تتحدثون مع أنفسكم بصوت عال...لا تقلقوا

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
إذا دخلت إلى بيتك وسمعت أحد أفراد العائلة يتحدث مع نفسه بصوت عال، فغالباً سيجعلك الأمر تضحكين أو تعتقدين أن أمراً ما أصاب هذا الشخص.

لكن إذا لم يكن هناك أي تاريخ مرض نفسي لهذا الشخص، فالأمر طبيعي جدا وقد تكونين أنت نفسك مارست الكلام مع نفسك بصوت عال دون أن تنتبهي، فعادة لا ينتبه الإنسان إلى أنه يفكر بصوت عال وهو وحده.

أحياناً تكون المرأة تبحث عن كريمها الليلي مثلا، فتسمعها تقول “أين ذهبتِ؟ أين اختفيت ها؟ أها ها أنت مختبئة تحت السرير؟”، إذن فالإنسان أيضاً يتكلم مع الأشياء.

الغريب أن البشر يقومون بهذا طيلة النهار، لكنهم يتحاشون فعل ذلك أمام الآخرين، رغم أن الآخرين أنفسهم يقومون بالأمر ذاته، فكري كيف أنك حين ترين أحدهم يتحدث إلى نفسه في الشارع أو إلى عمود الكهرباء قائلاً “ابتعد عن طريقي” فستظنين أنه مجنون أو مريض نفسي.

لكن الدراسات السلوكية والنفسية تقول إن التحدث إلى الأشياء وتحويل الأفكار إلى صوت والتحدث إلى النفس كما لو كانت شخصاً آخر، كلها تصرّفات طبيعية تدل على ذكاء أعلى لدى البشر من غيرهم من الكائنات الأخرى، فهذه الميزة لا توجد إلى عند الإنسان من كل كائنات الأرض.

حتى أن الإنسان يمكن أن يسمي سيارته باسم شخص، أو يمتلك لعبة يتعلق بها عاطفيا ويتحدث إليها، وكلها إسقاطات بشرية على أشياء غير حية، كما أنها جميعها علامة ذكاء.

لكن الكلام مع النفس والأشياء بصوت عال أمر قد نفعله مرة أو مرتين في اليوم، أما المرضى النفسيين فهم أشخاص يتحدثون مع أنفسهم طيلة الوقت حتى وإن كانوا ينظرون إليك، لذلك إذا تحدث إليك مجنون في الشارع وحاولت الإجابة بمنطقية فقد تعرضين نفسك لموقف حرج؛ لأنه لا يفهم لماذا تردين عليه وهو يتحدث إلى نفسه حتى وإن اعترض طريقك ووجه الكلام إليك.

كما أن المصابين بالشيزوفرينيا وجنون العظمة وأنواع الفوبيا المتطرفة يتحدثون إلى أنفسهم بطريقة قلقة أو تفخيمية بحسب الحالة، وهؤلاء مرضى فعلاً.