
مِن رافِدَيكَ وُهِبَ لنا الرَيُ و الشُرُبُ**و في ثراكَ لَو قَضَينا تَحلو لنا التُرَبُ
يا قَمَراً بينَ الكواكِبِ يَسطَعُ نورُهُ**ما بَلَغَت مقامِكَ و لا هَزَت عَرشَكَ الشُهُبُ
مِنكَ ابتدَأَ التأريخُ و القَلَمُ استهَلَ مِشوارَهُ**و لِطَلَبِ العِلمِ منكَ تزاحَمَتِ الرُكَبُ
فيكَ بغدادُ التي قيلَ يوماً عنها**مَن لَم يَرَها ما رأى الدُنيا و حُقَ فيهِ العَتَبُ
رُمحُ اللهِ و جُمجُمَةِ العَرَبِ عِراقُنا**فَأنّى يُكسَرُ الرُمحُ و يُصيبَ الجُمجُمةَ عَطَبُ
بِلادٌ لا تموتُ و إن كادَتِ الأُمَمُ لها**و شَعبٌ في وَجهِ النوائِبِ صابِرٌ مُحتَسِبُ
بِلادٌ كَم تُثيرُ شَهِيَةَ الأعداءِ كَعكَتُها**فَإن قَضَموا مِنها حلَ الرَدى و ارتَعَبوا
بلادٌ أبصَرتُ فيها النورَ و عَشِقتُ فضاءَها**فَمِنهُ أُدرِكُ كَم أنَ الكونَ واسِعٌ رَحِبُ
و إنِ ادلَهَمَت بِها الخطوبُ و احلَولَكَت ظُلمَتُها**فَلا بُدَ مِن بُزوغِ فجرٍ باسِمٍ لَهُ نَرتَقِبُ
أمانيٌ في القَلبِ أتوقُ لِرؤياها مُتَحَقِقَةٌ**فَمتى يا عِراقُ تَعودُ كما عَهِدناكَ بالفَرَحِ تَصخَبُ
"فارس بلا جواد"
Monday, 24 June, 2013
.gif)
التعديل الأخير: