[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.7bal3rab.com/vb/backgrounds/2.gif');background-color:blue;border:1px groove rgb(75, 0, 130);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] 
لا قامت أُمَةٌ إن لَم تَعضِد أواصِرَ رَكائِزِها، و لا أفلَحَت غايَةٌ إن لَم تَكن هيَ ناظمَ غرائِزِها. قَد أرتَقي مقاماً لَستُ أهلاً لهُ، و قَد لا أصِلُ بِمَقصَدي إلى ما يُمَثِلُ الصوابَ و قَد أحيدُ عَنهُ، و لكِني سَآتي بِما تُملي عَلَيَ بَديهيَةِ التَفكيرِ، فإن شَطَحتُ في مقامٍ لا عَن قَصدٍ فألتَمِسُ مَعَكُم المَعاذيرِ. هِيَ كالنَباتِ تَنبُت إن بماءِ المَكرُماتِ سُقيَت.و هيَ الأساسُ المتينُ لكُلِ بناءٍ مَتى روعِيَت. لا غِنى عنها هذا أمرٌ مؤكدٌ حَدَ اليَقينِ، و هِيَ مِفتاحِ المرورِ إلى قلوبِ الآخرينَ، و طريقاً تناثَرَت على جنَباتِهِ الورودُ و الرَياحينَ. لا بقاءَ لِلأمَمِ إلا إذا كانَت بَينَ أبنائِها سِلعَةٌ رائِجة، و لا فَلاحَ لِأمرٍ إن لَم تَكُن هيَ الضابِطُ فيهِ و سَبَباً لِكُلِ أمورهِ الناتِجَةِ. ما اغتَنى مَن كان مَعوزاً لَها، و ما افتَقَرَ مَن كانَ مورداً لَها. بِقَدَرِ تَحصيلها تَتَبايَنِ المقاماتُ، و بِمقدارِ حيازَتِها تَتَعالى الهاماتُ،فَهَيهاتَ أن تُمحى رسومُ أمةٌ و هي مستَمسكةٌ بهذه السِمات. مَن أحرَزَها كانَت لَهُ دِرعاً حصينةً، و مَن فَرَطَ بِها كانَ كَمَن أضاعَ كنزاً ثمينةً. كانَت بِعثَةُ النَبِيِ صلى اللهُ عليهِ و آلِهِ و سلم مُتَمِمَةً لِمَكارِمِها، و حَرَصَت الرِسالَةُ المُحَمَديَةُ على أن تكونَ هيَ مِن أجلى مَعالِمها. فَما شَدَّ الأفئِدةَ و أبهَرَ الألبابَ إلا خُلُقُ النبي، و كَم مِن بِلادٍ فُتِحَت مُتأثِرَةً بِهذا السَمتِ العَليّ. سائِل أندنوسيا كُبرياتِ دُوَلِ الإسلامِ، ألَم تَكُن أخلاقُ تُجارِنا هِيَ مَن فَتَحَت قَبلَ أبوابِها أفئِدَةَ الأنامِ. فَكَم مِن أذى عانى مِنهُ صاحِبَ الرِسالةِ السماويةِ،فَاحتَسَبَ الأجرَ و عفى و أصفحَ فَمالَت إلَيهِ نفوسِ البَرية. إنَها العُملَةُ النادِرَةُ التي يَتُم تَداوُلَها في كُلِ الأسواقِ،و اللُغَةُ الوحيدَةُ التي يَفهَمَها كلُ إنسانٍ بلا تَرجَمةٍ تُقالُ أو تُخَطُ على أوراقِ. إنَها الأخلاقُ التي لا يُمكن مبادَلَتها بأيِ ثَمَن، و تَبقى قواعِدُها ثابتةٌ في كُلِ عصرٍ و زمن.فَكَم نَغبِط السامي فيها، و كَم نأسف على من أضاعَ سهمهُ و لَم يكن من مُساهميها. شجرةٌ مثمرةٌ مُتعَدِدَةِ الثَمر، فَبِأي غصنٍ مُتدَلٍ تَمسَكتَ بهِ اقتفيتَ الأثر. و نِلتَ المكانةَ الرفيعةَ في قُلوبِ البَشَر. لا تُغني الحداثةُ عَن مبادئها، و لا يوجَد بديلٌ عَنها منَ المُختَرَعاتِ على اختلافِ مناشئها،و حَسبُكَ أن يَتَحسرَ الثَريُ على شيئٍ تَحسَرهُ عليها إن لَم يُحرِز مِن مَناقِبِها. أ و لَيسَتِ الشرائِعُ السَماويةُ دَعَت إلى تَغليبِ قواعِدها، و كانت باعِثاً للروحِ فيها و مِن أعظَمِ روافِدِها، و بهذا أتَت القوانينُ الوَضعيةُ لَم تنأى عَن هذا المَسلَكِ القويمِ في ظاهِرها رغمَ عيوبِها و مفاسِدِها.و كأنها صَرحٌ عالي مشيد، لا يُمكن تَسَوُرَهُ إلا مَن كان ذا لُبٍ رَشيدٍ و فِعلٍ حميدٍ و يحظى في نفوس الوَرى بالقَبول و التأييد. و أُدرِكَ بأنني مَهما نَظَّرتُ لَها مِن مقاماتِ التَرغيبِ، و حَذَرتُ مِن أعراضِ فقدانِها بِشَيءٍ مِن التَرهيبِ، فسَيبقى الطَرحُ قاصِراً عن الإيفاءِ و الإحاطةِ بِكُلِ جوانِبِ هذا البحثِ مِن بعيدٍ أو قريبٍ. و حَسبي أن أكون داعياً لها نَفسي قبلَ الغَيرِ، و أن أكونَ مُتَخَلِقاً بِها كبائِعِ العِطرِ لا كنافِخِ الكَير. و الصلاةُ و السلامُ على حبيبنا محمدٍ صلواتُ ربي و سلامهُ عَلَيه و على آلهِ أولي التقى و العفافِ و الخير.
مع أطيب الأمنيات
أخوكم: وعـد.gif)
22/8/2013[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

لا قامت أُمَةٌ إن لَم تَعضِد أواصِرَ رَكائِزِها، و لا أفلَحَت غايَةٌ إن لَم تَكن هيَ ناظمَ غرائِزِها. قَد أرتَقي مقاماً لَستُ أهلاً لهُ، و قَد لا أصِلُ بِمَقصَدي إلى ما يُمَثِلُ الصوابَ و قَد أحيدُ عَنهُ، و لكِني سَآتي بِما تُملي عَلَيَ بَديهيَةِ التَفكيرِ، فإن شَطَحتُ في مقامٍ لا عَن قَصدٍ فألتَمِسُ مَعَكُم المَعاذيرِ. هِيَ كالنَباتِ تَنبُت إن بماءِ المَكرُماتِ سُقيَت.و هيَ الأساسُ المتينُ لكُلِ بناءٍ مَتى روعِيَت. لا غِنى عنها هذا أمرٌ مؤكدٌ حَدَ اليَقينِ، و هِيَ مِفتاحِ المرورِ إلى قلوبِ الآخرينَ، و طريقاً تناثَرَت على جنَباتِهِ الورودُ و الرَياحينَ. لا بقاءَ لِلأمَمِ إلا إذا كانَت بَينَ أبنائِها سِلعَةٌ رائِجة، و لا فَلاحَ لِأمرٍ إن لَم تَكُن هيَ الضابِطُ فيهِ و سَبَباً لِكُلِ أمورهِ الناتِجَةِ. ما اغتَنى مَن كان مَعوزاً لَها، و ما افتَقَرَ مَن كانَ مورداً لَها. بِقَدَرِ تَحصيلها تَتَبايَنِ المقاماتُ، و بِمقدارِ حيازَتِها تَتَعالى الهاماتُ،فَهَيهاتَ أن تُمحى رسومُ أمةٌ و هي مستَمسكةٌ بهذه السِمات. مَن أحرَزَها كانَت لَهُ دِرعاً حصينةً، و مَن فَرَطَ بِها كانَ كَمَن أضاعَ كنزاً ثمينةً. كانَت بِعثَةُ النَبِيِ صلى اللهُ عليهِ و آلِهِ و سلم مُتَمِمَةً لِمَكارِمِها، و حَرَصَت الرِسالَةُ المُحَمَديَةُ على أن تكونَ هيَ مِن أجلى مَعالِمها. فَما شَدَّ الأفئِدةَ و أبهَرَ الألبابَ إلا خُلُقُ النبي، و كَم مِن بِلادٍ فُتِحَت مُتأثِرَةً بِهذا السَمتِ العَليّ. سائِل أندنوسيا كُبرياتِ دُوَلِ الإسلامِ، ألَم تَكُن أخلاقُ تُجارِنا هِيَ مَن فَتَحَت قَبلَ أبوابِها أفئِدَةَ الأنامِ. فَكَم مِن أذى عانى مِنهُ صاحِبَ الرِسالةِ السماويةِ،فَاحتَسَبَ الأجرَ و عفى و أصفحَ فَمالَت إلَيهِ نفوسِ البَرية. إنَها العُملَةُ النادِرَةُ التي يَتُم تَداوُلَها في كُلِ الأسواقِ،و اللُغَةُ الوحيدَةُ التي يَفهَمَها كلُ إنسانٍ بلا تَرجَمةٍ تُقالُ أو تُخَطُ على أوراقِ. إنَها الأخلاقُ التي لا يُمكن مبادَلَتها بأيِ ثَمَن، و تَبقى قواعِدُها ثابتةٌ في كُلِ عصرٍ و زمن.فَكَم نَغبِط السامي فيها، و كَم نأسف على من أضاعَ سهمهُ و لَم يكن من مُساهميها. شجرةٌ مثمرةٌ مُتعَدِدَةِ الثَمر، فَبِأي غصنٍ مُتدَلٍ تَمسَكتَ بهِ اقتفيتَ الأثر. و نِلتَ المكانةَ الرفيعةَ في قُلوبِ البَشَر. لا تُغني الحداثةُ عَن مبادئها، و لا يوجَد بديلٌ عَنها منَ المُختَرَعاتِ على اختلافِ مناشئها،و حَسبُكَ أن يَتَحسرَ الثَريُ على شيئٍ تَحسَرهُ عليها إن لَم يُحرِز مِن مَناقِبِها. أ و لَيسَتِ الشرائِعُ السَماويةُ دَعَت إلى تَغليبِ قواعِدها، و كانت باعِثاً للروحِ فيها و مِن أعظَمِ روافِدِها، و بهذا أتَت القوانينُ الوَضعيةُ لَم تنأى عَن هذا المَسلَكِ القويمِ في ظاهِرها رغمَ عيوبِها و مفاسِدِها.و كأنها صَرحٌ عالي مشيد، لا يُمكن تَسَوُرَهُ إلا مَن كان ذا لُبٍ رَشيدٍ و فِعلٍ حميدٍ و يحظى في نفوس الوَرى بالقَبول و التأييد. و أُدرِكَ بأنني مَهما نَظَّرتُ لَها مِن مقاماتِ التَرغيبِ، و حَذَرتُ مِن أعراضِ فقدانِها بِشَيءٍ مِن التَرهيبِ، فسَيبقى الطَرحُ قاصِراً عن الإيفاءِ و الإحاطةِ بِكُلِ جوانِبِ هذا البحثِ مِن بعيدٍ أو قريبٍ. و حَسبي أن أكون داعياً لها نَفسي قبلَ الغَيرِ، و أن أكونَ مُتَخَلِقاً بِها كبائِعِ العِطرِ لا كنافِخِ الكَير. و الصلاةُ و السلامُ على حبيبنا محمدٍ صلواتُ ربي و سلامهُ عَلَيه و على آلهِ أولي التقى و العفافِ و الخير.
مع أطيب الأمنيات
أخوكم: وعـد
.gif)
22/8/2013[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]