الدَّيْن..الأستدانة والسبل المترافقة معه ..

#1
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد :
أخوتنا الأكارم ..نُعرِّف لكم الدَّين أو الأستدانة وما يُسمى الأقتراض
الدَّيـْن :بفتح الدال مع تشديده وتسكين الياء .. وهو القرض ذو الأجل كما قُرِء ذلك في المعجم اللغوي . وكما نعرف الأستدانة بأنه
أدان وادان، واستدان، وتدين أخذ ديناً، ورجل مديان يقرض كثيراً ويستقرض كثيراً ضد، وكذا امرأة جمعهما مدايين، وادَّان اشترى بالدين أو باع بالدين ضد، وادان فلان معرضاً بكسر الراء أي استدان، ممن أمكنه ولم يبال ما يكون من التبعة . وفى الحديث ( أدان معرضا ) أي استدان ..

وللغارم أن يستقرض إن قدر عليه لا أن يأخذ من الصدقة، ولا يلزمه ذلك لاحتمال عجزه عن الأداء، والغارم: من لزمه دين ولا يملك نصاباً فاضلاً عن دينه أو كان له مال على الناس لا يمكنه أخذه . ودفع الزكاة له أولى من الدفع للفقير . هذا رأي الأحناف .
إن استدان لأخذ الزكاة كأن يكون عنده ما يكفيه وتوسع في الإنفاق بالدين لأجل أن يأخذ منها فلا يعطي منها لأنه قصد مذموم بخلاف فقير تداين للضرورة ناوياً الأخذ منها فإنه يعطي منها لحسن قصده . وهذا ما عليه المالكية .
الغارمون أصناف: صنف ادانوا في مصلحتهم أو معروف وغير معصية ثم عجزوا عن أداء ذلك في العرض والنقد فيعطون في عرفهم بعجزهم من مال الزكاة .
وصنف أدانوا في حمالات، وإصلاح ذات بين معروف ولهم عروض تحمل حمالاتهم أو عامتها أي أكثرها إن بيعت أضر ذلك بهم وإن لم يفتقروا فيعطى هؤلاء ما يوفر عروضهم .
وصنف ثالث: وهو من تداين لضمان بلا إذن وأعسر وحده أو بإذن وأعسر مع الأصيل يعطون أنصباء من مال الزكاة . وهذا رأي الشافعية .
الغارم من غرم لإصلاح ذات بين أو من غرم لإصلاح نفسه في مباح حتى في شراء نفسه من الكفار كمن استدان في نفقه نفسه وعياله أو كسوتهم، وخرج بالمباح ما استدانه وصرفه في معصية كشرب الخمر والزنا فيأخذ الغارم لنفسه إن كان عاجزاً عن وفاء دينه. وهذا يدل على جواز الاستدانة في كل مباح فضلاً عن واجب أو مندوب . وهذا رأي الحنابلة .

ولكن ياسادة : هناك أموراً وأصولاً لذلك ..ففي أكبر آيات كتاب الله بسورة البقرة حصراً الآية 282 قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.

ويرجى الرجوع لتفسير الآية لمن أراد فهم معناها ..


وأما الغرض من بحث أخوكم العُميري هو للتعريف بهذه الحالة المتفشية في المجتمع ..مع غياب الأصول بها وأنحرافها وتجاوزها ..فالمعلوم منها بأنها لقضاء الحاجة وليس ربحاً أو ورثاً ..فالمسلم المُستبرء لدينه وماله يفهم أن المال المأخوذ دَينْاً ليس ملكاً ..وينحرف عن خط الدين إذا تمكن الرجل مالياً ..فعليه تأدية مابذمته ..قبل أتخاذ أي أجراء أو بيع أو شراء ..
و روى الأمام مسلم عن عبد الله بن عمر بن العاص أنه قال:{
يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلا الدَّيْنَ } فهذا الشهيد صاحب المنزله الرفيعة لايُغفر ذنبه في كونه لم يوفي ما بذمته قبل أستشهاده..لكونها حقوق عباد وليس حقاً لرب العباد ..!!
فكيف بغيره من الناس .. ممن
أصيبوا بحالة إدمان الحلول السريعة المتمثلة في الأستدانه لجني الأموال الوهمية في الواقع القائم الذي يجر الويلات على صاحبه..
هم بالليل ومذلة بالنهار ..؟؟
ومن أحد مقالات العلماء..أخترت لكم كلام للشيخ محمد العثيمين رحمه الله هو:{
إني لأعجب من قوم مدينين عليهم ديون كثيرة، ثم يذهب أحدهم يستدين، يشتري من فلان أو فلان أثاثًا للبيت زائدًا عن الحاجة، يشتري كساء أو فرشًا للدرج، وهو فقير عليه ديون}أنتهى كلامه..رحمه الله ..
ولنقدم النصح من أنزلاق الناس في منحدر المحذور لهاوية ٍ .. لايعلم مداهاااآ..وعمقها سواه سبحانه ..بسبب تلك المصيبة التي لافكاك منها إلا بتأديتها وأرجاعها لأهلها

أخوكم
البلسم العميري
منتدى حب العرب






 
التعديل الأخير:

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#2
رد: الدَّيْن..الأستدانة والسبل المترافقة معه ..

جزاك الله خيرا
وجعلك من الذين يظلهم الله فى ظله

دمت بحفظ الرحمن ورعايته
تقبل مروري
مع خالص
تقديري
و
احترامي
 
#3
رد: الدَّيْن..الأستدانة والسبل المترافقة معه ..

جزاك الله خيرا
وجعلك من الذين يظلهم الله فى ظله

دمت بحفظ الرحمن ورعايته
تقبل مروري
مع خالص
تقديري
و
احترامي
شكرا اختنا طوق الياسمين
على هذا الحضوووور
والاطراء
الحسن