
ورداءِ لَيلٍ باتَ، فيهِ مُعانقي**طيفٌ ألمّ لظبية ِ الوعساءِ
فجمعتُ بينَ رضابهِ وشرابهِ**وشربتُ من ريقٍ ومن صهباءِ
ولَثَمتُ، في ظَلماءِ لَيلَة ِ وَفْرَة ٍ**شفقاً هناك لوجنة ٍ حمراءِ
واللّيلُ مُشمَطُّ الذّوائِبِ، كَبرَة **خرفٌ يدبّ على عصا الجوزاءِ
ثمّ انثنى والسكرُ يسحبُ فرعهُ**ويَجُرّ، من طَرَبٍ، فُضُولَ رِدَاءِ
تندى بفيهِ أقحوانة ُ أجرعِ**قد غازلتها الشمسُ غبَّ سماءِ
و تميسُ في أثوابهِ ريحانة ٌ**كرعتْ على ظمإٍ بجدولِ ماءِ
نفاحة ُ الأنفاسِ إلا أنها**حذَرَ النّوى ، خَفّاقَة ُ الأفياءِ
فلَوَيتُ مَعطِفهَا اعتِناقاً، حسبُها**فيهِ، بقَطرِ الدّمعِ، من أنواءِ
و الفجرُ ينظرُ من وراءِ غمامةٍ**عن مُقلَة ٍ كُحِلَتْ بها زَرقاءِ
فرَغِبتُ عن نُورِ الصّباحِ لنَوْرَةٍ**أغرى لها ببنفسجِ الظلماءِ
()()()()()()
ألشاعر: إبن خفاجة الأندلسي