

حينَ يُحالُ بَينَ أنامِلي قَسراً و الكِتابَة،و أحرِمُ نَفسي مِن عَبيرِ القِرطاسِ و المِدادِ مَشتَكِياً غِيابَه،
يِتَمَلَكُّني شُعورٌ بالإرباكِ يَكادُ النُّهى مِنِّي يَفقِدُ صَوابَه،
و تَصَرَعُني هَواجِسُ التَّفكيرِ بِأَنِّي لَن أَرتادَ مُجَدَّداً أروِقَة الفِكرِ على بَساطَتِها أو أطرُقَ بابَه,
نَعَم فَهكذا شَيءٌ يُراوِدُ البالِ،و يَكون حاضرَ الذِّهنِ في الحالِ،
فَما أشَدُّ وَطأةَ الإعتِقادِ بأنَّني إفتَقَدتُ مَهارَة تَدوينِ مَقالٍ،
و أن مُخَيِّلَتي باتَت قاصِرَةً على نَسجِ الأفكارِ و حُبكَةِ الرُؤى مِن وَحيِ الخَيالِ،
فَهذا يَجعَلُني رَهينَ الخَوفِ من مَجهولِ المَآلِ،و القُصورُ في نَظرَتي لِلأُفِقِ عَمَا سَيَؤولُ إلَيهِ الحالُ،
قَد أبدو مِزاجِياً في مُواجَهَةِ الأمور،و سَريعَ الحُكمِ آنياً على الواقِعِ المَنظور،
و لا أَلتَمِسُ العُذرَ لِنَفسي مُحاوِلاً تَرضِيَتَها حَتّى تَزولَ مُعَوَقاتِ إبداعي لِمَنشور،
و أُبقيها في مَرمَى لَومي و تَقريعي لها إلا أن تَعودَ و تُجيدُ في التَدوينِ سابِقَ الدَّورِ،
ها هِيَ نُبذَةٌ مُختَصَرة تُدلِل على إنطِباعي،بَعدَ تَوقُفِ أفلاكي عَن أن تَمخُرَ عبابَ بِحارِ الفِكرِ و سُكونِ شِراعي،
و آمُلُ أن لا أكونُ قَد نَقَلتُ إلَيكُم شُعوراً سِلبياً يُصَوِّرُإفتِقادَ أنامِلي لِتَرويضِ يُراعي،
هذا و أختُم مَقولي مُتَمَنِّياً أنِّي أوجَزتُ و ما أطَلتِ و لا في الكَلِمِ لَحِنتُ في إرتِجالي وَ إسراعي.
"فارس بلا جواد"
الجمعة, 23 تشرين*الأول, 2015