
حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ**عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي
لاتبخَسوا قَدْرَ الدموع فانها**دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوع
للنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى**وترى البكاءَ كواجبٍ مشروع
وأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً**بدمائه من كفِ غير قريع
أ أبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً**وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميع
قد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها**لولا قضاءٌ ليس بالمدفوع
أبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ**أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوع
أبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً**لكنما أبكي على المجموع
جَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌ**يَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوع
أن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ**والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعي
وإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما**قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوع
شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى**شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموع
وبحَسْبِ " أحمدَ " لوعة "أنَّ ابنهُ "** لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع
لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ**مُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروع
أعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاً**بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟
إني رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍ**لكن رأيتُ الصمتَ غيرَ بديع
فأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتي**مقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع
()()()()()
ألشاعر العراقي: محمد مهدي الجواهري