ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#81
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب ما جاء في المصورين

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؛ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة""1" أخرجاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
لما كان التصوير وسيلة الشرك المضاد للتوحيد، ناسب أن يعقد المؤلف هذا الباب؛ لبيان تحريمه وما ورد فيه من الوعيد الشديد.
ما جاء في المصورين: أي: من الوعيد الشديد.
ومن أظلم: أي: لا أحد أظلم منه.
يخلق كخلقي: أي: لأن المصور يضاهي خلق الله.
فليخلقوا: أمرُ تعجيز وتحدّ وتهديد.
ذرة: هي: النملة الصغيرة.
أو ليخلقوا: تعجيزٌ آخر.
حبة: أي: حبة حنطةٍ فيها طعم ومادة نبات وإنتاج.
أو ليخلقوا: تعجيزٌ آخر.
شعيرة: نوع آخر من الحبوب.

المعنى الإجمالي للحديث:
يروي النبي –صلى الله عليه وسلم- عن ربه عز وجل أنه يقول: لا أحد أشد ظلماً ممن يصور الصور على شكل خلق الله؛ لأنه بذلك يحاول مشابهة الله في فعله، ثم يتحداه الله –عز وجل- ويبين عجزه عن أن يخلق أصغر شيء من مخلوقاته وهو الذرة، بل هو عاجز عن أن يخلق ما هو أدنى من ذلك وهو الجماد الصغير، ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك كله؛ لأن الله هو المتفرد بالخلق.
مناسبة ذكر هذا الحديث في الباب:
أنه يدل على تحريم التصوير، وأنه من أظلم الظلم.
ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم التصوير، وبأي وسيلة وجد وأن المصور من أظلم الظالمين.
2- وصف الله أنه يتكلم.
3- أن التصوير مضاهاةٌ لخلق الله، ومحاولةٌ لمشاركته في الخلق.
4- أن القدرة على الخلق من خصائص الله سبحانه وتعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه البخاري برقم "5953"، ومسلم برقم "2111".


ولهما عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله""1".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولهما: أي: البخاري ومسلم.
يضاهئون بخلق الله: أي: يشابهون بما يصنعونه ما يصنعه الله.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر – صلى الله عليه وسلم- خبراً معناه: النهي والزجر، أن المصورين أشد الناس عذاباً في الدار الآخرة، لأنهم أقدموا على جريمة شنعاء وهي صناعتهم ما يشابه لخلق الله في صناعة الصور.
مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على شدة عقوبة المصورين، مما يفيد أن التصوير جريمة كبرى.
ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم التصوير بجميع أشكاله وبأي وسيلة وُجد، وأنه مضاهاة لخلق الله.
2- أن العذاب يوم القيامة يتفاوت بحسب الجرائم.
3- أن التصوير من أعظم الذنوب، وأنه من الكبائر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه البخاري برقم "2479"، ومسلم برقم "2107".


ولهما عن ابن عباس -رضي الله عنهما- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل مصوِّر في النار، يُجعل له بكل صورة صوَّرها نفس يُعذَّب بها في جهنم""1". ولهما عنه مرفوعاً: "من صوّر صورة في الدنيا؛ كُلِّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ""2".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل مصوّر: أي: لذي روح.
في النار: لتعاطيه ما يشبه ما انفرد الله به من الخلق والاختراع.
يجعل له بكل صورة نفسٌ يعذّب بها: الباء بمعنى "في" أي: يُجعل له في كل صورة روحٌ تعذِّبه نفس الصورة التي جُعلت فيها الروح.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر –صلى الله عليه وسلم- أن مآل المصورين يوم القيامة إلى النار، يعذَّبون فيها بأشد العذاب بأن تُحضر جميع الصور التي صوَّروها في الدنيا، فيُجعل في كل صورة منها روحٌ ثم تُسلّط عليه بالعذاب في نار جهنم، فيعذب بما صنعت يده والعياذ بالله. ومن تعذيبه أيضاً أن يكلّف ما لا يطيق وهو نفخ الروح في الصورة التي صورها.
مناسبة الحديث للباب:
أن فيه دليلاً على تحريم التصوير ووعيد المصورين.
ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم التصوير وأنه من الكبائر.
2- تحريم التصوير بجميع أنواعه: تماثيل أو نقوش، وسواء كان رسماً باليد أو التقاطاً بآلة التصوير الفوتوغرافية، إذا كانت الصورة من ذوات الأرواح، إلا ما دعت إليه الضرورة.
3- تحريم التصوير لأي غرض كان إلا لدفع ضرورة.
4- في الرواية الأخيرة دليلٌ على طول تعذيب المصورين وإظهار عجزهم.
5- فيها أن الخلق ونفخ الروح لا يقدر عليهما إلا الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه البخاري برقم "2225"، ومسلم برقم "2110".
"2" أخرجه البخاري برقم "5963"، ومسلم برقم "2110/100".

ولمسلم عن أبي الهيَّاج؛ قال: قال لي عليّ –رضي الله عنه-: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مُشْرِفاً إلا سويته""1".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التراجم:
أبو الهيّاج هو: حيَّان بن حُصين الأسدي تابعيّ ثقة.
ألا: أداة تنبيه.
أبعثك: أوجِّهك.
لا تدع: لا تترك.
إلا طمستها: أي: أزلتها ومحوتها.
مشرفاً: أي: مرتفعاً.
إلا سوَّيته: أي: جعلته مساوياً للأرض.
المعنى الإجمالي للحديث:
يعرض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- على أبي الهياج أن يوجهه إلى القيام بالمهمة التي وجّهه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للقيام بها وهي: إزالة الصور ومحوُها؛ لما فيها من المضاهاة لخلق الله والافتتان بها بتعظيمها؛ مما يؤول بأصحابها إلى الوثنية.
وتسوية القبور العالية حتى تصير مساوية للأرض؛ لما في تعلِيتها من الافتتان بأصحابها واتخاذهم أنداداً لله في العبادة والتعظيم.
مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على وجوب طمس الصور وإتلافها.
ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم التصوير ووجوب إزالة الصور ومحوها بجميع أنواعها.
2- التواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ العلم.
3- تحريم رفع القبور ببناءٍ أو غيره؛ لأنه من وسائل الشرك.
4- وجوب هدم القباب المبنية على القبور.
5- أن التصوير مثل البناء على القبور وسيلة إلى الشرك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه مسلم برقم "969"، وأبو داود برقم "3218"، والترمذي برقم "1049"، وأحمد "1/96، 129".


يتبع باب ما جاء في كثرة الحلف
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#82
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب ما جاء في كثرة الحلف
وقول الله تعالى: {..وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ..} [المائدة: 89].


عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "الحلِف مَنْفَقَة للسلعة مَمْحقة للكسْب""1" أخرجاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
أن من كمال التوحيد احترام اسم الله وعدم امتهانه بكثرة الحلف؛ لأن ذلك يدل على الاستخفاف به وعدم التعظيم له.
ما جاء في كثرة الحلف: أي: من النهي عنه، والحلِف: بفتح الحاء وكسر اللام: اليمين.
واحفظوا أيمانكم: أي: لا تحلفوا، وقيل: لا تتركوها بغير تكفير، وقيل: لا تحنثوا.
منفَقَة: بفتح الميم والفاء مفعَلةٌ من النَّفاق بفتح النون وهو: الرواج.
للسلعة: بكسر السين: المتاع.
ممحَقة: بفتح الميم والحاء من المحق وهو: النقص والمحو.
المعنى الإجمالي للحديث:
يحذر –صلى الله عليه وسلم- من التهاون بالحلف وكثرة استعماله؛ لترويج السلع وجلب الكسب، فإن الإنسان إذا حلف على سلعة أنه أُعطي فيها كذا وكذا أو أنه اشتراها بكذا وهو كاذب فقد يظنه المشتري صادقاً فيما حلف عليه فيأخذها بزيادة على قيمتها تأثراً بيمين البائع، وهو إنما حلف طمَعاً في الزيادة؛ فيكون قد عصى الله، فيعاقب بمحق البركة.
مناسبة الحديث للباب:
أن فيه التحذير من استعمال الحلف؛ لأجل ترويج السلع، وبيان ما يترتب على ذلك من الضرر.
ما يستفاد من الحديث:
1- التحذير من استعمال الحلف؛ لأجل ترويج السلع؛ لأن ذلك امتهانٌ لاسم الله تعالى وهو ينقص التوحيد.
2- بيان ما يترتب على الأيمان الكاذبة من المضارّ.
3- أن الكسب الحرام وإن كثُرت كمّيته فإنه منزوع البركة لا خير فيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه البخاري برقم "2087"، ومسلم برقم "1606".

وعن سلمان -رضي الله عنه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أُشَيْمِط زانٍ، وعائل مستكبِر، ورجل جعل اللهَ بضاعتَه، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه""1" رواه الطبراني بسند صحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التراجم:
سلمان لعله أبو عبد الله: سلمان الفارسي، أصله من أصبهان أو رام هرمز، أسلم عند قدوم النبي –صلى الله عليه وسلم- المدينة وشهد الخندق وغيرَها توفي سنة 36هـ رضي الله عنه.

لا يكلِّمهم الله: هذا وعيد شديدٌ في حقهم؛ لأنه سبحانه يكلم أهل الإيمان.
ولا يزكِّيهم: أي: لا يثني عليهم ولا يطهرهم من دنَس الذنوب.
ولهم عذاب أليم: مُوجِع؛ لأنهم لما عظُم ذنبهم عظُمت عقوبتهم.
أُشيمِط: تصغير أشمط وهو الذي في شعره شمَطٌ أي شيْبٌ وصغِّر تحقيراً له.
زانٍ: أي: يرتكب فاحشة الزنا مع كِبَر سنِّه.
وعائلٌ مستكبِر: العائل: الفقير أي: يتكبَّر مع أنه فقير، والكِبر: بطَر الحق وغمط الناس.
جعل الله بضاعتَه: أي: جعل الحلف بالله بضاعةً له؛ لكثرة استعماله في البيع والشراء.
المعنى الإجمالي:
يخبر –صلى الله عليه وسلم- عن ثلاثة أصنافٍ من العصاة يُعاقبون أشد العقوبة، لشناعة جرائمهم.
أحدهم: من يرتكب فاحشة الزنا مع كِبَر سنه؛ لأن داعي المعصية ضعيفٌ في حقّه، فدل على أن الحامل له على الزنا محبة المعصية والفجور، وإن كان الزنا قبيحاً من كل أحد، فهو من هذا أشد قُبحاً.
الثاني: فقيرٌ يتكبر على الناس، والكِبْر وإن كان قبيحاً من كل أحد، لكن الفقير ليس له من المال ما يدعوه إلى الكِبْر فاستكباره مع عدم الداعي إليه يدل على أن الكِبْر طبيعةٌ له.
الثالث: من يجعل الحلف بالله بضاعةً له يكثر من استعماله في البيع والشراء فيمتَهِن اسم الله ويجعله وسيلةً لاكتساب المال.
مناسبة الحديث للباب:
أن فيه التحذير من كثرة الحلف في البيع والشراء.
ما يستفاد من الحديث:
1- التحذير من كثرة استعمال الحلف في البيع والشراء، والحث على توقير اليمين واحترام أسماء الله سبحانه.
2- إثبات الكلام لله وأنه يكلِّم من أطاعه ويكرمُه بذلك.
3- التحذير من جريمة الزنا لا سيما من كبير السن.
4- التحذير من الكِبْر لا سيما في حق الفقير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" قال الهيثمي في مجمع الزوائد "4/78": رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله رجال الصحيح.


وفي الصحيح عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنِه مرتين أو ثلاثاً. "ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن""1".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الصحيح: أي في صحيح مسلم.
قرني: أي: أهل قرني وهم الصحابة، والقرن: كل طبقة من الناس مقترنين في وقت.
ثم الذين يلونهم: وهم التابعون.
ثم الذين يلونهم: وهم تابعو التابعين.
يشهدون: أي: شهادة الزور.
ولا يُستشهدون: أي: لا يُطلب منهم الشهادة؛ لفسقِهم أو لاستخفافهم بأمرها وعدم تحرِّيهم الصدق.
ويخونون: أي: يخونون من ائتمنهم.
ولا يُؤتمنون: أي: لا يأتمنهم الناس لظهور خيانتهم.
وينذُرون لا يوفون: أي: لا يؤدون ما وجب عليهم بالنذر.
ويظهر فيهم السمن: السمن كثرة اللحم، وذلك لتنعمهم وغفلتهم عن الآخرة.



المعنى الإجمالي:
يخبر –صلى الله عليه وسلم- أن خير هذه الأمة القرون الثلاثة وهم: الصحابة، والتابعون، وأتباع التابعين؛ لظهور الإسلام فيهم، وقُربهم من نور النبوة. ثم بعد هذه القرون المفضلة يحدث الشر في الأمة، وتكثر البدع، والتهاون بالشهادة، والاستخفاف بالأمانة والنذور، والتنعم في الدنيا، والغفلة عن الآخرة؛ وظهور هذه الأعمال الذميمة يدل على ضعف إسلامهم.
مناسبة الحديث للباب:
أن فيه ذم الذين يتساهلون بالشهادة وهي نوعٌ من اليمين.
ما يستفاد من الحديث:
1- فضل القرون الثلاثة أو الأربعة: الصحابة والتابعين وأتباعهم.
2- ذم التسرع في الشهادة.
3- ذم التهاون بالنذور ووجوب الوفاء بها.
4- ذم الخيانة في الأمانة والحث على أدائها.
5- ذم التنعم والرغبة في الدنيا والإعراض عن الآخرة.
6- علَم من أعلام نبوته –صلى الله عليه وسلم- حيث أخبر بالشيء قبل وقوعه فوقع كما أخبر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه البخاري برقم "2651"، ومسلم برقم "2535".

وفيه عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادةُ أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه""1".
قال إبراهيم: "كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التراجم:
إبراهيم هو: أبو عمران إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي من التابعين ومن فقهائهم، مات سنة 96هـ رحمه الله.
تسبق شهادة أحدهم يمينه... إلخ: أي: يجمع بين اليمين والشهادة، فتارةٌ تسبق هذه وتارةٌ تسبق هذه.
كانوا: أي: التابعون.
يضربوننا على الشهادة... إلخ: أي: لئلا يعتادوا إلزام أنفسهم بالعهود؛ لما يلزم الحالف من الوفاء، وكذا الشهادة لئلا يسهل عليهم أمرها.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر –صلى الله عليه وسلم- أن خير هذه الأمة القرون الثلاثة، ثم يأتي من بعدهم قوم يتساهلون في الشهادة واليمين؛ لضعف إيمانهم، فيخفّ عليهم أمر الشهادة واليمين تحمّلاً وأداءً؛ لقلة خوفهم من الله وعدم مبالاتهم بذلك"2".
ويخبر إبراهيم النخَعي عن التابعين أنهم يلقِّنون صغارهم تعظيم الشهادة والعهد؛ لينشأوا على ذلك ولا يتساهلوا فيهما.
مناسبة الحديث للباب:
أن فيه التحذير من التساهل باليمين والشهادة.
ما يستفاد من الحديث:
1- أن القرون المفضلة ثلاثةٌ، وأنهم خير هذه الأمة.
2- ذمّ التسرع في الشهادة واليمين.
3- علمٌ من أعلام نبوّته –صلى الله عليه وسلم- فإنه وُجد ما أخبر به.
4- عناية السلف بتربية الصغار وتأديبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه البخاري برقم "2652"، ومسلم برقم "2533".
"2" فعن أنس –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقَوا ربكم" أخرجه البخاري برقم "7068".


يتبع باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#83
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه


وقول الله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} الآية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمام الآية: {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 91].
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
التنبيه على أن الوفاء بالعهود تعظيمٌ لله، وعدم الوفاء بها عدم تعظيمٍ له؛ فهو قدحٌ في التوحيد.
ما جاء في ذمة الله: ذمةُ الله هي: العهد، وفيه الحث على حفظها والوفاء بها إذا أُعطيت لأحد.
وأوفوا بعهد الله: بالالتزام بمُوجِبه من عقود البيعة والأيمان وغيرها.
ولا تنقُضُوا الأيمان: أي: أيمان البيعة أو مطلَق الأيمان.
بعد توكيدها: أي: بعد توثيقها بذكر الله تعالى.
وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً: أي: شاهداً عليكم بتلك البيعة.
إن الله يعلم ما تفعلون: أي: من نقض الأيمان والعهود وهذا تهديد.
المعنى الإجمالي للآية:
يأمر تعالى بالوفاء بالعهود والمواثيق؛ والمحافظة على الأيمان المؤكّدة بذكره؛ لأنهم بذلك جعلوه سبحانه شاهداً ورقيباً عليهم؛ وهو سبحانه يعلم أفعالَهم وتصرفاتِهم وسيُجازيهم عليها.
مناسبة الآية للباب:
أنها تدل على وجوب الوفاء بالعهود، ومنها ما يجري بين الناس من إعطاء الذمة؛ فإنها يجب الوفاء بها؛ لأنها فردٌ من أفراد معنى الآية.
ما يستفاد من الآية:
1- وجوب الوفاء بالعهود والمواثيق.
2- تحريم نقض العهود والأيمان الداخلة في العهود والمواثيق.
3- إثبات العلم لله سبحانه وأنه لا يخفى عليه شيء.
4- وعيد من نقض العهود والمواثيق.


عن بريدة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أمَّر أميراً على جيش أو سَرِيَّة؛ أوصاه بتقوى الله –تعالى- ومن معه من المسلمين خيراً، فقال: "اغزُوا بسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا، ولا تغُلُّوا، ولا تغدِروا، ولا تُمَثِّلوا، ولا تقتلوا وليداً.
وإذا لقِيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى ثلاث خلال "أو خصال" فأيَّتُهُنَّ ما أجابوك: فاقبل منهم وكُفَّ عنهم: ثم ادعُهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبِرهم أنهم إن فعلوا ذلك؛ فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها؛ فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيءٌ، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا؛ فاسألهم الجزية، فإن هم أجابوك؛ فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا؛ فاستعن بالله وقاتلهم.
وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل ذمة الله وذمة نبيه؛ فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك؛ فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه.
وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله؛ فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك؛ فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا""1" رواه مسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمَّر أميراً: أي: جعل شخصاً أميراً.
على جيشٍ: أي: جنود كثيرة.
أو سرية: هي: القطعة من الجيش تخرج منه وتغير وترجع إليه.
ومن معه: أي: بمن معه.
خيراً: أي: أن يفعل بهم خيراً.
اغزوا: أي: اشرعوا في فعل الغزو.
في سبيل الله: أي: في طاعته ومن أجله.
من كفر بالله: أي: لأجل كفرهم وخص منه من لا يجوز قتلُه من الكفار كالنساء ومن له عهد... إلخ.
ولا تغلوا: الغلول: الأخذ من الغنيمة قبل قسمها.
ولا تغدروا: أي: لا تنقضوا العهد.
ولا تمثِّلوا: التمثيل: تشويه القتيل بقطع أعضائه.
وليداً: هو: الصبيّ والعبد.
ثلاث خلال أو خصال: شكٌّ من الراوي ومعناهما واحد.
فاقبل منهم: أي: اقبل منهم الإسلام وكفّ عنهم القتال.
دار المهاجرين: يعني: المدينة إذ ذاك.
فلهم ما للمهاجرين: أي: في استحقاق الفيء والغنيمة.
ما على المهاجرين: من الجهاد وغيره.
كأعراب المسلمين: الساكنين في البادية من غير هجرة ولا غزو.
فاسألهم الجزية: أي: اطلب منهم أن يدفعوا الجزية، وهي مالٌ يؤخذ من الكفار على وجه الصغار والذلة لهم، واشتقاقها من الجزاء كأنها جزاءٌ عن القتل.
فإن أبَوا: أي امتنعوا عن الدخول في الإسلام ودفع الجزية.
حاصرت أهل حصن: الحصن: كل مكان محميّ محرز، وحاصرتهم: ضيقت عليهم وأحطت بهم.
ذمة الله وذمة نبيه: الذمة هنا العهد.
أن تُخفروا ذممكم: أي: تنقضوا عُهودكم.
المعنى الإجمالي للحديث:
يذكر لنا هذا الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ما كان يفعله النبي –صلى الله عليه وسلم- عندما يرسل الجيوش والسرايا للقتال في سبيل الله، أنه كان يوصي القواد بالتحرز بطاعة الله من عقوبته بالتزام التقوى، ويأمرهم بالشروع في الغزو مستعينين بالله ليقاتلوا الكفار؛ لإزالة كفرهم حتى يكون الدين كله لله، وينهاهم عن الخيانة في العهود والأخذ من المغانم قبل قسمتها، وعن تشويه القتلى وقتل من لا يستحق القتل من الولدان. وعندما يلاقون عدوهم فإنهم يخيِّرونهم بين ثلاثة أمور: إما أن يدخلوا في الإسلام، وإما أن يؤدوا الجزية، وإما أن يقاتلوهم. فإن دخلوا في الإٍسلام خُيروا بين أمرين: إما الانتقال إلى دار الهجرة، ولهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، وإما البقاء مع أعراب المسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. ثم يوصي –صلى الله عليه وسلم- القواد عندما يحاصرون الكفّار في معاقِلهم؛ فيطلب الكفّار منهم أن يجعلوا لهم عهد الله وعهد نبيه أن لا يجعلوا لهم ذلك، ولكن يجعلوا لهم عهدهم هم؛ فإنّ نقض عهد الله وعهد رسوله أعظم جُرماً من نقض عهودهم. وإذا طلبوا منهم النزول على حكم الله فلا يجيبوهم بل ينزلونهم على حكمهم هم واجتهادهم؛ خشية أن لا يُصيبوا حكم الله تعالى، فينسبون إلى الله ما هو خطأ.
مناسبة ذكر الحديث في الباب:
أن فيه النهيَ عن إعطاء ذمة الله وذمة رسوله للكفار؛ خشية عدم الوفاء بذلك، فتكون الجريمة عظيمة، ويكون ذلك هضماً لعهد الله، ونقصاً في التوحيد.
ما يستفاد من الحديث:
1- مشروعية بعْث السرايا والجيوش للجهاد في سبيل الله.
2- أنه يجب أن يكون القتال لإعلاء كلمة الله ومحو آثار الكفر من الأرض لا لنيل الملك وطلب الدنيا، أو نيل الشهرة.
3- مشروعية تنصيب الأمراء على الجيوش والسرايا.
4- أنه يشرع لولي الأمر أن يوصي القوّاد ويوضح لهم الخطة التي يسيرون عليها في جهادهم.
5- أن الجهاد يكون بإذن ولي الأمر وتنفيذه.
6- مشروعية الدعوة إلى الإسلام قبل القتال.
7- مشروعية أخذ الجزية من جميع الكفار.
8- النهي عن قتل الصبيان.
9- النهي التمثيل بالقتلى.
10 _ النهي عن الغلول والخيانة في العهود.
11- احترام ذمة الله وذمة نبيه والفرق بينهما وبين ذمة المسلمين.
12- طلب الاحتياط عن الوقوع في المحذور.
13- أن المجتهد يخطئ ويصيب والفرق بين حكم الله وحكم العلماء.
14- الإرشاد إلى ارتكاب أقل الأمرين خطراً.
15- مشروعية الاجتهاد عند الحاجة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه مسلم برقم "1731"، وأبو داود برقم "2612، 2613"، والترمذي برقم "1617"، وابن ماجه برقم "4858"، وأحمد في مسنده "5/352، 358".



يتبع باب ما جاء في الإقسام على الله
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#84
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب ما جاء في الإقسام على الله


عن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألَّى عليّ أن لا أغفر لفلان؟! إني قد غفرت له وأحبطت عملَك""1" رواه مسلم.
وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد"2".
قال أبو هريرة: "تكلم بكلمة أَوبَقَتْ دنياه وآخرتَه""3".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد:
أن الإقسام على الله إذا كان على وجه الحجر على الله فهو منافٍ للتوحيد؛ لأنه من سوء الأدب مع الله تعالى.
ما جاء في الإقسام على الله: أي: من الأدلة على تحريم ذلك.
من ذا الذي؟: استفهام إنكار.
يتألى علي: أي: يحلف، والأليّة: بتشديد الياء: الحلف.
أحبطت عملك: أي: أهدرته.
أوبَقَت: أي: أهلكت.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- على وجه التحذير من خطر اللسان، أن رجلاً حلف أن الله لا يغفر لرجلٍ مذنبٍ؛ فكأنه حكم على الله وحجر عليه؛ لما اعتقد في نفسه عند الله من الكرامة والحظّ والمكانة، ولذلك المذنب من الإهانة، وهذا إدلالٌ على الله وسوءُ أدب معه، أوجب لذلك الرجل الشقاءَ والخسران في الدنيا والآخرة.
مناسبة ذكر الحديث في الباب:
أنه يدل على تحريم الإقسام على الله على وجه الحجر على الله والإعجاب بالنفس؛ وذلك نقصٌ في التوحيد.
ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم الإقسام على الله إلا إذا كان على وجه حسنِ الظنّ به وتأميل الخير منه.
2- وجوب حسن الأدب مع الله.
3- شدة خطر اللسان ووجوب حفظه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه مسلم برقم "2621".
"2" فقد روى أبو داود برقم "4901"، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهِدٌ في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصِر. فوجده يوماً على ذنب فقال له: أقصر. فقال: خلِّني وربي، أبُعثت علي رقيباً! فقال: والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالماً أو على ما في يدي قادراً؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار".
"3" فقد أخرج الترمذي برقم "2320" أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.


يتبع باب لا يستشفع بالله على خلقه
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#85
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب لا يستشفع بالله على خلقه

عن جُبَير بن مطعِم -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: نُهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال؛ فاستسق لنا ربَّك؛ فإنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "سبحان الله! سبحان الله!" فما زال يسبِّح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "ويحك! أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك؛ إنه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه""1" وذكر الحديث. رواه أبو داود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
بيان تحريم الاستشفاع بالله على خلقه؛ لأنه هضمٌ للربوبية وقدحٌ في توحيد العبد؛ لأن الشافع يشفع عند من هو أعلى منه والله تعالى منزّه عن ذلك؛ لأنه لا أحد أعلى منه.
التراجم:
جُبير هو: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القُرَشي كان من أكابر قريش أسلم قبل الفتح ومات سنة 57هـ رضي الله عنه.
نُهِكت: بضم النون أي: جهدت وضعفت.
فاستسق لنا ربك: أي: اسأله أن يسقينا بأن ينزل المطر.
نستشفع بالله عليك: نجعله واسطة إليك.
سبحان الله: أي: تنزيهاً لله عما لا يليق به.
عُرف ذلك في وجوه أصحابه: أي: عُرف الغضب فيها؛ لغضب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
ويحَك: كلمةٌ تقال للزجر.
أتدري ما الله؟: إشارةٌ إلى قلة علمه بعظمة الله وجلاله.
المعنى الإجمالي للحديث:
يذكر هذا الصحابي أن رجلاً من البادية جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يشكو ما أصاب الناس من الحاجة إلى المطر؛ ويطلب من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يسأل ربَّه أن ينزله عليهم؛ لكنه أساء الأدب مع الله؛ حيث استشفع به إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- وهذا جهلٌ منه بحق الله؛ لأن الشفاعة إنما تكون من الأدنى إلى الأعلى، ولذلك أنكر عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- ذلك ونزّه ربه عن هذا التنقّص، ولم ينكر عليه الاستشفاع بالنبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الله سبحانه بدعائه إياه.
مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه؛ لأنه تنقّص ينزه الله عنه.
ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه؛ لما في ذلك من التنقص لله تعالى.
2- تنزيه الله عما لا يليق به.
3- إنكار المنكر وتعليم الجاهل.
4- جواز الاستشفاع بالرسول –صلى الله عليه وسلم- في حياته، بأن يطلُب منه أن يدعوَ الله
في قضاء حاجة المحتاج؛ لأنه مستجاب الدعوة، أما بعد موته فلا يُطلب منه ذلك لأن الصحابة لم يكونوا يفعلون ذلك.
5- التعليم بطريقة السؤال، لأنه أوقع في النفس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه أبو داود برقم "4726".



يتبع باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#86
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك

عن عبد الله بن الشِّخِّير -رضي الله عنه- قال: انطلقتُ في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلنا: أنت سيِّدنا. فقال: "السيد الله تبارك وتعالى". فقلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً. فقال: "قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان""1" رواه أبو داود بسند جيِّد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
بيان أن التوحيد لا يتم إلا بتجنُّب كل قول يفضي إلى الغلو في المخلوق، ويُخشى منه الوقوع في الشرك.
التراجم:
ابن الشِّخِّير: بكسر الشين وتشديد الخاء هو: عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان الحريشيّ أسلم يوم الفتح وله صحبةٌ ورواية.
حماية: حماية الشيء صونُه عما يتطرق إليه من مكروه وأذى.
المصطفى: أي: المختار من الصفوة وهي خالص الشيء.
حِمى التوحيد: صونُه عما يشوبه من الأعمال والأقوال التي تضاده أو تنقصه.
السيد الله: أي: السُّؤدد التام لله عز وجل، والخلق كلهم عبيد الله.
وأفضلُنا فضلاً: الفضل: الخيرية ضد النقيصة –أي: أنت خيرُنا.
طَولاً: الطوْل: الفضل والعطاء والقدرة والغنى.
قولوا بقولكم: أي: القول المعتاد لديكم ولا تتكلفوا الألفاظ التي تؤدي الغلو.
أو بعض قولكم: أي: أو دعوا بعض قولكم المعتاد واتركوه، تجنباً للغلو.
لا يستجرينكم الشيطان: الجري: الرسول أي: لا يتخذكم جَرِيّاً أي: وكيلاً له ورسولاً.
المعنى الإجمالي للحديث:
لما بالغ هذا الوفد في مدح النبي –صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن ذلك؛ تأدباً مع الله وحمايةً للتوحيد، وأمرهم أن يقتصروا على الألفاظ التي لا غلوّ فيها ولا محذور؛ كأن يدعوه بمحمد رسول الله كما سماه الله عز وجل.
مناسبة الحديث للباب:
أن فيه النهي عن الغلو في المدح واستعمال الألفاظ المتكلفة التي ربّما توقع في الشرك.
ما يستفاد من الحديث:
1- تواضعه –صلى الله عليه وسلم- وتأدبه مع ربه.
2- النهي عن الغلو في المدح ومواجهة الإنسان به.
3- أن السُّؤدد حقيقةٌ لله سبحانه، وأنه ينبغي ترك المدح بلفظ السيد.
4- النهي عن التكلف في الألفاظ وأنه ينبغي الاقتصاد في المقال.
5- حماية التوحيد عما يخل به من الأقوال والأعمال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه أبو داود برقم "4806"، وأحمد في مسنده "4/25".


وعن أنس -رضي الله عنه- أن ناساً قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا، وابن سيدنا. فقال: "يا أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينَّكم الشيطان، أنا محمدٌ عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل""1". رواه النسائي بسند جيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا خيرَنا: أي: أفضلنا.
يستهوينكم الشيطان: أي: يُزين لكم هواكم، أو يذهب بعقولكم.
المعنى الإجمالي للحديث:
كره –صلى الله عليه وسلم- مدحَه بهذه الألفاظ ونحوها؛ لئلا يكون ذلك وسيلةً إلى الغلو فيه والإطراء؛ لأنه قد أكمل الله له مقامَ العبودية، فصار يكره أن يُبالغ في مدحه؛ صيانةً لهذا المقام، وإرشاداً للأمة إلى ترك ذلك؛ نصحاً لهم وحماية للتوحيد. وأرشدهم أن يصفوه بصفتين هما أعلى مراتب العبد، وقد وصفه الله بهما في مواضع وهما: عبد الله ورسوله، ولا يريد أن يرفعوه فوق هذه المنزلة التي أنزله الله إياها.
مناسبة الحديث للباب:
أنه –صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُمدح بغير ما وصفه الله به؛ صيانةً للتوحيد وسداً لباب الغلو المُفضي إلى الشرك.
ما يستفاد من الحديث:
1- النهي عن الغلو في المدح، وتكلف الألفاظ في ذلك؛ لئلا يفضي إلى الشرك.
2- تواضعه –صلى الله عليه وسلم- وحرصه على صيانة العقيدة عما يخل بها.
3- أنه عبد الله ورسوله، وليس له من الأمر شيء؛ والأمر كله لله سبحانه.
4- التحذير من كيد الشيطان؛ وأنه قد يأتي من طريق الزيادة على الحد المشروع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم "248، 249"، وأحمد في مسنده "3/153، 241".


يتبع باب قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#87
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
أراد المصنف –رحمه الله- أن يختم كتابه بهذا الباب المشتمل على النصوص الدالة على عظمة الله، وخضوع المخلوقات له؛ مما يدل على أنه هو المستحق للعبادة وحده، وأن له صفات الكمال ونعوت الجلال.
باب قول الله تعالى: أي: ما جاء في معنى هذه الآية الكريمة من الأحاديث والآثار.
ما قدروا الله حق قدره: أي: ما عظّم المشركون الله حق تعظيمه؛ إذ عبدوا معه غيره.
والأرض... إلخ: جملةٌ حالية.
جميعاً: أي: بجميع جهاتها وطبقاتها.
سبحانه: تنزيهاً له.
وتعالى عما يشركون: به من الأصنام والأنداد العاجزة الحقيرة.
المعنى الإجمالي للآية:
يخبر الله تعالى أن المشركين ما عظّموا الله حق تعظيمه؛ حيث عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته، والمخلوقات كلها بالنسبة إليه صغيرة حقيرة، ثم نزّه نفسه عن شرك المشركين وتنقص الجاهلين.
تنبيه:
1- مذهب السلف في قوله تعالى: {...وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ...} هو إمراره كما جاء مع اعتقاد ما دل عليه من غير تحريف ولا تكييف. والأحاديث والآثار تفَسِّرها وتوَضِّحها.
2- ما يستفاد من هذه الآية يأتي بعد ذكر ما يتعلق بها من الأحاديث الواردة في هذا الباب.



عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "جاء حَبْر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على أَصبُع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى على أصبع، وسائر الخلق على أَصبُع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجِذُه، تصديقاً لقول الحَبْر". ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية. وفي رواية لمسلم: "والجبال والشجر على أصبع ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، أنا الله"، وفي رواية للبخاري: "يجعل السماوات على أصبع، والماء والثرى على أصبُع، وسائر الخلق على أصبُع""1" أخرجاه.
ولمسلم عن ابن عمر مرفوعاً: "يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرَضين السبع، ثم يأخذُهن بشِماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون""2" ورُوي عن ابن عباس قال: "ما السماوات السبع والأرَضون السبع في كفِّ الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حبر: بفتح الحاء وكسرِها أحد أحبار اليهود وهو العالم بتحبير الكلام وتحسينه سُمّي حبراً؛ لما يبقى له من أثر علومه في قلوب الناس.
على أَصْبُع: واحد الأصابع يذكّر ويُؤنّث.
الثرى: التراب النديّ ولعل المراد به هنا الأرض.
الشجر: ما له ساقٌ صلبٌ كالنخل وغيره.
وسائر الخلق: أي: باقيهم.
نواجذه: جمع ناجِذ وهي: أقصى الأضراس، وقيل: الأنياب، وقيل: ما بين الأسنان والأضراس، وقيل: هي الضواحك.
يهزّهن: هز الشيء تحريكه أي: يحركهن.
الجبّارون: جمع جبّار وهو العاني المتسلِّط.
كخردلة: هي حبةٌ صغيرةٌ جداً.
المعنى الإجمالي للحديث:
ذكر عالمٌ من علماء اليهود للنبي –صلى الله عليه وسلم- ما يجدونه في كتابهم التوراة من بيان عظمة الله، وصغر المخلوقات بالنسبة إليه –سبحانه- وأنه يضعها على أصابعه، فوافقه النبي –صلى الله عليه وسلم- على ذلك، وسُرّ به وتلا ما يصدِّقه من القرآن الكريم التي أنزله الله عليه.
ما يستفاد من الآية والحديث برواياته:
1- بيان عظمة الله سبحانه وصغر المخلوقات بالنسبة إليه.
2- أن من أشرك به سبحانه لم يُقدِّره حق قدره.
3- إثبات اليدين والأصابع واليمين والشمال والكف لله سبحانه على ما يليق به.
4- أن هذه العلوم الجليلة التي في التوراة باقيةٌ عند اليهود الذين في زمن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم ينكِروها ولم يحرِّفوها.
5- تفرّد الله سبحانه بالملك وزوال كل ملكٍ لغيره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه البخاري برقم "4811"، ومسلم برقم "2786".
"2" أخرجه مسلم برقم "2788".
وقال ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابنُ وهب، قال: قال ابنُ زيد: حدَّثَني أبي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "ما السماوات السبع في الكُرْسيّ إلا كدراهم سبعة ألقيت في تُرْس" قال: وقال أبو ذر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظَهْرَيْ فلاة من الأرض".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُرْس: بضم التاء: القاع المستدير المتسع، والترس أيضاً صفحة فولاذ تُحمل لاتِّقاء السيف والمراد هنا المعنى الأول.
فلاة: هي الصحراء الواسعة.
المعنى الإجمالي للحديثين:
يخبر –صلى الله عليه وسلم- عن عظَمة الكرسي والعرش، وأن السماوات السبع على سِعتها، وكثافتها، وتباعد ما بينها بالنسبة لسعة الكرسي، كسبعة دراهم وُضعت في قاعٍ واسعٍ، فماذا تشغل منه؟! إنها لا تشغل منه إلا حيِّزاً يسيراً.
كما يخبر –صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي ذرّ أن الكرسي مع سعته وعظمته بالنسبة للعرش كحلقة حديد وُضعت في صحراء واسعة من الأرض؛ وهذا يدل على عظمة خالقها وقدرته التامة.
مناسبة ذكر الحديثين في الباب: أنهما يدلان على عظمة الله وكمال قدرته وقوة سلطانه.
ما يستفاد من الحديثين:
1- أن الكرسي أكبر من السماوات، وأن العرش أكبر من الكرسي.
2- عظمة الله وكمال قدرته.
3- أن العرش غيرُ الكرسي.
4- الرد على من فسّر الكرسي بالمُلك أو العلم.


وعن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: "بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم". أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زرّ عن عبد الله.
ورواه بنحوه عن المسعوديّ عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله، قال: وله طرق.
وعن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "هل تدرون كم بين السماء والأرض؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكِثَفُ كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحرٌ، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله فوق ذلك؛ لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم""1". رواه أبو داود وغيره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل تدرون؟: أخرج الأخبار بصيغة الاستفهام؛ ليكون أبلغ في النفوس.
الله ورسوله أعلم: إسناد العلم إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- إنما يكون في حياته، أما بعد وفاته فيقال: الله أعلم فقط.
كثف كل سماء: الكثف هو: السمك والغلظ.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر –صلى الله عليه وسلم- عن المخلوقات العلوية، من حيث عظمتها وسعتها وتباعد ما بين أجرامها، فيخبر أن السماوات سبع طباقٍ بعضُها فوق بعض، وأن مسافة ارتفاعها عن الأرض مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء والتي تليها مسافة خمسمائة عام، وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وفوق السماء السابعة الكرسي، وفوق الكرسي البحر، بينه وبينه مسيرة خمسمائة عام، وعمق البحر كما بين السماء والأرض، وفوق البحر العرش، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيءٌ من أعمال بني آدم.
مناسبة هذين الحديثين للباب:
بيان عظمة الله سبحانه وقدرته الباهرة وعلوه على مخلوقاته وعلمه بأحوالهم.
ما يستفاد من الحديثين:
1- فيهما بيان عظمة الله وقدرته ووجوب إفراده بالعبادة.
2- فيهما بيان صفة الأجرام العلوية وعظمتها واتِّساعها وتباعد أقطارها.
3- فيها الرد الواضح على أهل النظريات الحديثة الذين لا يؤمنون بوجود السماوات والكرسيّ والعرش ويزعمون أن الكون العلوي فضاءٌ وكواكبٌ فقط.
4- فيهما إثبات علو الله على خلقه بذاته المقدسة؛ خلاف ما تزعمه الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين ينفون علو الله على خلقه.
5- فيها إثبات علم الله المحيط بكل شيء مع علوه فوق مخلوقاته.
6- فيها مشروعية بيان هذه الحقائق العظيمة للناس؛ ليعرفوا عظمة الله وقدرته والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه أبو داود برقم "4723"، والترمذي برقم "3317"، وابن ماجه برقم "193"، وأحمد في مسنده "1/206، 207".

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



انتهى بحمد الله شرح الكتاب
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#88
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

نواقض التوحيد


الحمد لله رب العالمين ..
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,


أما بعد فهذه النواقض العشرة التي ذكرها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

هي مبطلات للإسلام سميت نواقض لإن الإنسان إذا فعل واحدا منها انتقض إسلامه ودينه , وانتقل

من كونه مسلما مؤمنا على كونه من أهل الشرك والأوثان نسأل الله السلامة والعافية ..

( وهذه أشهرها وليست كلها ولكنها تدور عليها )


يتبع الناقض الأول
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#89
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض الأول : الشرك في عبادة الله تعالى
هذا هو الناقض الأول :
من نواقض الإسلام، الشرك في عبادة الله تعالى:وقد ذكر لنا المؤلف(الشيخ محمد بن عبدالوهاب) -رحمه الله- دليلين: دليل لحُكم المشرك في الدنيا، ودليل لحُكم المشرك في الآخرة :
الدليـل الأول: في حكم المشرك في الدنيا:
حكمه قال الله -تعالى-:( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) إذًا الشرك غير مغفور، والمراد به هنا الشرك الأكبر؛ لأن الله -تعالى- خصّ وعلق، فخص الشرك بأنه لا يغفر، وعلق ما دونه بالمشيئة.
والدليل الثاني: حكمه في الآخرة:
حكمه في الآخرة الجنة على صاحبه حرامٌ، وهو مخلّد في النار -نعوذ بالله-، قال الله -تعالى-:( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ).


وإذا كان حكمه في الدنيا لا يغفر، وفي الآخرة مخلّد في النار، والجنة عليه حرام -نسأل الله السلامة والعافية-؛ فإنه في الدنيا -أيضا- تترتب عليه أحكام منها:
أولا: أنه تطلّق زوجته منه إذا كان متزوجًا، فلا بد من التفريق بينه وبينها إلا أن يتوب؛ لأنها مسلمة وهو كافر، والمسلمة لا تبقى في عصمة الكافر، قال الله -تعالى-:( لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ يعني: الكفار، وقال -تعالى-: وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا ).
من الأحكام -أيضا-: أنه إذا مات لا يُصلَّى عليه، ولا يُغسّل.
ومن الأحكام: أنه لا يُدفن في مقابر المسلمين.
ومن الأحكام: أنه لا يدخل مكة ؛ لأن مكة لا يجوز دخول المشرك، فيها، قال الله -تعالى-:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ).
ومنها: أنه لا يرِث ولا يُورث، فإذا كانت زوجته مسلمة، وأولاده مسلمين فلا يرثونه، ويكون ماله لبيت مال المسلمين إلا إذا كان له ولد كافر، فإنه يرثه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يَرِثُ المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ .
ومنها: أنه إذا مات على ذلك فهو من الخالدين في النار -نعوذ بالله من ذلك- والجنة عليه حرام، إذًا تترتب عليه الأحكام إذا فعل ناقضا من هذه النواقض واستمر عليه.
يقول المؤلف: "الشرك في عبادة الله -تعالى-".
ما هي العبادة حتى نعرف الشرك في العبادة؟
العبادة: هي كل ما جاء في الشرع من الأوامر والنواهي، أي: كل ما أمر به الشارع أو نهى عنه، أمر إيجاب أو أمر استحباب، أو نهى عنه نهي تحريم أو نهي تنزيه.
فالأمر إذا كان واجبا فإنه يجب فعله، وإذا كان مستحبا، فإنه يستحب فعله، والنهي إذا كان نهي تحريم يجب تركه، وإذا كان نهي تنزيه؛ فإنه يكره فعله.
أو تقول:
العبادة اسم جامع لكل ما يحبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، أي:
كل ما جاء في الشرع من الأوامر والنواهي، فمثلا: الصلاة عبادة، والزكاة عبادة، والصوم عبادة، والحج عبادة، والنذر عبادة، والذبح عبادة، والدعاء عبادة، والتوكل عبادة، والرغبة عبادة، والرهبة عبادة، والجهاد في سبيل الله عبادة، والأمر بالمعروف عبادة، والنهي عن المنكر عبادة، والإحسان إلى الجيران عبادة، وصِلَة الأرحام عبادة.
وكذلك النواهي، يتركها المسلم تعبُّدًا لله، يترك الشرك، يترك العدوان على الناس في الدماء، العدوان على الناس في الأموال، العدوان على الناس في الأعراض، جحد الحق، يتعبَّد بألا يفعل هذا المنكر، يتعبّد بألا يفعل الزنا، يتعبد لله بأن يترك شرب الخمر، يترك عقوق الوالدين، يترك التعامل بالربا، يترك الغيبة، يترك النميمة، كل هذا عبادة.
فالعبادة: الأوامر والنواهي: الأوامر تفعلها، والنواهي تتركها، تعبُّدًا لله. والأوامر -كما قلنا- قسمان:
أمر إيجاب، وأمر استحباب: أمر إيجاب كالصلاة، هذه واجبة، وأمر استحباب كالسواك مستحب، والنهي: نهي تحريم، كالنهي عن الزنا، ونهي تنزيه كالنهي عن الحديث بعد صلاة العشاء.
وسواء كان العمل ظاهرًا كالصلاة والصيام، أو باطنًا كالنية والإخلاص والصدق والمحبة فعليه فعله، والنهي سواءٌ كان ظاهرا كالزنا، أو باطنا كالعجب والكِبْر والغل والحقد والحسد فعليه تركه.
فإذًا العبادة تشمل الأوامر والنواهي، تشمل الأقوال والأفعال، الظاهرة والباطنة، التي جاء بها الشرع. فإذا صرف نوعًا من هذه العبادة لغير الله وقع في الشرك.
وقد مثّل المؤلف -رحمه الله- لهذا الناقض قال: كالذبح لغير الله؛ لأن الذبح عبادة، قال الله -تعالى،( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ) وقال -سبحانه-: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) فإذا ذبح لغير الله فقد صرف العبادة لغير الله، فيكون مُشركًا إذا ذبح، ومثّل المؤلف كذلك كأن يذبح للجن، فإذا ذبح للجن أشرك، أو ذبح لصاحب القبر أشرك، أو ذبح للقمر أو للنجم، أو للولي، فإنه يكون قد أشرك.
ومثله الدُّعَاء، إذا دعا غير الله، بأن يطلب المدد من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، كطلب الشفاء من غير الله، أو طلب الاستجارة وتفريج الكربة من غير الله، أشرَكَ.
وكذلك الاستعانة بغير الله، فيما لا يقدر عليه إلا الله، والاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، والاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، فقد أشرك.
وكذلك -أيضا- من العبادات طاعة المخلوق في التحليل والتحريم، كأن يطيع أميرًا، أو وزيرا، أو عالما، أو عابدا، أو أبا أو زوجا أو سيدا يطيعه في تحليل الحرام أو تحريم الحلال؛ فيكون شركا؛ لأنه صرَف العبادة لغير الله؛ لأن الله -تعالى- هو المحلٍّل والمحرِّم أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ .
ومثله الركوع، إذا ركع لغير الله، أو سجد لغير الله، فقد صرف العبادة لغير الله، أو طاف بغير بيت الله تقرُّبًا لذلك الغير، أو نذرًا لغير الله، أو حلق رأسه لغير الله كالصوفية يحلق أحدهم رأسه لشيخه تعبُّدا له، وكذلك يركع له أو يسجد له، أو يتوب لغير الله، كالصوفية الذين يتوبون لشيوخهم، والشيعة الذين يتوبون -أيضا- لرؤسائهم، والنصارى الذين يتوبون لقسيسيهم.
لأن التوبة عبادة، قال -تعالى-: وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وفي مسند الإمام أحمد أنه جيء بأسير، فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب فالله -تعالى- هو أهل التقوى وأهل المغفرة، والله -تعالى- هو أهل التوبة، فإذا تاب لغير الله وقع في الشرك؛ لأنه صرف العبادة لغير الله. لمحمد فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: عَرَفَ الحق لأهله
فإذًا المؤلف -رحمه الله- يقول: الناقض الأول: الشرك في عبادة الله، وعرفنا أن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
فإذا صرف أي نوع ثبت في الشرع أنه مأمور به، أو ثبت في الشرع أنه منهي عنه -وقع في الشرك، سواء ثبت في الشرع أنه مأمور به أمر إيجاب، أو أمر استحباب، أو نهى عنه الشرع نهي تحريم أو نهي تنزيه، فإذا فعل الأوامر لغير الله، أو ترك النواهي لغير الله فقد وقع في الشرك.
والمؤلف مثّل بالذبح، ومثله الدعاء، ومثله الاستعاذة، ومثله الاستغاثة، ومثله النذر، ومثله الركوع، ومثله السجود، ومثله الطواف، ومثله التوكل، ومثله الخوف، ومثله الرجاء، ومثله حلق الرأس، وغير ذلك من أنواع العبادة.
فإذا صرف واحدًا منها لغير الله فقد وقع في الشرك، وترتبت عليه الأحكام الآنفة الذكر.
------------------
الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر :موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحي




يتبع الناقض الثاني : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعآ
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#90
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض الثاني : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعآ



الناقض الثاني:
"من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعا"، أي:
من جعل بينه وبين الله واسطة كأن يدعو الميت أو صاحب القبر، يقول: يا فلان، اشفع لي، اشفع لي عند الله، وهذا النوع وإن كان داخلا في النوع الأول إلا أنه أخص منه.:فالشرك في عبادة الله عام كأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله، أو ينذر لغير الله.
أما النوع الثاني:
فهو أن يجعل بينه وبين الله واسطة، يزعم أنه ينقل حوائجه إلى الله، كأن يقول لصاحب القبر: يا فلان، اشفع لي عند الله، يا رسول الله، اشفع لي، يسأله الشفاعة، جعل الرسول واسطة بينه وبين الله، هذا شرك؛ لأنه دعا غير الله.
ومن دعا غير الله فقد أشرك، تشمله النصوص التي فيها:
وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ .
وقوله -سبحانه وتعالى-: فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ .
وقوله: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
وقوله: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
فسماه كافرا.
وقوله: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ
وهنا سمّاه الله شركا.
فإذا من جعل بينه وبين الله وسائط، وهذه الواسطة يدعوهم من دون الله، أو يسأله الشفاعة، أو يتوكل عليه، والتوكل: معناه أن يعتمد بقلبه عليه، ويفوّض أمره إليه في حصول مطلوبه، فإنه يكفر بإجماع المسلمين ؛ لأن هذا نوع من الشرك.
فالناقض الأول أعمّ،
وهذا أخص، الناقض الأول "الشرك في عبادة الله" سواء كانت هذه العبادة دعاء، أو ذبحا، أو نذرا أو طاعة في التحليل والتحريم، أو ركوعا أو سجودا، عامٌّ.
والناقض الثاني
خاص، وهو مَن يجعل بينه وبين الله وسائط، واسطة يدعوه أو يسأله الشفاعة، أو يتوكل عليه، فجعل صاحب الميت واسطة بينه وبين الله، يقول: يا فلان، اشفع لي عند الله! يا فلان، انقل حاجتي إلى الله! وهكذا.
أو يسأله الشفاعة، أو يتوكل عليه، يعتمد عليه في حصول مطلوبه، يتوكل على هذا الميت مثلا، أو على هذا الحي أيضا، يتوكل عليه في أن ينجيه من النار، ويتوكل عليه في أن ينصره على عدوه، يتوكل عليه في أن ييسر له الرزق، يتوكل عليه في حصول الولد، يتوكل عليه في النجاة من النار، أو في دخول الجنة، هذا لا يقدر عليه إلا الله.
فمن جعل بينه وبين الله واسطة، سواء كان حيا أو ميتا؛ فإنه يكون مشركا، إنما الحي يُسأل في الشيء الذي يقدر عليه، تقول: يا فلان، أعني في إصلاح سيارتي، يا فلان، أقرضني مالا، يا فلان، أعِنِّي في إصلاح مزرعتي.
أما أن تسأل الحي في أن يغفر لك ذنبك، هذا ما لا يملكه، أو ينجيك من النار، أو تسأله في أن يرزقك، أو ينصرك على عدوك، أو لا يحرمك دخول الجنة، هذا ما لا يستطيعه، فهذا شرك.
والأدلة على هذا هي الأدلة التي فيها أن الشرك في العبادة كفر مخرج عن الملة، يعني الأدلة التي فيها تحريم الشرك، وتحريم دعاء غير الله، وتحريم سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، هي أدلة هذا النوع أو هذا الناقض من نواقض الإسلام، كقوله -تعالى-:
وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ أي: المشركين
وقوله: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
ويقول: قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا .
فمن جعل بينه وبين الله وسائط فقد أشرك؛ لأنه صرف العبادة لغير الله.
---------------------------------------------------------
الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر : موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحي



يتبع الناقض الثالث : من لم يكفر المشركين اوشك فى كفرهم او صحح مذهبهم كفر
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#91
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض الثالث : من لم يكفر المشركين اوشك فى كفرهم او صحح مذهبهم كفر



الناقض الثالث من نواقض الإسلام:
مَن لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر بالإجماع، و"المشرك" شامل لجميع الكفرة اليهود والنصارى والوثنيين والشيوعيين والملاحدة كلهم مشركون، يجمعهم شيء واحد وهو الشرك بالله عز وجل.
فاليهود مشركون؛ لأنهم لم يؤمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وهذا شرك، والنصارى مشركون؛ لأنهم لم يؤمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، ولأنهم يعبدون عيسى والوثنيون مشركون، والمجوس مشركون، والمنافقون مشركون. فمن لم يُكفِّر المشركين فهو كافر.
وكذلك مَن شك في كفر الكافر، مَن شك في أن اليهود كفار، أو شك في أن النصارى كفار، أو في أن الوثنيين كفار فهو كافر بهذا الشك.
"أو صحح مذهبهم" بيقول:
إن اليهود على دين صحيح، أو النصارى على دين صحيح، أو لو قال لما سئل عن اليهود والنصارى أنا ما أقول فيهم شيئا، اليهود على دين، والنصارى على دين، والمسلمون على دين، مَن أحبّ أن يتدين بالإسلام أو باليهودية أو بالنصرانية فله ذلك، فهذا كفر بالإجماع؛ لأنه صحح مذهب المشركين ولأنه لم يكفِّر المشركين
وكذلك إذا شك قال:
ما أدري هل هم كفار أو ليسوا كفارا؟
اليهود نزل عليهم كتاب التوراة، والنصارى نزل عليهم الإنجيل، والمسلمون نزل عليهم القرآن، ما أدري هل هم كفار أم ليسوا بكفار؟ يُكَفَّر إذا شك، لا بد أن يجزم بكفر اليهود والنصارى والوثنيين
والدليل على هذا قول الله -تعالى-:( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)
فمن لم يكَفِّر المشركين أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ فإنه لم يكْفُر بالطاغوت، وليس هناك إيمان إلا بأمرين لا بد منهما:
الأمر الأول: الكفر بالطاغوت
والأمر الثاني: الإيمان بالله، والطاغوت: كل ما خالف الشرع، كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع سُمي طاغوتا، من الطغيان وهو مجاوزة الحد.
ومعنى "الكفر بالطاغوت" هو أن تتبرأ من عبادة غير الله وتنفيها وتنكرها وتبغضها وتعاديها وتعادي أهلها، هذا هو الكفر بالطاغوت، البراءة من كل معبود سوى الله، وإنكار كل عبادة لغير الله، ونفيها وبغضها وبغض أهلها ومعاداتهم.
الأمر الثاني: الإيمان بالله
إذا فعلت الأمرين فأنت موحِّد، تكفر بالطاغوت وتؤمن بالله، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها: لا معبود بحق إلا الله، هذه كلمة التوحيد، وهي الكلمة التي تقي قائلها الشرك، كلمة التقوى، وهي الكلمة التي من أجلها أرسل الله الرسل، من أجلها انقسم الناس إلى شقيٌ وسعيد، من أجلها قام سوق الجهاد، من أجلها قامت القيامة، وحقت الحاقة، ووقعت الواقعة، ومن أجلها خُلقت الجنة والنار.
"لا إله إلا الله" معناها:
لا معبود بحق إلا الله، وكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فيها الأمران، فيها كُفْرٌ وإيمانٌ: "لا إله" هذا كُفر بالطاغوت، "إلا الله" هذا إيمان بالله، "لا إله" هذا نفي العبادة عما سوى الله، فهذه الكلمة فيها كُفر بالطاغوت "لا إله" هذا كفر بالطاغوت، "إلا الله" هذا الإيمان بالله، "لا إله" نفي لكل عبادة لغير الله، تنفي العبادة عن غير الله -عز وجل، "إلا الله" تثبت العبادة بجميع أنواعها لله.
فمن لم يكفّر المشركين ما كفر بالطاغوت، أقرّ الشرك، من شك في كفر اليهود والنصارى أو صحح مذهبهم ما كفر بالطاغوت، فلا يكون مؤمنا، إذًا الدليل على أن من لم يكفّر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر الدليل قول الله -تعالى-: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ).
فمن لم يكفِّر المشركين أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، فإنه لم يكفُر بالطاغوت، ومن لم يكفر بالطاغوت لم يؤمن بالله، ولم يحقق كلمة التوحيد، وإنما نَاقَضَهَا، فيكون عمله هذا ناقضا لكلمة التوحيد "لا إله إلا الله"؛ لأن كلمة التوحيد فيها كفر بالطاغوت وإيمان بالله.
إذًا ليس هناك توحيد ولا إيمان إلا بأمرين: كفر بالطاغوت، وإيمان بالله؛ ولهذا كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فيها نفي وإثبات، لو قال إنسان: الله هو المعبود، أنا أوَحِّد الله، وأعبد الله، يكون مؤمنا؟ لا.
لو قال شخص: الله المعبود، أنا أعبد الله، نقول: هذا ليس بتوحيد، ما يكفي كونك تعبد الله، بل لا بد أن تنكر عبادة كل معبود سوى الله، لا بد أن تأتي بالنفي والإثبات، "لا إله إلا الله" حصر، نفي وإثبات، لا بد من الأمرين.
ولو قال شخص: أنا أعبد الله فقط، هل أنا موحِّد؟ نقول: لا، ما يكفي كونك تعبد الله، لا بد أن تعبد الله ومع ذلك تنفي العبادة عن غير الله، وهذا هو الكفر بالطاغوت، وهذا ما يحصل إلا بالنفي والإثبات "لا إله إلا الله".
فإذن الدليل على الناقض الثالث قول الله -تعالى-:
( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا ).
وكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فيها تَخْلية وتَحْلية، ما معنى: تخلية وتحلية؟
أولا التخلية:
هو أن تنفي العبادة عن غير الله، فإذا نفيت وأنكرت عبادة كل معبود سوى الله، بعد ذلك تأتي التحلية فتثبت العبادة لله عز وجل، "لا إله" هذه التخلية، نفيت العبادة عن غير الله، "إلا الله" تحلية، أثبتّ العبادة لله، "لا إله" هذا هو الكفر بالطاغوت، "إلا الله" هذا هو الإيمان بالله،

الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر : موقع الشيخ :عبد العزيز الراجح


يتبع الناقض الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#92
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر



الرابع من نواقض الإسلام:
أن من اعتقد أن غير هدْي النبي -صلى الله عليه وسلم- أكمل من هَدْيه، أو أن حُكمه أحسن من حكمه كَفَرَ إجماعا، كالذين يفضلون حُكم الطواغيت على حكم الله ورسوله. فمن اعتقد أن هناك هدْيًا أكمل من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أن هناك حكما أحسن من حكمه؛ فإنه يكون كافرًا،
دليل ذلك:
فمن اعتقد أن هناك هديا أكمل من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أن حُكما أحسن من حكمه؛ فإنه لم يشهد أن محمدا رسول الله، وشهادته أن محمدا رسول الله باطلة.
حتى لو اعتقد أن هناك هديا مساويا لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أن هناك حكما مماثلا لحُكم النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه يكفر.
وكذا لو اعتقد أن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أحسن، وأن حكمه أكمل، لكن قال: يجوز أن تهتدي بغير هدي الرسول، ويجوز أن تتحاكم إلى غير حكم الرسول؛ فإنه يكفر؛ لأنه استحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة تحريمه.
فمن قال: إن هدي الرسول أحسن الهدي، لكن ما فيه مانع إنك تهتدي بهدي غيره، ولو كان هدي الرسول أحسن، أو قال: حكم الرسول أحسن من حُكم القوانين، لكن يجوز الحكم بالقوانين؛ فإنه يكفر.
فلا يجوز الحكم بالقوانين ولو كنت تعتقد أن حكم الشريعة أحسن؛ لأنه في هذه الحالة استحللت أمرا محرما معلوما من الدين بالضرورة، مثله مثل من يقول: الزنا حلال، ولكني لا أزني، أو قال: الربا حلال، لكني لا أتعامل بالربا، هذا يكفر؛ لأن الربا والزنا حرام، وكونك تستحله وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة، هذا كفر.
وكذلك إذا قال: الحكم بالقوانين جائز، ولكن الحكم بالشريعة أحسن، نقول: لا، كونك تجيز الحكم بالقوانين، هذا كفر ورِدَّة؛ لأنك استحللت أمرا محرما معلوما من الدين بالضرورة، فالحكم بالقوانين هذا حرام بالإجماع، مثل الزنا حرام بالإجماع، ومثل الربا حرام بالإجماع.
فمَن قال: الزنا حلال كفر، مَن قال: الربا حلال كفر، من قال: يجوز الحكم بالقوانين كفر، ولو كان يعتقد أن الحكم بالشريعة أحسن، فإذا اعتقد أن هناك هديا أحسن من هدي الرسول -عليه الصلاة والسلام- أو مماثلا أو أقل، مع جواز الاهتداء بغير هديه -كفر.
وكذلك من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير حكم الله ورسوله، سواء اعتقد أن حكم الله أحسن أو أقل أو مماثل، فإنه يكون كافرا؛ لأنه استحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة، والدليل: أنه لم يشهد أن محمدا رسول الله، ومن لم يشهد أن محمدا رسول الله، فإنه كافر؛ لأن شهادة أن محمدا رسول الله تقتضي التحاكم إلى شريعته، واعتقاد أنه لا يجوز التحاكم إلى غير شريعته، واعتقاد أنه لا يجوز الاهتداء بغير هديه -عليه الصلاة والسلام-.

الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر : موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحي



يتبع الناقض الخامس : من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ولو عمل به كفر.
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#93
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض الخامس : من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ولو عمل به كفر.


الخامس:
أن مَن أبْغَضَ شيئا مما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولو عمل به كفَرَ.
فالرسول -صلى الله عليه وسلم- جاء بشرعية الصلاة، جاء بشرعية الزكاة، جاء بشرعية تعدُّد الزوجات، فمن أبغضَ هذه الأحكام الشرعية وغيرها مما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- كَفَر.
ولهذا فإنه ينبغي أن يفهم النساء بأن لا يكرهن "تعدد الزوجات"؛ لأن هذا حكم الله ورسوله، لكن كون عندها كراهة طبيعية لهذا الشيء، وأنها لا تحبه، وهي لا تكره الحكم الشرعي ذاته، لا يضرها ذلك، أو لكون بعض الرجال لا يعْدِل فهي تكره أن يُعدد لهذا السبب، فهذا لا بأس.
أما أن تكره الحكم الشرعي، وهو التعدد، فهذا يكون رِدَّة -والعياذ بالله- لأنها كرهت حكما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والدليل على هذا قول الله -تعالى-: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ فمن كره شيئا مما أنزله الله، أو مما شرعه الله ورسوله، فإنه يكون كافرا.
فإذا أبغضَ تشريع الصلاة، أو تشريع الزكاة، أو تشريع الصوم، أو تشريع الحج، أو تشريع تعدد الزوجات، أو كره ذلك، أو أبغضه؛ فإنه يكون كافرا؛ لأن ذلك ينافي الإيمان؛ لأن حب الله ورسوله لا بد منه، مَن لم يحب الله ورسوله فهو كافر، لكن كمال المحبة تقديم محبة الله ومحبة رسوله على كل شيء، لكن أصل المحبة لا بد منه.
فإذًا من أبغض شيئا مما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام- أو مما جاء عن الله تعالى في كتابه أو كره ذلك، أو أبغض الله أو أبغض رسوله؛ فإنه يكون كافرا مرتدًّا؛ لقول الله -عز وجل-: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ؛ ولأن هذا البغض ينافي الإيمان؛ ولأن محبة الله ورسوله أصل الإيمان.
ومن أبغض شيئا مما جاء به الرسول أو كره شيئا مما جاء به الرسول؛ فإنه يقتضي عدم محبة الله ورسوله، وهذا كفر ورِدَّة -نسأل الله السلامة والعافية،

الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر :موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحي



يتبع الناقض السادس : من استهزأ بشي من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر ,
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#94
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض السادس : من استهزأ بشي من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر ,



الناقض السادس:
من استهزأ بشيء مما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام-، أو ثوابه أو عقابه فإنه يكفر.
فإذا استهزأ بالصلاة كفَر، إذا استهزأ بالزكاة كفَر، إذا استهزأ بالصوم كفر، إذا استهزأ بالمصلين أي: سخرية بهذه الصلاة التي يصليها المسلم كفر، أو استهزأ باللحية كفر؛ لأن كراهة اللحية كراهة لما جاء به الإسلام من الأمر بإعفاء اللحية على لسان رسوله كفر، أما إذا سخر من الشخص لذاته أو لشخصه فلا يكفر.
وكذلك إذا استهزأ بالجنة، قال: كيف الجنة؟! الجنة ثواب المؤمنين ! سخر بهذا، أو استهزأ بالنار، قال: النار عقاب للكافرين ! استهزأ بها وسخر، يكفُر والعياذ بالله، أو قلت: من قال لا إله إلا الله غُفرت ذنوبه، مَن قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة غُفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر فاستهزأ بهذا الثواب سخرية؛ لأنه لم يصح عنده، فإنه يكفر.
فإذا استهزأ بشيء من دين الرسول -عليه الصلاة والسلام- أو استهزأ بالثواب الذي أعدَّه الله للمطيع، أو أعدَّه الله على العمل الصالح، أو العقوبة التي أعدها الله للعاصي، أو للكافر؛ فإنه يكفر، والدليل قول الله -تعالى- في "سورة التوبة": قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ أَثْبَتَ لهم الكفر بعد الإيمان.
وهذه الآية نزلت في جماعة من المجاهدين في غزوة تبوك استهزءوا بالرسول -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه القرّاء كما جاء في الحديث، قال بعضهم لبعض: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء يعنون الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه القراء أرْغَبَ بطونا، ولا أكذبَ ألسنا، ولا أجْبَنَ عند اللقاء!
أي يقولون: ما رأينا منهم في كثرة الأكل، وكذب الحديث، والجُبن عند قتال الأعداء، فسمعها عوف بن مالك سمعهم وهم يتحدثون، فقال للقائل: كذبتَ ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخبره، فلما جاء إليه، وجد الوحي قد سبقه، وأنزل الله هذه الآية: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .
وجاء هذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام يعتذر للنبي -صلى الله عليه وسلم- ويقول: يا رسول الله، ما لي قصد، إنما تكلمت بكلام نقطع به عنا الطريق. مثلما يقول بعضنا: حكايات نقطع بها عنا الطريق، ما لي قصد يا رسول الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يزيد سوى أن يتلو عليه هذه الآية: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .
والرجل متعلق بنسعة ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الحبل الذي في بطن البعير، ورجلاه تخط بالأرض، والحجارة تنكب رجليه، وهو يبالغ في الاعتذار، ويقول: يا رسول الله، ما قصدت، إنما كلام نقطع به عنا الطريق، والرسول -عليه الصلاة والسلام- لا يزيد سوى أن يقرأ عليه هذه الآية: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .
فإذا كان هؤلاء سخروا بالرسول والصحابة، وقالوا: إنهم يأكلون كثيرا، ويكذبون في الحديث، ويجبُنون عند اللقاء، فكيف بمن سخر بدين الرسول -عليه الصلاة والسلام-! فتناول الآية إياهم من باب أولى.

الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر : موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحي



يتبع الناقض السابع : السحر ومنه الصرف والعطف, فمن فعله أو رضي به: كفر
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#95
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض السابع : السحر ومنه الصرف والعطف, فمن فعله أو رضي به: كفر



الناقض السابع :
السحر، ومنه الصرف والعطف، فمَن فعله أو رضي به كفر ..
والدليل قول الله -تعالى-: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ .
والسحر هو في اللغة :
عبارة عما خفي ولطف سببه.
وفي الشرع:
هو عبارة عن عزائم ورُقى وعُقد، وأدوية وتدخينات تؤثر في القلوب والأبدان فتمرُض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه.
وسمي السحر سحرًا؛ لأن الساحر يؤثر في الخفاء، يعمل عزائم أو رُقَى، أو عقد تؤثر في الخفاء في القلوب والأبدان، قد تؤثر بالمرض، وقد تؤثر بالقتل، وقد تؤثر بالتفريق بين الزوج وزوجه.
فالساحر الذي يتصل بالشياطين لا بد أن يقع في الشرك؛ لأن الساحر الذي يتصل بالشيطان بينهما خدمة متبادلة، وهناك عقد، يعقد الشيطان الجني مع الساحر عقد، بمقتضى هذا العقد يكفر الإنسي الساحر، ولا بد أن يكفر، لأن الشيطان يطلب منه أن يتقرب إليه بالشركيات التي يريدها: كأن يطلب منه أن يلطخ المصحف بالنجاسة، أو يبول على المصحف، أو يذبح له.
فإذا فعل الشركَ الساحرُ خَدَمَه الجني بأن يستجيب لمطالبه، إذا أمره أن يلطم شخصا لطمه، أن يقتل شخصا قتله. أن يأتي له بشيء، يأتي له بالأخبار وغيرها لكن لا يستطيع الجني أن يفعل شيئا إلا بإذن الله الكوني القدري قال -تعالى-: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ .
فإذًا السحر شرك، فمن فعل السحر: تعلمه، أو علمه، أو فعله، أو رضي به، كفر؛ لأن الراضي كالفاعل، من رضي بالشرك فهو مشرك، والدليل قول الله -تعالى-: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ في قصة الملَكين اللذين أُنْزِلَا إلى الأرض وفُتِنَا، فإذا جاءهما أحد يطلب أن يعلِّمَاه السحر نصحاه ونَهَيَاه أشد النهي، وقالا له: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فإذا أصر علماه.
ولقول الله -عز وجل-: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ فكفروا بتعليم الناس السحر، فالسحر كفر ورِدّة، من فعل السحر أو رضي به فهو كافر.
"ومنه الصرف والعطف"، الصرف: يصرف المرأة عن زوجها، والزوج عن امرأته، يعمل لهم سحرا بحيث إن الرجل إذا جاء إلى امرأته رآها في صورة قبيحة، فينفر منها، ولا يريد أن يقربها. أو الزوجة يكرِّهها في زوجها، إذا رأت زوجها رأته في صورة قبيحة، ما تطيق النظر إليه، فيحصل الفراق بينهما، ليس في أحدهما ما ينفر الآخر، لكن الساحر عمل لهما سحرا، فهذا هو الصرف، صرفها عنه، وصرفه عنها.
والعطف بالعكس، العطف يعني: يحبِّب المرأة، يجعل له سحرا بحيث إنه يميل إلى المرأة، ويحسنها ولو كانت قبيحة، ولو كانت دميمة الخلقة، يجعلها من أحسن الناس وأجمل الناس، وكذلك -أيضا- إذا سحر المرأة يجعلها تنظر إلى زوجها أنه أحسن الناس، وأجمل الناس وإن كان كريها، وإن كان دميم الخلقة، هذا هو العطف، عطَفَها عليه، وعطفه عليها، فهذا من السحر.
ومنه التِّوَلَة، وهو شيء يصنعه السحرة، ويعطونه للزوج أو للزوجة يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها، والرجل إلى امرأته.
فمن فعل السحر، أو تعلم السحر، أو علمه، أو رضي به -ومنه الصرف والعطف- فإنه يكون كافرا؛ لأنه أشرك بالله عز وجل، والدليل الآية: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ وقوله -سبحانه-: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وقوله -سبحانه-: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ .
ولكن السحرة لا يضرون أحدا إلا إذا قدَّر الله شيئا، إذا قدر الله الضرر حصَل، قال -تعالى-: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ يعني: إلا بإذن الله الكوني القدري.
-------------------------------------------------
الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر : موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحي




يتبع الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#96
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر



التاسع:
من اعتقد أن أحدًا يسعُه الخروج عن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر ..
والدليل قوله -تعالى-: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
فمن اعتقد أن أحدا يسعه الخروج عن شريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر؛ وذلك أن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- عامة لجميع الثَّقَلَيْن: الجن والإنس وللعرب والعجم
ولأن شريعة نبينا محمد هي الشريعة الخاتمة، وهي الناسخة لجميع الشرائع، قال الله -تعالى-:( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا )وقال -تعالى-:( وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) وقال -سبحانه وتعالى-: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ).
وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار وقال -عليه الصلاة والسلام-: أُعطيتُ خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرة شهر، وأُعطيت الشفاعة وذكر منها: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة .
فمن اعتقد أن أحدًا يجوز له أن يخرج على شريعة محمد ويتعبّد لله بشريعة أخرى، فهو كافر، لماذا؟ لأن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- شريعة عامة، للجني والإنس وللعرب والعجم ؛ ولأنها ناسخة لجميع الشرائع؛ ولأنه بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- صارت رسالته عامة لجميع من يوجد إلى يوم القيامة، بخلاف شريعة موسى ليست عامة، بل هي خاصة ببني إسرائيل
ولهذا وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى ؛ ولأن الخضر على الصحيح نبي يوحى إليه؛ ولهذا جاء موسى -عليه السلام- ليتعلم من الخضر كما قص الله علينا ذلك في "سورة الكهف".
وكما ثبت في الحديث الصحيح: أن موسى خطب الناس، فسأله رجل، فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال لا، فعتب الله عليه إذ لم يَرُدّ العلم إليه، فقال: بلى، عبدُنا الخضر أعلم منك وهذا في صحيح البخاري فقال يا رب، أين أجده؟ قال الله: في مجمع البحرين.
فسافر موسى ليتعلم من الخضر ركب البحر هو وفتاه يوشع بن نون وهي رحلة في طلب العلم، وجعل الله له علامة يجده، وهو أنه إذا فقد الحوت فإنه يجده، فأخذا معهما حوتا، فلما فقداه وجداه، فجاءا إليه وهو مسجى بثوب، قال موسى السلام، فرفع كشف الغطاء عن وجهه، وقال وأنّى بأرضك السلام؟
فقال: مَن أنت؟ قال: أنا موسى قال: من؟ موسى بني إسرائيل ؟ قال: نعم، قال: ما جاء بك؟ قال: جئت لأتعلم منك. فقال: أما يكفيك التوراة التي أنزلها الله عليك!
وهذا فيه دليل على أن الإنسان مهما بلغ يحتاج إلى الزيادة من العلم: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا فهذا موسى -عليه الصلاة والسلام- وهو نبي كريم، ومن أولى العزم الخمسة، ومع ذلك راح يستزيد من طلب العلم.
إذًا الخضر ما التزم بشريعته، قال: إني جئت أتعلم منك، قال: لا تستطيع، قال: إن شاء الله ستجدني صابرا، قال: إن أردت ذلك فلا تسألني عن شيء حتى أُحْدث لك منه ذكرا، لكن سترى شيئا لا تصبر عليه، قال: لا، إن شاء الله ستجدني صابرا سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا .
فجعلوا يمشون على ساحل البحر، فمرّت بهم سفينة، فأشار لها الخضر فوقفوا؛ لأنهم يعرفون الخضر ويعرفون موسى فأركبوهم بدون أُجرة، فلما أركبوهم، أخذ الخضر الفأس، وجعل يخرق السفينة حتى خرج الماء.
فاستغرب موسى ما صبر، قال: سبحان الله! ناسٌ أحسنوا إلينا، وحملونا بدون أجرة، تخرب سفينتهم، تخرقها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا أنكر عليه، فقال له الخضر أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ؟ قلت: إنك ما تستطيع، فقال: لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا .
فلما نزلوا جعلوا يمشون في حيّ من الأحياء فوجد غلاما يمشي صغيرا، فأخذه وقلع رقبته ورماها كأنها كرة، قتله، فانزعج موسى انزعاجا عظيما: سبحان الله! أقتلت نفسا بغير نفس لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا .
فشدّد عليه الخضر قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا الأول قال: ألم أقل؟ والثانية قال أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ؟ قلت لك: لا تستطيع، فقال: هذه آخر مرة، إن سألتك بعد هذه المرة، يكون الفراق بيني وبينك، قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي .
ثم بعد ذلك مروا بقوم في قرية أو بلدة فاستضافوهم، لكنهم لؤماء فلم يضيفوهم، طردوهم، ما أعطوهم حق الضيافة، فوجد جدارا يريد أن ينقض، فجعل الخضر يشتغل ويعمل، ويقول: لا بد من إقامة هذا الجدار، فقال: سبحان الله! ناس لؤماء ما ضيفونا، ومع هذا تعمل لهم؟! قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ انتهى الأمر.
ثم بيَّن له بعد ذلك وقال: السفينة هذه خرقتها؛ لأنها لمساكين يعملون في البحر، وكان وراءهم ملك ظالم يأخذ السفينة الصالحة، وأنا أردت أجعل فيها عيبا حتى تبقى للمساكين، والخرق هذا أسده، وتَسلم السفينة للمساكين؛ لأنه لو ما جعلت فيها عيبا أخذها هذا الملك الظالم.
وهذا الغلام لو عاش كان كافرا، وسيرهق والديه طغيانا وكفرا، وسيرزقهم الله خيرا منه.
وأما الجدار، فهذا تحته كنز لغلامين يتيمين في المدينة، وكان أبوهما صالحا، فلو تُرك وسقط، ضاع المال، لكن أنا أبنيه حتى يبقى ويعرف مكان المال.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يرحم الله موسى لو صبر لقص الله علينا من خبرهما الخضر قال: يا موسى أنت على عِلم من علم الله علَّمَكَهُ لا أعلمُه، وأنا على عِلم من علم الله علمني الله لا تعلمه.
ولما مر عصفور، ونقر في البحر وأخذ منه، قال الخضر: ما علمي وعلمك في علم الله إلا كما ينقص هذا العصفور بمنقاره من البحر.
فإذًا الخضر ما التزم بشريعة موسى ؛ لأنه ليس من بني إسرائيل فمن زعم أنه يجوز له الخروج عن شريعة محمد كما جاز الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر، لماذا؟ لأمرين:
الأمر الأول:
أن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-عامة، وشريعة موسى خاصة.
وثانيـــا: الخضر ليس ملزما بشريعة موسى أما نحن فملزمون بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم.
وثالثـــا:
أن الخضر نبي يوحَى إليه على الصحيح، فهو على شريعة، وموسى على شريعة، فمن اعتقد أو أجاز له أو لغيره ألا يلتزم بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأن يتعبد لله من طريق غير الشريعة التي جاء بها محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر بإجماع المسلمين ؛ لأن شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم- عامة للثقلَيْن الجن والإنس ؛ ولأنه لم يشهد أن محمدا رسول الله.
فمن قال: إن شريعة محمد خاصة، أو النبوة خاصة بالعرب أو أن بعده نبيا؛ فإنه لم يشهد أن محمدًا رسول الله، وحينئذ يكون كافرا؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار .
--------------------------------------------------
الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر: موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحي



يتبع الناقض العاشر : الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#97
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الناقض العاشر : الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به


العاشر:
الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله، فهذا ناقض من نواقض الإسلام، فمن أعرَض عن دين الله، لا يتعلم دين الله ولا يعبد الله فهو كافر؛ لأنه في هذه الحالة يكون عابدا للشيطان، ليس هناك أحد لا يعبد، ليس هناك أحد ليس له معبود، كل أحد في الدنيا له معبود، من لم يعبد الله عبَدَ الشيطان ولا بد.
وهذا هو الذي يقول عنه بعض الناس: متحلل من الأديان، لا يتعلم الدين، ولا يعبد الله, هذا إذًا يعبد الشيطان؛ لأن الشيطان هو الذي أمره بذلك، فإذًا يكون هذا عابدا للشيطان، ليس هناك أحد إلا وله معبود، الوثني له معبود، واليهودي له معبود، والنصراني له معبود، المسلم يعبد الله، وغير المسلم يعبد الشيطان.
فهذا الذي يزعم أنه لا يتعلم الدين ولا يعبد الله أطاع الشيطان وعبد الشيطان، فهو الذي أمره بذلك فصار عابدا للشيطان، فمن أعرض عن دين الله، لا يتعلم دين الله ولا يعبد الله مطلقا، لا يعبد الله بالدعاء، ولا بالصلاة، ولا بالحب، ولا بالقول، ولا بالإيمان، ولا بالاعتقاد أن الله هو الخالق الرازق المدبر، وأنه المعبود بالحق، فهذا كافر بإعراضه.
قال الله -تعالى-: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ قال -تعالى-: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وقال -سبحانه-: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ هذه أدلة.
فالكفار يعرضون عما أنذروا من الإيمان بالله ورسوله والعمل بهذا الدين، وقال -سبحانه-: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ فإذًا مَن أعرض عن دين الله لا يتعلم الدين، ولا يعبد الله، هذا كافر، يسميه بعض الناس ملحدا، متحللا من الأديان، في الحقيقة هو عابد للشيطان، ليس هناك أحد من الخلق إلا وهو يعبد، من لم يعبد الله عبد الشيطان.
---------------------------------------------------
الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
المصدر : موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحي
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#98
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعد :
الشبهة لغة : "الإلتباس".
وقال الفيومي في المصباح المنير :
(الشبهة في العقيدة المأخذ و الملبس, سميت شُبهة لإنها تُشبه الحق)


وقال شيخ الاسلام ابن تيمية
(الشُبه التي يضل بها بعض الناس وهي ما يشتبه فيها الحق بالباطل) التدمرية (ص106)

وقال أيضآ
(لايشتبه على الناس الباطل المحض بل لابد أن يشاب بشيء من الحق) مجموعة الفتاوى (ج8/ص37)
ونحن في هذا الباب بإذن الله سنبين بعضآ من هذه الشبه ..


http://www.al-tawhed.net/shobhat/
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#99
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الشبهة (1): قول المشركين: الأولياء والصالحين لهم جاه عند الله. ونحن نسأل الله بهم



الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين , أما بعد :-
فهذه النواقض العشرة التي ذكرها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هي مبطلات للإسلام سميت نواقض لإن الإنسان إذا فعل واحدا منها انتقض إسلامه ودينه , وانتقل من كونه مسلما مؤمنا على كونه من أهل الشرك والأوثان نسأل الله السلامة والعافية . وهذه النواقض والمبطلات تبطل الدين والتوحيد والأيمان كما تبطل نواقض الطهارة الطهارة فالإنسان إذا كان متوضئا متطهرا , ثم أحدث فخرج منه بول أو غائط أو ريح بطلت طهارته وانتقضت وعاد محدثا بعد أن كان متطهرا , فكذلك المسلم المؤمن والموحد إذا فعل ناقضا من نواقض الإسلام انتقض إسلامه ودينه وصار وثنيا من أهل الأوثان , بعد أن كان من أهل الإسلام , وإذا مات على ذلك صار من أهل النار . وإذا لقي الإنسان ربه بهذا الشرك لا يغفر له كما قال تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وهو يحبط جمبع الأعمال , قال تعالى : (( ولو أشركو لحبط عنهم ما كانوا يعملون )) , وقال سبحانه : (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) . والجنة على المشرك حرام كما قال تعالى تعالى : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنه ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) فالشرك يبطل جميع الأعمال , ويخرج صاحبه من ملة الإسلام , ويخلد صاحبه في النار , والجنة حرام على من لقي الله به نسأل الله السلامة والعافية .

هذه النواقض أولها الشرك بالله عز وجل فمن أشرك بالله في أي نوع من أنواع العبادة فقد انتقض إسلامه ودينه , كأن يدعوا غير الله أو يذبح لغير الله , ولهذا مثل المؤلف قال: ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر , أو للرسول أو لملك من الملائكة أو لغير ذلك , وكأن يدعو غير الله أ, يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله , أو يركع لغير الله , أو يسجد لغير الله , أو يطوف بغير بيت الله تقربا بذلك الغير , أو أي نوع من أنواع الشرك , فإذا أشرك في عبادة الله أحدا من المخلوقين فإنه ينتقض إسلامه ودينه . هذا هو الناقض الأول نسأل الله السلامة والعافية .
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

الشبهة (2) قول المشركين :الكفار كانوا يدعون الأصنام ونحن ندعوا الصالحين


شرح كتاب كشف الشبهات في التوحيدالشيخ عبد العزيز بن عبدالله الراجحي


كتاب كشف الشبهات لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب


شرح كشف الشبهات الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك

البراهين الموضحات في نظم كشف الشبهات الشيخ محمد الطيب بن اسحاق الأنصاري المدني