
عجباً ! كيف اتخذناكَ صديقاً ؟**وحَسبناك أخاً بَراً شقيقا ؟
وأخذناك إلى أضلاعنا**وسَقيناك مِن الحُبِّ رحِيقا
واقتسمنا كِسْرةَ الخُبز معاً**وكتبنا بالدِّما عهداً وثيقا
وزرعناكَ على أجفانِنا**ونشرنا فوقكَ الهُدْبَ الورِيقا
وزَعَمْنَاك - ولم تَبْرقْ - سناً**وكسوناك - ولم تلمع - برِيقا
سَيفنا كنت تأملْ سيفنا**كيف أهدى قلبنا الجُرح العميقا
دِرعنا كنت وهذا دِرعنا**حَربة في ظهرنا شبت حريقا
جيشنا كنتَ أجبْ يا جيشنا**كيفَ ضَيَّعْتَ إلى القدس الطريقا ؟!
ذلك العملاق ما أبشعه**في الدُّجى .. يغتال عُصفوراً رقيقا
مُسِخَ الفارسُ لصاً قاتلاً**مُسِخَ الفارسُ كَذَّاباً صَفِيقا
رحمةُ الله عليهِ إنهُ**مات .. هلْ عاشَ الذي خانَ الرَّفيقا ؟!
()()()()()
الشاعر السعودي: غازي القصيبي