرحمنِ فعاصماً يَليهِ
وَ عُبَيدِ اللهِ و إثنينِ زيدَينِ**و كَذا عَبدُ الرَّحمنِ آخَرَينِ
و أرادَ الإنتسابَ و آلَ النَّبي**فَزٌّوِجَ أُمُ كُلثومٍ بِنتُ عليّ
فَأنجِبَت لَهُ زَيد بِن عُمَر**إبنُ خَليفَتَينِ فيا للفَخَر
و في فَتحِ القُدسِ كانَ هُناك**و مَلبَسُهُ أثارَ لِصَحبِهِ الإرتباك
لكنَّ عِزَةَ دينِهِ لَم تَزدهُ زَهواً**رافِضاً كُلَ زينةٍ أو لَهواً
فَدَخَلَها مُتَواضِعاً لِلهِ الغَفورِ**و لَم يَكُن كَالفاتِحِ المَغرورِ
وَ يَوماً كانَ عَلى المِنبَرِ يَخطُب**و فَجأةً سَكَت و العينانِ تَرقٌب
و كانَ جيشُ ساريةَ في العِراقِ**و عَدُوُهُ يَكادُ يُضَيِّقُ الخِناق
حَتَّى صأحَ عُمر مُنَوِهاً لِجَبَل**يا ساريَة إلَيهِ فانحازَ بِعَجَل
فَتَمَّ النَّصرُ بَعدَما كادَ يكون**جيشُهُ يُسقى كأسَ المَنون
و هذِهِ كَرامَةُ الرُؤيةِ مِن بَعيد**و كرامَةُ السَّمعِ لِلقائِدِ العَتيد
وَ حُبُهُ لِآلِ البَيتِ واضِحاً تَجلَى**عَطاءُ البَدريِّين لِلسَّبطَينِ أَملى
و سَألَهُ عبدُ الله قائلاً يا أَبَتاه**عَطاءُ الحُسَينِ فاقَ ما أتَعاطاه
فأجابهُ بِبَداهةٍ ثُمَ قالَ لَهُ**أَوَ تَعرِفُ مَن أبوهُ و خالَهُ
و كَذا الجَدُّ و الأُمُّ و سائِرُ الأَهل**أَوَ لَيسَ ظُلماً أُعامِلُكَ بِالمِثِل
و كانَ عَليٌّ لِلفاروقِ وزيراً**و لَم يكُن لهُ حاسِدا شِرّيراً
و قَولهُ في رثاءِ أَخيهِ عُمَر**في نَهجِ البَلاغَةِ إن قَرأتَ الخَبَر
شَياطينُ الإنسِ و الجِنِّ مِنهُ تَفرَق**و إن لاقاها في طريقٍ تُصعَق
و كانَ طَويلاً بينَ الرِّجال**كأعلى طَودٍ مِن بينِ الجبالِ
و لَقَد رَوَت في فَضلهِ السُّنَة**أَنَّهُ يكونُ سِراجُ أهلِ الجَنَّة
و كانَ عَلى النِفاقِ جِدُّ شَديد**ولَم يكُن مُداهِناً رِعديد
و كانَ بطنُهُ يُقَرقِرُ منَ الجوع**أَ نَشبَعُ و فُقَراءُ أُمَّتي تَجوع
و وافق ربَّهُ في مسائِلٍ ثَلاث**ما كانَ غَيرُهُ يُوَلِّها اكتراث
و بِفَضلِهِ مَقامُ إبراهيمَ مُصَلى**صارَ للصلاةِ من بابٍ أولى
و في الخمرِ دعا رَبَّهُ مُناجياً**بَيِّن لَنا في هذا بَياناً شافياً
وَ أَمرُهُ لِنِساءِ النَّبِيِّ بالحجاب**فأُنزِل ذلكَ في نَصِ الكِتابِ
و رَفَضَ الفِداءَ لأسرى بَدر**وَ أَنَّ في دِمائِهَم قَد وَجبَ الهَدر
ثُمَ بَدا لِعَدِّوِهِ النِكايةَ و الغَدر**فَطَعَنَهُ عِلجٌ وَقتَ صَلاةِ الفَجر
فَوَقَعَ الإمامُ و نادى بِلا خَوف**مُستَخلِفاً لِلإمامةِ إبنَ عَوف
فَصَلَّى بِهِم بَأقصرِ السُّور**أخالُهُما الكوثَرَ مَعَ النَّصر
و لا أَقولُ ذلكَ عَن دِراية**فأنا لَم أٌدرِك زَمَنَ الرِّواية
فَسَقَطَ الإمامُ وَجَرحُهُ يَنثَعِب**و لَما أيقنَ المُجرِمُ أنَّهُ غُلِب
بادَرَ بِطَعنِ نفسَهُ ثُمَّ انتَحَر**فَخَسِرَ هُنالِكَ و مأواهُ سَقَر
وَ ارتَجَ النّاسُ في سائِرِ المَدينة**أَ يُقتَلُ الخليفة في دارِهِ الحَصينة
لكنَّ قَدَرَ اللهِ وافَقَ مُرادَه**أن يُرزَقَ شَهادةٍ في بِلادِه
و حينَ عَلِمَ أنَّ خَصمَهُ أعجَميّ**و أنَّهُ على غيرِ دينِ النَّبيّ
حَمِدَ اللهَ كثيراً ثُمَّ أثنى**أَن لَم يكُن مسلمٌ عليهِ جَنا
و لَمّا حُمِلَ إلى بَيتِهِ جَريحاً**لَم يُرِد حيَنها فِراشاً مُريحاً
بَلِ التًّرابُ لِخَدِّهِ كانَ وِسادة**و الدَّمُ يَجري بِدَفقٍ و زيادة
و عِندما أيقَنَ بِأنَّهُ عَنهُم راحِل**أوصى بِالشورى لِبيعَةِ عاهِل
و أَرسَلَ لِعائِشَةَ مِنها يَستأذِن**مَعَ صاحِبَيهِ في الحُجرةِ يُدفَن
فَجائَها الرَّسولُ و هِيَ تَنتَحِب**و آتَرَت عُمَراً عَليها بِما تَحِب
ثُمَ دَنَت شَمسُهُ منَ المَغيبِ**و ضَجَّ النّاسُ بِالنبأِ الرَّهيبِ
لكِن حَقاً أنَّ الكُلَ يَموت**و يبقى فَقَط مَن بِيَدِهِ المَلَكوت
فَدُفِنَ في الحُجرَةِ و تَمَّ اللِقاء**و خَرَجَ منَ الدُّنيا لِدار البقاء
و كانت وفاتُهُ لِثلاثٍ و عِشرين**سَنَةٍ من هِجرةِ أمامِ المتقين
جَزاكَ اللهُ عَنّا خيراً يا إمام**عَليكَ السلامُ و رِضا العلّام
وَ أَرجو أن أكونَ مِمَّن أصاب**في سَردِ سيرةِ أَسدِ الغاب
وَ قَد أتَت كاللؤلؤِ المَنثورِ**وَصَفَت حَياةَ لَيثٍ هَصور
و هذه الأبياتُ كتَبتُها بِرَوِية**أَسمَيتُها المَنظومةِ العُمَرِية
فَوقَ المئة بِخَمسين أَتَت**بِعَونِ اللهِ أبياتُها خُتِمَت
