حكاية مصريه ...مدفع رمضان

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
يقال أن أول مدفع رمضاني أطلقه مصادفة أحد الجنود خلال فترة حكم محمد علي بان مصر الحديثة، حيث كان يجرب مدفعًا جديدًا من المدافع التي استوردها من المانيا في إطار خططه لتحديث الجيش المصري، وصادف ذلك وقت آذان المغرب فاعتقد المصريون أن الطقة مقصودة لتذكرهم بميعاد الإفطار ومن ثم أصبح تقليدا، رواية اخرى ترجح أن إطلاق المدفع كان أيضا مصادفة وبنفس الطريقة ولكن كان في عهد الخليفة المملوكي"خشقدم" أحد سلاطين الدولة المملوكية الشركسية على أن الرواية تؤكد ان المدفع كان انجليزيا
:102h:


لم تتوقف طلقات مدفع رمضان إلا في فترات الحروب حيث كان يستخدم المدفع في غرضه الحربي الأساسي. يؤكد د. نبيل إسكندر الباحث في التراث أن أول مكان استقبل طلقات مدفع رمضان كانت قلعة صلاح الدين بالقاهرة ثم أمر الخديوى عباس والى مصر عام 1853 بوضع مدفع آخر يطلق من سراي "عباس" بالعباسية، ثم أمر الخديوي "إسماعيل" بمدفع اخر ينطلق من جبل المقطم حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة، وبالإسكندرية تم وضع مدفع بقلعة قايبتباي.
:6h2:



يوضح د. نبيل إسكندر أن في ذلك الوقت كان يقام احتفالا مهيبا قبل بداية شهر رمضان بخروج المدافع من القلعة محمولة على عربات ذات عجلات ضخمة، تعود بعد نهاية العيد لمخازن القلعة ثانية. لافتا ان عدد مدافع رمضان بالقاهرة زيدت لسبعة مدافع تدق في وقت واحد فى القاهرة والإسكندرية ثم تم وضع مدفع بكل محافظة مصرية لنفس الغرض.

:07:
استمر صوت المدفع عنصرا رمضانيا أساسيًا في حياة المصريين حتى مطلع القرن الماضي عندما ظهرت الإذاعة المصرية تبث عبر اثيرها صوت المدفع فأهمل المدفع الأصلى وتوقف إطلاقه من القلعة وتحول لمجرد مؤثرات صوتية من الإذاعة المصرية‏، إلى أن قرر وزير الداخلية المصري في مطلع الثمانينات إعادة إطلاق المدفع من القلعة طوال رمضان إلى أن حذرت هيئة الآثار المصرية ان 123 طلقة التي يطلقها المدفع تسببت في خلخلة التربة فى المنطقة التي تعد متحفًا مفتوحًا للآثار الإسلامية والتي تضم قلعة صلاح الدين الأيوبي والجامع المرمري الذي بناه محمد علي الكبير وفقًا للطراز المعماري العثماني بالإضافة لجامعي السلطان حسن، والرافعي، ومتاحف القلعة الأربعة. فتم نقل المدفع من القلعة لجبل المقطم، وتحول لمعلم سياحي في ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين وتوقف عن الانطلاق تماما.

عاد المدفع ليطلق طلقاته من جديد عقب ثلاثين عاما
عاد المدفع هذا العام ليطلق طلقاته من جديد عقب ثلاثين عاما من الصمت المطبق، ليطلق قذائفه المدوية من قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار طوال شهر رمضان بعد استخدام تقنيات حديثة وترميمه من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة .وبعد التأكد من عدم تأثر القلعة والمنطقة الأثرية المفتوحة بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة .
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
تقليد جميل و تراث حضاري حبذا لو تم الحفاظ عليه كذلك في بلدنا
شكرا للموضوع الجميلtnx