لماذا افرج اﻻردن عن المنظر السلفى المقدسى

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
حمل الإفراج عن منظر التيار السلفي الجهادي عصام البرقاوي المعروف بـ"أبو محمد المقدسي" من قبل السلطات الأردنية في هذا التوقيت عدة رسائل، كان أبرزها هو استثمار المملكة لشخصيات من التيار السلفي الجهادي المعتدلين أمثال المقدسي وأبو قتادة للتصدي في وجه التنظيمات الأكثر تشدداً مثل "داعش"، الذي يحكم سيطرته على أجزاء واسعة في سوريا والعراق، والذي يشكل خطراً على البلاد.
ويأتي الإفراج عن المقدسي بعدما أدار من داخل زنزانته مفاوضات جادة مع تنظيم "داعش" لإطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة ومبادلته مع السجينة ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، لكنه لم يستطع لعدم استجابة التنظيم له.
وكشف المقدسي عقب الإفراج عنه تفاصيل المفاوضات التي قام بها، ومحاولاته مع تنظيم "داعش" لإطلاق سراح الطيار الكساسبة، مؤكداً في مقابلة تلفزيونية مع قناة "رؤيا" الأردنية، أنه منذ أن سمع بأسر الطيار معاذ حاول الاتصال مع التنظيم والتواصل مع "العقلاء" منهم في سبيل تحقيق مصلحة شرعية، وهي مبادلة الطيار الكساسبة مع السجينة ساجدة الريشاوي.
وأوضح أنه "تواصل مع عدد كبير من مجاهدين في المغرب الإسلامي واليمن وسوريا وطلب منهم المساعدة في فك أسر الطيار لدى "داعش"، وهم بدورهم وجهوا رسائل بهذا الشأن ولكن من دون جدوى".
وخلال المقابلة، ذكر المقدسي أنه تواصل مع أشخاص نافذين في التنظيم، أبرزهم "أبو محمد العدناني"، وقام بمراسلة زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي خلال رسائل صوتية، إلا أنهم "أصموا آذانهم عن تلك المناشدات والطلبات، ولم يكترثوا لساجدة الريشاوي ومصيرها"، مشيراً إلى أن أحد عناصر التنظيم الذي يتواصل معه كان يكذب عليه ويحلف بالإيمان المغلظة بأنهم جادون في التفاوض لمبادلة الطيار بالسجينة الريشاوي، إلا أنه تبين فيما بعد أن الطيار أعدم حرقاً.
وأطلقت السلطات الأردنية سراح أبو محمد المقدسي بعد يومين على بث تنظيم "داعش" تسجيلاً مصوراً يظهر عملية إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً داخل قفص حديدي وهو على قيد الحياة.
ويرى وزير الإعلام الأسبق، سميح المعايطة، أن السلطات تريد أن تستخدم التيار السلفي الجهادي المعتدل فكرياً ضد تنظيم داعش وخلق انشقاقات داخلية بين صفوفه.
وقال الوزير الأسبق لـ"العربية.نت" إن معركة الأردن مع "داعش" ليست عسكرية فقط، بل هنالك جوانب مختلفة كالتعامل مع خصوم التنظيم الإرهابي فكرياً وتوسيع دائرتهم داخل التيار السلفي، ووضع جبهة مناهضة لـ"داعش" وخلق انشقاقات بينهم.
وفي السياق، يقول الباحث والمتخصص بالشؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية "إن عملية الإفراج عن المقدسي تعتبر خطوة جيدة من قبل الحكومة، وبالتالي إبقاؤه في السجن يعطي رسائل سيئة بأن السلطات لا تفرق بين متشددين والأكثر تشدداً، خصوصاً أن المقدسي هاجم "داعش" بشكل واضح وصريح بما يقوموا بأعمال إرهابية لا تمت للإسلام بصلة".
ويرى باحثون آخرون أن المملكة قامت بالإفراج عن المقدسي من باب رد المعروف لما قام به من مفاوضات ووساطات مع تنظيم "داعش" من أجل مبادلة الريشاوي بالطيار الكساسبة لكنه لم يستطع إتمام ذلك.
ويأتي إعدام الطيار الكساسبة حرقاً داخل قفص حديدي بمثابة سخط شعبي وحكومي بما في ذلك التيار السلفي الجهادي المعتدل، الذي اعتبر تلك الممارسات بعيدة كل البعد عن قيم الدين الإسلامي الحنيف، وجمعهم تحت عنوان واحد هو محاربة التطرف سياسياً وإعلامياً وفكرياً