
قَطَعَ عني وِصالَه، و ضَنَ عليَ بِمقالَه، و نَضِبَ بَحرُ مدادَهُ و تقَطَعت أوصالَه.تَشَتَت الفِكرة و غابَتِ الخَطرة و لَم يُسعِفَني عَميقُ التأملِ و لا إدامةُ النَظرَة،إن صامَت جَوارِحي تَزامُناً معَ قُدسيةِ الشَهرِ،فلا أرتضي لَكَ صَوماً بدونَ أمري،و لا أن تَخلُدَ للسَكينةِ و تُقَوِضَ صَرحَ فكري، كُن مِطواعاً لي جالِباً للسَعدِ لا أن تَزِد في هَمي و قَهري، تَعرِفني أحتاجُ رِفقَتَك، تَثِقُ عَواطِفي بِتَرجمتِك،و تأنسُ أنامِلي في رَسمِ لَوحَتِك، لا أريدُ أن أستَجدي عَونَك و لا أن أستَميل عَطفَكَ و لا أن أداعِبَ حِبرَكَ و أكونُ سبباً في زَهوِكَ و فَخرَك، فأنا من أخرجتكَ للفضاءِ بَعدَ أن كنتَ حَبيسَ الدُرجِ كباقي متراكماتِ الأشياء، إن كُنتَ وسيلَتي فَلَن أُعدَمَ البَديل،و إن كنتَ ناطِقاً بإسمي فكن معي حيثما أميلُ تَميل،لا تُكابِر بأهميتِك و لا تُحَيِرني في فَكِ لُغزِ أحجِيَتِك،لا تُلقي اللَومَ على شُرودِ ذِهني إن لَم تُبدِع،و تَنتَهِزَ فُرصةَ تَعبي وتَخلَد للراحةِ و تَطمَع، لا أقصدُ أن أُذَكِرَكَ بِطَبيعةِ تَكوينِكَ، و أقُل بأنَك جمادٌ و أنتَقِصَ من قَدرِكَ و تَثمينَك، فَفي القرآنِ جاءَ القَسَمُ بِسَمِيِّ إسمَكَ،و أولى أخبارِ السماءِ حَضَت على قراءَةِ ما خَطَهُ عِلمُك،فَهَلا فَطِنتَ لِمَقصَدي منَ المقالة،و تَعرِفني قد تَجَنَبتُ الإطالةَ، فَلِمثلِكَ يُسهبُ لَهُ في التَعبيرِ، و ما ذَكَرتُ إسمَكَ هنا إلا من بابِ التَوقيرِ،و تَركتُ أمرَ التَعَرُفِ على هَويتِكَ و إزاحَةَ السِتارِ و كَشفَ ماهيَتِكَ لأحبابي في حُبِ العَربِ، و نعلُنُ صُلحَنا معاً و نُغلِقُ بابَ اللَومِ و العَتَب، فَبِكَ أنالُ المُنى و أبلُغُ الإرَب،و أنتَ بي تَعرَف و تُزاحِمَ أقرانَك في المحافِلِ و تعلوَ المنابِرَ لتضَع بصمَتَكَ على الخُطَب،و أرجو أن لا تَستَعصي عليَ متى ما هَيَئتُ نَفسي لِلكتابةِ كُن لي جاهزاً حينَ الطَلَب.
فَهَل عرَفتم مغزى الحوار و ظروف الموضوع و من المقصود بهذا الخطاب يا أغلى رفقة و أطيب أصحاب؟
أخوكم: وعـد
مع أطيب الأمنيات