كم رسخت في أذهاننا و ربما أصبحت من المُسَلَمات لدينا، و حسب ما يحرص على تكرار قولها أولوا الشأن أنفسهم و يؤكدون ذلك في كل مقابلةٍ تلفزيزنية أو حوار صحفي من أنهم يسعون لتأدية رسالةً إنسانية من خلال أعمالهم بغض النظر عن النفع المادي أو على الأقل أنه ليس هدفهم الأول، نعم إنهم أهل الفن بمختلف ألوانه، و أنهم يحرصون في أعمالهم بأن تكون محاكية لأحوال الناس و ظروفهم. فإن حانت ساعة الإختبار و اصطدمت هذه المبادئ التي يدعون حرصهم عليها مع مصالح حكامهم و رغباتهم، حادوا عن جادة الحق و الصواب و إنحازوا لهم و تنكروا لجماهيرهم، و تسابقوا لتلميع صورته الشوهاء وربما قالوا عنه ما لم يقل هو عن نفسه من صفاتٍ هي المثالية بعينها،و صوروه بمظهر الضحية المتآمر عليه و الحاكم النزيه الذي أفنى عمره في خدمة شعبه ثم لم يحصد سوى الغدرِ و الخيانة.نعم هذه معضلة الكثير من أهل الفن و الأدب في كا زمان و مكان.و ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو ما قرأته من تصريحات لبعض الفنانين السوريين بخصوص أزمة بلادهم و منهم الفنانة رغدة في :
http://7bal3rab.com/vb/showthread.php?t=10598
و الفنانة سلاف في:
http://7bal3rab.com/vb/showthread.php?t=10599
و اللتان أعلنتا تأييدهما المطلق لحكم الأسد و غض النظر عن جرائمه المروعة بحق شعبه و بلاده، فكيف يمكن تفسير مواقف هكذا أناس؟
1. هل هم حقاً يرون الأمور بمثلِ ما يراهُ رأس النظام و لهم وجهة نظر تبرر كل هذا التخريب في سبيل غاية أسمى تسوغ كل هذه الجرائم من أهمها الحفاظ على سوريا _بزعمهم_؟
2. أم أنهم واقعون تحت سطوة النظام و الخشية من بطشه إن أظهروا المعاداة له و أن موقفهم هذا آنيٌ رهن الظروف و الأحداث السائدة ما يلبث أن يتغير؟
3.أم نقول بأن هناك منافع شخصية متحصلة لهم و تم شراء ذممهم كما غيرهم الكثير من المفكرين و رجال الدين و الإعلام من الذين هم أوسع إدراكاً و أغزر علماً و فهماً منهم؟
4.أم ربما أن هناك أضرارا شخصية حصلت معهم أو لأقربائهم من قبل معارضين للنظام جعلهم يتخذون هذا الموقف الذي يناقض حقيقة ما يدعون به من رسالة إنسانية يسعون لأدائها من خلال أعملهم الفنية؟
5. و في كل الأحوال ألن يساهم هذا الموقف في أفول نجوميتهم و نبذهم من خلال جماهيرهم حالما تهدأ الأوضاع بعد زوال النظام و خسارتهم للرهان عليه؟
هذا ما ستكشفه الأيام و حينئذ يكون لكل حادث حديث..
مع أطيب الأمنيات.
.gif "than tnx")
