
في لَحظَةٍ مِن زَمَنٍ سَطَوتُ عَلى قَلبِها
و كُنتُ لِصّاً ظَريفاً كُلُّ هَمّي إعجابها
لَم تَكُن أوَّلَ مَرَّةٍ تَمُرُ في طَريقي
جَمَعَتنا أزِقَّةُ الحَيِّ و رُبَما تَكَرَّرَ اقتِرابُها
و قَلَّما رَأيتُها تَمشي على انفِرادٍ
عَهدي بِها إن خَطَت تَتَوَسَّطُ أترابَها
لِذا لَم يَشِعُ نورُها في وَجهي كَما
تَخفِتُ ضِياءَ الأقمارِ خَلفَ رَبابِها
وَ خَشيتُ إن غابَت عَن ناظِرَيَّ لا تَعودُ
و أبقى رَهينُ تَلاقٍ أُطارِدُ سَرابَها
فَاحتَسَيتُ كَأساً مِن جُرأةٍ حَمَلَتني عَلَيهِ
روحاً شَغِفَتَ بِها لَم أوَد إتعابَها
فَتَوارَيتُ بَينَ أشجارٍ على أرصِفَةٍ غُرِسَتَ
طَمَعاً مِن عُيونٍ بِرُؤيَةِ دارَ أحبابِها
و تَفَرَّق السّائِرونَ مَعَها يَمنَةً و شِمالاً
و غَذَتِ الخُطى صوبَ بابٍ يا لَيتَني بَوابَها
فَيا لَدَهشَتي حينَ أدرَكتُ الحَقيقَةَ ضاحِكاً
و كادَت أن تَطيرَ مِن العُقولِ صَوابُها
فَمَن شَغَلَتِ البالَ و احتارَ اللُّبُ لَها
كانَت لَنا جاراً و طالَ عَنِّي احتِجابُها
فَلا أدري مَن أُعاتِب و لِمَن أشكو
و هَل يَكونُ صَواباً إن هَمَمتُ بِعِتابِها
و ما ذَنبُ وَردَةٍ حَفَّت بِها أوراقُ غُصنٍ
فَلا تَتَبَدى إلا لِساقيها و أصحابِها!
()()()()()
"فارس بلا جواد"
الأربعاء, 21 أيار, 2014