حياة الوهم(الفنتازيا)

عايشة في المراهقة

مشرفة قسم الحوار
#1
أن الوهم مرض يتحول به المرء إلى شخص غير مقبول في محيطه، ومن المجتمع بأسره، فالشخص الواهم يعتقد بأنه في حالة مرض دائم، ويصبح شخصية ثقيلة، تبعث على الإحباط.
وجيهان تذكر قصة صديقتها التي أنهت علاقتها وابتعدت عنها بعد أن يئست من تغييرها، خشية أن تصاب بوهمها ووسوستها الزائدة. كانت صديقتها تعتقد دائما بأن هناك مرضا يهدد حياتها وتعتقد بأنها لن تعيش طويلا.
بذلت علاونة الكثير من الأساليب للتغيير من طريقة تفكيرها تلك، إلا أن الصديقة كانت تصر دائما بأنها مريضة مرضا خطيرا ولم يكتشف بعد، وأن لديها شعورا بذلك.
إن الإنسان المريض بهذا النوع من المرض سواء أكان المريض ذكرا أم أنثى يتخيل دائما أن هناك اشخاصا موجودين حوله، وأن هناك من يمشي وراءه، أو أنه صاحب شأن، وأن فلانا يحبه، ويتخيل أن فلانا قد نظر له بعين الحسد، ويتعرض للمنامات المزعجة والكوابيس والشك واتهام الآخرين بالخيانة وعدم الثقة بالنفس، وهذه الأعراض تسيطر عليه بشكل كبير وقد تقود إلى إفساد نعمة الصحة، ويتأثر به الآخرون.
الخمسينية أم زهير تشير إلى أن زوجها من الأشخاص الواهمين، فدائما يسقط مشكلاته على غيره من الناس، ويرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه، وأحيانا تراه في حالة من المرح والانشراح، وينقل لعائلته إحساسه بالرضا عن النفس.
وتقول "يعتقد زوجي دائما أنه متفوق على الآخرين، وأن أغلب من حوله يتآمر عليه، وينسج له المكائد والحيل للنيل منه، وحاولت جاهدة الاستعانة بالأقارب والأصدقاء المقربين له لنصحه والتخفيف من حالته".
كما أنها لجأت لاستشارة الطبيب النفسي في الأمر، وقام بإرشادها لبعض الأساليب التي تحد من الوهم تدريجيا، كما أنه نصحها بإقناع زوجها بزيارة الطبيب.
الاختصاصي النفسي محمد الحباشنة، يشير إلى أن الوهم مرض نفسي بلا شك، فهو اضطرابي وجداني (الزهو) وله عوارض متعددة، وإذا ترك المريض بدون علاج، فستتفاقم المشكلة لديه، وتنتج عنها تأثيرات جانبية كبيرة وعلى من حوله.
وينصح الحباشنة باستخدام كل الأدوات الاجتماعية مع المريض من أقارب وأصدقاء وجيران، الذين من الممكن أن يتقبل ويستمع لهم، وعدم اليأس من المحاولة في حل المشكلة، ونصحه بزيارة الطبيب.
أما الوهم المرضي، بحسب الحباشنة، فأساسه العلاقة بين الجسد والنفس، فالعلاقة بينهما وثيقة جدا، وهناك الكثير من الأمراض النفسية تسبب أمراضا جسدية، أو بالعكس أمراض جسدية تتسبب في أمراض نفسية.
ويلفت الحباشنة أن هناك فرقا من الناحية العلمية بين الوسواس والوهم؛ فالوهم هو أن يتخيل المرء بأنه مريض بمرض ما، لكنه واهم في ذلك، وليس هناك صحة في ذلك، وهنا يتوهم المرض، أما الوسواس فهو فكرة غير منطقية تلح على الإنسان، ويعلم بأنها غير منطقية.
أما سفيان عواد (28 عاما) فيقول "عشت لحظات مليئة بالشوق والحنين، لحظات من الغرام والهيام، لحظات تحوي الكثير من الجنون، فكم كان رائعا هذا الإحساس بكل تفاصيله".
ويضيف، انتهت هذه اللحظات، فكم كان مؤلما هذا الإحساس، حينما تكتشف بأنك لا تعني لهم شيئا، حيث توهم قلبك بأنك وحدك في قلوبهم، وتخاطبك الفتاة بأنك أخ عزيز عليها.
وبالرغم من تجربته القاسية حسب قوله، يعترف بأنه من الأشخاص الواهمين في الحياة ليس فقط في الحب وإنما في عدة أمور، ويدرك مدى تألمه من هذه الأوهام وآثارها السلبية عليه، لكنه يشعر بسعادة مطلقة بهذا الوهم.
وترى الاختصاصية الأسرية والإرشاد التربوي سناء أبو ليل، أن الوهم يمكن علاجه إذا رغب المريض بذلك، فهو من يده، ويتم بالإرادة والتفكير الإيجابي في قضية مسيطر عليها.
وتضيف، قد يموت الشخص بوهم ما، ويجب أن يصاحب الشخص الواهم بأشخاص إيجابيين، ويجب أن يغير نظرته عن نفسه ويتقبل مساعدة الآخرين له.
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام "لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا"، يدل ويؤكد أن الوهم والتداعي بالمرض يقضي على حياة الفرد، فهناك بعض الأشخاص يصبح المرض جزءا من شخصيتهم وحياتهم حسب أبو ليل.
وتضيف "البعض الآخر يتوهم بالسحر ويعلق فشله عليه، بدلا من أن يبذل جهدا في التغلب على مشاكله، فهو يخدع نفسه والآخرين بهذا الوهم. كما أن الوهم ينعكس على الأبناء حسب أبو ليل، ويقلدونها في لحظة من اللحظات وفي المستقبل، ويتشبثون بها للخروج من موقف ما، فيصبح سلوكا لا إراديا يطبقه الأبناء".

 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
رد: حياة الوهم(الفنتازيا)

شكرا لك غفران على تقديم هذا الطرح المميز..مودتي و تقديري لك..شكرا لك:hh14 :