
أذهَبتَ شُكوكي بِأدِلَتِكَ القاطِعة،و أنَرتَ عَقلي بِبَراهينِكَ الساطِعة،و داعَبتَ آمالي بِوعودِكَ الرائعة،و تَوَلَدت لَدَيَ قناعةً بأنكَ لَست من ذَوي النُفوسِ الطامعة، أيُها المُعارِضِ الشريفِ،صاحِبِ الظلِ الخفيفِ (وقتَ المظاهرات)، صاحِبِ الوَجهِ السَمحِ اللَطيفِ (حينَ اللِقاءات)، صاحِبِ السِجِلِ النَظيفِ في البرامِجِ المدفوعةِ الثمنِ لِبَعضِ الفضائيات!
نَعَم أنتَ يا سَيِدي يا مَن تَدعوني أنا و أسرَتي للخروجِ و مناوئَةِ النظامِ و مواجَهَةِ المَجهولِ، أنتَ تُعَرِضُ حياتيَ و حياةِ أسرتي لِلخَطَر و فَوقَ ذلِكَ تُغامِرُ بِأمنِ و سَلامَةِ بلَدي، أحبَبتُ أن أهديَكَ هذهِ النصائحِ قَبلَ خُروجي للمُظاهراتِ، فَاسمَع مني:
1. حاوِل إتمامَ كافةِ الفُحوصاتِ الطبيةِ اللازمةِ قَبلَ مَوعِدِ المُظاهَراتِ كي لا يُفاجِئُكَ المَرضُ قُبَيلَ موعِدِها! و تَضطرُ للسَفَرِ خارِجِ البلادِ و تَترُكنا لِوَحدِنا! و ما يَهُمنا هنا هوَ صِحَتَكَ الغالية علينا!
2.مِنَ الضَروري و المُستَحسَن أن تُضَحيَ أسرَتُكَ و أولادُكَ بِإلتزاماتِهم الخارِجيةِ و سَفراتِهِمُ المَوسميةِ و رِحلاتِهمُ السياحيةِ خارِجِ البِلادِ، و أن يَحرِصوا على التَواجِدِ معنا حينَ المُظاهراتِ لِكَي لا تَتَذّمرَ مني أُسرَتي، فَضلاً عَن أنَ وُجودَهُم فُرصةٌ طَيبةٌ لِكَي نَقتَنِعَ أكثرَ بِعدالَةِ قَضيتِنا، و بِأنَ من يَقودنا لَهُ نَفسُ البَذلِ و العطاءِ الذي نُقَدِمَهُ نحنُ.
3.أحياناً يثيرُ النِظامُ شائِعاتٌ بأنهُ تَمَ منعُ سَفَرِكَ للخارجِ و الذي تَزامنَ مع قُربِ موعدِ المُظاهَراتِ.و نَحنُ لا نُريدُ مِنكَ سِوى إثباتَ بِأنها مُجردُ دِعايَةٍ مضادَةٍ من إعلام النظامِ،مِن خلالِ تَواجِدكَ في الصَفِ الأولِ يَومَ المظاهراتِ،و لا أظنُ بأنني أطلبُ المُستَحيلَ منكَ أم مَن يخرجونَ في المقدمةِ هم أحرَصُ على الوَطَنِ منكَ بطبيعةِ الحال!
4.سَمِعتُ بأنَ هناكَ حاكِمٌ سفاحٌ في بلدٍ قريبٍ فتكَ بِشَعبِهِ و أوغلَ في دِمائِهِم،معَ ذلكَ نَجِدُ بأنَ المعارضةَ هناك تَتجاوبُ مع دعواتِ الحِوارِ معهُ لأجلِ حقنِ دماءِ البَقيةِ، و إيقافِ نزيفِ الدَمِ، و أنتَ تَرفُضُ كلَ دَعوةٍ لِلحوارِ و لا تَخشى مِن إنزلاقِ البلدِ إلى هاويةٍ لا يُعرَفُ قرارها، و في كلِ الأحوالِ رَئيسُ بلَدِكَ لَم يَفعل تلكَ الأفاعيلَ مِثلَ ذلكَ الحاكِمِ. فَمَن منكم على صوابٍ و أحرصُ على شَعبِهِ؟ أنتم أم مُعارَضةُ ذلكَ البلدِ!
5.لا تَقُل عَنّي بأنني مُندّسٌ و مُتآمِرٌ على المُعارضةِ و أعملُ لِصالِحِ النِظامِ،و كلُ ما أرَدتُهُ هوَ تَنَسُمُ عَبيرَ الديمقراطيةِ و تَجربةَ حقِ الحُريةِ الذي تَحرِصونَ عَلَيهِ و تَدعونَ لِتَطبيقهِ, و إن شِئتَ التأكُدَ أكثر فأنا أعرِضُ هذا الخِطابَ على أعضاءِ "منتدى حُبِ العَرَب" للِتصويتِ عليهِ بكُلِ حريةٍ و شفافيةٍ دونَ أن يكونَ صوتي معهم لِضمانِ نزاهةِ النتائجِ!
مع أطيبِ الأمنياتِ
أخوكم: وعـد
_بقلمي_