
عَلَيكَ أَقَمتَ أَسناءَ الثَناءِ**فَأَنتَ أَقَمتَ أَثناءَ السَناءِ
جَعَلتُ عَلَيَّ حَقَّ ثَناكَ فَرضاً**وَقَد أَحيَيتَ لي مَيتَ الرَجاءِ
تَوَقَّدُ فِطنَةً وَتُسيلُ لُطفاً**كَطَبعِ السَيفِ مِن نارٍ وَماءِ
وَحُلمُكَ راجِحٌ بِرِعانِ رَضوى**وَعَزمُكَ كَالمُهَنَّدِ في المَضاءِ
وَمَجدِكَ ظاهِرٌ فَوقَ الدَراري**وَذِكرُكَ فائِقٌ عُرفَ الكَباءِ
بِروحي أَنتَ لا وَحدي وَلَكِن**فِداكَ القَومَ مِن دانٍ وَناءِ
إِذا فَتَّشتُ يَوماً في عُروقي**تَرى سَرَيانَ حُبِّكَ مَعَ دِمائي
فَأَينَ تَكونُ يا مَولايَ مِنّي**لِأُنسى عِندَ مَنزِلِكَ اِحتِفائي
فَفي قَلبي أُعيذُكَ مِن غَليلي**وضفي عَيني أُعيذُكَ مِن بُكائي
لَقَد أَنآكَ بِالقَدرِ التَداني**وَقَد أَدناكَ بِالحُبِّ التَنائي
أَرى لَكَ هَزَّةً لِلفَضلِ حَتّى**طِباعَكَ مَجرى الطَلاءِ
أَراكَ لَطَفتَ حَتّى كِدتَ تَخفى**عَلى أَبصارِ مُختَبَرٍ وَراءِ
فَلا بَستَ الضَمائِرَ مِثلَ سِرٍّ**وَلا مَستَ الظَواهِرَ كَالهَواءِ
()()()()
الشاعر اللبناني..شكيب أرسلان