
كم نحتاج في حياتنا إلى من يرشدنا بصدق و ينتقدنا بإخلاص لا أن يتملق معنا و يساير هوانا و يؤيدنا في كل شيء دون أن يدلي برايه و بشير علينا
بما يراه هو أصلح و أنسب لنا. و مثالاُ على ذلك اسوق هذه الحادثة القصيرة..
سأل طالب جامعى مشاكس "محمد علي" ذات مرة عما يجب أن يفعله
فى حياته . فلم يكن هذا الطالب يستطيع أن يقرر ما إذا كان يجب
عليه أن يستمر فى الدراسة ، أو ينطلق إلى العالم للبحث عن حظه ،
وكان من الواضح أنه يميل إلى الحل الأخير، فقال له محمد علي ناصحاً.:
إبق فى الكلية، و واصل دراستك ، فاذا كان بامكانهم استخلاص البنسلين من الخبز العفن، فبامكانهم أن يصنعوا منك شيئا !
لقد كان من الواضح أن "على" يستخف بالموقف ، وفى الحقيقة ، فقد
فهم الأمر الذى من المحتمل أن هذا الشاب كان يسمعه طوال حياته ،
واستخدم قليلا من الهزل لكى يقدم نقطة مهمة : "لا تستسلم بمثل هذه
السهولة . واصل المسير و رغم ما قد يقال عنك ، فأنت مهم ويمكنك إنجاز شىء عظيم .
إن التعزيز - على خلاف التملق - يتطلب رؤية الشخص على نحو
جيد بما فيه الكفاية من أجل الإحساس بالأمور التى يجب التأكيد عليها
، ويتطلب معرفة الشخص على نحو جيد بما فيه الكفاية من أجل
إدراك الأمور المهمة بالفعل . إن التملق عادة ما يكون اعترافا بعدم الإدراك ، وخيانة للثقة ، فنحن
نقول أشياء نعتقد أنه يجب علينا قولها، ولكننا فى الحقيقة لا نفكر على
الإطلاق ، ما هى الرسالة التى يرسلها التملق ؟ أنك لست مهما بالنسبة لى
لكى أمنحك الكثير من الاهتمام . فمن منا بعد الآن يرضى أن يكون برفقته أناس متملقين لا يهمهم أمره!
